أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أشرف عمر - فلسطين والثورات العربية














المزيد.....

فلسطين والثورات العربية


أشرف عمر

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 14:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


جوناثان ماندار
ترجمة: أشرف عمر

تحت تأثير موجة الثورات الشعبية عبر الشرق الأوسط، تغيرت الكثير من التوازنات السياسية التي كانت سائدة في المنطقة، وفلسطين لم تكن بعيدة عن هذه الأحداث التي ملأت العالم صخباً طوال العام الماضي، بل كانت في القلب من هذه التغيرات.

من المعروف للجميع أن الساحة السياسية الفلسطينية تقبع تحت سيطرة فصيلين متنافسين، فتح وحماس، وقد وقّعا في الصيف الماضي اتفاقية مصالحة أسفرت عن اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية الشهر الجاري، فيما من المتوقع أن يتم عقد الانتخابات في مايو القادم.

إلا أنه لا يمكن تناول هذه المصالحة إلا كنتاج للثورات العربية، وبالأخص في مصر وسوريا، حيث أثارت الملايين الثائرة في المنطقة العربية تخوفات بالغة لدى القادة الفلسطينيين من تقلص أو فقدان شعبيتهم. وذلك في ظل تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني تجاه أولئك القادة. فمن ناحية، يرى الفلسطينيون أن كلاً من فتح وحماس يهتمون بالاقتتال والصراع فيما بينهم أكثر من مقاومة العدو الصهيوني. ومن ناحية أخرى، فإن الضعف والطاعة اللتين يتميز بهما قادة فتح أمام الاحتلال الإسرائيلي يضاعف من غضب الفلسطينيين في الوقت الذي يحيى فيه أولئك القادة حياة مترفة في مساكنهم الفارهة في رام الله بينما يعيش الشعب الفلسطيني في فقر مدقع ومعاناة يومية.

ومن زاوية أخرى، فقد كان سقوط الديكتاتور المخلوع في مصر وصعود الإخوان المسلمين في مصر (كما في تونس)، عاملاً هاماً في دفع قادة فتح وحماس نحو المصالحة. فمبارك كان سنداً هاماً لقيادة فتح الملتفة حول محمود عباس، وقد أمدهم بالأموال والأسلحة التي مكنتهم من الانقلاب على حكومة حماس المنتخبة ديمقراطياً في غزة. وبالرغم من تصدي حماس لذلك الانقلاب في 2007، إلا أنه دائماً ما يتم تصوير ذلك على أن حماس قامت بـ"الاستيلاء على السلطة".

وبعد أن فقدت فتح ذلك الحليف الهام -مبارك- اضطرت بالطبع إلى إعادة ترتيب أوراقها السياسية، والمصالحة مع حماس هي بالتأكيد إحدى نتائج هذه العملية. وفي هذا السياق أيضاً، ذهبت فتح إلى أبعد من مجرد التفاوض مع الولايات المتحدة وتقدمت بطلب الاعتراف بدولة فلسطين من جانب الأمم المتحدة.

أما بالنسبة لحماس، فقد كانت الثورة المصرية تعني الإطاحة بنظام مكروه يدعم منافسها في فلسطين. بل لقد مهدت الثورة المصرية الطريق أمام المنظمة الأم لحركة حماس -الإخوان المسلمين- لتضطلع بدور أكبر في مصر، بالأخص بعد الصعود الانتخابي وحوز أغلبية المقاعد بمجلس الشعب. والود المتبادل بين جنرالات المجلس العسكري والولايات المتحدة مع الإخوان المسلمين في مصر قد أعطى الكثير من الثقة لقادة حماس لتوقيع المصالحة مع فتح. لكن ذلك يكشف أيضاً عن تناقضات عميقة في استراتيجية حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين على حد سواء.

فالإخوان الملسمون يقعون اليوم في التناقض بين الدعم الجماهيري في مصر للشعب الفلسطيني من ناحية، والدور الذي يتوقعه العسكر والولايات المتحدة من الجماعة في التهدئة واستيعاب غضب الجماهير من ناحية أخرى. والجدير بالانتباه أن مساومة الإخوان المسلمين في مصر على قضايا محورية، مثل احترام معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني، سيكون له تأثير سلبي على مصداقية حركة حماس في فلسطين وعلى استراتيجيتها السياسية أيضاً.

الثورة السورية أيضاً قد دفعت قادة حماس للإسراع في المصالحة مع فتح. فعلى عكس حزب الله في لبنان، رفضت قيادة حماس تأييد بشار الأسد في قمعه الدموي للثورة، وقد قام الأسد بتوبيخهم بشدة على رفضهم الاصطفاف بجانبه ضد ما يسميه "المؤامرات الخارجية"، وهذا ما اضطر أغلب كوادر حماس في دمشق لمغادرة سوريا.

جدير بالذكر أن القيادي بحركة حماس، خالد مشعل، يجري الآن مباحثات مع الملك عبد الله في الأردن، الأمر الذي يكشف عن تناقض سياسي خطير حين تلجأ قيادات حماس لجلب الدعم من نظام موالي للغرب والولايات المتحدة. وذلك في حين أن النظام العسكري في مصر لن يقبل أي تمركز لكوادر حماس في القاهرة مثلاً، فقد يُعرض ذلك علاقته بالكيان الصهيوني للخطر. أما غزة، فلا يمكن الاعتماد عليها إلى الأبد كنقطة ارتكاز وحيدة لحركة حماس في ظل الهجمات الإسرائيلية المتكررة.

لكن ما يشغل بال الفلسطينيين هو ما إذا كانت المصالحة بين فتح وحماس ستسفر عن تصدي حقيقي للاحتلال الإسرائيلي وهجماته الوحشية أم لا. لكن ليس لدى حماس أو فتح أي استراتيجية ترمي إلى تحرير فلسطين. فقيادات فتح تتميز بخسة وجبن لا غبار عليهما وتخشى أي تحركات جماهيرية من أسفل، وقد كان ذلك واضحاً أثناء مظاهرات التضامن مع الثورة المصرية في رام الله والتي سرعان ما تعاملت معها السلطة الفلسطينية بقمع عنيف.

والآن على قيادات حماس أن يقدموا التنازلات لنظرائهم في فتح، كما عليهم أن يواجهوا ضغوطاً إضافية في حال إذا قدم الإخوان المسلمون في مصر تنازلات أمام إسرائيل. ولقد أدت المصالحة بالفعل إلى المزيد من التناقض لدى حركة حماس، وقد بات ذلك واضحاً في تصريحات إسماعيل هنية بأن على الفلسطينيين أن يحتفظوا بخيار المقاومة المسلحة بجانب المقاومة المدنية السلمية.

لسنوات طويلة كان الاشتراكيون يجادلون بأن تحرير فلسطين يستلزم ثورات جماهيرية عبر المنطقة العربية تسقط الأنظمة الحاكمة المتحالفة مع إسرائيل والداعمة لها، وأن "الطريق لتحرير القدس يمر عبر القاهرة". والثورات التي اندلعت خلال العام الماضي، والتي مازالت مستمرة إلى اليوم، قد حوّلت هذه الفكرة من كونها شعاراً مجرداً إلى إمكانية عملية، حتى وإن بدت بعيدة المنال. ويظل الأمل الأكبر في تحرير كامل التراب الفلسطيني متعلق بإمكانية تطور الحركات الثورية في المنطقة العربية من أسفل في الميادين والجامعات ومواقع العمل.

* تم نشر المقال لأول مرة في 21 فبراير 2012 بجريدة العامل الاشتراكي – العدد 2291، يصدرها حزب العمال الاشتراكي البريطاني



#أشرف_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكيون الثوريون في مؤتمرهم اليوم
- الثورة الاسبانية
- ثورة وعسكر ودماء وكراسي
- الصومال: المجاعة ليست قدراً
- اليونان: سياسات التقشف والمقاومة العمالية*
- النظام الرأسمالي مبني على الاستغلال
- مئات الآلاف من العمال يواصلون الاحتجاجات
- أولئك الذين يبيعون الثورة بلا ثمن: سيعرف الشعب كيف ينصرف عنك ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أشرف عمر - فلسطين والثورات العربية