بلال فوراني
الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 17:52
المحور:
الادب والفن
أعذريني أيتها الأميرة
إن لم تكوني مثلي فقيرة
مثلي ينام على الأرض
ويفترشّ كفيهِ حصيرة
لا مال يغنّيه من جوع
ولا ماء يطفأ عطشه
ولا سقف في بيته المهدوم
يحمّيه من حرّ الظهيرة
أعذريني أيتها الأميرة
قد تعبت من خطوطك الحمراء
ومللت من دوائرك المستديرة
لم يعد يهمني ما يهمك
فقد انتهيت من ثقافة العشيرة
مالك وجاهك لا يساوي شيء
أمام حرف من حروفي المثيرة
فلا تساومي على حبك بقلبي
فان قلبي دولة ولكنكِ لستِ فيه سفيرة
أعذريني أيتها الاميرة
لم أسألك يوماً في علاقتنا
كم تملكي من ذهب أو جواهر
أنا ما عرفتك إلا معجبة بحرفي
وأنتِ ما عرفتني إلا مجنون شاعر
لم يكن في بالي أنك ستكونين أميرة
مدججة بالعقود والخواتم والأساور
يبكي لك الشعراء وينحني لك الادباء
وتصرخ لأجلك الأصوات في الحناجر
يهتف باسمك كل شاعر وصولي تافه
ويكبّر باسمك المشهور سلفاً
مؤذن عاشق فوق المنابر
أنا يا أميرة النفط لا يوجعني فقري
فالفقير والغني يا صغيرتي
في ختام الحياة تساوي بهم المقابر
أنا يا أميرة النفط
رجل لم تهمه قافلة نساء يوماً
فهل تهمه امرأة تلبس تاجاً
لأنها تظنّ أنها بمالها
سيغفرّ لها الربّ أكبر الكبائر
أعذريني أيتها الاميرة
لم يكنّ بودّي أن أترك لساني
يجلدك ويكتب فيكِ العجائب
لم يكن في بالي أنك ستلحقين يوماً
شعري وحرفي وجنوني مثل الكواكب
لم يخطر على بالي أنك ستتصيدين كلامي
مثل الذئاب أو ربما مثل الثعالب
لو كنت تعرفين الحب حقاً
أو عرفتي ما معنى أن أكون كاتب
لعرفتي أنك مجرد لصّة جميلة
كانت تبحث عن متعة جديدة
في قلبها المنافق و الكاذب
مجرد أميرة لا تملك سوى
أن تشتري الناس بمالها
وهم يتعربشون بقصرها
كأنهم طفيليات أو طحالب
أعذريني أيتها الأميرة
أنتِ لستِ قتيلة حرفي
وأنا لست بكل تأكيد القاتل
كيف للبحر أن يصادق السفن
وليس فيه شواطئ أو سواحل
كيف للسجن أن يضحك
وهو مكبلّ بالقيود و السلاسل
كيف لقلبك السخيف أن يحبّ
إذا صار فندقاً يستقبل آلاف القوافل
أعذريني على كلامي الجارح
ولا تقولي عني رجل حقير سافل
قد حاولت أن أجعلك أنثى حقيقية
واسألي رعشة قلبك ورجفة نبضك
وكيف كانت تتخبط فيك المفاصل
ولكن عبثاً أن أصنع امرأة
وهي تظن أنها قادرة
على جعل العاقر حامل
بربك أيتها الأميرة
هل أستطيع أن أحبّ امرأة
تظن أن الربّ أجير عندها
أو يشتغل عندها مثل أصغر عامل
-
-
-
-
على حافة النفط
لا تتعبي نفسك يا أميرة النفط والآبار
أنا لا أكتب الشعر لأجل الدرهم والدولار
ولست مأجورا عندك يكتب لك ما تريديه من أشعار
كل مالك وجاهك وتاجك لا يسوى عندي أكثر من غبار
فأنت لم تكوني في حياتي سوى نزلة برد أصابتني في جو حار
بلال فوراني
#بلال_فوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
