أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ابراهيم اليوسف والسياحة الداخلية














المزيد.....

ابراهيم اليوسف والسياحة الداخلية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 12:23
المحور: كتابات ساخرة
    


محاولات إسكات الأصوات,وإرهاب المثقفين والكتاب ,وكم الأفواه مستمرة برغم نفاذ جميع "الكمامات" من الأسواق , كما لم يبق نوع من اللجام إلا واستخدموه مع هؤلاء الجامحين المغردين خارج سيمفونيات المنظمات وتلفزيونات النكد والخطابات,وبرامج غسل الدماغ في إعلام "سماع وسكوت أحسن لك" , أولئك المتمردون الذين لا يرعون, ولا يسكتون,والله مصيبة, وهذه الحال معهم ,وقد جننوا فطاحل العسس بمشاغباتهم ,ومماحكاتهم,وطول ألسنتهم,وولعهم بالحكايات,والسوالف,و"العلاك",والنميمة و"استغياب" الثوار الأبرار, والقيل والقال.

فلقد اقتضت المصلحة العامة ,دوما,أن يعيّن المحظيين والمحظيات ,والمقربين والمقربات ,والمدعومين والمدعومات في أماكن دسمة تجلب لهم الرفاه والمال دون بذل أي جهد في سبيل المصلحة العامة التي كانت تستفتح بها أوامر المدراء المعينين لخدمة المصلحة العامة.وحين عملت مدرسا في مدن الصفيح والتوتياء ,وأزقة الفقراء كانت المصلحة العامة تقتضي بقاءنا في تلك المنافي الداخلية لأجل غير مسمى,إلى ما شاء منظرو الأوطان ,وفقهاء الثورات ,بينما كان المرضي عنهم من أبناء الباشوات والذوات ,الذين شبّوا وترعرعوا في أحضان منظمات الحزب الواحد الأحد ,وأجهزة حصي الأنفاس, والتلصص على الناس ,وكأن الجميع في سبات في غرفة الإنعاش, يُبتعثون ,وتحت شتى المبررات , إلى كافة البلدان للنهل من باراتها ,والتعرف على مواخيرها ,والعودة بشهادات خلبية لم تعد تعترف عليها نفس الوزارة التي أرسلتهم في تلك المهمة الوطنية النضالية. بينما كان رهط غير قليل ممن رضي عنه , لا يعرف الإدارة التي ينتسب لها إلا في آخر الشهر حين قبض المعاش.

وكانت المصلحة العامة تقتضي بأن يفرغ كثيرون منهم في المكاتب المكيّفة صيفا شتاء ,بينما ,كانت تقضي المصلحة العامة ,في وجهها القومجي الثوري الآخر,أن يلعن أبا سنسفيل آخرين في البرد القارص ,والحر القائظ ,في أيام الأوطان الكئيبة الحزينة السوداء. وأذكر ذات مرة أن إحدى المدرسات, ومن أجل المصلحة العامة نفسها,وهي المتخرجة ,والمعيّنة حديثا ,لم تدخل مدرسة على الإطلاق ,وذهبت لتنعم بالنوم اللذيذ في بيتها أيام الشتاء ,بينما كنا نتراكض في الفجر الدامس البارد الماطر لـ"نتعمشق" على السرافيس والباصات المترهلة للوصول إلى مكان عملنا لكي لا تتضرر المصلحة العامة التي تم بموجبها تعييننا في تلك الوظيفة الوضيعة, بقروشها الهزيلة التي لاتسمن ولا تطعم من جوع,بينما كانت تذهب "الهبرات" الكبيرات إلى جيوب الساهرين على المصلحة العامة.وكانت المزايدة على الفقراء تتم باسم هذه اليافطة العريضة التي عجزت عن إيجاد تفسير ,ومعنى, لها حتى الآن. وكم اختلطت المصلحة العامة بالمصلحة الخاصة ,لدرجة صار من الصعوبة تماما التمييز بينهما ,ومعرفة متى تكون هذه المصلحة خاصة ومتى تكون عامة.وكم كان فقراء المصلحة العامة يصابون بالقهر وبالإحباط وهم يرون زملاءهم من أصحاب المصلحة العامة الآخرين ,وهم يرتقون اجتماعيا ,ويتورمون ماليا ,وعلى عينك يا تاجر ,بينما فقراء المصلحة العامة "مكانك راوح" ,لا بل كانوا يتراجعون عدة سنوات ضوئية كل يوم إلى الوراء.

وذرا للرماد في العيون ,وكعادة القوم الفهلويين الأذكياء,أصحاب الثلاث ورقات إياهم, في الضحك على لحى ,وذقون ,وشوارب ,و"قفا" العباد الذين لا حول لهم ولا حال ,كانت تبرر كل تلك التصرفات الهوجاء بخدمة المصلحة العامة . واليوم ,تفتقت عبقرية أصحاب القرار ,واكتشف الفلكيون الشطار عبر مسبار خاص لا يتوفر إلا لدى من كشف عنه السر الثوري, وبعد دراسات مطولة تم الاستهداء ,والحمد لله, إلى الزميل العزيز إبراهيم اليوسف كمنجم وطني غني للتنقيب فيه ,ورفد المصلحة المصلحة العامة , بعد أن نضبت مواردها في أكثر من مكان .فاقتضت هذه المصلحة العامة بنقل الكاتب والزميل العزيز ,مع رفيق له ,من مكان عملها الأصلي إلى منطقة نائية بعيدة , بعد أن أغنوا المصلحة العامة وأشبعوها كرما ,وسخاء وعطاء في مكان عملهم السابق.فلا تزعل يا صديقي العزيز كله من أجل خاطر وعيون المصلحة العامة,ولا تنسى أن في الموضوع "إذن سفر" وتعويضات,ولاشك أن هناك معالم رائعة وعظيمة في هذه البلاد الجميلة ,لم ترها من قبل,من الواجب واللازم أن تطلع عليها لتلهمك أجمل القصائد والأشعار,والمرور ميسر ,وأسعار السيارات بلاش تقريبا ,والبنزين مثل ماء الفرات, والخدمات ذات النجوم العشرة متوفرة على قارعة الطرقات ,ومكالمات الهاتف تمنح مجانا للمواطنين الكرام ,وبدون أية ضرائب وفوائد ,والشوارع عريضة ,فسيحة ,ومعبدة وبربع ساعة فقط تصل إلى مكان عملك الذي لاتميزه عن أية كلية من كليات جورج تاون والسوربون والهارفارد ,وتعود عند الظهيرة لتتناول أشهى الوجبات من أم العيال ,وتنعم بقيلولة مع العصافير والأحبة الصغار ,وتحكي لهم عما رأيت في الدروب والطرقات من عمران وازدهاروبنيان, فهي - إذن - وفي المحصلة النهائية ,سياحة داخلية مجانية مأجورة على حساب "الشباب",وألف مبروك على هذا التوصية, والاهتمام المفاجئ من أصحاب الشأن ,والآن فقط عرفت بأنك مدعوم ,وهناك من تشغل باله ويفكر بك في دوائر القرار."وكثر الله من خيرهم على هذه "الاستفقادة".
و"استفقاده رحمة",كما تعلم في المثل الشامي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف كلمة جبان ,ولا كلمة الله يرحمه
- فقهاء الدولار
- موناليــزا من بلادي
- لعبة القاعدة وقواعد اللعبة
- الاستبـداد الجميـل
- الجنـرال توني بلير
- Missed Calls
- نفــاق بلا حـدود
- نمــور مـن ورق
- بيان عاجل :جمعية للرفق بالعربان
- محــامو الشيطان
- التحرش السـياسي
- دبكـة...و...دبّيكــة...و...طبّال
- حـروب الـردة الفكـرية
- ملـوك غير متوجيـن
- طلب انتسـاب لحزب المعارضة
- حروب الأشـرار
- عهـود الأمان,ومجيرو أم عامـر
- شعبولات الأعــراب الجدد
- مسلسل اللوائح الأمنية


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ابراهيم اليوسف والسياحة الداخلية