ادفع تعلو.. في كردستان العراقية

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:11
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير 974

يلذ لنا نحن العراقيين أن نكون دائما متطلعين إلى سحر كردستان العراق وجمالها ،
نتساءل صائحين فاغري الأفواه أيها العراقيون عمروا العراق ،
أيها الأكراد الشهام اجعلوا جبال كردستان جنة الشرق الأوسط ،
هكذا خلقها الله ومنحها لكم فاصنعوها بأيديكم ..
ربما أزهر السلام في كردستان في وسط الطبيعة الكردستانية الخلابة وجذوع أشجارها الخضراء وقمم جبالها الفضية قرارا لدى الكثير من قادة المنظمات الكردية وأصحاب رؤوس الأموال لكي يزينوا الجبال الكردية ليس فقط بفاتن الفاكهة والأشجار بل بتشييد البناء العالي في دائرة الأعمار كي يظلل القمر الكردستاني بضوئه الأجمل في كردستان يسودها الصفاء ..!
يشاع أن أول الخطوات العمرانية بدأت بمشروع سياحي تقول دعايته أنه الأضخم في العراق وهو عبارة عن إنشاء فندق من 28 طابق درجة خمسة نجوم وبمواصفات عالمية يلحق بها عدة منشآت سياحية من الطراز الحديث وتقام على رابية وسط مدينة السليمانية بكلفة 60 مليون دولار، ويرتبط الفندق بجبل (أزمر) القريب من مركز المدينة بالتلفريك وهي المرة الأولى التي تتاح فيها هذه الخدمة السياحية في العراق. ويقال "أن المشروع يعد من المشاريع الإستراتيجية بالنسبة للمنطقة وستليها مشاريع أخرى منها أنشاء شركة ضخمة لإنتاج الإسمنت بطاقة 2 مليون طن". وأعتبر بعض المسئولين الاقتصاديين مناخ كردستان جاذبا للاستثمارات، فما موجود الآن في كردستان لا يعدو كونه بعض مقاولات من شركات صغيرة ومحدودة الإمكانيات تعمل وفق قانون " ادفع تقبض .. ادفع تعلو .." فليست هناك مشاريع استثمارية حقيقية على الأرض، مما يستدعي الحاجة إلى العمل الجاد لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الإقليم من خلال وضع خطط استثمارية تتناسب مع احتياجات المنطقة في شتى المجالات الاقتصادية والسياحية". :
هل هناك شركات أخرى من دول الإقليم تعمل الآن في المنطقة في بعض المشاريع الاعمارية والخدمية؟
الجواب على هذا السؤال هو :
ليست هناك شركات مستثمرة بمعنى الكلمة ، ما موجود الآن لا يتعدى بعض المقاولين من أصحاب شركات صغيرة دخلوا في شراكة مع شركات كردية محلية تحت غطاء الاستثمار وهي بالواقع مثل بقية الشركات والمؤسسات لا تخلو من المرور في طريق الفساد الإداري .. والفساد المالي أيضا .. !
لقد بدأ هؤلاء ببعض المشاريع الصغيرة مثل إنشاء معامل الإسمنت و القير، ولكن إنتاجياتها رديئة ولا تحمل أية مواصفات عالمية، بالإضافة إلى ضعف الإمكانات المادية لهؤلاء المقاولين. نحن الآن في غير الظروف السابقة عندما كان هناك حصار دولي على العراق وكردستان من ضمنه وكانت كردستان في حاجة إلى دخول بعض الشركات وان كانت صغيرة لتعديل أوضاعها الاقتصادية بمشاريع خدمية أو عمرانية، المنطقة الآن في ظروف مغايرة تماما حيث أنها تستلم حصة جيدة من ميزانية الدولة ولذلك فهي تحتاج إلى خطط شاملة لإنهاضها بمشاريع إستراتيجية كبرى في كافة المجالات، وهي بحاجة إلى الخبرات الأجنبية بشكل أكبر من حاجتها إلى رؤوس أموال ، إذن مع تغير الظروف لا يمكن الآن أن تلهث كردستان وراء كل عرض يقدم إليها، بل على المسئولين الكرد أن يدرسوا الجدوى الاقتصادية من كل مشروع ومدى مطابقته لاحتياجات المنطقة الفعلية من المشاريع الكبرى .
والسلام على كل من يحارب الفساد والتخلف ..
* * * * * * * * * *
• خلاصة القول :
مرحى لكل خطوة حقيقية في أعمار كردستان ،
نتمنى أن تتسع طبيعتها إلى أسفل إلى كل مكان في العراق ليغدو العراق كله بلدا للجمال لا للصراع .
ألا ليت شعري هل يصير ..!!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل