أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أشرف عمر - ثمانية أسباب لمناهضة حرب أوباما الجديدة















المزيد.....

ثمانية أسباب لمناهضة حرب أوباما الجديدة


أشرف عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 08:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة أشرف عمر الناشر الناشر وحدة الترجمة – مركز الدراسات الاشتراكية


يدعي باراك أوباما أن حربه على الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ضرورية لوضع حد للإرهاب والاضطهاد. لكن وراء هذه النغمة التي تُساق لتبرير التدخل العسكري الأمريكي، تظل نفس الدوافع الإمبريالية كما هي – السيطرة على منابع النفط والهيمنة الجيوسياسية في الشرق الأوسط والتفوق على المنافسين الدوليين – تلك الدوافع التي نعرفها جيداً من الحروب السابقة التي شنتها الولايات المتحدة.

1) أعلن أوباما الحرب على داعش لتحقيق مكاسب إمبريالية للولايات المتحدة وليس لمواجهة الطغيان والاضطهاد
تمثل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة هذا الصيف في الشرق الأوسط تصعيداً مأساوياً للعنف باستخدام القوة العسكرية الأضخم في العالم. منذ أسبوع واحد، أطلق باراك أوباما، بعد تدهور حزبه (الحزب الديمقراطي) في انتخابات التجديد النصفي، “مرحلة جديدة” من الحرب بدءاً من إرسال 1500 “مستشار” إضافي في العراق.

يصر أوباما على أن “المستشارين” لن يشاركوا في القتال، لكننا سمعنا مثل هذا الوعد من قبل، منذ حرب فيتنام مروراً بكل ما تلاها. يوضح أحد المواقع الإلكترونية المهتمة بتوثيق الحرب على داعش أن هذه العملية الأخيرة ستضاعف تقريباً عدد الموظفين الأمريكيين في العراق.

وبالفعل، كثّفت الولايات المتحدة من غاراتها الجوية على العراق، مستكملةً بذلك ربع قرن من الحرب التي حوّلت العراقيين إلى واحدٍ من أفقر شعوب العالم، وكذلك على سوريا التي لم تعمد الولايات المتحدة إلى قصفها من قبل. في منتصف سبتمبر الماضي، أي بعد شهر واحد فقط من الحرب الجوية الأمريكية، حلّقت الطائرات الحربية الأمريكية في 2750 غارة – ما يقرب من مائة يومياً في المتوسط.

العدو في الحرب الجديدة هو داعش؛ قوة عسكرية رجعية تنشأ كدولة وتنمو بسرعة كنتيجة مباشرة للغزة الأمريكية الكارثي على العراق واحتلاله. وتهدد داعش اليوم بمحو حدود الشرق الأوسط، تلك الحدود التي تفرض الولايات المتحدة هيمنتها عليها منذ نصف قرن مضى كقوة إمبريالية عظمى.

هذا هو السبب وراء شن أوباما الحرب هذا الصيف. وثمرة الولايات المتحدة من ذلك هي السيطرة على نفط الشرق الأوسط، ليس لأن أمريكا بحاجة إلى موارد، بل لأن هذه السيطرة تمنحها تفوقاً على منافسيها الدوليين مثل الصين وروسيا، ناهيكم عن أوروبا. تتلخص المسألة في تقرير أعدته وزارة الخارجية الأمريكية عام 1945 واصفةً فيه منابع النفط في المنطقة بـ”مصدر هائل لسلطة استراتيجية، وواحدٍ من أعظم الغنائم المادية في تاريخ العالم”.

تسعى الولايات المتحدة أيضاً لإعادة تأهيل آلتها العسكرية بعد كوارث “الحرب على الإرهاب” على مدار عقد كامل، فيما تمثل داعش “عدو مثالي” لكسب التأييد ضده. إن مطامع الولايات المتحدة فائقة؛ فإذا اكتسبت المزيد من القوة بهزيمة داعش، سيرتقي صانعو الحرب في واشنطن إلى وضع أفضل لإخضاع أية مقاومة في أي مكان في العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة.

2) الولايات المتحدة لن تحمي الأقليات الدينية والعرقية التي تضطهدها داعش
تزامن بدء الغارات الجوية مع ادعاءات تقول أن الولايات المتحدة “لن تغمض عينها” عن محنة اليزيديين، الأقلية الدينية التي تحاصرها داعش. كما تحدث أوباما عن “الأبرياء الذين يواجهون العنف على نطاق مروّع”، متناسياً أن إسرائيل، الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قد أمضت شهراً كاملاً في إرهاب أهالي غزة بـ”عنف على نطاق مروّع”.

لكن جدير بالذكر أن أغلب الصواريخ الأمريكية الأولى قد سقطت بعيداً عن المنطقة التي يُحاصَر فيها اليزيديون بمئات الأميال، فيما تركزت حول منطقة أربيل، حيث تهدد داعش بإسقاط عاصمة الأكراد العراقيين حلفاء الولايات المتحدة في العراق خلال 25 عاماً من الحرب. والشيء بالشيء يُذكر؛ تعد أربيل مدينة أساسية في إنتاج النفط شمالي العراق.

انكشف نفاق الولايات المتحدة بشكل أكبر حين شن مقاتلو داعش هجوماً مدمراً على مدينة كوباني شمالي سوريا حيث يعيش معظم أبناء الأقلية الكردية في سوريا.

في البداية، حينما كانت المدينة على حافة السقوط، أخذ المسئولون الأمريكيون، مثل وزير الخارجية جون كيري، يشرحون ويوضحون للصحافة أن إنقاذ أكراد كوباني ليس جزءاً من خطة هذا التدخل “الإنساني”. أما تركيا، الحليفة الصلبة للولايات المتحدة التي اعتادت اضطهاد الأقلية الكردية في الداخل، فقد رفضت دعم الدفاع عن كوباني الواقعة على حدودها الجنوبية ما لم يقبل الأكراد بشروط معينة تحددها.

من الصعب على داعش غزو كوباني، جزئياً بسبب الغارات الجوية التكتيكية الأمريكية المتصاعدة، لكن السبب الرئيسي هو المقاومة المقدامة للمقاومين المسلحين الأكراد الذين يدافعون عن شعبهم وعن حقوقهم.

لاحقاً، ينبغي على الأكراد أن يكونوا حذرين من ادعاءات الولايات المتحدة مساعدتهم في نضالهم ومقاومتهم. وكما قال الاشتراكي الثوري الأمريكي جون ريد ذات مرة “من يصدق وعود العم سام، سيجد نفسه ملزماً بدفع الثمن بالعرق والدم”.

3) تتحمل الولايات المتحدة مسئولية كبيرة عن صعود داعش. والحرب الأمريكية المتصاعدة لن تضعف الرجعيين، بل ستقويهم
حينما تسمع أوباما يتحدث عن “سرطان التطرف والعنف”، تظن أن الولايات المتحدة تعارض بكل حسم التشكيلات والكيانات الرجعية مثل داعش. لكنها لا تفعل ذلك دون أن يكون لها أهدافٌ إمبريالية. في الثمانينات من القرن الماضي، موّلت الحكومة الأمريكية ودعمت الأصوليين الإسلاميين المقاتلين ضد غزو الاتحاد السوفييتي السابق لأفغانستان. ومن أطلق عليهم رونالد ريجان “مقاتلو الحرية” هم من تجمعوا بعد ذلك ليشكلوا ما يُعرف الآن بتنظيم القاعدة.

وأثناء احتلال العراق، حفّز المسئولون الأمريكيون الانقسام الطائفي بين المسلمين السنة والشيعة، حيث استخدموا سياسة “فرِّق تسد” ضد تهديد المقاومة الموحدة في مواجهة القوات الأمريكية. ومع احتدام الحرب الأهلية بسبب هذه السياسة، كسبت القاعدة (المنظمة الأم لداعش) موطئ قدم لأول مرة في العراق.

اتخذت الولايات المتحدة لاحقاً اتجاهاً آخر، بينما كان حلفاؤها من الأنظمة الشمولية في المنطقة، بالأخص المملكة العربية السعودية، يدعمون تشكيلات إسلامية مسلحة مثل داعش لمواجهة النفوذ المتنامي للأنظمة التي تسيطر عليها الشيعة في المنطقة. وهكذا انتشر الصراع الطائفي المسموم الذي حفزته في البداية الإمبراطورية الأمريكية عبر المنطقة.

تدعي داعش الآن أنها تحكم السيطرة على مساحات واسعة من العراق وسوريا، حيث يعيش الملايين من السنة الذين يدركون مشروعها الرجعي واضطهادها لكل المختلفين عنها. لكن داعش إلى الآن أيضاً تظل تحظى بتأييد الكثير من السنة لأنها دافعت عن مجتمعاتهم من قمع النظام الذي تسيطر عليه الشيعة في العراق. ومع كل صاروخ تطلقه أمريكا، يندفع المزيد من السنة إلى تأييد داعش كقوة وحيدة تنجح في الدفاع عنهم في مواجهة عنف واضطهاد الولايات المتحدة.

4) إذا تمكنت الولايات المتحدة من تدمير أو إضعاف داعش، فستقوّي شبكة الأنظمة الديكتاتورية الرجعية التي تحكم بلدان الشرق الأوسط
أرعبت مشاهد الفيديو لإعدام وقطع رؤوس صحفيين غربيين وفزعت الناس في كل مكان في العالم. تلك كانت فقط عيّنة رمزية من طغيان داعش.

لكن المملكة العربية السعودية تشارك الولايات المتحدة، ضمن أنظمة مستبدة أخرى، في الغارات الجوية على داعش. وتشتهر السعودية بإعدام العشرات من الناس بقطع الرأس في الميادين العامة. ويعد “العصيان” و”الزنا” و”ممارسة السحر” من الجرائم التي يُعاقب عليها بالإعدام هناك.

شنت أنظمة الحكم في الشرق الأوسط موجة عارمة من العنف ضد كافة المعارضين في مواجهة انتفاضات الربيع العربي في 2011. حينما واجهت مملكة البحرين – التي تتمركز فيها القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية – انتفاضة شعبية للمطالبة بالديمقراطية، عبرت جحافل من القوات السعودية لكسرها. وفي 2013، حينما نظم العراقيون السنة موجة من المظاهرات السلمية، استخدمت حكومة الشيعة الأسلحة التي أمدتها الولايات المتحدة بها لقمع المعارضين.

أما في سوريا، فأمام ديكتاتورية بشار الأسد الكثير لتجنيه من حرب الولايات المتحدة على داعش، حتى برغم أن أياً من الطرفين لا يجهر بذلك. وفيما يقرب من عامين، هناك حالة غير رسمية ولا معلنة من وقف إطلاق النار بين النظام السوري وداعش، بينما يصوّب الطرفان أسلحتهما ضد قطاعات من التمردين ضد ديكتاتورية بشار. واليوم يستمر النظام في حربه الإجرامية على الثورة وعلى الشعب، مدركاً أنه سيكون في موقف أقوى وأفضل إذا ما أضعفت الغارات الأمريكية داعش.

نحن نرغب في الإطاحة بداعش، لكن إذا ما أُنجز ذلك على يد الولايات المتحدة وحلفائها المستبدين، ستتوطد بذلك قوى الرجعية في الشرق الأوسط كله.

5) العنف الذي تمارسه داعش، برغم هوله وفزعه، يتضائل أمام عنف الحكومة الأمريكية
لربع قرن من الزمان، حاربت الولايات المتحدة الشعب العراقي بجيشها الأقوى والأكثر فتكاً في العالم. وخلال حرب الخليج الأولى 1991، أطلقت الولايات المتحدة 320 طن من ذخائر اليورانيوم المنضب لتغطي البلاد بالغبار المشع الذي أدى لانتشار مرض السرطان وتشوهات المواليد بشكل واسع النطاق.

وفي 1996، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت آنذاك أن مقتل نصف مليون طفل عراقي بسبب العقوبات الأمريكية كان “ثمناً لابد من دفعه” لحصار نظام صدام حسين. أما بعد غزو العراق في 2003، فقد تسببت الحرب الأمريكية في مقتل 600 ألف طفل آخر بحلول 2006.

الحرب الأمريكية والاحتلال أنتجا أيضاً واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم، حيث تشرد حوالي 4 مليون عراقي ما بين لاجئ خارج البلاد ونازح داخلها من مكان إلى آخر (أي حوالي 10% من السكان). وبينما يهاجم المسئولون الأمريكيون والنخب الإعلامية بربرية داعش، يظل تعذيب القوات الأمريكية للمعتقلين في سجن أبو غريب في العراق وفي قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان ليس أقل وحشية وترويعاً.

لقد قتلت الولايات المتحدة أكثر من مليون عراقي، وأشعلت التوترات الطائفية التي ستقبض المزيد من الأرواح في السنوات المقبلة، وحكمت على ملايين آخرين بالموت البطيء بالفقر والمرض وسوء التغذية. لماذا إذن نتوقع أو نصدق أن حرباً جديدة ستكون أقل تدميراً للعراق؟

6) لا تشن الولايات المتحدة الحرب من أجل أهداف إنسانية، ولم تفعل يوماً
لم تنفق الولايات المتحدة تريليونات الدولارات، ولم تسفك كل بحور الدماء هذه في الشرق الأوسط من أجل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، بل لضمان مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، من السيطرة على نفط المنطقة إلى الهيمنة العسكرية والتفوق على منافسيها.

ومن أجل خوض هذه الحروب، كان على السياسيين الأمريكيين أن يحظوا على الأقل بالتأييد السلبي من جانب المواطنيين الأمريكيين الذين لن يكون من المضمون إقناعهم بدعاوى تأمين مكاسب شركات النفط أو تدعيم النفوذ الاستراتيجي للولايات المتحدة. لذا أخفى مهندسو الحرب أهدافهم وراء ستار من التبريرات النبيلة بـ”التدخل الإنساني”.

إذا كان حقاً للولايات المتحدة دوافع إنسانية في هذه الحرب، لما اعتبرت المملكة العربية السعودية، صاحبة السجل الحافل في انتهاك حقوق المرأة، حليفةً لها. وكما كتب الصحفي الاشتراكي إيمون ماكان: “ليس للولايات المتحدة فرصٌ لإنهاء هذا الشر.. ديكتاتورية السعودية على رأس قائمة الحلفاء الإقليميين الذين تحتاجهم الولايات المتحدة لمهاجمة داعش. ومؤخراً وزعت إدارة أوباما على الصحف صوراً لوزير الخارجية جون كيري في محادثة هادئة مع عاهل السعودية الملك عبد الله”.

إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة صدقاً بمواجهة “الجناة المتسببين في العنف والتطرف”، لما كانت أيّدت إسرائيل في سعيها لإخلاء أرض فلسطين من سكانها الأصليين. على العكس، تظل إسرائيل الحليفة الأكثر قيمة للحكومة الأمريكية – سواء تحت حكم الجمهوريين أو الديمقراطيين – لأنها مُلزمة وملتزمة بمساندة الولايات المتحدة في سيطرتها الإمبريالية على الشرق الأوسط.

تحاول الولايات المتحدة حثيثاً لإعطاء صبغة إنسانية على مغامراتها العسكرية. وكما كتب “موقع العامل الاشتراكي” الأمريكي في إحدى المقالات الافتتاحية، فإنه حتى في المراحل الأولى للإمبريالية الأمريكية في القرن العشرين كان:

“السياسيون والإعلام يبتكرون مبررات عديدة للتدخل في الفلبين وكوبا وبورتو ريكو، حيث ارتكبت القوات الأمريكية مذابح بالجملة بحق السكان الأصليين. فعلوا كل ذلك، وفقاً للرئيس ويليام ماكينلي، ليس كغزاة ولا معتدين، لكن كأصدقاء لحماية السكان الأصليين في ديارهم ووظائفهم، ولحماية حقوقهم الدينية والشخصية”.

أما الآن، وقد مر قرنٌ من الزمان، يتظاهر الساسة الأمريكيون بأنهم أصدقاء لشعوب الشرق الأوسط، تلك الشعوب التي تدفع ثمن حروبهم.

7) حرب أوباما الجديدة على داعش لن تجعل الأوضاع أكثر أمناً لأي من شعوب العالم، بما فيهم الشعب الأمريكي. بل على العكس، ستجعل العالم أكثر خطورة
أحد الأسئلة المحرَّمة في الثقافة السياسية في الولايات المتحدة هي “لماذا استُهدفت في 11 سبتمبر؟”. الحقيقة أن الولايات المتحدة ارتكبت ما يكافئ 11 سبتمبر، آلاف المرات، في شتى بقاع العالم، لذا فهي مكروهة في كل مكان. وأحياناً ما يُوجه هذا الغضب إلى أهداف أمريكية.

أسامة بن لادن، مثلاً، استخدم كثيراً صوراً لأطفال عراقيين هزيليين وضعاف يعانون في ظل الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة بغرض جذب وتجنيد مقاتلين لتنظيم القاعدة.

وبالمثل، تشير الكثير من أنظمة الحكم إلى الاعتقالات العشوائية للعرب والمسلمين في معتقل جوانتانامو – ناهيكم عن تبرير المسئولين الأمريكيين لتعذيب المعتقلين هناك – بغرض التغطية على الانتهاكات التي يرتكبونها. لهذا السبب، كان بعض الحاصلين على جائزة نوبل للسلام قد دعوا أوباما “للكشف عن استخدام الولايات المتحدة للتعذيب أمام الشعب الأمريكي”، تلك الدعوة التي يقاومها أوباما.

إلا أن المؤسسات الحكومية تستخدم “الحرب على الإرهاب” كمبرر للانتهاكات الواسعة في مجال الحريات المدنية.

8) حرب أخرى ستهدر ثروة وموارد العالم كله والولايات المتحدة بحاجة إليها
في وقت مبكر من هذا العام، وافق الكونجرس الأمريكي على اقتطاع 8,7 مليار دولار من برنامج الغذاء المخصص للفقراء. فحرب أوباما الجديدة على داعش تُقدَّر تكلفتها بين 18 إلى 22 مليار دولار سنوياً. ومنذ أسبوعين، طلب أوباما من الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون 5,6 مليار دولار كتمويل إضافي، ليس لإصلاح شبكة الأمان الاجتماعي، بل من أجل البنتاجون ووزارة الخارجية في الحرب على داعش.

وكما كتب الصحفي المتخصص في شئون الشرق الأوسط، جون كول:

“هؤلاء الذين لا يكترثون بشبكة الأمان الاجتماعي للفقراء العاملين، ويلحون في طلب اقتطاع المليارات من البرامج التي تجعلنا مجتمعاً متحضراً وليس غابة بربرية، هم أنفسهم الذي لا يجدون أية غضاصة في تخصيص المليارات من أجل حملات عسكرية مبهمة لا يبدو بأيٍ من المقاييس أنها ستنجح”.

تهدف هيمنة الولايات المتحدة على الشرق الأوسط إلى تسريع عملية استخراج واستهلاك الوقود الحيوي، برغم أن علماء المناخ جميعهم يؤكدون على الدعوة لترك الوقود الحيوي وشأنه طالما أن الكوكب يصارع من أجل توازن النظام البيئي.

من العراق إلى سوريا إلى الولايات المتحدة، لن ينتفع الناس العاديون من مغامرة إمبريالية أخرى تسعى للحفاظ على تدفق الأموال إلى خزائن كبرى الشركات العالمية وأقواها.

في النهاية، إنه النظام الرأسمالي الذي يدفع الدول والشركات الكبرى في صراع مفتوح لهزيمة منافسيهم والهيمنة على الكوكب. وفقط من خلال اجتثاث هذا النظام واستبداله بمجتمع اشتراكي هو ما سينتصر لاحتياجات البشر على السعي الأعمى للربح.

* المقال منشور في 10 نوفمبر 2014 على موقع “العامل الاشتراكي” الأمريكي



#أشرف_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة أهالي غزة بعد الحرب
- كرونشتاد والثورة الروسية
- لماذا نقرأ «الشيوعية اليسارية: مرض طفولي»؟
- هل حقا فنزويلا تحترق؟
- هل كان صعود ستالين حتمياً؟
- ليون تروتسكي.. النظرية والممارسة
- بوليفيا 1952.. لمحة عن سلطة العمال
- ألكساندرا كولونتاي ويوم المرأة العالمي
- هل يستطيع نظام الأسد سحق الثورة السورية؟
- فلسطين والثورات العربية
- الاشتراكيون الثوريون في مؤتمرهم اليوم
- الثورة الاسبانية
- ثورة وعسكر ودماء وكراسي
- الصومال: المجاعة ليست قدراً
- اليونان: سياسات التقشف والمقاومة العمالية*
- النظام الرأسمالي مبني على الاستغلال
- مئات الآلاف من العمال يواصلون الاحتجاجات
- أولئك الذين يبيعون الثورة بلا ثمن: سيعرف الشعب كيف ينصرف عنك ...


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أشرف عمر - ثمانية أسباب لمناهضة حرب أوباما الجديدة