أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - هل نجيد لغة وادب الحوار ونحسن أدارته .















المزيد.....

هل نجيد لغة وادب الحوار ونحسن أدارته .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نجيد لغة وأدب الحوار مع المختلفين ؟
تجري بين فترة وأخرى حوارات بين الأصدقاء ، وفي أماكن مختلفة وبمختلف المواقع ومختلف وسائلها ( في جلسات خاصة ..وفي المقاهي والنوادي وعبر الندوات التي تقام على الهواء مباشرة وعبر الفضائيات التلفازية وعبر الصحف ووسائل التواصل الأجتماعي المختلفة ، والحوار لا يتم بين المتفقين فيختلفوا ، ولاكن بين المختلفين حتى يبحثوا عن السبل التي تأدي بهم الى القواسم المشتركة ..فيتفقوا عند تلاقي المتقاطعين ، وهنا يكمن جدوى التحاور ، لأنه لا جدوى من التحاور دون ان نجد المشتركات ، أو على بعض الذي نختلف فيه ، وبالتالي هناك فرق بين الحوار الهادف للوصول الى تلمس الحقيقة وهي هدفنا ،وبين الجدال العقيم والذي يزيد سعة الخلاف وتعمقه وتعميقه ..فيصل حد العداء ومن ثم الألغاء والأقصاء والتقاطع ، وقد يأدي الى أعلان الحرب وبمستويات مختلفة حسب شدة الخلاف ونوعيته وأسبابه ومسبباته وأطرافه وعددهم وحجمهم ، وهذه المشاهد والأحداث تجدها موجودة على مدى التأريخ الأنساني وحتى يومنا هذا ، والشواهد كثيرة ودروسها بليغة ونتائجها مدمرة في بعض مراحل تأريخنا الحديث ، فقد تجد تحالف قد تم بين عدد من القوى السياسية على برنامج محدد ، وقد تم تنفيذه وبشكل أيجابي وقد عاد على هذا البلد بالخير العميم ، مثل ما حدث في تحالف القوى الوطنية في العراق في عام 1957م ، والذي تكلل بنجاح ثورة تموز 1958م ، ولكن نجد نفس القوى التي تحالفت بالأمس وقد حققت أهدافها وبنجاح ، تجد هذه القوى نفسها المتحالفة في الأمس القريب قد أختلفت على شئ غير قابل للتحقيق أصلا ، مثل ما حصل بين قوى اليسار ويتصدرهم الشيوعيين والحزب الشيوعي العراقي ، وعلى الجانب الأخر ...القوى القومية والمتحالفين معهم ( أو هكذا كان يطلق عليه ) والذي يتصدرهم حزب البعث العربي الأشتراكي ، أختلفت هذه القوى على قيام الوحدة بين العراق والجمهورية العربية المتحدة ( الوحدة التي تمت عام 1958م بين مصر وسوريا ...والتي أنفرطت في عام 1961م) ، ولكي يكون القارئ الكريم على بينة ...فأن شروط قيام الوحدة بين هذين الكيانين غير ممكنة بين هذين النظامين والحياة أثبتت صحة هذا الأستنتاج ولم تقم الوحدة حتى بعد أسقاط ثورة تموز على يد البعثيين وحلفائهم في شباط 1963م، وكذلك الأتحاد الفيدرالي والذي تبناه اليسار بقيادة الحزب الشيوعي العراقي ، والذي أعتبروه البديل عن شعار الوحدة ، ولنفس الأسباب وهو عدم توفر شروط الوحدة ولا شروط الأتحاد ، ونتيجة عدم قدرت هذه القوى على أيجاد القواسم المشتركة والتوصل الى توافق في تلمس الممكن وأعتباره حقيقة يجب التسليم بها وأستمرار الجدال وتعميق هذا الجدال وتطوره الى خصومة ومن ثم الى أحتراب والذي أدى الى قطيعة كاملة ، والذي أدى الى صدامات دموية وكوارث ونوائب ، وما زلنا ندفع ثمن هذا الخلاف والصراع من دمنا وأرواحنا وممتلكاتنا ، وأدى الى تشتيت شعبنا الى طوائف وملل ومناطق وتكتلات متحاربة ومتقاطعة وطوائف وأثنيات ، ولا يوجد في الأفق ما يشير الى أنفراج قريب ، أذا بقية الأمور تسير بعقلية الألغاء والتهميش والتقاطع ...أن بزوغ الضوء في أخر النفق ما زال بعيد المنال ! ، نتيجة الألغاء والأقصاء والتهميش وعدم القبول بالأخر كشريك حقيقي في أدارة هذا البلد والتفكير المشترك في كيفيت بناء وأدارة ورسم حاضر ومستقبل بلدنا وتأمين الحياة الكريمة لهذا الشعب الجريح . يتحاور الأصدقاء كما تتحاور القوى السياسية ، والأشخاص هم من يكونون التجمعات الثقافية والمعرفية ، ويأسسون الأحزاب والجمعيات ، وهم من يخطط لأدارة البلاد ، ويختارون من يكون مأهلا لتصدر قيادة وأدارة قمة هرم الدولة وسلطاتها المختلفة ، فلا نستهين بتحاور هؤلاء وعلى مختلف مستوياتهم ، ونتيجة لتقسيم العمل الأجتماعي ، فلكل فرد في هذا المجتمع له مهمة محددة أملاها الواقع الأجتماعي والحاجة الأجتماعية ونتيجة للضروف الموضوعية والذاتية والزمان والمكان . لاحظت حوار جادا وحول مسألة محددة وقد تباين الرئيان بعض الشئ وهو شئ طبيعي ومثل ما أشرت بأن الحوار يتم بين المختلفين وليس بين المتفقين حول مسألة بعينها ، حتى وأن كانوا من نهج واحد ومن أيديولوجية واحدة ، ولكنهم مختلفين في تحديدها وطريقة الوصول اليها ، ولا غرابة في ذلك وهي تعتبر جوهر البحث عن حقائق الأمور ، وهو منطق فلسفي معروف ، ويجب أن ندرك حقيقة واحدة ولا شئ سواها ( الحوار ...وبالحوار وحده وقبول الأخر بكونه شريكا وليس ندا ..وكونه مرأتك التي تنظر بها الى نفسك لتعرف عليها وعن حقيقتها !...هل أنت تسير في الأتجاه الصحيح ؟..أم في الأتجاه الخاطئ ، فهو مرئاتك التي تتعرف على نفسك من خلاله ، ومن دونه لا تسير الحياة ولا تستقيم الأمور ،...صديقي العزيز المتفق ...محبتي اليك ، والتحية موصولة كذلك للصديق المختلف ...من خلال قرائتي للمتداخلين وفي كثير من الاماكن التي تتحاورن وتتناقشون ، كل حسب وجهة نظره ، أي أختلاف أو تباعد شئ ليس غريبا في أدب الحوار ، ولكن الغريب أن تتجادلون وتتقاطعون ، وهذا لا يخدم عملية الحوار وتتبع مجرياتها والتقارب هنا والتباعد هناك كذلك هو أمر طبيعي ، وهذا ينسحب على القوى السياسية والمنظمات الأجتماعية المختلفة ، المهم عدم الخروج عن المبدء الأساس هو أن تقبل بالأختلاف وتبحث عن المشتركات ، ولا سبيل غير ذلك أبدا ، والأجتهاد وسعة الصدر والمرونة مطلوبة وضرورية ، بل واجبة لأنجاح الحوار !...من أجتهد وأخطأ فله أجره، ومن أجتهد فأصاب فله أجران ...هذا ما يقوله الأمام الشافعي ، وأختلاف أمتي رحمة كما جاء في قول المصطفى (ص) ، والتحاور والأختلاف وتمازج الأفكار والأجتهادات هو السبيل الوحيد لتلمس الحقيقة أو الأقتراب منها وجميعنا نبحث عن الحقيقة ومن قبلنا ومنذ الاف السنين ...ما قبل سقراط وما بعده والبشرية جمعاء تنتج المفكرين والفلاسفة والعلماء لكي يقتربوا خطوة من الحقيقة ونقل البشرية الى مرحلة اكثر رقي وتقدم وحضارة ، المهم من كل هذا وذاك ..ان نتقبل طرح من يختلف معنا وبشئ من المرونة وسعة السريرة منطلقين من منطق ...جميعنا نبحث عن المعرفة ونحتاج الى تعلمها ومن مصادر مختلفة ..متى أتيحة لنا هذه الوسيلة . مع كل تقديري وأعتزازي بكم وبتحاوركم ..وتثمين كل حوار هادف وبناء ، ...مع تقديري لكل القراء الكرام .



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى حفيدي
- الى فلسطين خذوني معكم
- تسائلني يوم التقينا ....
- محاكات لرسالة سجين كتبها لزوجته من معتقله ( نقرة السلمان )
- متي نتبرئ من الطائفية السياسية
- نزهة مع الفاتنات
- حسين مروة ...المفكر والباحث والمناضل
- صباح الخير للمولود الجديد في عراق اليوم
- نعي واستذكار لرحيل الأديب والشاعر شاكر السماوي
- حوار هادئ
- من ذكرياتي عن الزمن الماضي
- رسالة الى رفيق
- استذكار للمناضلة نرجس الصفار
- لعصفورتي الصغيرة
- الأشاعة وأخواتها
- عثمان الموصلي أحد أعمدة الثقافة والفنون
- الى متى تستمر معانات ناحية بهرز
- بلا عنوان
- حول استيزار الوزراء للدفاع والداخلية في العراق
- تأملات ومحاكات مع الذات


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - هل نجيد لغة وادب الحوار ونحسن أدارته .