أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (34)- 906- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (6) نشأة االديانة الإسلامية!!















المزيد.....

شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (34)- 906- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (6) نشأة االديانة الإسلامية!!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 00:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


906- نشأة الديانة الإسلامية
كانت الجزيرة العربية قبل ظهورالإسلام تعج بالصراعات القبلية والعقائدية عدا الأخطار المحيطة بها من روم وأحباش وغيرهم . فعدا العبادات الوثنية المتعددة ، كان هناك عبادات أخرى منها المسيحية المحدثة والنصرانية واليهودية والصابئية والمانوية والدهرية والزرادشتية ..وحسب ما تذكر الموسوعة الحرة عن المقريزي في كتابه المسمى ( الخطط في بيان الفرق المسيحية ) التي كانت في عصره: "النصارى فرق كثيرة الملكانية والنسطورية واليعقوبية والبوذعانية والمرقولية وهم الرهاويون الذين كانوا بنواحي حران وغير هؤلاء" ثم قال "والملكانية واليعقوبية والنسطورية كلهم متفقون على أن معبودهم ثلاثة أقانيم، وهذه الأقانيم الثلاثة هي واحد وهو جوهر قديم ومعناه أب وابن وروح القدس إله واحد" ثم قال "قالوا الابن اتحد بإنسان مخلوق فصار هو وما اتحد به مسيحاً واحداً، وإن المسيح هو إله العباد وربهم، ثم اختلفوا في صفة الاتحاد فزعم بعضهم أنه وقع بين جوهر لاهوتي وجوهر ناسوتي اتحاد، ولم يخرج الاتحاد كل واحد منهما عن جوهريته وعنصره، وإن المسيح إله معبود "
وكان أتباع هذه العقائد يخوضون صراعات حتى في ما بينهم حول مفاهيم معتقداتهم كما في المسيحية ، عدا صراعاتهم مع العقائد الأخرى. هذه المفاهيم المتعددة للمقدس المعبود لا بد أن تقود إلى الشك لدى كثيرين ، فلا يمكن أن يكون جميع هؤلاء على صواب باختلاف مفاهيمهم ورؤاهم ، مما قد يؤدي إلى سقوط الآلهة جميعا !
يقول جمال الحلاق :
" عندما يسقط الإله، ويتلاشى التقديس، تنمو فجوة هائلة داخل بنية العقل الحاضن، فإن لم تُملأ بما يسدّ فراغها فإنّها تقود إلى فوضى قاتلة، تشبه تماما فراغ الدولة من القانون ، فوجود الإله ضرورة اجتماعية ساهمت بشكل أو بآخر في تنظيم العلاقات الاجتماعية وبلورتها ( أتحدّث عن آلهة ما قبل الإسلام)، لكن حين تخفت قداسة الإله، ويبدأ الإنسان بإضفاء شروطه كشكل آخر للقداسة، هنا تحديدا يبدأ التجاوز على نظام العلاقات الاجتماعية، وتبدأ الفوضى بالنمو داخل بنية المجتمع كممارسات اجتماعية ." (1)
ضمن هذا المناخ المضطرب برزت جماعة إلى العلن بعد أن كان وجودها سريا كما يبدو ،وراحت تدعو إلى مفاهيم توحيدية للوجود الإلهي في محاولة منها لتوحيد قبائل الجزيرة حول دين واحد، أو مفهوم موحد للدين . لعلها بذلك تنقذ عرب الجزيرة مما آلت إليه من ضياع وتفتت وصراعات.. وقد اتبعت هذه الجماعة دين ابراهيم الحنيف . وترد المفردة ومشتقاتها في القرآن أكثر من اثنتي عشرة مرة .
يضيف الحلاق :
"سأركز هنا على المناخ / الرحم الثقافي الذي نمت الحنيفية فيه وساهمت بدورها كلحظة اجتماعية ثقافية مغايرة في دعم الحوار الديني وتنميته باتجاه التوحيد الخالص."
ويتابع :
"بعد أن طاف أغلب أحناف الجيل الأوّل في الأرض، وحاول كلّ واحد منهم أن يلتقي مع أحبار ورهبان الأديان الأخرى، والدخول معهم في حوارات جعلت وعيهم الديني أكثر صفاءً، وأكثر قدرة على الانتقاد، ليس انتقاد عبادة الأصنام والأوثان، بل انتقاد الوثنية داخل الأديان الأخرى أيضا."
وكان نتيجة لهذا الطواف في الأرض أن برزت إلى سطح الواقع الاجتماعي للجزيرة العربية بعض الظواهر بدأت بشكل فرديّ ثمّ تحوّلت إلى ظاهرات اجتماعية،.(2)
ومن أبرزهؤلاء الشخصيات الذين ظهرت أسماؤهم في الحنيفية
* أمية بن أبي الصلت . القائل :
بينا يربّبنا آباؤنا هلكوا
وبينما نقتني الأولاد أفنانا
وقد علمنا لو أنّ العلم ينفعنا
أن سوف تلحق أُخرانا بأولانا
وقد عجبت وما بالموت من عجب
ما بال أحيائنا يبكون موتانا
( أمية بن أبي الصلت : 79 )
ولأمية شعر في خلق السموات والأرض والآخرة ذكر في سيرة ابن هشام
* قس بن ساعده.
كان الموت من المآسي التي تؤرق الإنسان قبل أن يجري التسليم به كقدر لا مفر منه .
وكان قس بن ساعدة يصيح في عكاظ: “مالي أرى الناس يموتون فلا يرجعون، أرضوا فأقاموا، أم حبسوا فناموا ؟!” ( البيان والتبيين : 1 / 186 ) .
تُنسب إلى قس بن ساعدة أفعال عديدة، وأقوال كثيرة شعرا وسجعا ونثرا، كعديدين من حكماء العرب. ومما ينسب إليه:
• أنه أوّل من خطب متئكا على عصا.
• وأول من كَتَب: "من فلان إلى فلان".
• وأول من قال: "أما بعد".
• وأول من قال: "البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر".
• ويُنسب إلى قس بن ساعدة قوله: "كلا بل هو إله واحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدى، وإليه المآب غدا".
• وقوله: "كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود". وهذا فيه من سورة الإخلاص معنا وليس لفظا وبلاغة.
• وكذلك قوله: "يا معشر إياد، أين ثمود وعاد، وأين الآباء والأجداد، أين المعروف الذي لم يشكر، والظلم الذي لم ينكر، أقسم قس بالله إن لله لدينا أرضى من دينكم هذا".
وجاء في كتاب "النصوص الأدبية" (مكتبة الرشاد) ذكر قس بن ساعدة. يقول المؤلفون: "وقد نزل القرآن مصدقا لقوله، مقرا طريقة قس في الاستدلال بعجائب المخلوقات على وجود الخالق" ورووا له هذه الخطبة:
«أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا؟ تبا لأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية.»

يا معشر إياد، أين الآباء والأجداد؟ وأين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟ أين من بنى وشيد، وزخرف ونجد؟ أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربكم الأعلى؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأطول منكم آجالا؟ طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم الدهر بتطاوله، فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خاوية، عمرتها الذئاب العاوية. كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود:


وينسب الرواة كذلك إلى قس بن ساعدة حكما كثيرة منها:
• إذا خاصمت فاعدل، وإذا قلت فاصدق، ولا تستودعن سرك أحدا، فإنك إن فعلت لم تزل وجلا، وكان بالخيار، إن جنى عليك كنت أهلا لذلك، وإن وفى لك كان الممدوح دونك. وكن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك.
• من عيرك شيئا ففيه مثله، ومن ظلمك وجد من يظلمه، وإذا نهيت عن الشيء فابدأ بنفسك. ولا تشاور مشغولا وإن كان حازما، ولا جائعا وإن كان فهما، ولا مذعورا وإن كان ناصحا.(3)
* أبو قيس بن الأسلت
* عبيد الله بن جحش
* زيد بن عمرو بن نفيل
* أبو سفيان بي حرب
* أبو قيس بن عبد مناف
* بشر بن عبد الله العبادي .
* عثمان بن الحويرث
* ورقة بن نوفل .
يروي أبو موسى الحريري في كتابه ( قس ونبي ) أن ورقة كان قس مكة وكان يقوم بترجمة الكتاب المقدس إلى العربية القرشية وكان النبي محمد قبل النبوة من المقربين إليه ،وهو من كان شاهدا ومباركا لزواجه من خديجة ،فهو ابن عمها. ويرى الحريري أن ورقة كان يعد محمد لأن يكون نبيا ويروى عن عائشة أنها قالت : " .. ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي " كان من نتائج طواف الأحناف في الأرض أن تمّ تبلور القراءة والكتابة كظاهرة اجتماعية بعد أن ارتفعت من كونها احتياجا كماليا إلى احتياج حياتي ضروري . " (4)
مع الجيل الأول من الأحناف أصبحت القراءة والكتابة ضرورة اجتماعية ملحّة للحنيفي بالدرجة الأساس، تدعمه في بحثه عن الدين سواء على مستوى القراءة أو التثبيت، ويندر أن يشار إلى حنيفي في كتب السيرة والأخبار دون أن يشار إلى أنّه “قرأ”، بل إنهم “كانوا يشترون الكتب ويراجعونها ويتسقّطون أخبار أهل الآراء والمذاهب والديانات” ( المفصل : 6 / 357 )، وبالتأكيد فالقراءة والكتابة هنا لا تعنيان النمط المعتاد عند العرب يومذاك كالعهود والمواثيق والأحلاف، بل الإشارة هنا إلى قراءة بحثية متسائلة، وكتابة حِكَمية منتقاة، ليس من الكتب الأخرى فحسب، بل من التجارب الذاتية للأحناف أنفسهم .( 6)
يتبع

( 1) جمال علي الحلاق . المناخ الثقافي لتيار الأحناف في الجزيرة العربية قبل الإسلام "
موقع حركة مصر المدنية (5)
(2) المصدر السابق نفسه .
(3) الموسوعة الحرة
(4) الحلاق
(5) بيان الإسلام . أحاديث بدء الوحي .
(6) الحلاق
(7) المصدر نفسه .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (33)- 905- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (32)- 904- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (31)- 903- في العقل وال ...
- أهلا بكم في دمشق ! و هذه العاهرة ! قصتان قصيرتان !
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (31)- 902- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (30)- 901- في العقل وال ...
- لقاء الحبيب .. قصة
- انتكاسة الأدب .. وصراع الديانات في الحوار المتمدن !
- اللامغفرة واللاتسامح في المسيحية واليهودية ( رد على عبد الله ...
- يوم مولدي الأول !
- الدمع في زمن القتل والصمت والإغتراب !
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (29)- 900-تحولات العدم ...
- هل يطبق المسيحيون تعاليم المسيح ؟
- أسقطتم غصن الزيتون من يد الراحل ياسر عرفات فلا تسقطوه من يد ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (28)- 898- ألله قيد الت ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (27)- 897- الشيطان كقائ ...
- رسائل عشق إلى ميلينا. نثر وشعر . الرسائل كاملة
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (26)- 896- الوجود بين ا ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (25)- 895- الوجود بين ا ...
- أولادي ( نشيد القدر ) القصة كاملة .


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (34)- 906- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (6) نشأة االديانة الإسلامية!!