أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال الربضي - عشية الميلاد – نحتفل ُ في أرضنا.














المزيد.....

عشية الميلاد – نحتفل ُ في أرضنا.


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 00:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



غدا ً سيكون الأربعاء َ المُحقـّــِق لليوم ِ الرابع و العشرين من شهر كانون أول - ديسمبر للعام الرابع عشر بعد الألفين من السنة الموضوعة ِ ميلادا ً مُفترضا ً لمن يؤمن به المسيحيون ربا ً و مسيحا ً و مخلصا ً أبا الأبد رئيس السلام.

أثناء النهار سأهتم ُّ بإعداد فخذ الخاروف و جزء ٍ من ظهره، ثم إيداعه الفرن لثلاث ساعات ٍ يُحاور فيها النار َ و تُحاوره حتى ينضج َ وسط ضجيج ِ اللبن ِ و الزيت ِ و التوابل ِ و النبيذ، و سأحمله بعدها لنتوجه عائلة ً نحو بيت أبي و أمي كي نحيا هذه الأمسية الميلادية َ سويَّا ً.

سأمتنع ُ عن مشاكساتي الدينية امتناعا ً تاما ً احتراما ً للمناسبة و لقلب أبي المُتعب الذي لم يعد يحتمل ُ من الحياة ِ أكثر، و لعيني أمي اللتين كُفّـَتا عن البصر بقوة مرض ِ إعتام القرنية الذي نال منهما لكن لم ينل من عزيمة الحياة و لا من الأمل المُشرق بعالم ٍ آخر أصبحت تنتظرُه لتبصرَ فيه دون أن تكره عالمها هذا، و ربما أن هذا بالذات ما سيجعلني أغلق فمي إلا عن الحب ِّ و الطعام ِ– طعامـِها الذي تصرُّ على طبخه، قبل طعامي- و النبيذ.

سنجلس ُ غدا ً كما جلس َ و يجلسُ المسيحيون في أرضهم التي هم جذورُها و امتداد ُ إرادتها منذ آلاف السنين!

في الأردن تكثِّف ُ دوريات الشرطة من وجودها أمام الكنائس، و يتخذ الأمن العام و الجيش احتياطات ٍ خاصة بالمناسبة، أكثرُها لا تلاحظه العين ُ غير المُدربة لكننا نعلم عنه. هنا عبدالله الثاني بن الحسين له طعم ٌ خاص و وقع ٌ مميز في قلوب المسيحين، هذا الهاشمي النبيل يفهم ُ معنى الاختلاف و التعدد و الحضارة، و يعلم معنى الوجود المسيحي و أهميته، و هو واضح ٌ في توجهه نحو إبقاء الإردن أرضا ً تحتضن ُ أبناءها و تفهم هوياتهم المختلفة ضمن هوية أردنية جامعة هي هوية: الله الوطن الملك، التي يفهمها الأردنيون جيدا ً كمعادلة توازن لا تحتمل المهاترات و لا التنظيرات و لا كلمات الباطل التي يراد بها ما هو أكثر ُ بُطلانا ً.

لدينا هنا ايضا ً إخوة مسلمون كرام يحتفلون معنا، جيران ٌ لنا و احباء بادروني التهاني قبل العيد بأيام، أحسست فيهم صدقا ً و صداقة ً، و أخوة ً و نُبلاً، و لم أكن لأتوقع َ أقل من ذلك، خففوا عني فيها ألم َ بعض ِ ما قرأت ُ من جهل ٍ و تجهيل و خطاب ِ كراهية ِ مارسه أحد الدعاة ِ الشباب الذي احتضن الأردن أجداده الفارين من جبالهم من بطش السلطة آنذاك، و أعطاه الأردنيون وطناً فحمل اسمه ثم بعدها صار ينادي بخطاب الكراهية ضد من هم قبلـَه بألفي عام و أكثر في هذه الأرض. لا يعنيني ذكر اسمه لسببين اثنين: لا وزن له أكثر َ ليُذكر، و أريدُ أن أُبقي مقالي نظيفا ً، ذكرته فقط من باب وصف الحدث و تسجيل ِ الظرف بكل ما فيه.

في سوريا لا أدري كيف سيحتفل ُ أهل الرقة المسيحيون أو من بقي منهم هناك، ربما أن داعش ستكثِّف ُ من وحشيتها و إنذاراتها و دوريات مراقباتها، لكني أعلم تماما ً أن كل هذا لن ينتزع منهم أصالَتهم و هويتهم - لا داعش و لا اللي أدعش منها!

تُرى كيف سيحتفلون في حلب؟

ربما في دمشق حيث الهدوء سيتمكن المسيحيون من ذلك، لكن الهدوء لا يعني غياب الحزن و الألم و الأسى و الجزع َ من القلوب، لكنهم باقون. باقون و هم يرون أوطانهم تتهدم أمام عيونهم.

في العراق، لا أدري ماذا أقول! المسيحيون منذ آشور إلى اليوم شجرة واحدة، اقتلعوها في شهور، و ماذا فعل العالم، وقف ينظر إليهم يخرجون من ديارهم بغير حق، تُرى هل أّذن لهم أنهم ظُلموا و أن الله على نصرهم لقدير؟

في مصر، الأمور أفضل ظاهريا ً لكن النفوس َ لم تنسى حادث كنيسة القديسين، و لم تنسى حرق الكنائس و لم تنس تدنيس الراهبات في الشوارع و مقتل ماري و و و و و و و ، و ستسألُ الضمائرُ: هل ستكون صلاتنا في هذه الكنيسة آخر صلاة ٍ لنا؟ هل ينتظرنا تفجير أو كلاشنكوف؟ الرئيس عبد الفتاح السيسي مصمم على عهد جديد، و أنا أستبشر ُ به خيرا ً لمصر، مع أني أعلم ُ أن العطـَّار َ لا يُصلحُ مع أفسده الدهرُ.

سنحتفل ُ غدا ً في أرضنا
تحت سمائنا
وسط ترانيمنا
لنتذكر َ أن هذه الشجرة َ التي أصلـُها طيب سيبقى ثمرها طيباً
سنسمع ُ النص َّ يُتلا:
"أرسلني لأشفي القلوب الكسيرة
لأنادي للمأسورين بالإطلاق
لأعلن سنة قبول لدى الرب إلهنا
كل جبل ٍ و تلٍّ يُردم
كل وادٍ يمتلئ
الطرق المُعوجة تصير قويمة
و الوعرة تصير سهلة
و كلُّ بشر ٍ يرى خلاص الله"


ميلادا ً مجيدا ً لجميعكم و سنة خير ٍ جديدة أرجوها لكم، من الشرق، من الأرض ِ التي بنتها قلوب المسيحيون بأيديهم، و روتها دماؤهم، ستبقى و سيبقون!



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الوجود – عن الوعي.
- قراءة في الشر -8 - كمصدر للمعنى ضد استحقاقات الوجود العبثي
- بوح في جدليات – 8 – نباتيون، متعصبونَ، وحشيونَ و متحضرون.
- سقوط كوباني الوشيك.
- بيريفان ساسون
- قراءة في اللادينية – 4 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ ج ...
- قراءة في اللادينية – 3 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ ج ...
- أين التحالف من كوباني؟
- قراءة في اللادينية – 2 - ما قبل َ مأسسة الدين.
- قراءة في الشر -7 - المقدس التعويضي و الشر الخلاصي.
- وباء السلفية التكفيرية –6 – لامركزية المرجعية و استتباعاتُها ...
- بوح في جدليات – 7 – أبي أنا ذاهب.
- في الموت – قراءة رابعة، بوابة الانتقال.
- قراءة في جدلية ما بين المنظومة الدينية و الواقع- 2 – المقدس ...
- بوح في جدليات – 6 – ارتدي ثيابك َ لقد تأخرنا.
- وباء السلفية التكفيرية – 5- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 4
- الضربات الأمريكية لداعش.
- وباء السلفية التكفيرية – 4- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 3
- وباء السلفية التكفيرية – 3- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 2
- وباء السلفية التكفيرية – 2- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 1


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال الربضي - عشية الميلاد – نحتفل ُ في أرضنا.