أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليمان يوسف يوسف - آشوريوا المهجر، ما قيمة الوطن من غير حقوق















المزيد.....

آشوريوا المهجر، ما قيمة الوطن من غير حقوق


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 11:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عن فلمه الوثائقي ( آخر الآشوريين) يقول، المخرج الفرنسي( روبير آلو): ((هو محاولة لتذكير العالم بالآشوريين، وحتى لا يلف النسيان هذا الشعب العريق)). ونحن، حين نكتب عن الآشوريين، إنما نكتب، لننبه حكومات المنطقة لمخاطر استمرار هجرة الآشوريين وتركهم لأوطانهم وتذكيرها بمسؤولياتها اتجاه مواطنيها عامة والمسيحيين خاصة، خشية من أن يأتي يوماً يشاهد فيه أبناءنا فلماً عن( آخر المسيحيين في الشرق).
ففي الوقت الذي بدأ ينحسر الوجود الآشوري(سريان/كلدان) في موطنه الأصلي( سوريا وبلاد الرافدين)، ومن الشرق العربي الإسلامي عامة، بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الصعبة، بدأ هذا الوجود ينتشر ويتوسع في القارة الأمريكية والغرب الأوربي، حيث الآمان والحرية والديمقراطية وفرص العمل، ولم تمض سنوات على هجرة الآشوريين(سريان/ كلدان) الى الغرب الأوربي، حتى بدأت تظهر العديد من المؤسسات الثقافية والسياسية والإعلامية والرياضية والدينية الآشورية. وبدعوة من إحدى أكبر هذه المؤسسات، وهي (المنظمة الآثورية الديمقراطية) في السويد، شاركت، كمحاضر، في النشاطات الثقافية والسياسية التي اقامتها في العديد من الدول الأوربية في كانون الأول2004. فمن المعروف عن الجاليات الأجنبية في الدول الأوربية، انها تتمتع بجميع حقوقها الثقافية والسياسية والإنسانية، وتقدم لها مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي، لتحافظ على تراثها وثقافتها، في السويد وحدها تعلم 64 لغة على نفقة الدولة، في حين الكثير من هذه الجاليات محرومة من هذه الحقوق في وطنها الأم. ففي تركيا مثلاً ، بسبب الظلم والاضطهاد القومي والديني الذي مورس بحق المسيحيين، بقي الآشوريين (السريان) منعزلين في مناطقهم وأديرتهم الجبلية، ولم ينخرطوا في السياسية والشأن العام كلياً، وحتى سنوات قليلة لم يكن في تركيا سريانياً واحداً في أدنى مراتب الوظيفة، في حين وزير التربية والتعليم اليوم في السويد هو (سرياني) من أصل تركي، كما هناك العديد من ابناء الجالية السريانية التركية، نواب في البرلمان ورؤساء بلديات ومسئولين في الأحزاب السويدية. وجدير بالذكر أن نادي (آسيرسكا)،الآثوري، في مدينة سودرتاليا، لكرة القدم صعد هذا العام الى الدوري الممتاز في دولة السويد، وقد شكل هذا الحدث الرياضي ، مناسبة للعديد من وسائل الإعلام السويدية والأوربية، لتلقي الضوء على تاريخ الشعب الآشوري وحضارته وعن الظروف الصعبة التي دفعته لترك وطنه والهجرة الى أوربا، وقد كتبت صحيفة( سفنسكا داغ بلادت) ثاني أكبر جريدة يومية في السويد، بتاريخ 4-12-2004، في صدر صفحتها الأولى مقالاً طويلاً ، تحت عنوان: ((أسيرسكا، سيعلم السويديون منهم الآشوريين....)).
في سياق الحديث عن منطقة (الشرق الأوسط) وما تشهده من تطورات، سياسية وعسكرية وتحولات فكرية، وعن آفاق (المسألة الآشورية) في ظل هذه التطورات تم التأكيد على أهمية أن يتمسك الآشوريين بأوطانهم وأن يتحول المهاجرين منهم الى عامل دعم، مادي ومعنوي، لأهلهم ووطنهم الأم. لا شك هناك الكثيرين من المتحمسين لهذه الأفكار، لكن بالمقابل هناك من سيطرت عليه مشاعر الإحباط والتشاؤم من مستقبل الآشوريين، والمسيحيين عامة، في المنطقة، بعد فشل التجارب الديمقراطية و تصاعد الحركات الإسلامية المتشددة وتنامي الفكر السلفي، يقول هؤلاء: ما قيمة (وطنٌ)، إذا كان دستوره يصنف الآشوريين والمسيحيين كمواطنين من الدرجة الثانية وينتقص من حقوقهم الديمقراطية( حقوق المواطنة) و لا يعترف بخصوصيتهم التاريخية وبحقوقهم الثقافية والسياسية، وإنما ينظر للآشوريين، كعرب مسيحيين لطمس هويتهم القومية، ويضيف المحبط من الآشوريين المهاجرين: حتى الجمعيات الاجتماعية والتربوية المسموح بها في إطار الحريات الدينية، تقلص نشاطاها كثيراً، بسبب سياسية التعريب أو التتريك أو التفريس التي تمارس بحقهم، وقد بلغ التشاؤم لدى البعض الى درجة طرح فكرة نقل كرسي (بطريركية سريان الأرثوذكس) من دمشق(سوريا) الى إحدى الدول الأوربية احتجاجاً على واقع الآشوريين(سريان/كلدان) في سوريا وباقي دول المنطقة عامة. من دون شك لهذا الاحباط واليأس ما يبرره، لكنه يخفي وراءه أزمة(فكرية، سياسية، اجتماعية) تتخبط بها الكثير من الجاليات ،الآشورية/السريانية/الكلدانية، الغير واعية والغير مدركة، لواجباتها ومسؤولياتها اتجاه ذاتها الآشورية وهويتها الوطنية، وهذا التخبط يعود بالدرجة الأولى الى الفهم الخاطئ ، من قبل بعض نخب هذه الجاليات، للحريات السياسية والديمقراطية التي وجدوها جاهزة في المجتمعات الأوربية،إذ حملت هذه النخب معها أمراضها الفكرية والاجتماعية وعقدها الايديولوجية التي حالت دون انخراط الكثير من أبناء هذه الجاليات، في المؤسسات والأحزاب الأوربية. ويبدو أن القلة من النخب والقيادات الآشورية في المهجر، وربما في الوطن، أدركت، أن العمل السياسي الناجح هو عمل برغماتي، بالدرجة الأولى، تكون فيه الأهواء والرغبات والعواطف تخضع لحكم العقل ولمنطق الواقع، أما العكس يعني هناك حالة من (الفصام السياسي) التي تنهك العمل السياسي وتجعله يدور في حلقة مفرغة. ولهذا السبب تحديداً، هناك، اليوم في دول المهجر، كثرة مفرطة في عدد الأحزاب والتنظيمات الآشورية/السريانية/الكلدانية، طبعاً من غير مبرر نضالي أو ايديولوجي لها، ويفتقر خطابها القومي الى العقلانية السياسية، ولا تتحلى شعاراتها وأهدافها السياسية بالواقعية والموضوعية، إذ تطالب غالبية هذه الأحزاب بتحرير بيث نهرين-الوطن التاريخي للآشوريين- وإقامة (الدولة الآشورية). هكذا ، يبدو أن الكثير من المهاجرين الشرقيين، ومن ضمنهم الآشوريين، لم يستفيدوا بعد من الثقافة الأوربية والفكر الأوربي المنفتح على العالم الذي لم يعد مهتماً بالأفكار والمفاهيم القومية، ولم يلاحظوا كيف تراجعت واختفت الحدود القومية والسياسية بين دول الاتحاد الأوربي.
وعندما تتنقل، كزائر وسائح، بين هذه الدول، من غير أن تجد مفارز أمن أو حرس حدود ومكاتب للجمارك، حيث فتحت الحدود أمام حركة الأفراد والبضائع، بين دول الاتحاد الأوربي، بكل حرية ودون أية شروط أو قيود وهي تتعامل بعملة واحدة هي الـ(يورو)، لا بد لك من أن تكتشف العديد من الحقائق والوقائع المرة والمؤلمة في واقعك الوطني ومحيطك العربي.الأولى:أن الزمن العربي لا يبدو جامداً وخارج العصر والتاريخ فحسب، وإنما في حال تراجع الى الخلف وهو يزداد تخلفاً وتأخراً وانحطاطاً. الثانية: كم هي الطبقات السياسية والأنظمة الحاكمة، في الدول العربية، بعيدة عن المصالح الحقيقة لشعوبها وأوطانها. الثالثة: كم هي الشعوب العربية مخدوعة بالشعارات القومية والسياسية التي ترفعها طبقتها السياسية الحاكمة، منذ أكثر من نصف قرن، فبدل من أن تحقق هذه الأنظمة الوحدة القومية التي أوهمت الشعوب العربية بها طول الحقبة الماضية، باتت اليوم عاجزة عن حماية الوحدة الوطنية لبلدانها، بعد أن انتقلت أوساط واسعة في المجتمعات العربية- طبعاً بسبب سياسية الاستبداد والقمع والنفاق السياسي- من الولاءات الوطنية، الى الولاءات الطائفية و المذهبية والجيهوية والقبلية، وتحولت التمايزات والخصوصيات القومية والدينية والثقافية، داخل كل دولة الى كيانات معزولة ومغلقة وهي في حالة تنافر مع الوطن.
سليمان يوسف يوسف..... سوري آشوري.. مهتم بحقوق الأقليات
[email protected]



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل اصلاح الدولة السورية
- قراءة غير سياسية للحرب في العراق
- رؤية آشورية للأحداث الخيرة في الجزيرة السورية
- حوادث الحسكة والتصريحات المخالفة للمحافظ
- في سوريا حزب الأغلبية الساحقة يخش الديمقراطية
- نعم لفتح باب الترشح للرئاسة في سوريا
- المؤتمر الدولي التاسع للدراسات السريانية
- في سورية حريات دينية وحرمانات سياسية
- شرق اسلامي، من غير يهود ومسيحيين
- نعم للدولة الوطنية ، لا لدولة القوميات في سوريا
- مسيحيو العراق بين سندان الاحتلال ومطرقة ارهاب المقاومة
- قانون الأحزاب وعقدة الديمقراطية في سوريا
- تصريح سياسي
- الحركة الكردية السورية بين السلطة والمعارضة
- في سورية خطوة إلى الأمام قفزة إلى الخلف
- مقاربة فلسفية للحرب العراقية
- الرئيس بشار الأسد والتحول باتجاه المعارضة الوطنية...؟
- ملامح مرحلة جديدة في سوريا
- علم مشوه لمجلس حكم مصطنع
- قراءة وطنية لموضوعات وبرامج المعارضة السورية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليمان يوسف يوسف - آشوريوا المهجر، ما قيمة الوطن من غير حقوق