أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - ليست أمتي














المزيد.....

ليست أمتي


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من المفروض أن نبدأ في التحليل من نهاية السطر ، لكننا وجدنا أنفسنا مضطرين للرجوع إلى أول السطر ، الذي لم يقرأه أحد على ما يبدو.
الكاتب العربي الذي كان يعيش في المهجر بعيدا عن الوطن العربي الطارد لأبنائه ، قال في مهجره في القرن التاسع عشر من أمريكا:"لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع ، وتلبس مما لا تصنع"!!!!؟؟؟؟ ويقينا أن هذا الفيلسوف والمبدع العربي الذي ترعرع في المهجر ، وأطلق عليه لقب النبي ، أبدع في إستشراف حال الأمة في يومنا هذا، علما أنه كان يعيش في مهجره أمريكا التي تفتخر أنها بلد المهاجرين ، وتعمل على سرقة كل مبدع، وكان أجدر به أن ينعم بحياة المهجر، لكن هيهات لمبدع منتم أن تغيب أمته عن باله حتى لو كان بعيدا عن ربوعها.
الأمة العربية ولأسباب ربما لا يريد البعض التطرق إليها ، تخلت عن شرفية مكانتها الريادية بين الأمم ، وإرتضت الجلوس مع الخوالف ، لا فعل ولا أثر ولا تأثيرا إيجابيا لها على الآخر بعد أم قرب.
كنتم خير امة اخرجت للناس ، هذه شهادة رب العزة ، جل في علاه في رسالة طاهرة نقلها طاهر وتلقاها طاهر قبل أكثر من ألف وأربعماية عام ، ولكننا نرفض هذا الطهر ، ونبذنا هذه الطهارة الربانية ، وأصبحنا أمة تابعة ، رغم مكامن القوة فينا ، وأمة فقيرة متسولة تنتظر فتات الآخر المفأرر، رغم الغنى الذي نتمتع فيه، وأمة جاهلة رغم منابع العلم التي منحنا إياها من قرآن كريم وحديث شريف ولغة جميلة ، وظهرنا أمام العالم قليل ، مع أننا في حقيقة أمرنا كثيرون ، لكن كغثاء السيل .
المسؤولية عن ذلك لا يتحملها طرف عربي دون آخر، فالكل متهم والكل متواطيء ، لأن العفن الذي يبدأ بثمرة واحدة - إن لم يجد من يزيلة ويخلص الصندوق منه - يتمدد ليشمل الصندوق بأكمله ، وعندها تكون الخسارة والضرر ، وهذا ما نحن فيه ، تركنا العفن على حاله وتلذذنا بطعمه ، فأنبت فينا ذلا وهوانا.
السياسي مسؤول والحزبي مسؤول ، والمثقف مسؤول والأكاديمي مسؤول والإعلامي مسؤول ، والحاكم مسؤول ، وكل من هؤلاء يتحمل مساحة ما من المسؤولية ، وعن سوء المصير الذي آلت إليه الأمة.
صحيح أن علامات إستفهام كثيرة تدور حول رأس الحكم في الوطن العربي ولا أستثني أحدا ، لكن المسؤولية الأكبر والعلامات الأخطر تتعلق بالمحكوم، الذي إما أسهم بالتعفين أو صمت عنه ،وقبل على نفسه تناول الثمرة المريضة وإستساغ طعمها العفن وتحمل نتائج عفنها.
ما يجري في الوطن العربي هو أن الجميع صمتوا عن الواجب ، مقابل نصيب من الكعكة المسمومة ، ومنهم من رضي بوعد الحصول على جزء ولو كان يسيرا من هذه الكعكة المسمومة ، فأعطى وأعطى ثم أعطى ، ووجد نفسه في نهاية المطاف خالي الوفاض ، لأنه لا يعود إلى نسب الحاكم من الدرجة الأولى.
الموالي للحكم في الوطن العربي هو معارض في داخله ، ولكنه يرنو إلى المكاسب ، بغض النظر عن طريقة تحصيلها وما الثمن المطلوب دفعه مقابلها ، وحتى قيمتها ونوعيتها ، كما أن المعارض موال في داخله ، لكن إدراة الأمور عنده إتخذت منحى الظهور بمظهر المعارضة ، وإتخذ من الصراخ وسيلة له كي يسمعه أولي النعمة ، ويعطفون عليه ولو بكسرة من عطايا ، ومنهم من يبح صوته دون أن يسمعه أحد على أرض الواقع.
الأمة العربية هذه الأيام رغم إتساع مساحتها وعدد نفوسها ، وما حباها الله من نعم ، وضعت نفسها طواعية في حضن مستعمرة إسرائيل التي يحكمها يهود بحر الخزر ، والأدهى من ذلك أنها سنت القوانين المتتالية لمعاقبة رواد التحرر والتغيير الذين أصبحوا الهدف السهل للقنص والسجن والحرمان والتهمة الجاهزة ..الإرهاب ، وليس سرا القول أن معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية "ميمري "، التابع للموساد الإسرائيلي في واشنطن هو صاحب ولاية في هذا الموضوع ويقرر مصير من يسلط الأضواء على ممارسات إسرائيل اللا إنسانية .
أمة ترهن نفسها - الجمل بما حمل – لعدوها ، وأمة تفتح أبواب سجونها لأبنائها ، وأمة تتهم أحرارها بالإرهاب ، وأم تأكل من منتجات
أعدائها وتلبس مما يصنعون ، وتشرب من مياهها المتسربة للأعداء بعد شرائها ودفع ثمنها ،وتشتري الغاز المسروق من إسرائيل "الأردن ومصر "وأمة تنسق مع إسرائيل أمنيا – ولا أستثني أحدا – وأمة صادقت عدوها وناصبت العداء لأصدقائها ، وأمة قلبت المفاهيم ، وجعلت من الصراع الرئيسي ثانوي والثانوي رئيسي ، ليست أمتي ، فأنا منها بريء براءة الذئب من دم يوسف الصديق عليه السلام .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجمة السّلام للعام 2014 للأديبة الدكتورة سناء الشعلان
- العدوان على غزة شكل لحظة فارقة في تاريخ الحروب العربية -الإس ...
- حزب الحياة يجمع كافة الأطراف السياسية الأردنية
- م.رزان زعيتر ..إمرأة بأمة مجاهدة
- الأردن ..مصر ..المغرب ..... جيوش للإيجار
- العرب ، مسلمون ومسيحيون ..ضلوا الطريق
- حذاء السفير
- ذات الأسيجة
- مناشدة من أجل الاصلاح في بطريركية الروم الارثوذكس في القدس
- العربية لحماية الطبيعة تحتفل بإنجازاتها وتطلق حملة لزراعة مل ...
- الجمعية البرلمانية الأسيوية تدين انتهاكات إسرائيل في المسجد ...
- منتدى الفكر العربي يشارك في الندوة الدولية بقرطبة عن ابن الخ ...
- السلفيون لا الإخوان
- إعلان القدس عاصمة للسياحة الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه
- في ندوة تنامي الغضب الشعبي الفلسطيني – القدس نموذجا
- مقترحات دي مستورا في سورية: تسويات صغيرة تصطدم بعوائق كبيرة
- سفير مستعمرة -إسرائيل - في الأردن .. -حرق بنّها-
- الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2014 الخيارات الفلسطينية في ض ...
- -الإخوان - في الأردن بأمان
- -إعلان عمان ... خريطة طريق لمستقبل أفضل لمسيحيي البلدان العر ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - ليست أمتي