أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - عشرون عاما على رحيل محمد عبد الكريم الدبش















المزيد.....

عشرون عاما على رحيل محمد عبد الكريم الدبش


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.قي مساء 25/12/1994م ...غيب الموت الشخصية الأجتماعية والوجه الديمقراطي وعميد ال دبش، أثر نوبة قلبية حادة أودت بحياته ، وبفقده ...خسرة بهرز وأهلها قبل أن يخسره أهله وذويه ، أنسانا وسندا وعونا وظهيرا ومساعدا في حل الكثير من المعضلات والمشاكل التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى بين أبناء البلدة الواحدة ، فهو ذا رأي سديد ومسموع ...ويحضى بأحترام وتقدير المدينة وأهلها ، كان صادقا ومهذبا رحوما وذات حضور لافت ، وعلاقاته واسعة ومتينة، على امتداد بهرز ومحافظة ديالى ومناطق أخرى ،.
أن محمد عبد الكريم الدبش ...,من عائلة مناضلة ووفية منذ أربعينيات القرن الماضي ، وبنفس الوقت هو من عائلة دينية عريقة ، فوالده الحاج عبد الكريم الدبش كان عالما وفقيها ولغويا ومجيدا في علوم النحو والصرف وعلوم اللغة وعلوم القرأن ، وعم معمد عبد الكريم الدبش ..هو الحاج عبد المجيد الدبش ، فهو نور على علم ...فهو شاعرا وأديبا وفقيها وامام الحضرة القادرية المطهرة حتى وفاته في صيف عام 1957م وهو معروف في الأوساط الرسمية والدينية والأدبية .
كان الوالد رحمه الله وجها ديمقراطيا بارزا وله حضور لافت ، قبل ثورة تموز وبعدها ، وتحمل نتيجة أنتمائه السياسي للقوى الديمقراطية والتقدمية ...وأشقائه وأبناء عمومته وأخواله ، ضريبة النضال ونال مانال الألاف من خيرة أبناء شعبنا ومعه أقاربه وهم كثر ، فقد حكمت عليه عام 1964م محكمة المجلس العرفي الثاني برئاسة شاكر مدحت السعود ، حكمت عليه وعلى عدد غير قليل من ابناء بهرز وبناتها وهم بالعشرات ، وكان نصيبه سنتان سجن قضاها في سجن الرمادي ، بعد صدور قرار الحكم ، وقبل ذلك موقوفا في بهرز ومديرية شرطة بعقوبة والموقف العام ببغداد وخلف السدة وغيرها ، وبعد مجيئ البعث مرة أخرى عام 1968م لم يسلم هو وعائلته وأقاربه من الملاحقة والأعتقال والتغييب ، وفقد نتيجة همجية البعث ونظامه المقبور ثلاثة من أبنائه ، أثنان منهم تم أختطافهم وتصفيتهم ولم نعثر لهم على أثرحتى يومنا هذا ...وهم فاروق وثامر ، والثالث وهو الحاج خالد تم تدبير حادث مروري له ...بسيارة أثناء توجهه بسيارته الخاصة الى وحدته العسكرية ،’ حيث كان جندي مكلف ، فأعترضت سيارته وهو في طريقه لوحدته في الحبانية ( زيل عسكري مما أودى بحياته في الحال وسجلت الحادثة قضاء وقدر) ، كذلك تم أعتقال أبن عمنا ..فائق مصطفى عبد الكريم الدبش مع أخوتي عام 1981م وتم تصفيتهم جميعا عام 1983م ، حسب الوثائق التي وجدناها والصادرة من محكمة الثورة وشهادة الوفاة الصادرة من مستشفى الرشيد العسكري نتيجة تنفيذ حكم الأعدام بحقهم مع ما يقرب العشرين شابا وشابة من بهرز وهم في عمر الزهور ، ولم يترك النظام المقبور وسيلة للضغط على الوالد في سبيل أقناع نجله الأكبر بالعودة الى العراق بعد أن غادرها عام 1978م نتيجة الحملة البربرية ضد الشيوعيين والديمقراطيين ، حتى هددوه بأبنتي التي لم يسمحوا لها بمغادرة العراق مع والدتها التي غادرت العراق للألتحاق بي وكان عمرها لا يتجاوز التسع سنوات / بحجة غياب ولي الأمر ، فكانوا يقولون له بالحرف ( حجي أنت أذا ما تخاف على نفسك ؟...ما تخاف على بنت أبنك تانيا؟!...لأن يمكن أن نأذيها !؟) وحتى البنت لم تسلم من همجيتهم فكانوا يستدعونها كل يوم خميس برفعت العلم في ثانوية بهرز للبنات ويخرجوها أمام الطالبات وهي في الصف السادس الأدبي ويوبخونها ..وينعتوها بشتى الكلمات والأوصاف ..(وبالسباب والكلمات النابية ....وينعتوها بأن أباها خائن وعميل وضد الثورة ) وكان سلوكهم مستمر على مدار العام !..مما أضطرها لترك الدراسة وتعتكف في البيت حتى تمكنا من أخراجها عام 1994 م قبل وفاة الوالد رحمه الله .
رغم كل الذي جرى له لم يستكين ولم يخنع ، وفي أحدى الزيارات التي يقوم بها رجال الأمن لبيته في بهرزوبشكل دوري ، ومن أجل التخويف والتهديد والوعيد والأرهاب ، سألوا والدي لماذا لم تضع صورة صدام في بيتك ؟...فأجابهم بأنا من عائلة دينية ولن نضع صورة أحد في البيت !..حتى والدي لا توجد له صورة معلقة في البيت ، وسألوه سؤال أخر ...من من عائلتكم منتمي الى حزب البعث ؟ فأجابهم ليس لدينا أحد منتمي لحزب البعث !...فقالوا لماذا ؟..قال لهم لكل أنسان له خياراته ، وأنا شخصيا لم أنتمي لحزب أو منظمة وأنا حجي وأصلي .
لقد دفع من ماله وصحته وراحته ومعه كل أفراد العائلة نتيجة للأرهاب المسلط علينا من قبل النظام المقبور وخاصة بعد أعتقالي وفصلي من وظيفتي عام 1969م وعام 1972م في أمن بغداد والأمن العامة وقصر النهاية حيث خرجت من السجن مقعدا ولسنوات ، نتيجة ما مورس بحقي من تعذيب وبطش ، ودفعوا جميعهم من راحتهم وصحتهم ومالهم وسعادتهم ، ولكنهم أصروا على الأستمرار بالوقوف والسهر على علاجي ، ولأخي الشهيد فاروق موقفا مميزا وعظيما في رعايتي ومتابعة علاجي والسهر معي وأقناعي بتناول العلاج ومعاودة الطبيب كل ما دعت الحاجة لذلك ، وبفقده فقدت سندا وأخا وصديق ورفيق ومناضل صلب ووفي .
وأنا اليوم أذ أستذكر هذا الرحيل المفاجئ ، والذي بغيابه فقدت السند والمعين والمرشد والمربي الفاضل والقوي . فله مني كل العرفان وجميل ما صنع ...و عزائي برحيله وفقده هو ...كونه عاش رجلا مكافحا وذا رجاحة وشكيمة وأصرار على مواجهة الملمات والصعاب بحزم وأنات وصبر وعزيمة ، لم يستسلم لنوائب الحياة ومعوقاتها ، كان ذا عقل وفطنة مميزتين ، كان كريما سخيا وعطوفا وساعيا للخير والصلاح ، ويتمتع بقدرة على التعامل مع الاحداث فيطوعها لأرادته ومشيئته ، وكان رجل أعمال ناجح وصادق بعلاقته مع أرباب العمل والشغيلة في الوقت نفسه ، فكان موضع ثقة الجميع ويحضى بأحترام الجميع .
رحمه الله وطيب ثراه والذكر الطيب له دوما ما أشرقت الشمس وما غربت على وجه الأرض .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
21/12/2014م
وهنا لا يفوتني في هذه المناسبة الأليمة ألا لأقف عند الكلمة والنص وما جاد به البلغاء والحكماء والشعراء لأختار لهذه المناسبة مقتطفات مما تركه لنا هؤلاء الأفذاذ.
لقد لامني عند القبور على البكا
صديقي لتذراف الدموع السوافك
المرثية والرثاء في اللغة : يقال: رثى فلان فلانًا يرثيه رثيًا ومرثية، إذا بكاه بعد موته، ورثوت الميت أيضًا إذا بكيته وعدَّدت محاسنه..
ورثاء المرأة: النياحة، والمرأة الرثاء، والرثاية: النَّوَّاحة، فالرثاء هو: النواح.
إنَّ للرثاء مدلولاً واسعًا هو التوجُّع والإشفاق، أخَذ يتخصص أكثر بالشِّعر وموضوعاته.
ولما للتأبين من علاقة بالرِّثاء؛ نشير هنا إلى معنى التأبين، فقد جاء تحت مادة أبن: وأبَّن الرجل تأبينًا، وأبَّنه: مدحه بعد موته وبكاه، وقال شمر: التأبين: الثناءُ على الرجل في الموت والحياة.
إذًا الرثاء في الحقيقة: فنُّ تصوير العواطف الملتهبة والقلوب المكلومة، والنفس البشرية إذا كُلِمَت، نَفَّست عمَّا بداخلها من حزن على فقيدها، الذي كان يملأ عليها الدنيا.
وقد راجَ هذا الفن رواجًا عظيمًا في شعرنا العربي؛ لأنَّه وثيقُ الصلة بنهاية المخلوق في ....مقتبس من موقع ( الألوكة الأدبية واللغوية للكاتب / محي الدين صالح
لرثاء في شعر باشراحيل .
يقول جان جاك روسو:
من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة، لا يحق له أن يتزوج و ينجب أبناء.
مثل هندي:
نعرف قيمة الملح عندما نفقده، و قيمة الأب عندما يموت.
ريشيليو:
لا يغفو قلب الأب، إلا بعد أن تغفو جميع القلوب.
ميناندر:
ليس أرق على السمع من كلام الأب يمدح ابنه.
الأم ...قلبها الرؤوف ،
بينما نراها تتكاسل و تخِرُ قِواها فيما يناظرها من عطفِ
الأب وحنانه ؟
قال تعالى
"وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ-;- نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ"
( هود : 42)
"وَنَادَىٰ-;- نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ"
(هود :45 ) .
هنا لاحظ قلب نوحٍ الأب الذي غلب عقله كنبي !
فلو حاولنا أن نتخيل تقاسيم وجه أبانا نوحٌ في لحظة وقوع .
وهنا في الصرخة ( إن ابني من أهلي )
حين تُنسي الأبوة الرجل نبوءته السماوية حين يتوسل ربه حياة كافر ،
وينسبه إلى نفسه مستشفعاً له دون تفكير.
أب واحد أفضل من عشرة مربين-
جان جاك روسو .
قال النبي صلى الله عليه وسلم
" ما من رجل ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بها حجة مقبولة مبرورة "
احذر أن تحد النظر إلى الوالدين :
قال صلى الله عليه وسلم " ما بر أباه من حد إليه الطرف بالغضب " البيهقي ،
ومعناه أن من نظر إلى والديه نظرة غضب كان عاقا وإن لم يكن يتكلم بالغضب .
رضا الله في رضا الوالدين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم" رضا الله في رضا الوالد ، وسخط الله في سخط الوالد " الترمذي " .
قال النبي صلى الله عليه وسلم " بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا .
بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟ قال " الصلاة على وقتها ، قلت ثم أي ؟ قال بر الوالدين ، قلت ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله . " متفق عليه .
قد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم .
وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه:-وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا الإسراء23 .
وقال تعالى: -
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا النساء: 36 .
فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما ؟
قال: نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما
وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) ابن ماجه .
قال الله عزوجل.
وقال: رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات نوح: 28 ..
ثلاث يعز الصبر عند حلولها ويذهب عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد تحبها وفرقة خلانٍ وفقد أحبة وخلان .
يقول الشاعر الأندلسي / أبو البقاء الرندي قصيدة يرثي فيها الأندلس ويصف حالها بعد تشتتها فيقول :
لـكل شـيء إذامـاتم نـقصان فـلا يـغر بـطيب العيش إنسان
هـي الأمـور كماشاهدتها دول مـن سره زمـن سـاءته أزمـان
وهـذه الـدار لاتـبقى على أحد ولا يـدوم عـلى حـال لها شان
أين الملوك ذوي التيجان من يمن وأيـن مـنهم أكـاليل وتـيجان
وأيــن مـاشاده شـدادفي إرم وأين ماساسه في الفر س ساسان
وأيـن مـاحازه قارون من ذهب وأيـن عـاد وشـداد وقـحطان .
وفي فراق الأحبة يقول الشاعر أبن زيدون ...
أضحى التنائي بديلا من تدانينا ......::::::...... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا وقد حان صبح البين صبحنا ........::::::...... حين فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ المبلسينا بانتزاحهم .........::::::....... حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يضحكنا ........:::::::....... أنسا بقربهم قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا .......::::::.... بأن نغص فقال الدهر : آمينا .
ويقول الشريف الرضي:
ولقد مررتُ على ديارهمُ وطلــولُها بين البلى نهْبُ
فوقفتُ حتى لَجَّ مِن لَغَبٍ نضوي.. ولَجَّ بعذليَ الرَّكْبُ
وتلفَّتَتْ عيني.. فمُذْ خَفِيَتْ عَنِّي الطُّلُــولُ، تلفَّتَ القلْبُ
والنضو: البعير المهزول.
حدث الأصمعي أنه رأى بالبادية امرأة ألصقت خدها بقبر زوجها وهي تبكي وتقول:
خدي تقيك خشونة اللحد
وقليلة لك سيدي خدي
يا ساكن القبر الذي بوفاته
عميت علي مسالك الرشد
اسمع أبثك علتي فلعلني
أطفي بذلك حرقة الوجد .
و مأساة بغداد على يد هولاكو مأساة من أشنع ما عرفته البشرية في تاريخهاالقديم . فبكاها الشعراء من أعماقهم ودبجوا فيها مراثي يضيق المجال عن ذكرها. ومما قيل في ذلك:
بكت عيني على بغداد لما
فقدت غضارة العيش الأنيق (غضارة: نعومة العيش وطيبه.)
أصابتها من الحساد عين
فأفنت أهلها بالمنجنيق...(لمنجنيق: آلة حربية قديمة تشبه المدافع.)
فقوم أُحرقوا بالنار قسرًا (قسرًا: بقوة وقهر )
ونائحة تنوح على غريق
وصائحة تنادي واصِحابي
وقائلة تقول أيا شقيقي
ومغترب بعيد الدار ملقى
بلا رأس بقارعة الطريق
ولا ولد يعوج على أبيه
وقد هرب الصديق عن الصديق .
يقول محمود سامي البارودي :
يَا رَاحِلِينَ وَفِي أَحْدَاجِهِمْ قَمَرٌ ::::::: يَكَادُ يَعْبُدُهُ مِنْ حُسْنِهِ الْوَثَنُ
مُنُّوا عَلَيَّ بِوَصْلٍ أَسْتَعِيدُ بِهِ ::::::: مِنْ مُهْجَتِي رَمَقَاً يَحْيَا بِهِ الْبَدَنُ
أَوْ فَاسْمَحُوا لِي بِوَعْدٍ إِنْ وَنَتْ صِلَةٌ::: فَالْوَعْدُ مِنْكُمْ بِطِيبِ الْعَيْشِ مُقْتَرِنُ
لَمْ أَلْقَ مِنْ بَعْدِكُمْ يَوْماً أُسَرُّ بِهِ :::: كَأَنَّ كُلَّ سُرُورٍ بَعْدَكُمْ حَزَنُ .
أبيات جميلة تنسب الى علي بن ابي طالب رضي الله عنه
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما******عَينايَ حَتّى تَأذَنا بِذِهابِ
لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِن حَقَّيهِما******فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ .
يقول أحدهم :
.أيهـا القلـبُ اتّئدْ لا تشتـكي ..::.. إنمـا الدنيا سـرابٌ لا يطيلْ
واهجر الدنيـا فذي عاداتها ..::.. كمْ جريحٍ من هواها وقتيلْ
لا تكن مثلي فإني مولعٌ ..::.. بسماءٍ وبنهرٍ ونخيلْ
فمضى العمرُ ولمْ أربحْ سِوى ..::.. بسمةٍ تبدو وإنْ كنتُ العليلْ.
من أجمل ماقيل - والأبيات لشمس الدين الكوفي الواعظ - :
عندي لأجل فراقكم آلام فإلام أعذل فيكم وألام
من كان مثلي للحبيب مفارقا لا تعذلوه فالكَلام كِلام
نعم المساعد دمعي الجاري على خدي إلا أنه نمام
إن كنت مثلي للأحبة فاقدا أو في فؤادك لوعة وغرام
قف في ديار الظاعنين ونادها " يا دار ما صنعت بك الأيام "..
قال سليمان بن يزيد العدوي :
ذهــب الأحبــة بعــد طــول تــزاور **** ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركــوك أوحــش ما تكــون بقفــرة **** لم يؤنسوك وكربــة لم يدفعـــوا
قضي القضاء وصرت صاحب حفرة **** عنك الأحبة أعرضوا وتصدعــــوا .
يقول أحمد شوقي :
يا أبي ما أنت ذا أول كل نفس للمنايا فرض عين
هلكت قبلكك ناس وقرى ونعى الناعون خير الثقلين
غاية المرء وإن طال المدى آخذٌ يأخذه بالأصغرين.
يقول عبد الرحمن العشماوي في احدى قصائده التي عنوانها ( رثاء أب ):
هُمْ - يا أبي الغالي - قذىً في عين أمتنا
وضيقٌ في الصدور
يا ويل أرباب الفتنْ
كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ
كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا
وكم قطعوا فَنَنْ
كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي
فإذا بهم
يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ .
ويسترسل في قصيدته ...
ما زلتُ - يا أبتي - أصارع حسرتي
وأسد ساقية الدموعْ
أهوى رجوعك يا أبي الغالي
ولكنْ
لا رجوعْ
إن مُتَّ يا أبتي
وفارقت الوجودْ
فالموتُ فاتحة الخلودْ
ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى
بل مت صوناً للعهود .
ومسك الختام :
بيتين لأبي نؤاس
يا دارُ ما فَعَلَت بِكِ الأَيّامُ ضامَتكِ وَالأَيّامُ لَيسَ تُضامُ
عَرَمَ الزَمانُ عَلى الَّذينَ عَهِدتُهُم بِكِ قاطِنينَ وَلِلزَمانِ عُرا.



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من تحت الثرى ؟...الى الأموات القابعين في قصورهم
- مختارات من بطون الكتب
- عام على رحيل المبدع فؤاد سالم
- حوار ومناظرة بين العلامة محمد عبده والباحث فرج انطون .
- المطالبة عن الكشف عن مصير الأستاذ عامر لطيف أل يحيى
- يسألون عنك يا حزب الأبطال
- الى الشهيد غسان عاكف وعائلته
- اليوم العالمي لحقوق الأنسان
- عام على التفجير الأرهابي في ناحية بهرز
- شعراء الصعاليك ...حياتهم وشعرهم
- ترانيم خرفة على طريقة احتجاج عمال النضافة في محافظة البصرة
- الخوارج ...نشأتهم وعقيدتهم وأمتداداتهم .
- هل نجيد لغة وادب الحوار ونحسن أدارته .
- رسالة الى حفيدي
- الى فلسطين خذوني معكم
- تسائلني يوم التقينا ....
- محاكات لرسالة سجين كتبها لزوجته من معتقله ( نقرة السلمان )
- متي نتبرئ من الطائفية السياسية
- نزهة مع الفاتنات
- حسين مروة ...المفكر والباحث والمناضل


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - عشرون عاما على رحيل محمد عبد الكريم الدبش