تأويل الشعر 34

كايد عواملة

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 00:00
المحور: الادب والفن
    

إِن هي إِلَّا أسْمَاءٌ سَمَّيتُمُوهَا أَنتمْ وَآبَاؤكمْ".
سورة النجم 23
______________

تأويل الشعر:

أنَا رَجُلٌ بِلَا دِيْنٍ
وَمِنْ أُوْلَى عَلَامَاتِ النـُّــبُوَّةِ تِلْكَ
يَـتْلُوْهَا الـجـُـنُونُ
وربُّ حِكْمَتِنَا الـجُنُونُ..
وأن أُحَيِّدُ بِدأنَا وَبَقَاءَنَا
حَتّى تَكُونـِـيْ أنتِ أوَّلَهُ وآخِرَهُ
فَأَنتِ يَا أَزَلــِـيْ العَــتِيْقُ بِدَايَــتــِيْ ونِـهَايَتي
ومعاً هناكَ بغارِنا ذاكَ البعيدُ لوحدِنا
لا تَقْلَقِيْ أو تغْضَبي
فَهُنا أبدِّلُ كُلَّ مَا نَسَجَ الـخَـَيالُ
مِنَ الأسَاطِيْرِ العَتِيْقَةِ كُلِّها
حَتّى تَكُونـِـيْ جِسْمَهَا وَمَكَانَها
وبـِهَا الـحُدُودُ أُقِـيلُهَا

مَا عَادَ يُسعِفُنـِـيْ الـخَيَالُ وَلَاْ الكَلَاْمْ
لِكَيْ أَقُصَّ حِكَايَــتِـيْ وَهَوايْ

سيلزَمُني ابتكارُ عواطِفٍ أخرى
سأنسجُ حاسَّةً مِنْ بعدِ أخرى
ليسَ يكفيني الذي عندي
لنبني حبَّةَ العِنَبِ الـمُقامَةِ بينَنَا جِسْرَاً
ويهدِمُها معاً فَمُناَ
هنا قُــبَلٌ مُنَدَّاةٌ ونعصُرُها طويلاً
في فمي خمرٌ تعتَّقَ
في فمي لا في الجرارِ

أنا رجُلٌ بِلا دينٍ
ومِنْ أوْلَى عَلَامَاتِ النُّـبُوةِ تِلْكَ يَـتْلُوهَا الـجُـنُونُ
وَبَعدَهَا تَأتـِـي الـمُتُونُ:
خُطُوْطُ كَفَّيْكِ الكَثِيْرَةُ فِـيْ يديَّ أفكُّها
هِيَ لَوْحِيَ الـمَحفُوظُ
سوفَ تبوحُها شفتي لتعزفني يداكِ بـِخِدرِنَا
في غارنا ذاكَ البعيدُ
أيا خيرَ عَازِفَةٍ وجسمي صارَ آلَتها
هنا قلبٌ
هنا نايٌ
وأضلُعُها هنا قيثارَتي
والشمعُ ثالِثُنا

هُناكَ بِغَارِنَا
سأُغيِّرُ التَّاريخَ والأسـْمَاءَ
أَمْلَؤُهَا بِعَـيْـنَيْكِ العَمِيْقَةِ كُلّها
أَنْ أَبْدَأ الكَوْنَ الـمُقَامَ بـِهَمْسِكِ الـمُشْتَاقِ
أَنْ تَتَسَرَّبـيْ فِــيْ الرِّيحِ عِطراً لَا يُقَالُ
وَتَرشَحِي فِــيْ البِدءِ والتَّسْبِيْحِ
فـِـيْ الأَزلِ البَعِيْدِ
وفي تجاعيدِ القميصِ
وَتَظْهَريْ شِعْراً فِـيْ الحِكَايَةِ
أَنْ لَاْ تُقَالي دُونَ تَرتِـيلٍ
وتَـمْجِيْدٍ
وَأَنْ تَتَقَلَّدِي كُلَّ أَلقَابِ الكَمَالِ
وَكُلَّ أسبَابِ الــمَعَانــِيْ والأَمَانـِيْ
أَنتِ أَدوَارُ البُطُولَةِ كُلُّهَا
أنتِ النِّهَايَةُ والبِدَايَةُ لَاْ سِوَاكِ هُنَا

أَنَا رَجُلٌ بِلَاْ دِيْنٍ
فَجِئْتِ وكُنْتِ لِـيْ سحراً ودِيْـنَا

#كايد_عواملة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات