أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - ما قبل الأسد وما بعد الأسد .. هل مات سقراط في مدينته الفاضلة ..؟؟














المزيد.....

ما قبل الأسد وما بعد الأسد .. هل مات سقراط في مدينته الفاضلة ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حتى العيون التي في طرفها ( حولّ ) لا بد أن ترى أن الأسد هو القبطان الأول والأخير لقيادة السفينة السورية , والشراع الذي طرزناها لمدة ثلاث سنوات من صبرنا و منذ بداية هذه الأزمة ودخولنا في بحر عامها الرابع , يؤكد أن مقاس هذا الشراع لا يليق حقاً إلا بعقل هذا الرجل , سواء كنت معه أو ضده , سواء أعجبك أم لم يعجبك , فأنت في النهاية تحت أمر واقع يفرض عليك التمسك برجل أثبتّ أن وجوده أهم بكثير من رحيله , وأنه صمام أمان أمام الاعصار الذي اخترعوه تحت مسمى الثورة السورية القذرة . وأنه طوق النجاة الوحيد الذي تستطيع أن تتمسك به لآخر رمق دون أن تخشى من أسماك القرش العربية والغربية .

وبلاط الحكم في مدينتنا الفاضلة لم يعد نظيفاً كما كان من قبل , وحتى الرهبان الذين ابتهلوا بصلواتهم كي يكسرّ الله المعبد على رؤوسهم في حال لم يرحل الاسد , تراهم اليوم يقرعون كأس المصالحة مع عدوهم اللدود الذي كانوا يطلقوا عليه إسم النظام فيما سبق , وحتى الجواري العربية اللواتي كانوا يمارسون الرذيلة على سرير نصرة الشعب السوري , قاموا اليوم للاستحمام من فيض القذارة التي طالتهم وطالت حكوماتهم , واكتشفوا بعد ثلاث أعوام من النباح والنكاح أن الحمل المزعوم للثورة السورية حمل كاذب وفاشل بشهادة كل أطباء العالم الذين باركوا هذه الولادة منذ بداية الوحم العربي على تفتيت سورية .

لقد دخلت الأزمة السورية التاريخ من أوسع أبوابه , وفرضت على دول عظمى أساليب رخيصة للتعاطي مع الأحداث , وغيرت الكثير من المعادلات المحبوكة على طاولة التنازلات , وجعلت الشعب السوري يدفع الثمن أولا وآخراً من جيبه ومن دمه ومن أرضه , ولم يستطع أحد حتى الان في علم المنطق أن يفهم ما سبب صمود سورية حتى اليوم ولما لم تسقط حتى الان رغم كل التجييش الاعلامي الخليجي والغربي وتشويه الحقائق والاموال التي فاضت مثل حنفية ماء مكسورة من أرض الحجاز , ورغم كل الضغوط التي مارسوها على هذا البلد من تجويع وتكسير وترهيب وقتل وتدمير , ورغم كل كتائب الاجرام التي ارسلوها الى سوريا تحت ذريعة نصرة الدين , يقف المنطق مثل أبله يفرك أصابعه غيظاً وكرهاً عاجزاً عن فهم السبب وراء صمود هذه البلد .

واليوم نقف على أبواب المدينة الفاضلة التي شوّهوا فيها كل معالمها , وهي تقرع أجراس الانتخابات لمرحلة رئاسية جديدة سيكون بطلها بلا منازع هو بشار الأسد , وإن الرقص على حبال الأصوات التي ستنتخبّ في المرحلة المقبلة ستكون رقصة سخيفة لا طعم لها ولا لون , لأن المسرح الذي كان قبل الأسد قد تغير كثيراً عما بعد الأسد , واذا كان في السابق من يدلي بصوته مرغماً ومجبراً وخائفاً من السلطات الأمنية كما كلنا نعرف , فاليوم سيدلون أصواتهم بكل قناعة مكتسبة من التجارب القاسية التي عاشوها طوال ثلاث سنوات في ظلّ هذه الثورة , فقد زادت شعبية هذا الرجل وصار أملاً لمن لا أملّ له , وقارب نجاة لمن سفينته غرقت في مستنقعات الثورة السورية . وخاصة بعدما تبينّ حتى للأعمى أن هذه الثورة كانت محضّ خيال أجنبي لا تمتّ للواقع السوري بأي صلة , وأن كل الغارقين فيها ما هم سوى أدوات رخيصة وأبطال كرتونية احترق فيلمهم حين لامسهم نور الفينيق السوري .

وهذا لن يمنع أنه ستكون هناك هجمة إعلامية غير مسبوقة , تتجاوز الحناجر المؤجرة والاقلام المسيّسة والشاشات المنافقة , وستصل الى درجة الطعنّ في أحقيّة الأسد للترشح لهذا المنصب , وهذا أمر طبيعي ومتوقع في ظلّ وجود خيوط عنكبوت سوداء تحيك شباكها حول ما يحدث في سورية , وكل التصريحات التي سيقوم بها بعض من يحتلون مناصب سياسية أو اعلامية ما هي سوى غبار على حذاء سوري قديم , لأن قيمتها لا تساوي حتى كمية الأوكسجين التي ابتلعها كي يتقيأ علينا بتصريحه , لأن المدينة الفاضلة أثبتت أن قوتها ليست في تاريخها فقط , بل في جغرافيتها التي طحنتّ كل جيوش العرب المرتزقة التي داسّت أرضنا تحت ذريعة إنقاذ الشعب السوري .

وجوقة النباح التي سنسمعها بعد فترة من شيوخ البترودولار ولاحسّي الحذاء الامريكي , لن يكون له معنى ولا وزن في ظل وجود منطق واحد يقول أن من يملك الشعب يملك الأرض ومن يملك الأرض يملك التاريخ ومن يملك التاريخ لن يستطيع أحد قادم من خارج التاريخ أن يحوّره أو يزوّره , واليوم من يقرأ التاريخ يعرف أن سقراط كان فيلسوفاً خيالياً استطاع أن يبني مدينة فاضلة فقط في رأسه ولم يعرف أنه بعد آلاف السنين ستقوم هذه المدينة الفاضلة على أرض الواقع , وأن كل دروسه التي تعلمناها على يد تلاميذه لا تساوي درس واحد من دروس الجيش العربي السوري , وكل فلسفته عبر التاريخ لا تغني من جوع ولا عطش أمام صمود الشعب العربي السوري , وأن كل نظرياته ستقف عاجزة أمام النظرية التي كسرها حزب الله في معركته مع الأفعى الصهيونية , وأن أسم سقراط كان من التاريخ حتى جاء الأسد كي يكتب التاريخ مرة جديدة ويعزف سيمفونية نصر وصمود وكرامة لم يسمعها حتى بتهوفن في كل تاريخه الموسيقي .

-
-
-


على حافة المدينة الفاضلة

ما قبل الأسد تماما كما بعد الأسد
لم يتغير الأسد ولكن فقط
تغيرت الأصوات التي تطالب برحيل الأسد

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متهم أنا يا سيدتي ..؟؟
- حين يفيض الوطن بالضفادع .. تصير سورية مستنقع كلّ مشتهي ..؟؟
- الى إخوتي المسيحيون.. كل عام وأنتم كفرة ونحن ارهابيون ..؟؟
- مواطن من هذا الوطن ..؟؟
- المرأة وطن ..؟؟
- حين أحببتكِ ..؟؟
- السؤال الشرقي الذي لا يموت ..؟؟
- لماذا يا حبيبتي لماذا ..؟؟
- أمي يا كل الحبّ ..؟؟
- ترى ماذا تفعلين الان ..؟؟
- كل حبّ وأنتِ كل الحبّ ..؟؟
- الحبّ عند العرب نار بلا حطب ..؟؟
- صباحك بسملة كل فجر ..؟؟
- قراءة أنثى مجنونة ..؟؟
- أنا وهي دائرة مجنونة هي مركزها وأنا محيطها ..؟؟
- الى أميرة قادمة من نفط الخليج ..؟؟
- إلى أسد سوريا .. أنت يا سيدي الرئيس رجل متهمّ ..؟؟
- تساؤلات نكرة في عقول قذرة ...؟؟
- مولد الرسول يا بشرّ ...؟؟
- دعيني أحبكِ فالحبّ حرام من بعدكِ ...؟؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - ما قبل الأسد وما بعد الأسد .. هل مات سقراط في مدينته الفاضلة ..؟؟