أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أشرف عمر - لماذا نقرأ «الشيوعية اليسارية: مرض طفولي»؟














المزيد.....

لماذا نقرأ «الشيوعية اليسارية: مرض طفولي»؟


أشرف عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 23:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة أشرف عمر الناشر الناشر وحدة الترجمة – مركز الدراسات الاشتراكية



في أغسطس 1914، فشلت الأممية الثانية للأحزاب الاشتراكية في الاختبار الأكثر حسماً، وكان لذلك الفشل عواقب كارثية. انزلق تقريباً كل القادة الاشتراكيين في أوروبا إلى الشوفينية، حيث دعموا مصالح دولهم في حرب إمبريالية راحت فيها أرواح عشرات الملايين من العمال.

أحد الأحزاب القليلة التي وقفت ضد الحرب على الدوام كان الحزب البلشفي في روسيا. وقد أدت خبرة الحرب، مع خيبة الأمل في أولئك القادة الاشتراكيين، إلى تجذير كبير في صفوف العمال والجنود. أما بعد الثورة الروسية في أكتوبر 1917، فقد قاد البلاشفة حكومة المجالس العمالية (السوفييتات) وسحبوا روسيا من الحرب. وفي نوفمبر 1918، اندلعت الثورة في ألمانيا لتنهي الحرب تماماً.

أدرك لينين الحاجة إلى منظمة أممية جديدة حيث تتجمع أفضل عناصر الأحزاب الاشتراكية في أوروبا. ومن ثم انطلقت الأممية الشيوعية الثالثة (الكومنترن) في مطلع مارس 1919. وكان التحدي الأكبر أمام الأممية الجديدة أن الأحزاب المنتمية إليها، إلى جانب الحزب البلشفي، كانت صغيرة ولم تنضج بعد في عنفوان الثورة. كانت رياح الثورة تكتسح أوروبا، وأُعلنت الجمهوريات السوفييتية في بودابست في 21 مارس 1919، وفي ميونيخ 7 أبريل من نفس العام، كما هبت موجات من الإضرابات في النمسا وإيطاليا وبريطانيا.

حينها رأى لينين فرصة كبيرة لبناء أحزاب جماهيرية تحت راية الاشتراكية الثورية. وكان محقاً في ذلك. انضم للأممية الحزب الاشتراكي الإيطالي ذو الـ 300 ألف عضو، وكذلك أحزاب جماهيرية من بلغاريا ويوغوسلافيا والنرويج والسويد. وصار الحزب التشيكوسلوفاكي يضم 400 ألف عضو.

وفي ألمانيا، انشق الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في 1917. وبعد ذلك بعامين، انشق مجدداً لينضم 300 ألف عضو للحزب الشيوعي. أما في فرنسا، فقد غادر 140 ألف عضو الحزب الاشتراكي لينضموا إلى الحزب الشيوعي المُشكل حديثاً.

لكن تلك الأحزاب الجديدة لم تكن متمرسة في السياسات الثورية. في يناير 1919، اندفع الحزب الشيوعي الألماني سريعاً في انتفاضة غير ناضجة وكارثية في برلين، وصمد نظام السوفييتات في المجر فقط لأربعة أشهر، وفي بافاريا لم تدم به الحياة أكثر من ثلاثة أسابيع.

تحول المد جزراً، وكان لابد من استخلاص الدروس. خلال الإعداد للمؤتمر الثاني للأممية الشيوعية في 1920، في وقت لم يتحقق فيه انتصارٌ بعد في الحرب الأهلية ضد الثورة المضادة للحرس الأبيض في روسيا، استغرق لينين وقتاً لتفحص الأحزاب الأوروبية واستعداديتها للمرحلة المقبلة من الثورة. والنتيجة كانت كتيّب “الشيوعية اليسارية: مرض طفولي” الذي يُعد واحداً من أهم كتاباته ومدرسة في استراتيجية وتكتيك الحزب الثوري. استند لينين في كتيّبه إلى خبرة البلاشفة عبر أكثر من عقدين من الزمان، خلال فترات كانت الحركة فيها تتقدم ثم تتراجع، وذلك للمساهمة في إرشاد الثوريين نافذي الصبر في الأحزاب الشيوعية الجديدة.

اتخذ “المرض الطفولي” لتلك الأحزاب الشابة أشكالاً متنوعة. وفي حين كان لينين يدرك أهمية المبادئ والالتزام بها، شدد أيضاً على الحاجة إلى المرونة التكتيكية، و”المساومات” في بعض الأحيان للوصول إلى وضع أفضل يسمح بكسب أكبر عدد من العمال للثورة.

وكما كتب لينين، فإن “السياسة علمٌ وفن لا يهبطان من السماء… والبروليتاريا إذا أرادت أن تنتصر على البرجوازية، يجب عليها أن تنشئ لنفسها ومن عندها “ساسة طبقيين” بروليتاريين”.

في مؤتمره التأسيسي، صوّت الحزب الشيوعي الألماني ضد توصية روزا لكسمبورج وقرر مقاطعة الانتخابات البرلمانية وبناء السوفييتات بدلاً من ذلك. وفي المقابل، جادل لينين بأن طالما ظلت لدى العمال أوهامٌ في البرلمان فإن الحزب مُلزمٌ بالمشاركة في الانتخابات لتحرير الجماهير من هذه الأوهام. كما أشار إلى أن مشاركة البلاشفة في انتخابات الجمعية التأسيسية، حتى بعد ثورة أكتوبر، قد حققت “نتائج سياسية قيّمة للغاية، ومفيدة للبروليتاريا فائدة قصوى”.

صوّت المندوبون إلى المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الألماني أيضاً على مغادرة النقابات، وقد رفع أحدهم الشعار المتطرف “فلنخرج من النقابات” داعياً لنقابات عمالية ثورية. تلك المواقف قد عزلت الحزب عن جماهير العمال الذين كانوا في خضم عملية من التجذير.

كتب لينين: “إن الامتناع عن العمل داخل النقابات يعني ترك جماهير العمال التي لم تتطور بما يكفي تحت تأثير الزعماء الرجعيين”. وعبر صفحات الكتيّب، وجّه لينين نصائح خاصة، ونقداً لاذعاً في بعض المواضع، لكل الأقسام الجديدة في الأممية الشيوعية.
كل حركة عمالية تعكس تفاوت الوعي داخل الطبقة، حيث تكون أقلية مناضلة من العمال على استعداد للقطع مع القادة الإصلاحيين القدامى وموظفي النقابات، بينما في الأغلب تقبع الأغلبية تحت تأثيرهم.

“الشيوعية اليسارية: مرض طفولي” إنما هو دليل يلتمس الطرق التي لا تعزل بها الطليعة الثورية نفسها عن الجماهير، والتي من خلالها يزيد تأثير هذه الطليعة على أعداد أكبر حتى تحوز الأغلبية. هذا الكتيّب يظل سلاحاً قوياً بين أيدينا اليوم.

* المقال باللغة الإنجليزية منشور بمجلة “الاشتراكي” الشهرية – يصدرها حزب العمال الاشتراكي البريطاني



#أشرف_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقا فنزويلا تحترق؟
- هل كان صعود ستالين حتمياً؟
- ليون تروتسكي.. النظرية والممارسة
- بوليفيا 1952.. لمحة عن سلطة العمال
- ألكساندرا كولونتاي ويوم المرأة العالمي
- هل يستطيع نظام الأسد سحق الثورة السورية؟
- فلسطين والثورات العربية
- الاشتراكيون الثوريون في مؤتمرهم اليوم
- الثورة الاسبانية
- ثورة وعسكر ودماء وكراسي
- الصومال: المجاعة ليست قدراً
- اليونان: سياسات التقشف والمقاومة العمالية*
- النظام الرأسمالي مبني على الاستغلال
- مئات الآلاف من العمال يواصلون الاحتجاجات
- أولئك الذين يبيعون الثورة بلا ثمن: سيعرف الشعب كيف ينصرف عنك ...


المزيد.....




- هل يقدم حزب العمال الكردستاني حقًا على حلّ نفسه؟
- حزب اليسار في ألمانيا يدعو إلى استبدال -الناتو- لأنه لا مستق ...
- خالد البلشي نقيبًا للصحفيين للمرة الثانية
- الجزائر: عاش الكفاح العمالي والشعبي؛ من أجل الحريات الديمقرا ...
- النادي العمالي للتوعية والتضامن: ظروف العمل في المغرب في ترد ...
- تصعيد ضد الفصائل الفلسطينية في سوريا: اعتقال أمين عام الجبهة ...
- مداخلة الحزب الشيوعي العراقي في المنتدى العالمي لمكافحة الفا ...
- حزب العمال اليساري يفوز بالانتخابات العامة في أستراليا
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- أستراليا: حزب العمال الحاكم يفوز بالانتخابات العامة وزعيم ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أشرف عمر - لماذا نقرأ «الشيوعية اليسارية: مرض طفولي»؟