أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إيرينى سمير حكيم - المجتمع بين جن ريهام سعيد وتنوير خالد منتصر















المزيد.....

المجتمع بين جن ريهام سعيد وتنوير خالد منتصر


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 02:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


فى مقال سابق بعنوان "الجن لريهام سعيد محاولة للرد على القس مكارى يونان مع طونى خليفة"، قد تحدثت بشبه استفاضة فى بعض النقاط التى أخذتها نموذجا، لتوضيح إشارات تعمد البرنامج إرسالها للمشاهد بطرق ملتوية، عالية السذاجة والغباء، ناجحة نسبيا اعتمادا على خوف لدى مشاهدين، ولقد تعمدت فصل هذا المقال عن الأخر، حتى يكون هناك فرصة لتفسير وتحليل منطقى قدر المستطاع لاتجاهين مختلفين، يتبارزان الشعبية فى المجتمع، وهو ما قدمته المذيعة ريهام سعيد فى حلقة الجن وما على شاكلتها من حلقات، والاتجاه الأخر هو إحدى الردود عليها، والذى كان من المتوقع أن يكون تنويرىّ للكاتب الكبير خالد منتصر، والذى قام بطرحه على صفحته الخاصة على الفيسبوك، ثم قام بتحويله إلى مقال يستعرض فيه نفس النقاط المحورية، فى رأيه المطروح فى سطور بسيطة على صفحته.

ففى المقال السابق سبق وتحدثت فيه بخصوص حلقة الجن، وهذا المقال سأتحدث فيه عن الرد عليها، من قِبل الكاتب خالد منتصر، والذى جاء كذلك:

"ليه الجن مابيركبش إلا المسلمين والغلابه منهم بالذات .. هما الجان مابيعرفوش سكة اليابان أو أمريكا .. هل مابيعرفوش ياخدوا الفيزا أو الشينجن؟؟ ..وليه الجن لو لبس واحده ست ليه بتبقي وحشه..ليه مافيش جن ركب صوفيا لورين أو كيم كارديشيان!!"

والآن سأتحدث أولا عن أمثلة قليلة متنوعة من كلتا البلدين لتوضيح حقيقة معطيات أولية، ومن ثم الرد على رد الكاتب خالد منتصر، لنتوصل ما هو المنطق الذى من المفترض أن نتبعه كمجتمع، للحصول على نتائج واقعية حقيقية، ترد على حلقة مثل التى قدمها هذا البرنامج، وتجهض تأثيرها الوهمى على مشاهديها.

خطف وتعذيب الكائنات الفضائية

هناك شهادة من امرأة أمريكية روت أنها استيقظت فى الفراش، وهى ترى كائنات فضائية رمادية اللون، تقودها إلى مركبة فضائية تنتظرها حيث التقت فيها بآخرين مثلها فى نقطة الانتظار، وتصف تلك الكائنات الرمادية بأنها نحيلة وقصيرة، وهناك أيضا كائنات أطول منهم لكنها أكثر ذكاءا، ويستمر تحديقهم لها طويلا بعيونهم الضخمة التى تذكر عنها، أن المرء أمامها يشعر وكأنه ضائع فيها، وانه أحيانا يقتصر الأمر على مجرد معلومات يحتاجونها الفضائيين من البشر، وأحيانا اخرى يتعرضون للمرء جسديا، حيث من الممكن ان يضع احدهم آلة حادة فى انف الشخص أو أذنه، وأحيانا يكون الأمر مؤلما كثيرا ويكونون عدوانيين، وأحيانا يكون الأمر أكثر خطورة من ذلك، حيث يؤخذ من الرجال عينات من الحيوانات المنوية ومن النساء بويضات، وتزرع فى داخلهن أجنة أو تنزع منهن، وهناك شهادة أخرى تقول أنهم يأخذون جنين نتاج من البشر ومنهم، ويضعونه بداخل بشرية لتحمله عشرة أسابيع ثم يأخذونه مجددا!.

مع العلم أن هناك توثيق لشهادات أكثر من مليون امريكى وأمريكية، بتعرضهم للخطف والتعذيب من قبل كائنات فضائية فى صحون طائرة.

نبؤة الزومبي

قصص الزومبي فى أمريكا والتى لا يعتبرها البعض أنها مجرد خيال فى فيلم، من حيث إحياء جثة بالسحر الأسود أو بسيطرة روح ما عليها، أو غيرها من التصورات لتحويل بشري لزومبي، بل يجدونها حقيقة تحدث ويتنبئون بتفشيها فى دول العالم، وانه خطر قادم سيلتهم الإنسانية، بل وقد سجلت أكثر من حالة فى أمريكا تذكر أن هناك أشخاص توفوا ثم عادوا إلى الحياة بمفعول السحر الأسود، حيث تم السيطرة على أرواحهم وتحويلهم إلى زومبي، اى استعباد ساحر لروح هذا الشخص.

كنيسة الشيطان

كنيسة الشيطان التى أسسها الفنان الامريكى انتون ليفى فى كاليفورنيا فى ستينات القرن الماضى، أليس لها أتباع ومازال ينضم إلى تلك العبادة عباد، وأتباعها فى ازدياد؟!! بل وكانت الجذر الذى يمد فروع هذا الفكر فى العديد من الدول لتلك العقيدة الشيطانية، حتى انه فى سبتمبر هذا العام فى رد على قرار مجلس التعليم مؤخرا في مقاطعة أورانج بولاية فلوريدا، حيث السماح بنشر المواد الدينية في المدارس العامة، فقد أعلن المعبد الشيطانى بأنه سوف يحذو حذوها، من خلال توفير المواد الشيطانية للطلاب خلال العام الدراسي الجديد، ومن بين المواد التي سيتم توزيعها فى الكتيبات، هى مبادئ المعبد، وفلسفة، وممارسة عبادة الشيطان، وكذلك معلومات عن الحق القانوني لممارسة عبادة الشيطان في المدارس.

اغتصاب الشيطان لإناث

على سبيل المثال قصة حقيقية لامرأة أمريكية تدعى Doris Bither، تلك المرأة أمريكية من كاليفورنيا وقد ادعت مؤكدة فى شهاداتها، بمعاناتها من تعرضها للاغتصاب مرارا وتكرار من قبل كيان لا تراه، وقد بنى على كلامها رواية للكاتب Frank Defelitta نشرت فى 1972، وتم تحويلها لفيلم سينمائي قامت ببطولته النجمة Barbara Hershey، قدم فى 1981 بإسم The Entity اى الكيان، وللعلم فتلك المرأة كانت جميلة وغيرها ممن ظهروا بشهادات مماثلة فى أفلام وثائقية، وليس كما يقول الأستاذ خالد أن الأقل جمالا هن من يصيبهن هذا الفكر أو الوهم بلبس الجن والمرض، ربما فقط لم يتعرين تماما مثل كيم كارديشيان أثناء تدوينهن لشهاداتهن!، وهناك الكثير من تلك القصص التى دونت فى هذا السياق لتُذكر، إنما كان هذا نموذجا على سبيل المثال.

جماهيرية أفلام الرعب

إن ملفات السينما الأمريكية تستعرض العديد من أفلام الرعب المبنية على قصص حقيقية وخيالية، ومن الحقيقية نجد منها ما تسرد قصص طرد الأرواح، أو سكنى منازل بأرواح مجهولة، وقصص تحكى حياة أشخاص عانوا من اسر كيانهم لقوى روحية شريرة، استعبدتهم ولم يستطيعوا التخلص من سيطرتها أو من استطاعوا التحرر منها، ومن الهام الإشارة إليه هنا هو أن هناك العديد من الأفلام الوثائقية التى تسرد ذلك أيضا وليست السينمائية فقط.

ظاهرة ال "كاناشيبارى" فى اليابان

أما عن اليابان فسأذكر مثالا واحد حتى لا أطيل على القارئ.
نجد فى اليابان ال "كاناشيبارى" هى ظاهرة الشلل النومى، إنما فى مفهوم العديد من اليابانيين، حتى يومنا هذا، يفسرها الكثيرون ممن يختبرها منهم او يعرف عنها، على انها شلل بسبب الأشباح، وهى فى الأصل ظاهرة طبيعية تحدث فى بعض حالات النوم، يحدث فيها شلل تام يصيب العضلات لدى أول لحظات الاستغراق في النوم أو الاستيقاظ منه، ويمنع الشخص من الحركة والكلام، ويُمكن للشخص أن يصاب بنوع من الهلوسة البصرية أو السمعية، فيرى أو يسمع ما ليس واقعا في الحقيقة، مما يضاعف من شعوره بالخوف والتوت، حيث يمكن أن يحدث انتقال من الصور المكونة للحلم إلى الواقع فى الغرفة، فيعتقد المرء أن هذا شبح ويفسره كل مختبر لتلك الظاهرة بحسب حضارة بلد هذا الشخص، ففى الصين تسمى عذاب الأشباح، وفى بريطانيا كابوس شيطانى يهاجم النساء أثناء نومهن ويشل حركتهن، وفى مصر يقال عليها الجاثوم، لذا فنجد بذلك أن الكاناشيبارى وهو المفهوم اليابانى الشائع عن أشباح تجثم على جسد النائم لتشل حركته، هى حالة تعكس تصديق البعض بأشباح حتى بعد أن قدم لها تفسير علمى واضح فى عصرنا الحالى، إنها ثقافية شعبية تؤثر فى العديدين برغم العلم والتقدم.

ومن الجدير بالذكر أن علماء فسروا ظاهرة كانيشبارى فى اليابان على أنها ظاهرة التخاطب، والتعرض للكائنات الفضائية فى أمريكا حيث يتشابه جميعهم فى سرد الحالة الأولى من الاستيقاظ على صورة شبح يفسر ماهيته كل منهم بمفهوم ثقافته.

وجهات نظر لواقع انسانى واحد

إن الإنسان هو الإنسان فى شعوره تجاه تلك الأمور التى يجدها خارج سيطرته وأقوى من استيعابه، إنما هناك اختلافات فى رؤية تلك الأمور وفى النظرة لها، قد خلقتها الثقافات وتباينت فيها الحضارات، فهناك ثقافات منها من يجد تلك القوى السلبية فى ثوب أشباح، ومنها من يرى أنها فضائيين، ومنها من قانع بأنها جنىّ، ومنها من يؤمن أنها شيطان، كل تلك الاعتبارات المختلفة موجودة وربما غيرها حتى وإن بقيت الحقيقة واحدة، وأنا لن أناقش رأي الشخصي فيها هنا ولا يعنينى إضافته ولن يُجدى المقال فى شئ، ولا ابحث عن توجيه معتقدات القارئ.

إنما فقط ما وددت قوله فى الكلام السابق، هو سرد سريع لنماذج قليلة جدا من أفكار بشر تجاه أمور غيبية سلبية، فى دولتين قد أتى بأمثلة عليهما الكاتب خالد منتصر، وذلك لا تبريرا لتفشي الجهل فى مجتمعنا، والذى يسمح بانتشار فكر أمثال هذا وأمثال تلك، حتى يتلاعبوا فنيا أو إعلاميا أو أدبيا بأذهان أناس لا يستفسرون ولا يبحثون ولا يدققون، ومُرَوضون تماما بلجام الخوف المُحكَم السيطرة عليه بشتى الطرق، ومنها تغييب الذهن وتشويشه، سواء بجهل أو بنصف ثقافة.

إنما بعد تلك المتاجرة بالجهل، أين العلاج الجاد؟
هل التهكم الخالى من المنطقية سيُجدى أو يفيد؟
هل نواجه الزيف الآن بمعطيات زائفة؟
فلن تكون النتائج حقيقية وقادرة على هدم الجهل والمتاجرة به

لقد كان من المتوقع انه عندما يخرج إلينا كاتب بثقل خالد منتصر، وبوزنه الثقافى والفكرى للرد على ما قدمته تلك المذيعة، هو أن يقدم ردا مفحما فى صميم الإقناع والحجج ثقافيا ومهنيا، إنما للأسف كان الرد عميق فى الاستسهال وسطحى فى المعرفة، حتى يوافق عليه أخيرا العديد ممن يقولون أنهم مثقفون وتداولونه بتمتمة أخرى مؤذية كذلك، فهى موجة من معرفة سطحية وزائفة أخرى لا تقدم حلولا، ولا تشفى شغفا ولا، تداوى معلولا نفسيا أو روحيا، ولا تُقنع من حقا يبحث عن إجابة بموازنة ومنطقية!.

الفرق بين الشرق والغرب

إذن ما هو الفارق بين الشرق والغرب أو أمريكا ومصر، حيث التعامل مع الغيبيات وما هو خارج سيطرة الإنسان؟!

أن هناك مثقفون حقا يصنعون توازنات تنويرية واقعية للعامة، يُفندون الحقائق ويضعون كل منها فى نصابها الحقيقي، ولا يستسهلون تدوين الكلمات العشوائية التى تصنع دويا عاجزا بين الآراء، بل إنهم يردون على أسئلة الناس ويكشفون الزيف بمنطق وحرفية فى التحليل والتدوين، ويتركون الفرص للتفكير والقرارات.

فالأمر لا يحتاج استعراض كلام مثل ما تفعله ريهام وغيرها ممن فقط يسعون لاستعراض أمور لإدهاش الجمهور وحسب.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجن لريهام سعيد محاولة للرد على القس مكارى يونان مع طونى خل ...
- أما قانون الله فهو يحمى المغفلين!
- يوسف الصدّيق بين سلم الخَدم وسلم المجد
- العمى ليس قدر مولود الذئب ولا العتمة قدرك
- عبيد الحرية
- أنا كَون جديد لله
- فيلم فيلا 69 يربط بين قيمة الإنسان والأثر والفن
- كرامة الأنثى وقبول الأرض
- الغرور علف الحمقى والكبرياء معلفهم
- يواجهنا الله بأنفسنا فى الطبيعة
- فَكِرن قبل الغناء
- الطبيعة درس من الله
- عصفور إن سقطت فلآكل لا لأنبطح
- ارفع رأسك يا جدعون بين بنايات بابل الشاهقة
- فليُغشى صدق مجد مريم العذراء على كذب مجدك
- فليُشغى على كذب مجدك صدق مجد مريم العذراء
- ولفضلات الشيطان وعد بالحياة
- احذروا أن توقظوا الأحصنة التى بداخلكم
- ماذا لو كانت Jennifer Lopez شابة فى مصر 2014؟!
- إلى المزيفين من كل من


المزيد.....




- بحضور إيتمار بن غفير.. تظاهرة في سديروت تدعو لبناء مستوطنات ...
- -وضع العبوة مباشرة تحت الدبابة-..-القسام- تستهدف جنود وآليات ...
- بوتين يوقع المراسيم بشأن تعيين الوزراء الجدد
- السعودية.. الملك سلمان بن عبد العزيز يرحب بـ-ضيوف الرحمن- ال ...
- وسائل إعلام إسرائيلية تكشف حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي والمس ...
- أندريه بيلاوسوفوزيرًا للدفاع في روسيا: ألغاز ومفاجآت ودلالات ...
- مراسلتنا في لبنان: غارة جوية إسرائيلية تستهدف سيارة بمدينة ص ...
- بلينكن: تكامل أوكرانيا مع الناتو سيدعم بسلسلة من الاتفاقيات ...
- الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان عدة مناطق في شمال غزة إخلاءها ...
- مهرجان كان: هل يعكس الفن السابع الواقع؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إيرينى سمير حكيم - المجتمع بين جن ريهام سعيد وتنوير خالد منتصر