أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحايل عبد الفتاح - L’être mesquin الإنسان الخسيس














المزيد.....

L’être mesquin الإنسان الخسيس


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 10:48
المحور: الادب والفن
    


L’être mesquin الإنسان الخسيس

مهما أجهدت نفسك مثلي في إيجاد نعث مطابق لكثير من بني البشر عامة، وحاليا، لما وجدت أحسن من نعتهم لغويا بالخسيسين. فعلا، كثير من فصيلة الإنسان كائنات خسيسة. وهو حكم شخصي قاطع ونهائي ولا تصور لغيره في قواميس المصطلحات المتوفرة حاليا بكل اللغات. وحتى كلمة خسيس قد لا تفي بمستوى الإنحطاط والعفن والمستنقع الفكري الذي يسبح فيه الكثير من بني البشر بوعي أو بدونه، بقصد أو بدونه، باختيار أو بدونه...
والخساسة درجات متفاوتة بين بني البشر. وحدتها درجات قابلة للفهم. فقد يكون الإنسان خسيسا بوعي أو بدونه، وقد يكون خسيسا طول الوقت أو بحسب المناسبات والمواقع والمصالح...لكن في الحقيقة كلنا خسيسون بدرجات متفاوتة بوعي أو بدونه، طول الوقت أو مناسباتيا...
الإنسان الحالي في آخر المطاف والتحليل والدرس ليس سوى كومة وخليط من التصورات، والتخيلات، والمسروبات والتوجسات الخارجة عن الواقع وما يحمله من حقيقة مؤلمة ومؤولة...
نحن هنا لا نناقش اعتقاد الخسيس دينيا. ولا نناقش المغلوط في موروثه الثقافي الممسوخ، ولا نسلط الضوء بالدرس على أخطائه وتهاونه وكسله وأنانيته وعجرفته ونفاقه اليومي ولا أمراضه النفسية والعقلية واضطراباته الحسية، بل نناقش انعدام وعيه بواقعه الـــخسـيـــس. واقع لم يدرك منه سوى ما تصوره وتخيله.
وفي الأخير حين يحس هذا الكائن الخسيس بالذنب يلجأ إلى قوة عليا تحميه من قلة فهمه. يطلب من الله من الآلهة التي تصورها هو بعقله لا كما هي أن تغفر له بواسطة طقوس متعددة وحركات جسدية لا علاقة لها ببنية فكره. فتراه بصدق يحج إلى بيت الله الحرام "لغسل ذنوبه" ويصلي كالمتصوف ليمنح لنفسيته الهدوء والإستقرار والراحة...
خسيسون كثير من البشر. وأخس ما في عقولهم أو نفسياتهم أنهم يجدون أعذارا ظاهرة لما يفعلونة من دناءة وظلم...
أنا متيقن من بيننا خسيسين من أفراد عائلتنا، وممن نعتبرهم اصدقائنا، وممن نصوت عليهم في عليهم في انتخاباتنا، وممن يسوسون شؤوننا العامة والخاصة وممن نشغلهم وحتى ممن نشفق عليهم أو ندافع عنهم وعن حقوقهم...
كم عددهم وأين يوجدون وكيف السبيل لتفريدهم ؟ لا تعولوا علي لأدلكم عليهم بواسطة هذا المقال لأن صفاتهم ونعثهم لا يسهل إدراكها ونفلها لكم. ربما سأعلم ذلك بعد حين. أما الآن، فكل الغات تعجز عن "توريقهم" وتحديدهم بدواتهم وصفاتهم. فالظاهر خداع والباطن أخدع منه. كل ما أعرف خلال تجربتي الشخصية عنهم هو أنهم موجودون حقيقة بيننا بتصرفاتهم الحسيسة، قد نلقاهم ويلقون يوميا بابتسامة شيطان أو سلام ملاك...
كل هذا مع علمي النسبي بنظرية التفاؤل والتعايش الضروري لاستكمال الحياة، ووعيي بقياساتي الشخصية النسبية، ودرايتي بضرورة نبذ نظرية le victimisme و نظرية المآمرة و نظرية التسول العاطفي المعكوس، ونظرية التهرب من المسؤولية، ونظرية العطف الزائد...
كل هذا لن ينسينا علمنا بأن من بيننا أناس لا تصدق عليهم كلمة خسيس "العنيفة" طول الوقت وفي الكثير من المواقف والمجالات الحياتية...بل هم خسيسون بالصدفة أو الغلط...أو بدون وعي منا أو منهم...
فليسمح لنا من هو غير خسيس...



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض المشاكل التي يعاني منها الكثير من المحامين في حضرة بعض ا ...
- علمنة القضاء والعدالة
- حفلات وأعراس خشنة ومقرفة بالمغرب
- فاز السيسي عبد الفتاح بمقعد رئاسة مصر.
- أنا والله ومن يؤمن بوجوده و من ينكر وجوده.
- مذكرات محام مغربي : الوقت من ذهب
- ذكرى انقلاب موفق
- الظلم والاستبداد هو المبدأ السائد بين الأفراد والدول
- شلل وغيبة فكر نوال السعداوي
- ارسالة مفتوحة إلى السيد المدير العام للقرض الفلاحي المغرب ( ...
- المساهمون في الإنفجار الثقافي بالعالم العربي الإسلامي
- الظالم قد ينتصر والمظلوم قد ينهزم
- معنويات السيسي بعد الإنقلاب
- ما هو المشروع المرتقب للجنرال السيسي ؟
- الانفجار الثقافي بالعالم العربي الإسلامي
- مصر بين مؤيدي الدولة المدنية الديمقراطية والعسكرية الدكتاتور ...
- الحل لمصر هو خريطة سياسية توافقية
- الديمقراطية عقل وحقوق الإنسان عواطف وأحاسيس
- التداعيات والنتائج الأولية للإنقلاب العسكري بمصر
- الإنحسار السياسي بمصر ظاهرة صحية جيدة.


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحايل عبد الفتاح - L’être mesquin الإنسان الخسيس