تبرعاتكم وتبرعاتكن المالية تحفظ استقلال الحوار المتمدن، فشاركونا في دعم استمرارية هذا الفضاء اليساري الحر

الضباب والسحاب في اختطاف السفير المصري إيهاب ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1251 - 2005 / 7 / 7 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

مسامير جاسم المطير 947
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
ــ بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال :
ــ يا محمد أخبرني عن الإسلام ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ــ عليك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ..
قال الرجل :
ــ صدقت يا رسول الله .. اخبرني عن الإيمان ..
قال رسول الله :
ــ عليك أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ..
قال الرجل :
ــ صدقت يا رسول الله .. اخبرني عن الساعة ..
قال رسول الله :
ــ ما المسئول عنها بأعلم من السائل ..
ثم ذهب الرجل بعد أن لبث بين يدي رسول الله مليا . ألتفت رسول الله إلى عمر بن الخطاب وسأله : هل يا عمر أتدري من السائل .. هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ..
تذكرتُ هذا الحديث الشريف الذي رواه ( مسلم ) وأنا أتألم لخبر اختطاف السفير المصري في بغداد السيد الشريف إيهاب في ظل أخبار من السحاب والضباب على يد مسلحين إرهابيين لم يتعلموا دينهم لا من النبي محمد ولا من كتاب الله ولا من جبرائيل ولا من عزرائيل ، بل كانوا قد تعلموا دينهم وديدنهم من شقاوة صدام حسين .. ضربوا السفير على رأسه وهو في الشارع صارخا يطلب العون لإنقاذه ولا من مجيب يستطيع في تلك اللحظة تحدي الكلاشنكوفات الإرهابية فوضعوه في صندوق السيارة وهربوا .
قلنا لحكومة مصر منذ زمان طويل أنهم إرهابيون يقتلون أبناء الشعب العراقي ،
قالوا : لا .. أنهم يقاومون المحتلين الأمريكان .
قلنا للصحفيين المصريين وللمثقفين المصريين أن ما يجري في العراق من قتل وتخريب وتدمير إنما هو من عمل أيتام النظام السابق ،
قالوا في مقالاتهم وتصريحاتهم أنها مقاومة الاحتلال الأمريكي . .! والآن جاء الدليل للمصريين ، حكومة وشعبا ، ومثقفين وصحفيين . ..! فهل تستفيدون ، أيها الأشقاء المصريون ، من هذا الدرس للتعامل مع معاناة الشعب العراقي وهل تتحركون الآن بقدر أكبر من التنسيق السياسي بين الأطراف الدولية ـ ومنها أوروبا وأمريكا ـ التي شجعت الانخراط العربي الجديد في القضية العراقية بما يعني بالتزاماتها لانجاح التحرك الجديد وهل ستلعبون دوركم في الضغط على شقيقتكم القومية ، الحكومة السورية ، لتطويق نشاط المخربين المنطلقين من أراضيها أم أنكم بحاجة إلى حكمة من عزرائيل ليقنعكم أنه لا دخل له بالموت الجماعي في بغداد ‏..‏ !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 4 تموز 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل