كواليس واسرار الافراج عن مبارك ورجاله ؟!!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صدر بالامس حكم البراءه في قضية القرن المتهم فيها مبارك واركان نظامه وابرزهم حبيب العادلي وزير داخليته ومساعديه وبهذا يكون سقط برقع الحياء الاخير بين السيسي والقوي الشبابيه والثوريه الفاعله علي الارض بعد هدنه استمرت ل9 شهور نتيجة العمليات الارهابيه التي شهدتها البلاد عقب 30 يونيو وتظل الاسئله كيف ولماذا حصل مبارك علي البراءه ؟؟

وللرد علي هذه الاسئله يجب ان نعود بالذاكره الي فيديو حلف اليمين للسيسي في 28/1/ 2010 كرئيس لجهاز المخابرات الحربيه قبل عام من ثورة 25 يناير والكلمات التي قالها السيسي في مدح مبارك ورؤيته له كزعيم وكإبن بار لمصر وهنا يجب ان نضع في الاعتبار ان السيسي كان عضوا في مجلس مبارك العسكري واهم عضو فاعل من حيث مهام منصبه كمدير للمحابرات الحربيه

لنذهب الي يوم 2 فبراير 2011 وهو اليوم الذي اجتمع فيه اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامه بقيادات جماعة الاخوان وبعض من القوي السياسيه والشبابيه قبل خلع مبارك وانقلاب مجلس طنطاوي العسكري عليه كانت الكلمات واضحه في التسريب المصور وبالصوت حينما قال سليمان ان مبارك خط احمر ولن يستطيع احد المساس به واتركوا لنا ترتيبات الامور

في مطلع اكتوبر الماضي تسربت انباء عن زيارة المشير طنطاوي لمبارك داخل مستشفي المعادي العسكري ويبدو انها جاءت بعدما عزم طنطاوي علي اتمام فريضة الحج وحتي تكون نواياه خالصه ذهب لمبارك كي يغفر له انقلابه عليه وتم الوعد بنهاية الامر وهو ما يوضح تتابع الاحداث فتأثير طنطاوي علي السيسي اكبر مما احد يتخيله او يتوقعه فطنطاوي صاحب الفضل في ترقية ووصول السيسي مدير مكتبه الي ماهو فيه الان وهو من قدمه كوزير دفاع في اخر زياره لهيلاري كلينتون للقاهره

اما عن القضيه فمن اصغر محامي في مصر لاكبر محامي يعلم جيدا ان مبارك لايوجد اي سند قانوني او اتهام منطقي يجعله محبوساعلي ذمة قضيه متهم فيها رجاله من رجال الامن فكل الادله واركان القضيه باطله ومقدمه ورق ابيض للقضاء كيف اشير بالاتهام لرجال المؤسسه الشرطيه وفي نفس الوقت اسند اليهم مهام جمع الادله لتقديمها للنيابه !!

مبارك ظل طيلة هذه الاعوام محبوسا لدواعي سياسيه والرجل في حقيقة الامر لم يكن محبوسا فوجوده في مستشفيات القوات المسلحه وبهذه الرعايه كان ضمان لبقاءه حيا في ظل التوترات السياسيه التي عصفت بالبلاد عقب الاطاحه به
كل مصري يعلم جيدا ان دول الخليج عقب ثورة يناير كانت رافضه لما حدث شكلا وموضوعا فأغلب حكام الخليج نظام ملكي وهذا يرفض فكرة الثوره والتغييرات التي تعقبها لانها تمثل خطرا علي مكانتهم واوضاعهم وهو ما جعلهم متمسكين بالافراج عن مبارك بكل السبل ومارسوا كافة الضغوط حتي يتم الافراج عنه

فبعد 30 يونيو اصبح الخليج هو الكفيل الرسمي لنظام السيسي الحالي فالرجل اعلن افلاسه رسميا كصاحب اي رؤيه او تقديم خطط للمستقبل ولا يمتلك حلولا اقتصاديه للوضع المتردي فقرر الاعتماد كليا علي دعم الخليج المشروط بأمرين ان يكون النظام تابع بصوره كامله لتوجهات المملكه السعوديه وحلفاءها من دول الخليج وان تعمل الاجهزه الامنيه المصريه لصالح امن الخليج والدفاع عن مصالحه ومن هنا كانت قوة النفوذ الخليجي في مطالبة السيسي بالافراج عن مبارك وتبرءته وهو ما تم بالفعل

السيسي كرئيس يعمل منفردا وقد سجل خساره غير مسبوقه لرئيس قادم لحكم بلد مر بفترة تطاحن لاربع سنوات فما فعله السيسي لايمكن لعاقل ان يصدقه او يفسره سوي انه نوع من انواع الغرور او الغباء السياسي الغير منطقي فأرسل رجاله للفريق شفيق ينصحه بعدم العوده الي مصر عزل القوي السياسيه التي كانت تعمل تحت اسم جبهة الانقاذ الي جانب اطلق رجاله في الاعلام لشيطنة شباب وقوي الثوره الي جانب من وضعهم داخل السجون

السيسي لايمتلك قراره في ان يرفض طلبا للخلايجه في هذه المرحله ولن يكون مستعدا لمعاداة دولة مبارك وهو بالافراج عن مبارك والعادلي كنوع من المصالحه مع الاجهزه الامنيه وخاصة رجال الداخليه فهو يظن ان الجهاز بعد هذه القرارات سيعود يعمل كما كان بالسابق لكل هذه الاسباب خرج مبارك بريئا شريفا عفيفا وطنيا وهو يظن ان الشعب الصامت يصدق او ملتفت لهذه التمثيليه خيوط العنكبوت تعود مره اخري وبعد الاستكراد لاتنتظروا استقرار من جيل شباب غير ما عاهدتوه او عايشتوه طوال عقود !!

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل