أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - سنة جديدة إذن أليس كذلك ..؟؟














المزيد.....

سنة جديدة إذن أليس كذلك ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 23:17
المحور: الادب والفن
    


سنة جديدة إذن أليس كذلك
لا أدري ما هو الشعور المناسب والذي يليق به أن نستقبل سنة جديدة
هل نرتدي له ثوب الفرح على إعتبار انه سيكون أفضل من الذي سبقه
أمّ نرتدي له الأسود لأنه يعلن كل مرة قربّ أجلنا الذي نطيله بالأمل الخادع
هل نفردّ له السجاد ونحرق له البخور ونهنئ أنفسنا بوصولنا الى سنة جديدة
أم نرفع الاصوات ونندبّ على الأيام التي راحت من عمرنا طوال سنة ماضية
هل نفرح ونضحك لأننا حققنا انجاز عظيم ببقاءنا أحياء حتى آخر السنة
أم نبكي ونذرف الدموع على من غادرونا دون سابق موعد في هذه السنة ..؟؟

سنة جديدة إذن أليس كذلك
نحن كائنات مرضى بالتقويم والزمن , ومهووسون بالورق المطبوع لهذا لأي زمنّ
التقويم الميلادي سيخبرك أن سنة كاملة بأيامها ولياليها قد غادرتك دون أن تشعر بها
هكذا بكل بساطة سنة بطول ( 365 ) يوم تمر أمام عينيك مثل مسلسل مكسيكي طويل
ترفع نخبّ السنة الجديدة ضاحكاً وأنت ترى العد التنازلي كي تنتهي هذه السنة وتبدأ غيرها
تحتفل مع الأصدقاء وتعانق الأحباء وكأنك خرجت من سجن كان مدة الاعتقال فيه سنة كاملة
وكأنك الناجي الوحيد من سنة لم ترى فيها خيراً أو الباكي الوحيد على سنة لن ترى مثلها يوماً

سنة جديدة إذن أليس كذلك
نحن كائنات معجونة بعشق النهايات ,وهذا ما يبررّ احتفالنا بنهاية السنة وخاتمته
وغالباً ما نتذكر آخر شيء حدث لنا مع أي شيء وكأنه الميزان الحقيقي لقياس الامور
فأنت في الحقيقة تتذكر آخر موقف سلبي مع شخص ما كي تبرر كرهك له وحقدك عليه
متناسياً تماما كل المواقف التي مررتم بها قبل أن تصلوا الى هذا الموقف الأخير البارد
نحن في الحقيقة نشوهّ حياتنا بالنهايات المفتّعلة مع الآخرين كي نبني بدايات جديدة مع آخرين
نحن كائنات لا تعترف أبداً بالبدايات وتظل أعناقها مشدودة الى الخاتمة حتى تنتهي الحكاية كلها

سنة جديدة إذن أليس كذلك
في العام الذي يغادرني اليوم حدث الكثير من الأمور أكبرها أني تخليت عن مهنة الحلم البريء
وتنازلت عن الكثير من مشاريع رسمتها في قلبي وتركت عقلي يهندسّ لها الأرض والديكور
فقد أكتشفت أن عقلي لا يحتمل كمية هذه الأحلام المحشوة في رأسي بدون أي أمل بتحقيقها
والمكان لم يعد شاغراً لهذه الأحلام التي فاحت رائحتها وأنا أكدسّها وراء بعضها البعض
لقد تنازلت أيضاً عن الكثير من الاصدقاء الافتراضيين الذي فرضهم عليّ واقع افتراضي
لقد تنازلت عن أحزاني التي كنت أرتبّ لها هنداما يليق بها كأنها ملكة في عرشها الفاخر
وتخليت أخيراً عن وداعة الحمل في صدري وصرت مثل الذئب أنام بعين واحدة فقط

سنة جديدة إذن أليس كذلك
هذه السنة سأكتفي بالقليل من الأصدقاء الحقيقيين وبالكثير من دعاء أمي
لأني أصبحتُ محترفاً في اجتذاب الأعداء لي وصرت منارة لكل السارقين
وأعدائي اليوم يفوقون قدرتي على صدهم أو ترصدهم لخطواتي في كل مكان
وسارقي حرفي يمارسون السطو المسلح على أبجديتي بطريقة سافرة جداً جداً
ودعاء أمي فقط يعمّي عيونهم عني ويصدّ كل كيدهم الرخيص ويجعله في نحرهم
أحتاج هذه السنة في اليوم الواحد 365 دعوة من أمي كي تردّ عني حقدهم وحسدهم
وأحتاج قليلاً من الهدوء كي أستطيع ان أكمل روايتي التي توقفت عن كتابتها منذ سنة
أحتاج قليلاً من الفرح فقد كانت هذه السنة مليئة بالأوجاع والأحزان والموت العشوائي
أحتاج قليلاً من الهواء النظيف فقد عشّعشّ الغبار في صدري من كثرة البيوت المهدمة
وأحتاج الكثير من الأدبّ فقد صرتً هذه السنة قليل الأدب باعتراف الاصدقاء وبشهادة الأعداء

-
-
-
-


على حافة السنة

أكره توديع العام لأنه يخبرني أني كبرت سنة
وأني اقتربت من حتفي المحتوم بمقدار سنة
وأني كنت أعدّ الأيام كي تنتهي السنة
و كل ما أخشاه
أن أنتهي أنا قبل أن تنتهي هذه السنة

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وأنتِ ميلادي ..؟؟
- الثورة السورية في جنيف2 .. حفلة تنكرية والدعوة مفتوحة ..؟؟
- مساء امرأة تشهقّ بالشوق ...؟؟
- ماذا تتوقع .. من أمة تعيش في مستنقع ..؟؟
- رسالة واحدة ... الى داعش وجبهة النصرة وأمهم القاعدة ..؟؟
- يا آل سعود قد أينعتّ نذالتكم وحان موعد قطافكم ..؟؟
- لا تعلمني الأدبّ في وطن قليل الأدبّ ..؟؟
- من يقطف عنقود جنيف 2 ومن يعصّر الخمر ومن يسّقي ربّه ..؟؟
- سوريا مصنع لتفريخّ الوطنيات على ذوقّ الحقيقة السورية ...؟؟
- كولومبوس أمريكا .. والأسدّ يكتشفّ خريطة الكنز المفقود ..؟؟
- مجلس الاختلاف الوطني السوري ومسرحية انتهى الدرس يا غبّي ..؟؟
- سنتين ونصف يا سورية وأنتِ صامدة في وجه ثورة همجية ..؟؟
- بين الأسدّ السوري والنسّر الامريكي .. كان هناك دبّ روسي ..؟؟
- القراءة الأخيرة في فصول كتاب المائة طعنة وطعنة في قلب سوريا ...
- قميص يوسف ودمائه في سوريا .. إنه الذئب يا أبتي ..؟؟
- أبو الهول ينهضّ في مصر وسحرة فرعون يسقطون في سوريا..؟؟
- الربيع العربي .. ونظرية داروين في أًصلّ العربّ ...؟؟
- هل صدق الله أم سقط الله ...؟؟
- الشعب المصري في مطبخ الاسلام والوجبة ( تمرد ) ؟؟
- العراة في الوطن هم أناس لا يملكون عورة كي يسترونها في الأصلّ ...


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - سنة جديدة إذن أليس كذلك ..؟؟