أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - نعم ياقداسة البطريرك..زكا















المزيد.....

نعم ياقداسة البطريرك..زكا


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نعم... يا قداسة البطريرك (زكا)...!
( دم العروبة يجري في عقولنا، وليس في عروقنا )
نظراً لحساسية المرحلة ودقتها بالنسبة للمستقبل السياسي والقومي للشعب الآشوري (السرياني) في سوريا والمنطقة عامة، ولأهمية القضية التي افتعلها البطريرك (زكا عواص) بقوله- متحدثاً باسم السريان-: ((..فنحن شعب عربي واحد،دم العروبة يجري في عروقنا، فلنوطد الوحدة الوطنية في الوطن العربي كله،لنرفع راية العروبة عالياً.))في مقالته المنشورة في جريدة النهار اللبنانية بتاريخ 12-حزيران الماضي،ما زالت ردود الأفعال تتوالى على هذا الخطاب السياسي العروبي للبطريرك، الذي جاء بمثابة (بيان سياسي) صادر عن أعلى المرجعيات الدينية للسريان الأرثوذكس، أثار عاصفة قوية من الاحتجاجات والاستياء الشعبي ولدى الكثير من الأوساط السياسية والثقافية السريانية،داخل الوطن وخارجه، تستهجن موقف البطريرك من قضية الانتماء القومي للسريان، وهي تطالبه بالإسراع الى تصحيح الموقف والاعتذار عن خطأه التاريخي الكبير، والذي لا يقل خطورة عن الانقسامات المذهبية السابقة التي قوضت الوجود القومي للشعب الآشوري ومزقت وحدته وحولته الى طوائف ومذاهب وملل، وبسبب النزعات الطائفية والموقف اللامسؤولة للزعامات الدينية،حولوا الطوائف الى امارات وملكيات خاصة بهم، باتت كل من هذه الطوائف اليوم وتحت ضغط انتفاضة القوميات التي تعم المنطقة، تبحث لنفسها عن هوية قومية خاصة بها تميزها عن الأخرى، تبعدها عن تاريخها وانتمائها القومي الحقيقي لـ(القومية الآشورية) الأم.ومن المتوقع أن تتفاعل وتتصاعد الأزمة التي افتعلها البطريرك في هذه المرحلة الحساسة الحافلة بالأحداث والتطورات، التي تمر بها المنطقة، أحوج ما نكون فيها نحن (الآشوريون)- سريان، كلدان، آثوريين-الى توحيد رؤيتنا ومواقفنا مما يجري في المنطقة وعلى الساحة السورية من حراك سياسي وديمقراطي، لمواجهة التطورات والاستحقاقات التي ستفرضها المرحلة القادمة، والتي ستقرر من دون شك، المستقبل (السياسي) لهذا الشعب العريق الذي غدر به التاريخ. ولا استبعد أن يطالب الكثير من السريان بتنحي البطريرك زكا عن عرش (الإمارة السريانية) البطريركية إذا ما أصر على موقفه السلبي.
وبالطبع، سيكون لهذه الأزمة انعكاسات سلبية وخطيرة على وحدة ومستقبل (الكنيسة السريانية الانطاكية) ذاتها، فكما هو معروف، أن هذه الكنيسة، وهي أم الكنائس المشرقية واقدمها،بسبب الخلافات اللاهوتية والثقافية والإدارية عرفت، عبر تاريخها الطويل، انقسامات عديدة وتحولت الى كنائس وجماعات مختلفة فيما بينها،كان لتداخلات السياسية والسياسيين دور مهماً فيها،ويبدو أنها اليوم مهددة من جديد بالانقسام ، لأسباب (سياسية وأيديولوجية)، بدا نذيرها على خلفية المواقف السلبية الخاطئة لبعض رجال هذه الكنيسة من قضية الانتماء القومي والإثني لـ(الشعب السرياني) والنظر الى (السريان) على أنهم مجرد طوائف مسيحية، عربية الانتماء والهوية والقومية، تمشياً مع فكر وايديولوجية حزب (البعث العربي الاشتراكي) وبقية تيارات الحركة القومية العربية، التي ترفض النظر لـ(السريان) على أنهم قومية متميزة والتنكر لحقوقهم السياسية والديمقراطية، خاصة وإن البيئة السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية السريانية مهيأة ومناسبة لحدوث مثل هذا الانقسام.
في سوريا، شعب سوري واحد وليس شعب عربي واحد:
لا جدال على أن (العرب) هم أقرب الشعوب الى السريان(الآشوريين)، ولا أحد يتنكر لعمق العلاقة التاريخية والحضارية والثقافية والاجتماعية التي تربط بين الشعبين، لكن أن يفتخر المرء بهذه العلاقة ويعتز بها ويدعو للعمل من أجل تطويرها وتوطيدها لما فيه خير الشعبين و شعوب المنطقة وأوطانها شيء، وأن يطلب من (السريان)،وهم أصحاب حضارة عريقة و مكون أساسي وأصيل في النسيج الوطني السوري،أن يتخلوا عن هويتهم وخصوصيتهم الثقافية والقومية ويبدلوا دمهم السرياني بالدم العربي ويلبسوا (العباءة العربية) حتى يقبل بهم العرب ويمنحنهم (صك الوطنية) وحق المواطنة، شيء آخر مختلف تماماً ومرفوض لا يقبل به السريان، تحت أية ذريعة كانت ومن أية جهة يصدر عنها هكذا موقف، لأن في هذا انتقاص من حقوقهم ومس لكرامتهم وإقصاء لهم والغاء لوجودهم.كان من الأجدر بالبطريرك زكا أن يقول:(( نحن في سوريا، شعب سوري واحد، بثقافات ولغات وانتماءات وديانات متعددة، تجمعنا وتوحدنا الهوية السورية )) فكم يبدو هذا الكلام واقعياً ومقبولاً، وهو يعبر عن رغبة (السريان) ويعكس تطلعاتهم السياسية وتمسكهم بالوحدة الوطنية السورية التي تعرضت لانتكاسات عديدة في السنين الأخيرة.
وهنا نسال البطريرك زكا، وكل من يدعي عروبة (السريان):لماذا لم يحرك القوميون العرب وقادتهم، ساكناً عندما تعرض (السريان) لأبشع جريمة شهدها القرن العشرين، ربيع وصيف عام 1915 وذهب ضحيتها أكثر من نصف مليون شهيد (سرياني/كلداني/آشوري)،وقعوا في ( المذبحة الكبرى) التي نفذتها القوات العثمانية (التركية) بحق جميع مسيحيي السلطنة ، من أرمن وسريان وروم ويونان.حتى أن معظم كتب التاريخ العربي تتجاهل مذابح (السريان) الكثيرة التي حلت بهم إبان الاستعمار العثماني والأوربي للمنطقة، ولم تأت على ذكرها أبداً، في حين كتب التاريخ العربي في المدارس والمكتبات العربية، محشوة بعشرات المذابح العربية التي لم يتجاوز ضحايا الكثير منها بضعة عشرات من القتلى.نسأل أيضاً، البطريرك زكا، أين أنت من موقف البطريرك (الياس الثالث)، الذي أوفد في شباط 1920 المطران (أفرام برصوم) رئيس مطرانية سوريا، على راس وفد خاص يمثل الآشوريين السريان الى ((مؤتمر السلام)) في لندن ومن ثم الى باريس و لوزان، ليعرض عليه أحوال وأوضاع الشعب السرياني( الآشوري) وما تعرض له من نكبات اثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها، حاملاً معه مذكرة من ست نقاط تتضمن مطالب وحقوق الآشوريين في بلاد ما بين النهرين، جاء في مقدمة المذكرة: (( نتشرف لنبلغ مؤتمر السلام بان قداسة بطريرك انطاكيا للسريان الأرثوذكس (الياس الثالث) أمنني وكلفني لنقدم أمام المؤتمر معاناة وأمنيات أمتنا الآشورية..)).
على أية حال، لا أعتقد أن أهداف الترويج لمقولة( السريان هم عرب) باتت تنطلي على أحد، فلا يمكن النظر لمقال البطريرك (زكا عواص) في جريدة النهار، ولمقالات وتصاريح سابقة صدرت عن بعض رجال الكنيسة السريانية، خاصة في سوريا التي تضم أكبر تجمع للسريان وموطنهم القديم، وعاصمتها (دمشق) كانت أكبر الممالك الآرامية في القرن العاشر ق.م، إلا في اطار سياسة التعريب للتاريخ الآشوري(السرياني) التي تقوم بها (دولة البعث)، كذلك هي تأتي في سياق حملة التشويش والتضليل التي تتعرض لها (الحركة السياسية الآشورية) في السنوات الأخيرة والتضييق عليها، بعد أن بدأت تنفتح وتتفاعل مع حركة التغيير الديمقراطي في سوريا وباتت جزءاً منها،وفي وقت تشهد الساحة العراقية وخارجها مساعي مكثفة وحثيثة، تقوم بها مختلف الفعاليات السياسية والثقافية، (السريانية، الكلدانية، الآشورية)، لأجل توحيد (التسمية القومية) وتثبيتها في دستور الدولة العراقية وتعزيز وجودها كقومية أساسية وأصيلة ودعم مطالبها القومية والسياسية في العراق، كشعب واحد، مهما التصقت به من تلاوين مذهبية وطائفية.
ثمة حقيقة أساسية تبرز هنا، بعد هذا الجدل الحامي والسجال حول الأزمة التي فجرها البطريرك زكا، مفادها أن (الدم العربي) يجري في عقولنا نحن السريان وليس في عروقنا، كما ذهب قداسته في مقالته، فالبطريرك زكا عواص يدرك أكثر من غيره، بان (السريان) ليسوا عرباً، لكن بسبب هيمنة الثقافة العربية المؤدلجة لعهود طويلة و استمرار ثقافة الخوف وغياب الحريات الفكرية والقومية في سوريا،يرى نفسه مرغماً على قلب الحقائق والتنكر لها والاختفاء خلف ثقافة التضليل التي كرسها الاستبداد الشرقي في نفوس أبناءه.وقداسته لم يكتف بإشهار عروبته وسلخ الشعب السرياني عن تاريخه وهويته الآشورية، وإنما تجاوز مسالة الانتماء لـ(العروبة الثقافية) الى الانغماس في (العروبة السياسية) وتبني أهدافها القومية بالدعوة الى إحياء مشروع (الوحدة العربية) ورفع راية العروبة عالياً، بعد أن تلاشت آمال القوميين العرب أنفسهم بتحقيق هذا الحلم القومي، ليظهر البطريرك زكا بموقفه هذا، ملكاً أكثر من الملك، في صحوة عروبية متأخرة جداً،كمن ذهب ليحج والناس راجعة.
سليمان يوسف يوسف...كاتب سوري آشوري.. مهتم بحقوق الأقليات



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا...يا قداسة البطريرك زكا عواص
- الحركة الآشورية السورية بين السلطة والمعارضة
- المستقبل السياسي لمسيحيي سوريا
- لبنان الرسالة يهتز من جديد
- البعث السوري مدد ولايته حتى اشعار آخر
- فوبيا التغيير في سوريا
- تسونامي كردية في القامشلي وغزو عربي لأسواق المدينة
- من يروج لفكر محظور في سوريا
- مخاطر استمرار اختطاف الشيخ الخزنوي في سوريا
- بشار الأسد والفرصة التاريخية
- بداية النهاية لحكم البعث في سوريا
- تركيا الملطخة بدماء الأرمن والآشوريين، هل ستدخل الاتحاد الأو ...
- أنشودة الحياة والحرية في نيسان
- آشورييوا سوريا، وهواجس الخوف في عيد الأكيتو
- الأزمة اللبنانية تحدث تغيراً في خطاب المعارضة السورية
- هل ستحسم الأزمة الراهنة خيارات الشعب اللبناني
- آشوريوا المهجر، ما قيمة الوطن من غير حقوق
- من أجل اصلاح الدولة السورية
- قراءة غير سياسية للحرب في العراق
- رؤية آشورية للأحداث الخيرة في الجزيرة السورية


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - نعم ياقداسة البطريرك..زكا