أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ماجد احمد الزاملي - مزايا التعليم الألكتروني















المزيد.....

مزايا التعليم الألكتروني


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 23:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يعد التعليم من أهم المقومات الأساسية التي ترتكز عليها الدول والحكومات في بناء مستقبلها في عصر المعلومات والإلكترونيات الذي نعيشه حالياً. ومع ظهور أجهزة الحاسبات الشخصية وبرامجها التشغيلية، إلى جانب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطورها المستمر خلال السنوات القليلة الماضية ، ظهر التعليم الالكتروني وانتشر بشكل سريع وأصبح من الواضح أن له مستقبلا كبيرا ، الى حد أن البعض يتوقع وربما يؤكد أن التعليم الالكتروني سيكون هو الأسلوب الأمثل والأكثر انتشارا للتعليم والتدريب في المستقبل القريب . بعد تطبيق مفهوم التعليم الإلكتروني ظهر فريقان ما بين مؤيد ومعارض، وكان لكل فريق حجته وأسانيده، وبـالرغم مـن العيوب التي أوردها البعض، إلا أن الشواهد تؤكد نجاحه في ضوء ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحالية، والاتجاه المتزايد نحو المجتمع المعلوماتي الرقمي( مجتمع المعرفة ). ففي التعليم التقليدي يتم تقديم المادة العلمية نفسها لجميع الطلاب في وقت واحد من قبل استاذ واحد، رغم تفاوت المستويات بـين الطلاب، أما في ظل التعليم الالكتروني الطالب ستكون لديه الفرصة في الحصول علي معلومات أكثر وأشمل من المعلومات المقررة في الكتاب من خلال الموقع المقرر على الانترنت، وسوف يتمتع الطالب بحريته في اختيار ما يتناسب مع قدراته الفردية وخبراته السابقة. كما انه نظام مناسب لتعليم الكبار وتدريب الموظفين الذين قد لاتسمح لهم ظروفهم بالتوجه للمدارس والجامعات أو التـدريب في معاهد التدريب التقليديه.
لعبت وتلعب تكنولوجيا الحاسبات ممثلة في الانترنت دورا كبيرا في نقل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية من الشمال إلى الجنوب مرورا
بالشرق والغرب في نفس اللحظة ،كل ذلك ألقى بثقله على كافة الأنظمة السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية والاجتماعية لكل
المجتمعات. وإذا كان المجتمع المعاصر يوصف بأنه مجتمع المعلومات التي تتدفق فيه المعلومات في سهولة ويسر، بحيث يمكن الحصول عليها من مصادر كثيرة متنوعة ،دون عناء أو تكاليف باهظة ،قد أصبحت المعرفة والإبداع من أهم العوامل المؤثرة والمحددة لقيام ما يطلق عليه اسم " مجتمع المعرفة " الذي لا يقنع باستخدام المعلومات لفهم واقع الحياة وأحداثها وتفاعلاتها ،والاستفادة منها في توجيه مختلف أنماط الأنظمة وبخاصة في المجال الاقتصادي، وإنما يعمل بالإضافة إلي ذلك علي " إنتاج المعرفة وتسويقها" بحيث تصبح مصدرا اقتصاديا رئيسا يحمل في ثناياه بذور الهيمنة الاقتصادية والثقافية والسياسية . ويعود الميلاد المعرفي- الفعلي- لمفهوم مجتمع المعرفة إلي أواخر التسعينات من القرن الماضي، خاصة بعد أن بذلت اليونسكو جهدا فائقا في مجال التعريف به ونشره. فقد كانت مختلف المقاربات النظرية تؤكد أن تطور المجتمع رهن حسن استغلال الإمكانات المادية والثروات الطبيعية، وتحقيق حالة من الإشباع الجماعي، ومقاومة الفقر والمرض، إلا أنه مع مرور السنوات وتكرار إخفاق التجارب ثبت محدودية مثل هذه الرؤية. لا يمكن أن نخفى أن حداثة سن المفهوم المعرفي لم تسمح كثيرا ببلورة تعريفات دقيقة له، ذلك أننا نلاحظ وجود بعض الغموض عند تعريفه. ومثل هذا الغموض طبيعي لندرة الأدبيات التي حللت المفهوم، وحاولت أن تكسبه امتلاءا نظريا وفكريا . وتواجه مسألة إمكان قيام مجتمع تسيطر عليه المعرفة وتوجهه ،وترسم له مساراته في المستقبل ،وتحقق له النجاح ،كثيرا من التحديات والشكوك، ولكن الرأي السائد بين معظم المهتمين بالموضوع هو: أن مجتمع المعرفة سوف يتحقق بصورة كاملة وواضحة علي أرض الواقع بأسرع مما يظن الكثيرون ،ويستند أنصار هذا الرأي إلي المقولة الشهيرة عن " أن المعرفة قوة للتدليل علي أن إنتاج المعرفة وليس فقط حيازة المعلومات هو الوسيلة الوحيدة لضمان البقاء والاستمرار في الوجود. وتوجد بعض المحاولات الفكرية لتعريف مجتمع المعرفة منها : " أنه ذلك المجتمع الذي يقوم أساسا علي نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي : الاقتصاد ،والمجتمع المدني، والسياسة، والحياة الخاصة ،وصولا لترقية الحالة الإنسانية باطراد، أي إقامة التنمية الإنسانية ( تقرير التنمية الإنسانية العربية، 39-40 ،2003).
التعليم الإلكتروني يتيح للاستاذ تقليل الأعباء الإدارية التي كانت تأخذ منه وقت كبير في كل محاضرة مثل اسـتلام الواجبـات وغيرها فقد خفف التعليم الإلكتروني من هذه العبء ، فقد أصبح من الممكن إرسال واستلام كل هذه الأشـياء عـن طريـق الأدوات الإلكترونية مع إمكانية معرفة استلام الطالب لهذه المستندات، و سهولة الوصول إلى الاستاذ ، حيث أتـاح التعلـيم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على الاستاذ والوصول إليه في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية ، لأن الطالب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للاستاذ من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للاستاذ أكثر بدلا مـن أن يبقى مقيدًا على مكتبه. وتكون أكثر فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الز مني للاستاذ ، أو عند وجود استفسار في أي وقت لا يحتمل التأجيل . بالاضافة الى تقليل حجم العمل في المؤسسة، لان التعليم الالكتروني وفـر أدوات تقـوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات وكذلك وضع إحصائيات عنها وبمكانها أيضا وإرسال ملفات وسجلات الطـلاب إلى مسجل المؤسسة.
أصبحت المعرفة موردا اقتصاديا ، يفوق بمرونته وكفاءته الموارد الاقتصادية الطبيعية ،فالقيمة المضافة الناتجة عن العمل في القطاعات
كثيفة المعرفة تفوق بمئات المرات القيمة المضافة الناتجة عن العمل في القطاعات الاقتصادية التقليدية . ونتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية في جميع المجالات ظهر ما يسمى( اقتصاد المعرفة ) ،وهو ميدان اقتصادي جديد يقوم علي فهم أكثر عمقا لدور المعرفة في إعداد الرأسمال البشري والمتعلم رهن الإفادة منه في عملية التنمية البشرية المستدامة . ويواجه الانتقال إلى مجتمع المعرفة عدة تحديات أبرزها: تحقيق ديمقراطية المعلومات وذلك شرط موضوعي ليمكن تفادى الشمولية والسلطوية وتتضمن ديمقراطية المعلومات عدة مقومات منها : حماية خصوصية الأفراد وتعنى الحق الإنساني للفرد لكي يصون حياته الخاصة ويحجبها عن الآخرين والمقوم الثاني هو الحق في المعرفة والثالث: حق استخدام المعلومات يعنى حق كل مواطن في أن يستخدم شبكات المعلومات المتاحة وبنوك المعلومات بسعر رخيص،في كل مكان وفى أي وقت، وأخيرا: ذروة مستويات ديمقراطية الإعلام بمعنى حق المواطن في الاشتراك المباشر في إدارة البنية التحتية للإعلام الكوني ومن أبرزها عملية صنع القرار على كل المستويات المحلية والحكومية والكونية.
و في ظل التوجه العالمي نحو اقتصاديات المعرفة والتي تعتمد بشكل أساس على التقنيات الحديثة لاستغلال المعرفة في رفـع مـستوى الرفاه الاجتماعي ،و استغلال الموارد المختلفة خير استغلال، أصبحت تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات وسيلة بقاء و أداة لا يمكن الاستغناء عنها في ظل عالم مفتوح يعتمد على القدرة التنافسية كمعيار للتقدم و الازدهار . و إدراكًا من المجتمعات بأهمية التعليم و التدريب لتحقيق التغيير في نمط التفكير و الذي يجب أن يسبق التحول المطلـوب في نمـط الحياة، فقد انصبت جهود بعض الدول العربية في الحقبة الأخيرة على تأسيس نظام تعلّم معرفي يعتمد التقنيات الحديثة كوسيلة فاعلة لتحصيل و حفظ ونقل المعرفة بأشكالها المختلفة. و عليه فقد تم تبني بعض الجامعات العربية إستراتيجية للتعلم الإلكتروني، تنطوي على استغلال التقنيات الحديثة كوسيلة أساسـية في نظام التعليم على جميع المستويات. و لكن مثل هذا الخيار الاستراتيجي يتطلب تغييراً جذريًا في بيئة وأساليب التعليم ،و يحتـاج إلى جهود كبيرة، و مصادر هائلة ،مما يشكل تحديا كبيرا لبلد نامي محدود المصادر و الثروات، إلا أن النتائج التي تمخض عنها تحقيـق النقلة المطلوبة ستسهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بشكل مباشر و غير مباشر على المدى المنظـور و البعيـد، و ستساعد الدول العربية على تجاوز العوائق المادية في الوصول إلى ما تصبو إليه.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمِن العدل تبقى الاكادمية العربية في الدنمارك تستجدي الاعترا ...
- الحد من اعتداءات السلطة التنفيذية على حريات الافراد
- الدوافع وراء ضرب اليابان بالسلاح الذري في الحرب العالمية الث ...
- دور قوات حفظ السلام في النزاعات المسلحة
- التشريع الجنائي الايطالي لمكافحة الارهاب
- الثشريع الجنائي العراقي لمكافحة الارهاب
- التشريع الفرنسي الجديد لمكافحة الارهاب
- الاسباب الموجبة للتدابير الاحترازية
- الديالكتيك هو القانون الذي وفقا له يسير التاريخ وتتوالى الاح ...
- الدولة هي المجال الذي يمكّن الانسان من تحقيق الحرية
- مقاربات لها معنى
- التمييز بين الشرعية والمشروعية
- جريمة الرشوة
- التخلف الاداري ينهك المواطنين
- الاصلاح السياسي وبناء الدولة الديمقراطية
- ألإنتخابات الحرة النزيهة ترسخ الديمقراطية
- الاصولية إنعكاس للسياسة الفاشلة
- اللامركزية الادارية
- الديكتاتورية أم الفوضى........
- حلف الناتو اداة بيد الولايات المتحدة الامريكية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ماجد احمد الزاملي - مزايا التعليم الألكتروني