أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟















المزيد.....

بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تقصف اسرائيل بقعة عربية في دمشق , يغلي الدم في رأسك و تشعر بأن لديك كمية فائضة من الغضب , ولا تعرف على من تصبها , هل تصبها على القيادة السورية , أم تصبها على اخوان اليهود والدعارة , أم تصبها على جبهات الدين الفاجرة , أم على الدول التي مارست نكاح الصمت أمام عواء اسرائيل , أم تصبه على زوجتك المسكينة لأنها الوحيدة التي تتحمل نزقك الوطني , أم على أولادك الذين تفرقوا في ترابه بين عاشق وبين بائع , أم تصبه على جارك الذي اقتنع أن الله يقف مع اسرائيل ضد عدوها اللدود السوري , أم تصبه على مختار حارتك الذي يتاجر بتوزيع الغاز على اشخاص يهمه امرهم , أم على المحافظ الذي لا يرى سوى بعين واحدة , أم على الوزير الذي يشرب النسكافيه في مكتبه وهو يقول لك أن سوريا بخير طالما ان كرسيه ما زال بخير .

المضحك والمبكي في ما حدث من هذا العدوان السافر على سوريا , أن بعض الدول قد هللت لهذا العدوان وطبلت وزمرت واقامت الافراح والاعراس , متناسيين تماما ان اسرائيل عدوة العرب اللدودة , وان سوريا بلد عربي وشعبها عربي وترابها عربي , هنا تستوقفك الضحكة الصفراء التي ترسم ملامح الدهشة من قذارة البعض ودنائة الاخرين , فكل من هلل لهذه الغارة على سوريا هو بصريح العبارة ابن داعرة امه كانت تعمل عاهرة في حانات اليهود , كل من أقام الافراح لهذا الغدر الحقير على سوريا هو ليس اكثر من مجرد كلب يعوي لا شرف عنده ولا اخلاق ولا حتى خصلة وفاء , كل من صلى ركعتين شكرا لله على هذا الاجرام هو مريض نفسي يعاني من انفصام في دينه المشوه , كل من أطربه وقع التفجير في سوريا هو شخص مهزوم في أعماقه يتسول اي شيء كي يظهر نفسه على أنه ليس من الساقطين في مستنقعات الفشل , كل من يأتي ويقول الان ان اسرائيل صارت حليفة للعرب على العرب عليه ان يراجع أقرب مستوصف كي يحللّ دمه ويكتشف النتائج الفاجعة بأن دمه من دم الخنازير التي لا يهمها من يعتلي انثاه ولو طال الامر ان يعتلوا امه واخته فلن يبالي ولن تهزّ شعرة في رأسه , , فالذي يفرح لما حدث هو شخص بنهاية الكلام ليس أكثر من ديوث أمه فاجرة وأخته عاهرة وشرفه من شرف المراحيض الاجنبية وعقله لا يساوي حذاء قديم ودينه مثل دين الاسواق قابل للبيع والشراء والربح والخسارة حسب صرف العملة الأجنبية في سرير عائلته.

المؤسف في الامر هي حالة التشنج التي انتابت الجميع بانتظار الرد , وفي مقال سابق حين حدث العدوان الاول قبلفترة قلت وقتها أن الرد ما ترون ليس ما تسمعون , وحينها ظهر الرئيس بشار على الاعلام السوري كي يقول ان اسرائيل قد تلقت الرد وهي تعرف هذا مسبقاً , ولكن نحن للاسف لم نعرف وربما ليس علينا ان نعرق ما يحدث , لأنه من المستحيل أن تقوم باستفتاء شعبي على كل قرار رئاسي , وإلا ما داعي أن يكون لهذا الشعب رئيس وما الداعي أن يكون لهذه الامة زعيم , طالما أن الامور اللوجستية ستيصر تحت رحمة الفران وبائع الغاز ومعلم التلاميذ وعامل النظافة . كل من لنا دوره في هذا الوطن وهذا الرئيس منتخب من الشعب كي يقوم نيابه عنهم بحماية هذا الوطن باتخاذ قرارات وتدابير تحول بين خراب البلد او هزيمة الوطن .
نحن ننتظر الرد مثل المشاهدين الذين يتابعون مبارة كرة قدم , وننتظر رأس الحربة ان يباغت الخصم في آخرلحظة بضربة عسكرية من رأسه النووي يدخله في مرماه , أو بضربة ركنية من حزب الله تأتي في عارضة السواحل الفلسطينية , أو بضربة ثابتة من القدم السورية من خارج خط المرمى تخترق شباك حارس المرمى بضربة صاروخية لا مثيل لها . ولكن هذا الامر لم يحدث ولن يحدث , لأن القضية أكبر من مبارة كرة قدم رغم أن المقاربة الوحيدة التي تليق بهذا التشبيه هو كرة القدم والشعب السوري , لأنه الوحيد الذي يتطاير هنا وهناك بكل أقدام اللاعبين وحتى للأسف المتفرجين أيضاً دون وجود حكم مبارة يعلن نهاية الأزمة.

خلال سنتين ونيف لم يستطع هذا الربيع العربي أني ينال من سوريا , ولم يستطع أن يزرع فيه سوى الزهور المبللة بدماء الشهداء , وأن يرشّ عليه نسمات الخراب والدمار في كل الارجاء , لكنه لم يقدر أن يعلن نفسه موسماً رسميا في هذا الوطن , برغم كل الحشد الهائل الذي قامت بها كلاب الناتو ودول الذل والخزيّ وفقهاء الثورات ومحللي النشرات وعاهرات الغناء العربي وشيوخ مهرجين وأنصاف مثقفين يرضعون المال من قنوات الفجر والعهرّ ومن كلاب ما زالت تعوي على الوطن من خارج الوطن .إلا أنه لم يقدر ان ينال من صمود سوريا ولا من صبر شعبها .
الضربة الاسرائيلية لها محللين استراتيجيين سيخرجون علينا كي يتقيؤوا بتحليلاتهم الخزعبلية , ولها مفكرين جيوسياسيين يفهمون ابعاد ما يحدث , ولها عسكريين في الميدان يعرفون ما يحدث , ولكن لنا نحن الظاهر فقط لا اقل ولا اكثر , وبما أننا خلال سنتين كنا نمشي بثقة عمياء وراء القيادة السورية , والتي أثبتت خلال هذا الوقت انها لاعب خطير جدا لا يستهان به ابدا , وأنها قادرة على حلّ المشاكل بدبلوماسيتها الباردة التي جمدتّ حياتنا كلها , وأنها قادرة بالفعل على امتصاص أي غدر جديد عربي كان أم غربي فلم يعد يهم من أين تأتي الطعنات , أجدني رغماً عني أمشي وراء قراراتها وأنا مغمض العينين , لأن السوري على أي حال قد صار شاهد عيان رسمي للوطن على ما يحدث فوق ترابه وهو الشاهد الوحيد التي لم تتبنّى الجزيرة أقواله ولا انفعالاته كونها متعاقدة فقط من عصابات الاجرام وجبهات التكفير ومافيات الاعلام العاهر .


لقد وقفنا مدة سنتين مع بعضنا متلاحمين , تارة بالسلاح وتارة بالقلم ,
واستطعنا أن نتجاوز أسوأ الكوابيس التي مرت علينا واستطعنا أن نعتصر الألم رغم الوجع الذي يحيط بنا ,
واستطعنا أن نثبت للعالم أننا عصيون عن التكسير مهما حاولوا من زرع التفرقة بيننا ,
لأن ايماننا بالله اكبر من كل شيء ,
وايماننا الثاني بالقيادة السورية لا يقارنه شيء ,
وايماننا الأخير أن نصرنا لا محالة هو الحل الأخير لكل شيء .


-
/

على حافة سوريا

الدين لله والوطن ليس للجميع
الوطن ليس لكل من يتاجر فيه ويبيع
الوطن ليس لكل خائن شرفه وضيع
وليس لمن صار لإسرائيل خادم مطيع
وليس لمن يكبرّ وبلده تموت امامه وتضيع
مكاننا نحن فوق الارض في هذا الوطن الرفيع
ومكانكم في أدنى الأرض في المجاري والبلاليع

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنبشون قبور الصحابة الكرام يا أولاد الحرام ..؟؟
- بهاليل و مساطيل والمهنة حُكام عرب .؟؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟