من يمثل الامازيغ بالمغرب

شنوان الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من يمثل الأمازيغ بالمغرب؟
بداية ماذا نقصد بالتمثيلية؟ هل التنظيمات السياسية و الجمعوية أي ما هو تنظيمي ام البنى العرقية والثقافية والأخلاقية ما سنسميه التعابير الابستيمولوجية للمجتمع، على أية حال سنحيط بكل الجوانب السالفة الذكر لكي لا نضيع أمام سؤال ملغم. ومن خلاله فرض علينا الإحاطة بالإشكالية العكسية للسؤال من يمثل العرق الأخر بالمغرب ؟ يمثلهم النظام الذي أسس له بعد الحماية تمثلهم العائلات الشرفوية و الأندلسية و الهجرات التاريخية إلى تمازغا. تمثلهم الأحزاب والجمعيات الحقوقية و المدنية صنيعة المخزن، يمثلهم الإسلام المؤدلج وليس الإسلام كعقيدة، يمثلهم اقتصاد الريع واحتقار أهل البلد، تمثلهم الدسيسة و المكر و الخداع، كل هذه البنى الاجتماعية والسياسية والأخلاقية لها خدام من البربر وليس الامازيغ. عموما ان تحديد التمثيلية في مثل هذه الأنظمة لا يتم بالتنظيمات والاعترافات والنخب السياسية بقدر ما يكون هبات وعلى دفعات من الحكام حسب أهوائهم وحسب المستجدات الظرفية, فمثلا المعهد الاوليكارشي لثقافة الخنوع يمثل امازيغية و أمازيغي النظام (الخدام) ولا يمثل روح هذا الشعب الخفية و ذاكرته التاريخية . النخبة الأمازيغية الحالية تقنن وتمأسس لنظرية الفيء - تخميس البربر - الذي أسسته الغزوات وتضفي شرعية على اقتصاد الريع المبني على الغزو وليس على الإنتاج. حقيقة الأمر ان من يمثل الامازيغ اليوم هي البنى التقليدية -القبيلة- التي تعتبر الحصن بأعرافها ولغتها وتشبتها بالأرض هي التي تحفظ الذاكرة الجماعية، و ما دامت القبيلة حية باعتبارها النواة الأولى للإمبراطورية فهي تستطيع إنجاب نخب مرتبطة بالأرض وبهوية هذا الوطن التي تعبر عن نفسها من خلال الثقافة التي تتحول بدورها إلى مسلك نظري إيديولوجي بتعابير سياسية مختلفة، وما دامت الجمعيات و التنظيمات السياسية تبني مشاريعها بقوالب جاهزة ومستوردة فلا علاقة لها بهذه الأرض وهذا الشعب ، يمثل الامازيغ شتات من المثقفين هنا وهناك في انتظار التحامهم بالجماهير و بالبنى التقليدية، وفي يوم من الأيام سنقف أمام حقيقة ان هناك شعب أمازيغي حقيقي لم يقل حقيقته أو ما نسميه بالأغلبية الصامتة.

#شنوان_الحسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل