أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - هل صدق الله أم سقط الله ...؟؟













المزيد.....

هل صدق الله أم سقط الله ...؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 03:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن تدعو للدين يجب عليك أن تكون انساناً قبل كل شيء
لأنك حين تفقد انسانيتك لن تجد ديناً يبرر تصرفاتك وأفعالك
تماماً مثل الذي ذبحَ الجندي السوري واستخرجّ قلبه من صدّره
ثم بدأ يلوكهُ بأسنانه القذرة مثل الهمجّ وهو يكبّر ويصدّح بكلمة الله أكبر
فأنت حين تتخلّى عن انسانيتك وتنقلبّ الى حيوان جائع بريّ همجيّ سعران
لن تجدّ ديانة في الأرض ترضّى أن تفعل هذا باسّمها او تتشرفّ بفعلك هذا
لأنّ كل الديانات السماوية على الأرض تبحث دوماً عن معدنّ الانسان وجوهره
وحين يسقط الجوهر لا يبقى هناك أي معنى للمظهر .

وكل من تسوّل له نفسه الشيطانية أن يعبثّ بالدين ويشوهه على مزاجه
ما هو سوى شيطان من شياطين الانس التي حذرنا الرسول منها يوما
لأنه عقد صلحاُ مع ابليس وصدّق أنه يدافع عن الدين بجرائمه القذرة
تماماً مثلما يحدث حين يقول لك الشيطان احرق بيتك كله كي تقتل بعوضة
رغم ان البعوضة لا تحتاج الى كل هذا الحريق الهائل كي تقضي عليها
ولكن لان الجاهل لا يملك أي عقل فأنه يمشي وراء كلامه مثل البهائم
وحينها سيصدق أن القتل باسم الله هو جهاد وان الدعارة صارت جهاد نكاح
وأن الله في جنته ينتظره على أبوابها كي يهبّه الحور العين التي وعده بها .

قبل أن ترفعوا اسّم الله على أعلام سوداء تشبه قلوبكم المظلمة والظالمة
حاولوا أن ترفعوا الله في صدوركم وفي قلوبكم وفي عقولكم لو استطعتم
فالله لا يحتاج الى كتيبة مجرمين يتاجرون باسمه ويبيحون القتل تحت لواءه
والدين الذي لن يدخل العقل لن يدخل القلب ولو بعد ألف ضربة سيف
فحين أرسل الله موسى وأخيه هارون الى فرعون الذي ظنّ نفسه إلهاً
لم يقل لهما اقتلوه والعنوه وشردوا عائلته وانهبوا امواله واذبحوا ابنائه
بل قال لهم " قولا له قولاً لينا " لأن الله " ربّ " وليس " مجرم حربّ " .

واليوم أشهدُ بعيني وأسمع بأذني وأرى بقلبي ما وصلنا اليه
و أتساءل في نفسي ونفسي توسوس لي " أين الله من كل هذا؟"
أين الله من هؤلاء الذين يشوّهون دينه ويتاجرون باسمه ويلعبون بآياته؟
أين الله من الذين يبيحون الدعارة والسفالة والقذارة تحت ستار الدين؟
أين الله من هؤلاء لكي ينتقم منهم شرّ انتقام ويرحمنا من شرورهم وقذارتهم؟
أين الله لكي يدافع عن دينه ودين أنبياءه قبل أن يتحول الى خراب فوق خراب؟
أين الله من كل هذا ولماذا لا يفعل شيء أمام كل هذا السيل العارم من الحقارة؟
أين أجد الله وكيف أعرفه اذا كان من يقتلني ويذبحني وينحرني ينادي باسم الله؟
ومتى أناديه أنا اذا كان قاتلي يمسح سكينه من دمائي ثم يقوم كي يتوضأ للصلاة لله؟

اليوم نعيش على حافة الأمل لأن عقولنا صارت مؤجرة سلفاً للشيطان
وأهواءنا صارت أجيرة حقيرة لشهوتنا في المال والنساء وسفك الدماء
وأصبح كل بهلول يحفظ أيه من القرآن يظنّ نفسه عمر بن الخطاب
وكل من ربى لحيته شبرين صار من أتباع الصحابة رضوان الله عليهم
وكل من اسدلت الخمار على وجهها صارت أسماء ذات النطاقين
نحن نعيش اليوم مهزلة الاسلام حين يصير الرب مجرد فكرة نكرة
ويصير التاريخ مجرد مسلسل طويل يحذف منه المُشاهد ما يحلو له
ويصير الدين لعبة في أيدي تجار لم يعرفوا الدين سوى باللحية والسبحة
كي يستعرضوا عضلاتهم الفقهية حسب مزاجهم الجنسي المريض الخائب
ويغوصوا بمهارة في قشور الدين مبتعدين عن لبّ الدين وأركان الاسلام

اليوم نشهد أن سيوف الدين صارت مكسورة واستبدلوها بسيوف خشبية
وأن صلاح الدين الايوبي الذي لم يكن عربيا كان أشرف من كل عربي
وأن الذين يتفاخرون بأنهم من سلالة الانبياء ما أشبههم اليوم بأخوة يوسف
وأن أعظم من دافع عن هذا الدين كانوا غرباء عنه لم يولدوا من رحمه
وتركوا لنا الساحة نحن الاقزام الذين لا نفقه في علوم الدين مثلما يفقهوا هم
كي نحارب بصوتنا وحرفنا ضد المتأسلمين الذين يحرفون الدين عن مساره
لأن شيوخنا الاكارم والمحترمين جدا قد تخلوا عن دورهم في أنهم ورثة الانبياء
فالتصقوا باستديوهات الاعلام المرئي والغير مرئي بحثاً عن الشهرة والمال
لكي يتكلموا عن حكم امرأة في محيضها أو طفل احتلم أو الطهارة في دخول الحمام
بينما نخوض نحن معركة قذرة مع هؤلاء الذين يعتلون المنابر ويخطبون في أمة لا تقرأ
وشيوخنا الكرام الذين كنا نحترمهم ما هم سوى كلاب أسوأ وأوسخ من الشيوخ المتأسلمين
لأنهم خانوا ربهم قبل أن يخونوا حرفتهم وخانوا دينهم قبل أن يخونوا عقل المشاهد المسكين
لأنهم لم يقولوا قولة حقّ في حين ركضوا الى شاشاتهم كي يقولوا قال الله وقال الرسول ؟؟

لا عتبّ اليوم على كلّ مؤمن أنقلبّ الى كافر ولا على كافر انقلبّ الى مجاهد
فنحن اليوم نعيش فوضى الديانات وعبثية الأفكار والسقوط الاخير في مستنقع الجهل
ويلومونني حين أتطاول على هؤلاء الشيوخ المتأسلمين بحرفي البذيء أحيانا وبكلامي الغليظ
ولكن بربكم أروني واقع أوسخ وأقذر من الذي نعيشه حتى أتجنب الكتابة فيهم بطريقة بذيئة
أروني شيء يدفعني كي اتخلى عن لغة الحوار الدنيئة التي أحاورهم بها وأجلدهم بها
لقد وصلوا الى مرحلة الفحشّ في التأويل وفي التحريف وفي التشويه وفي التفسير
وصار الرب عندهم مثل الأرباب في عصر الجاهلية يصنعونه من التمر ومن أفكارهم
ينحتونه على مزاجهم الشخصي ويلونونه حسب ما تقتضي المصلحة الخاصة بهم
وأنا لا عندي منبر أقوم عليه ولا برنامج تلفزيوني أجعجع فيه ولا أنا خطيب يوم جمعة
فأنا لا أملك سوى حرفي هذا أشهره في وجوههم القذرة و أمام فتاويهم المريضة المنحلة
ولا أملك سوى الغيرة على هذا الدين الذي جاء به رسوله الكريم ليتممّ مكارم الاخلاق
فجاء من بعده قوم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويبيحون الدمّ والقتل والزنا
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (البقرة:11)
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (البقرة :12)
صدق الله العظيم

ومن باب العلم وللتنويه فقط للسادة الذين ينتحلون صفة رجال الدين
أنه لا يوجد في ديننا الاسلامي الحنيف شيء اسمه رجل دين
ولم نقرأ في تاريخ الاسلام أو في السلف الصالح عن هذا الأمر
لأن الدين ليس مهنة ولا حرفة ولا عمل مأجور نقوم به مقابل عائد ما
ففي ديننا الكريم يوجد علماء دين ولا يوجد ما يدعى رجال دين
لأننا كلنا رجال في الدين ولكن ليس كلنا علماء في الدين

-
/

على حافة الدين

الله
صدق في أقوالهم
ولكنه سقط في أفعالهم

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب المصري في مطبخ الاسلام والوجبة ( تمرد ) ؟؟
- العراة في الوطن هم أناس لا يملكون عورة كي يسترونها في الأصلّ ...
- أنا يا إلهي لستُ طائفيّ ...؟؟
- العقل السوري بخير ما دامت أجنحة فلسطين المكسورة في القصير .. ...
- بين موت العباد وحياة الفساد ..ومواطن سوري يعيش صباح الأضداد ...
- حسن نصر الله مجرم بحق العرب يجب مقاضاته بجريمة تشويه التاريخ ...
- سبحان من جعلنا إخوة في التراب فانقلبّنا في سوريا إلى إخوة كل ...
- ماذا سيفعل دون كيشوت العرب وطواحين الثورة السورية قد ماتت .. ...
- لا تعتبي يا قدس لا تعتبي فقد باعوكي كلاب العربِ..؟؟
- بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟
- تنبشون قبور الصحابة الكرام يا أولاد الحرام ..؟؟
- بهاليل و مساطيل والمهنة حُكام عرب .؟؟


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - هل صدق الله أم سقط الله ...؟؟