أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - صابر مراد يتعلم من صدام حسين ..!!














المزيد.....

صابر مراد يتعلم من صدام حسين ..!!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 09:01
المحور: كتابات ساخرة
    


مسامير 993
في تركمانستان يوجد رئيس يختلف عن كل الرؤساء في العالم كله .. رئيس هوائي لا يختلط بأحد ويريد أن يعزل بلده عن بلدان العالم لأنه يعتبر تاريخ بلده ينتظم بالأيام القمرية بينما البلدان الأخرى تنتظم بالأيام الشمسية كما هو حال العواصم الرأسمالية الغربية ..!! ومن هنا يواصل الرئيس التركمانستاني " صابر مراد نيازوف " اتخاذ الإجراءات الصارمة دائما كي لا يتنفس شعبه أي نسيم من نسائم الحرية ..! ليس له شأن بما يعانيه الشعب التركمانستاني من جوع ومرض وقلق وضيق وحيرة لكنه مشغول هذه الأيام بإصدار سلسلة من الإجراءات الرئاسية لا احد يفهم معناها ومغزاها ..ّفقد أصدر سيادته مؤخرا قرارا تحت شعار " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " بمنع استخدام الموسيقى المسجلة على الأشرطة في جميع الحفلات العامة ، وفي التليفزيون ، وحتى في حفلات الزواج ، أو حفلات المسامرة .. وقد برر هذه الإجراءات في محاولة لتقليص " التأثير الغربي " على دولته المنعزلة في آسيا الوسطى ..!
لا أدري هل تعلم الرئيس صابر مراد كيف استطاع صدام حسين أن يقضي على حياة الفرح والفرفشة والطرب التي كانت العاصمة العراقية بغداد معروفة بها خاصة في شارع أبي نواس .
لقد أدركت مرحلة الفرفشة في مدينة بغداد قبل صدام حسين ‏.‏ فكان الشعراء والأدباء والرسامون والمطربون يفرفشون أنفسهم في شارع ابي نواس وفي كل كورنيش على دجلة أو على الفرات وشط العرب ‏.‏ وليس غريبا أن تكون الحالة كذلك فالعراق بلد الأبهة في الحياة والأدب والفن و الجمال منذ سومر وبابل ‏.‏
جاء صدام حسين فتعلمت بغداد علي يديه كيف تموت ويكون موتها منتظما‏ على أيدي رجال المخابرات والأمن والجيش الشعبي فصار العراقيون يقضون أوقاتهم في السجون بدل المنتزهات والمقاهي والكورنيشهات ..!!‏
نفس الشيء يفعله الآن الرئيس التركمانستاني فقد أغلق بوجه الشباب جميع أبواب السرور والحبور وأولها أنه أغلق المسارح التي تعود إلى فترة الحكم السوفيتي؛ لمنع عرض رقصات البالية والأوبرا والموسيقى الكلاسيكية ؛ لأنه يراها غير " ضرورية " ..!
بدلا من ذلك، هيمنت قصائد خطها الرئيس بقلمه وحُولت إلى موسيقى ـ على برامج الراديو والتليفزيون والسي دي وصارت تعرض بكل مناسبة تماما كما كان يعرض على شاشة التلفزيون العراقي فيلم الأيام الطويلة الذي احرقه في ما بعد هروب حسين كامل إلى الأردن .
لقد برع "نيازوف" كثيرا في النجاة سالما ـ وعلى نحو جيد ـ بسبب نظام حكمه المطلق "الأوتوقراطي" لأكثر من عقد من الزمان. لقد لقبَّ نفسه عام 1993 بـ"التركماني باشي"، أي زعيم كل ذي أصل تركماني، وجعل رئاسته لمدى الحياة عام 1999. وكان قد تفوق على جميع الحكام حين أوجد أسما من أشهر السنة باسمه فقد استبدل شهر جنوري بأسم " نيازوف " ..!! حتى صار العالم كله يتندر بمثل هذه الإجراءات الهزلية التي عزل بها تركمانستان عن باقي العالم ..!
هناك دلائل أيضا على أن الإجراءات الأخيرة ذات علاقة بالتوتر العصبي المتزايد للرئيس الذي يتوقع أن تصبح تركمانستان المحطة القادمة للانتفاضة الشعبية التي تطيح بحكومته ونظامه كله ، بعد الأحداث التي وقعت في الدول المجاورة، مثل: جورجيا، وأوزبكستان. فقد أظهر "نيازوف" في الأعوام القليلة الأخيرة، انه أصبح غريب الأطوار، ومنعزلا، كثير الهواجس والشكوك، معتقدا أن الأحداث التي وقعت في الدول المجاورة ستغذي هذه العصبية وتزيد جنون الارتياب.
صار صدام حسين يكتب الشعر في سجنه ،
بينما نيازوف يكتب الشعر في قصره الثلجي المشيد في الصحراء ..!
كلمة قديمة لكنها تبقى خالدة إلى الأبد : لا يوجد رئيس جمهورية يبقى على كرسيه مهما طغى وتجبر ..
الشعر والطغيان لا يجتمعان .. هذا هو درس صدام حسين .
فهل يدرك الرئيس صابر مراد نيازوف أن الشعب التركمانستاني يصرخ ..؟



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد الكتاب العرب ترفرف عليه خوذة حكومية
- حول الدستور
- سياسة - دستور
- نهاية التاريخ أم إعلاء التاريخ ..؟
- لا تنسوا عدد الحمير في العراق يا مفوضية الانتخابات ..!!
- يا شيعة علي تقاتلوا ..!!
- سياسة / دستور
- المرجعيات أشكال مثل الجفافي ..!!
- عن افتراءات قيقو وجيجو ..!!
- السيد رئيس الوزراء .. نحباني للو ..!!
- مسامير جاسم المطير 981
- مسامير جاسم المطير 978
- ادفع تعلو.. في كردستان العراقية
- إلى وزراء الثقافة والتعليم العالي والتربية ..!
- السلام على ولاية الفقيه ..!!
- كيف تصبح مليونيرا بخمسة تلفونات ..!!
- الإسلام بالهندي الفصيح ..!!
- خراب البصرة وحزب الفضيلة بين زمنين ..!!
- هل تفوز امرأة عراقية بنوبل 2005 ..؟
- مسامير جاسم المطير 958


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - صابر مراد يتعلم من صدام حسين ..!!