نَدِمَ البغاةُ ولا ساعة مَنْدَمِ...

سالم اسماعيل نوركه

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ألان علينا محاكمة أكثر مِن عقد مِن الزمان ذلك الذي أعقب 2003م حيث أضاف لنا البلايا والمصائب للتي خلفتها لنا سنيين قبل 2003 وٓ-;-بدلاً مِن أصلاح زادٓ-;- الخراب والدمار وٓ-;-لٓ-;-م يتحرك ساسة ما بعد التغيير لتحريك القابليات الجبارة المادية والبشرية لجبران ما فات ،وتتميم ما نقص،وتهيئة ما يلزم ، لقد تعرضنا في السابق واللاحق للمشاكل كان من الممكن أن يحرك الساسة مِن جمودهم وينفتحوا على الشعب لا أن يتركوه في مهب المصائب والشدائد الماضية ويضيفوا عليها أخرى وبسوء أدارتهم المالية والإدارية جعلوا منا (كالنبتة الغضّة أمام كل نسيم) وكان بأمكانهم أن يجعلوا منا أرسخ من الجبال في مهب العواصف ،دعونا نتكلم ولا تقمعونا فحبنا للوطن ينطقنا ونحن لا نشهر السلاح بوجهكم وإنما القلم فأكثركم ينطبق عليه قول الرصافي ( لا يخدعنكم كلام القوم عن الوطني..فالقوم في السر غير القوم في العلنِ ) أكثركم كان في غفلة كبرى عن القيم الأخلاقية وتوغلتم في (اللذائذ) جمع المال وأبتعدتم عن مآسي شعبكم وهذه حقيقة أسمعوها مِن فم أكثر العراقيين بأستثناء أولائك المحسوبين عليكم مِن المتملقين والوصوليين والذين في كل (عرس) يطبلون .أعترفوا بعجزكم وتخلوا عن غروركم وخففوا من طغيانكم بجمع المال الحرام بوسائل دنيئة ،ألم تسمعوا تصريح القرآن الكريم بصلة الطغيان بأحساس الغنى وأنتم بأكثركم تدعون التمسك بالأسلام،إذ يقول عزوجل (إنَّ الإنسان لٓ-;-يٓ-;-طْغٓ-;-ى * أن رٓ-;-آهُ اْستٓ-;-غْنٓ-;-ى)* ألا ترجعون بعد كل هذه المصائب والويلات التي جرى علينا بسببكم إلى الله !؟أيها الساسة عدى الكرام منكم إن البلايا والمصائب تكون سبباً لليقظة والتذكرة فلم أنتم نيام !؟فهي بمثابة صفع الطبيب وجه المريض المبنج لإيقاظه ، الذي لولا صفعته لانقطعت حياة المريض ،هل قررتم عدم الصحو لنموت بفعلتكم وسوء إدارة الدولة . صرفتم على الجيش والشرطة المال الكثير وبنتائج خائبة جداً وبطرق خائبة جعلتم هذا الشعب الجبار وكأنه أهتز بسوء إدارتكم وهو شعب شجاع دائماً ولكن (الوحدة بآمرها) وصرفتم على الكهرباء المال الكثير بلا نتائج ملموسة وعلى أكثر المشاريع بلا إنجاز وٓ-;-أنتم تشهرون القول نهارا جهارا بأن الفساد في الدولة أشهر من نار على علم والفساد سلاح فتاك بأيديكم وأذقتمونا الدمار ، فساد تارة بالأختلاس وتارة بصرف غير منتج ،سبحان الله القائل:(ظٓ-;-هٓ-;-رٓ-;- الفٓ-;-سٓ-;-ادُ في البٓ-;-رِّ وٓ-;-الْبٓ-;-حْرِ بِمٓ-;-ا كٓ-;-سٓ-;-بٓ-;-تْ أٓ-;-يْدي النّٓ-;-اسِ لِيُذيقٓ-;-هُمْ بٓ-;-عْضٓ-;- الذي عٓ-;-مِلُوا لٓ-;-عٓ-;-لَّهُمْ يَرْجعُونَ )* لا تخدعوا أنفسكم فالبلايا والمحن لا تنسبوه لغيركم أنه مِن فعل نظامكم كما كان بالأمس مِن فعل النظام السابق لو كُنتُم مخلصين لمواقعكم في الدولة لكنا اليوم في نعيم ، لقد قسمتم الثروات بشكل ظالم نتج عنه تجمع الثروة عند ثلة منكم وأنحسارها عن الشعب ومتعتم أنفسكم أنتم طائفة السياسيين إلا ما ندر منكم بكل وسائل الوقاية والحماية مِن الأمراض والحوادث ووفرتم لكم المال والأراضي على ضفاف الدجلة وعلى ضفاف الدول التي لها لكم لليوم علاقة حميمة بها . فهذه البلايا المصطنعة بأفعالكم فلا تكون موقظة للفكر ولا مزكية للنفوس ، بل تهيء أرضية صالحة للإنتفاضات والثورات ،نَدِمٓ-;- البغاةُ ولات ساعة مَنْدَم. —------- *سورة العَلق:الآيتان 7،6 *سورة الروم: الآية 41

#سالم_اسماعيل_نوركه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل