وشم على خدي الأيسر

ابراهيم حمي

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 19:37
المحور: الادب والفن
    

أه يا وشما على خدي الأيسر
هل حفرتك الأيام... يا ترى
أم رسمك الزمان على خدي الأيسر دون اليمين؟
أم تركك القدر الغادر...
وشما للذكرى؟
أم علامة على طيبوبة فؤادي؟
وسذاجة أحاسيسي
وسوء اختياري للأقدار...
شكرا للصدفة الأخيرة
وشكرا للدرس.
وحدها الصدفة أتقنت اللعبة
وأنصفتني ألف عام أخر...
دون طلب مني أو رغبة...
شكرًا للصدفة...التي
أيقظت كل منابع الشوق القديم
وأفاضته... بحرا من العشق
وأحيت روحا قتلها الجحود
وبصم النكران على جسدها
وشما غائر...
شكرًا للصدفة التي علمتني أن
قلوب العاشقين لا تموت...
في لحظة الجفاء...

وبين عشية وضحها
أنهت الصدفة حلما مزعجا
ظننته حلمي الأخير...
شكرًا للصدفة.... وحدها أخبرتني
أن السعادة لا تقاس بالأعمار..

وحدها الصدفة أنقدتني
من كوابيس الأحلام...

وحدها علمتني أن قلوب العشاق
لا تفنى ولا تباع ولا تموت...
إنما تقدم هدية على كف للحبيب...
آه يا وشما نقشته الأيام على خديا الأيسر دون اليمين...
وقالت ليا الصدفة أن...

الهجر... ميلاد أخر
و ولادة جديدة لقدر جديد...
ثم قالت...

الهجر أمان من الخوف
وبداية لعشق جديد
ونهاية.... لقصة ولحزن قديم
وحكاية لم تبتدأ على صفحة
العمر ولم تكتب بعد
ولم تقرأ فصولها الأخيرة..
فشكرا للصدفة التي
لم تحدثني
عن حكاية الغراب
وقصة حب فاشل
وأمل زائف
وشساعة برا قاحل..
ثربته لا تنبت...
ورودا ولا تنبت زهورا..
كم انتظرت جفافك أن يزول
كم انتظرت... لولا الصدفة...
علمتني وأخبرتني
أن جفافك مزمن و...
سمائك لا تمطر...
فهجرت أرضك القاحلة
وحضنك البارد
وشوقك المصطنع
ووعدك الضائع...

فشكرا للصدفة... ألف شكرًا
أرجعتني عشرين عام أخرى
تلقيت فيها كل وعود الشباب
أه يا قدري الجديد...
أه يا وشما على خدي الأيسر
دون اليمين،
لو كنت أنت بلقيس زماني...
لأصبحت أنا نزارك المرتقب...
فلتذهب كل عصور الشعر...
وكل الأمنيات...
وليحضر قدريا الجديد..
فأنا نزارك المرتقب
ونزارك المفترض...
وعلى خدي الأيسر وشما...
ورمزا.. لألف قصة...
وحكاية واحدة...
على على خدي الأيسر.

#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات