أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - عبيد الحرية














المزيد.....

عبيد الحرية


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 02:19
المحور: الادب والفن
    


ألا تعلمون لما قال الشاعر
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد؟!
ذاك لان الموت يحرره هو
أما انتم فمازلتم تحيون بروح العبيد

أتعلمون من هم العبيد؟
أتدركون ما هى العبودية؟
وإلى اى فريق ينتمى مستعبدوها؟
وما المقصود بالقيصر؟
ذاك الذى رمزيته لا تتوقف
على إشارة سياسية
بل إشارة على كل سلطان
لشخص على تابعية فى شئ

وعليكم أولا أن تتأكدوا
من أن كل قيود الإنسان
ليست بإسم العبودية
فهناك العديد من القيود
المتجذرة فى نفوس
تحت ستار الحرية
حيث يبحثون فى أعماقها
عن العبودية
هؤلاء هم من أدمنوا
التبعية والوثنية النفسية
إنها عبودية النفس
وضمور الحرية الروحية

فهناك من أوهموكم
أن الحرية تحيا
خلف قضبان شفافة
وصنعوا للانهائية
قوالب وأقنعوكم بها
لذا استنيروا وأدركوا انه
ليس كل المتحررون أحرارا
فى أذهانهم وإراداتهم
بل ربما هم عبيد أيضا
برغم ادعائهم للتحرر
وبرغم من تبعوهم
ممن تمتموا أمامهم عن الحرية
أو من أقنعوهم أنهم أحرارا

فالحقيقة أن إحساس الحرية
لا يٌفتعَل
فإحساس الحرية يفرض نفسه
حتى على الطبيعة
لكن بجهل بشر
هناك من جعلوا من أجنحة حريتهم
قيود عليهم بل وعلى غيرهم
تعليما أو تعييبا
لكن هذا ليس ذنب الأجنحة
إنما لغباء تفكيرهم
وهمجية أهدافهم
لحماقة شعورهم
وتكبر جهلهم
وبعد هذا يدعون التلذذ بالحرية
والتنعم فى ثمارها
إنما هم فى الحقيقة
مُستَعبدون لمناهجهم الضالة عنها

فمن يستعبد نفسه للحرية
لا يكون بمقدوره أن يمارس الحرية أبدا

أما انتم يا قادة الحرية العميان
يا من تقودوا عميان أيضا
فقد صنعتم من أهوائكم
ومعرفتكم السطحية
نموذجا لتعليم الآخرين
وقدوة يُحتذى بها
وانتم فى الواقع جوعى
للحقيقة ومعوذون للحق
شحاذون لمشاعر التحرر
ومدعون تسويقها
فقد زيفتم واقعكم
وشوهتم جوهر الحرية
وباطن هدفها
وتشدقتم بباطل متعتها

أيا حمقى العقول
وعفن البطون الفكرية
أيا اعوجاج الأحرف على السطور
أيا سقطات التاريخ من الكتب
وطعنات البشرية للإنسانية
الم تشبعوا من حماقة أفكاركم
ولا من عفن جوهركم؟

انتم لستم سوى ضجة
من كثافة أفكار كاذبة
انتم وهم ملعونون بالمحبة المفتعلة
فلا تدركون حقيقة فكر ولا حب
ولا حرية فى كليهما
وتظلون توثبون برشاقة الطفل
الذى ينتقل بين غرائزه
بحماقة معرفته السطحية
بعجرفة ثقة جاهلة لصغير
لا يكبر أبدا بين اذرع أيامه
فلا ينضج ولا يُنصح ولا ينصلح
فهو فى مرآة نفسه شيخ المعرفة
ثابت الخطوات مقتحم المخاطر
وما هو إلا صغير فى الحقائق
معاق عن النمو فى نفسه وفى روحه
متلعثم فى خطى الضمير
اقتحمته مخاطر أسكنت عقله
الخاوى من حقيقة التنوير
وقلبه المتفحم
بركود المشاعر المتوقفة
المُسدة لشرايين الإحساس

انتم ادعيتم مثالية الحقائق
ومثالية المشاعر
والتحليق فى حرية كليهما
وأقنعتم الدمى من تابعيكم
بإبهار زيفكم

والحقيقة انه ليس هناك مثالى
إنما من يسعى للمثالية

والحق أن الحرية ليس لها قائدون
إنما من الممكن
أن يكون لها مرشدون

فيا أيها المصفقون المستمعون
لا تتوهمون ولا تصدقون
من يدعون الألقاب
فهم أكثر الأناس زيفا
وضعفا وعوارا
فهم يبحثون عن الاختلاف
فى مزابل المشاعر والمنطقية

فيا أيها المُستعبَّد فى حريتهم
أيها التائه فى دروبهم
ليس فى المتحذلقين
من سينقذ نفسك
ليس فى الحكماء
من سيخلص روحك
ليس فى المتقولبين
نجاة لشخصك
ليس فى الرعاة
من سيسدد احتياجك
لذا قم بداخلك
اسحق مزلاق تحذلقهم
وحطم أصنام حكمتهم
انزع الفتيل من قوالبهم
اكشف الحقيقة عن رعايتهم
قم اهدم مذبح الجهل الذى بهم فيك

اهرب إلى حريتك
لا ترهب سجانك
ولا تخشى سوى سجنك
اهرب اهرب إلى حيث الحرية
التى تبتلعك إلى مكان ما أنت بالعها
اهرب إلى حريتك
ولا تدعى القيادة أيها التائه المُقاد

وأخيرا انتبه لنفسك
فمن أعظم الخدع العصرية
أن ينسخك احدهم منه
ثم يقنعك بأن من حولك هم نسخ
وأنك فريد!



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا كَون جديد لله
- فيلم فيلا 69 يربط بين قيمة الإنسان والأثر والفن
- كرامة الأنثى وقبول الأرض
- الغرور علف الحمقى والكبرياء معلفهم
- يواجهنا الله بأنفسنا فى الطبيعة
- فَكِرن قبل الغناء
- الطبيعة درس من الله
- عصفور إن سقطت فلآكل لا لأنبطح
- ارفع رأسك يا جدعون بين بنايات بابل الشاهقة
- فليُغشى صدق مجد مريم العذراء على كذب مجدك
- فليُشغى على كذب مجدك صدق مجد مريم العذراء
- ولفضلات الشيطان وعد بالحياة
- احذروا أن توقظوا الأحصنة التى بداخلكم
- ماذا لو كانت Jennifer Lopez شابة فى مصر 2014؟!
- إلى المزيفين من كل من
- لا يغرنَّك الحشد
- لَملم الحطب من جبال ثلجك
- عزيزى الصفر
- وإن كان هناك ريا وسكينة فلا تلوموا حسب الله وعبد العال
- عطور المديح لن تُخفي رائحة موتكم


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - عبيد الحرية