أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مكارم المختار - الاحتباس الحراري ملف دولي















المزيد.....



الاحتباس الحراري ملف دولي


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 23:38
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


المناخ والبيئة
ورقة قراءة
في
ملف الاحتباس الحراري ..... الاحترار الكوني وتغيير المناخ
تحت عنوان
الاحتباس الحراري ملف دولي

المناخ : " فرصة اخيرة لاستجابة عالمية بمستوى الاخطار المرتقَبة وملف الاحتباس الحراري " ....

يهدد وطن العالم العربي

العالم العربي.. في انتظار كوارث بيئية مدمرة

. مقدمة :
Global warming من أكثر الظواهر إثارة للجدل بين أوساط العلماء والباحثين والمهتمين بالبيئة وعامة الناس ظاهرة
وتعدى هذا الاهتمام أوساطاً أخرى حتى وصل الى الهيئات الحكومية وغير الحكومية وكذلك الهيئات الدولية. يعود السبب في ذلك الى التاثيرات الخطيرة والمدمرة لهذه الظاهرة على كل من الأنسان وعناصر البيئة. وحيث لوحظ في الفترة الأخيرة إهتماماً متزايداً من قبل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروئة بمظاهر التغير المناخي بإعتبارها قضية تشغل حيزاً كبيراً من إهتمامات الراي العام.
مؤتمر ستوكهولم للبيئة عام 1972 كان أول مؤتمر دولي ناقش هذا الموضوع وتم من خلاله الإشارة الى ضرورة دراسة هذه الظاهرة وأيجاد المعالجات والحلول اللازمة لوقفها . فيما توالت بعد ذلك المؤتمرات والندوات العلمية التي ركزت وبشكل كبير على موضوعتين هما التلوث البيئي وتاثيراته على الإنسان والبيئة والتغير المناخي باعتباره ناتج عن عوامل عديدة منها ظاهرة الإحتباس الحراري وتأثيراته في الانسان والحياة على الكرة الارضية
Greenhouse effect.
أدت نشاطات الإنسان خلال الثورة العلمية والصناعية التي شهدتها أوربا وأميركا ودول أخرى خلال القرون الستة الماضية الى إطلاق تراكيز متزايدة من غازات الإحتباس الحراري والملوثات (اكاسيد الكربون والنايتروجين وغاز الميثان ومركبات الكلورو فلورو كاربون) نتيجة الحاجة لحرق الوقود الحجري والفحم الحجري والغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة المستخدمة في إدارة عمليات الإنتاج الصناعي والزراعي. فضلاً عن الزيادة الكبيرة والمتسارعة في نمو سكان الكرة الارضية والقطع المتزايد لأشجار الغابات الإستوائية الذي ساهم في إرتفاع معدلات تراكيز غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي عن معدلاتها السابقة المتوازنة.
لاحظ العلماء وجود علاقة واضحة بين زيادة تراكيز الغازات المسببة لظاهرة الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي والتغير المناخي في إرتفاع درجة حرارة الأرض وما يصاحبها من متغيرات مناخية مؤثرة في المحيط الحيوي بكل مكوناته. يتمثل التغير المناخي بإرتفاع درجة حرارة الجو والتغير الحاصل في اوقات فصول السنة وإزاحة الأقاليم المناخية وزيادة حرارة وحموضة البحار والمحيطات وإرتفاع مستويات سطوحها نتيجة ذوبان الجبال الثلجية وثلوج القطبين الشمالي والجنوبي والفيضانات والجفاف والعواصف والأعاصير وإنقراض أنواع من الحيوانات والنباتات وإنتقال الأمراض. قد تمتد هذه التأثيرات الى مساحات واسعة وتؤدي الى إنتشار اللاجئين البيئيين وبروز خطورة الحروب والصراعات التي يمكن ان تحدث بين الدول نتيجة نقص المياه العذبة والمشاكل الإقتصادية.

تهدف هذه الورقة الى ما يأتي:
إستعراض حجم الكوارث الطبيعية التي يسببها الإحترار الكوني.
تحديد دور النشاطات الإنسانية في إطلاق غازات الإحتباس الحراري وفي تلويث الغلاف الجوي.
المناقشة الموضوعية لأسباب التغير المناخي ودور النشاط الإنساني من جهة ودور التغايرات في شدة الإشعة الشمسية ومدار الأرض من جهة أخرى في ظاهرة الإحترار الكوني.
1ـ التعرف على التغيرات المناخية واضرارها
2ــ التقلبات المناخية والمياه
3ـ ـ التحديات والسياسات الانمائية
4ـ ـ الاستيراتيجية والافاق

فرضيات قراءة الورقة :
الكوارث المناخية ناتجة عن ظاهرة الإحترار الكوني.
غازات الإحتباس الحراري التي أطلقها الإنسان هي المسؤولة عن الإحترار الكوني.
نشاطات الإنسان هي المسبب الرئيسي للتراكيز المتزايدة لغازات الإحتباس الحراري خصوصاً ثنائي أوكسيد الكربون.

. الإطار النظري :
_ ظاهرة الاحترار الكوني
_ مفاهيم عامة عن الغلاف الجوي والتغير المناخي


مفهوم ظاهرة الاحترار الكوني والإحتباس الحراري
الاحتباس الحراري ككلمه ترددت مؤخراً على مسامع الجميع

وكحدث أرق العلماء وأصبح هاجس للاقتصاد العالمي والحضارة البشريه

المشكله قائمه على سببين :

الأول هو : الإشعاع الشمسي وهو سبب طبيعي لم يحدث فيه أي تغير خارج عن المألوف

والثاني هو : انبعاثات الغازات الدفيئه وهنا تكمن المشكله في زيادة انبعاث هذه الغازات مع بداية عصر الصناعه إلى اليوم مما أدى إلى تكدس هذه الغازات في طبقات الغلاف الجوي مع تقدم الزمن وبدأت تحبس الحراره داخل الغلاف الجوي




اليوم حاول العلماء أن يقللوا من تكدس هذه الغازات عن طريق تقليل انبعاث الغازات فكانت التحركات بطيئه ولم يحققوا النتائج المرجوه

فبدأوا يفكرون في إعاقة جزء من أشعة الشمس تقدر بـ 2% تقريباً ليحققوا التوازن


وذهب العلماء إلى أكثر من وسيله لتحقيق هذا الحل الذي شاع عليه مصطلح


المناخ : " فرصة اخيرة لاستجابة عالمية بمستوى الاخطار المرتقَبة وملف الاحتباس الحراري " ....
يعتقد الكثيرون إن بداية الاهتمام بظاهرة الإحتباس الحراري هو سبعينيات القرن العشرين وتحديداً بعد مؤتمر ستوكهولم العالمي للبيئة عام 1972 الذي ناقش ولأول مرة هذه الظاهرة وأعدها ظاهرة تحتاج إلى الدراسات المستفيظة بغية الوصول الى نتائج تساعد العلماء على تحليل هذه الظاهرة وايجاد الحلول المناسبة لها. حذرت الأكاديمية العلمية الأمريكية National Academy of Science في سبعينات القرن الماضي من أخطار الإحتباس الحراري (Climate Research Board, 1979). كما وشهدت نفس الفترة اهتماماً كبيراً من قبل الهيئات الدولية والوطنية ووسائل الإعلام بظاهرة الإحتباس الحراري. الا ان هذا الإعتقاد هو إعتقاد خاطيء وذلك لان الإهتمام بظاهرة الإحتباس الحراري من خلال الإهتمام بموضوعة إرتفاع درجة حرارة الأرض بدأ بالعالم الفرنسي فورييه Fourier عام 1842 م عندما حاول إيجاد تفسيراً او سبباً معقولاً لظاهرة دفء الأرض (الحناوي, 2004). توصل العالم فورييه اثناء بحوثه الى إن السبب لابد وان يعود الى الغلاف الجوي للأرض الذي يعمل مثل سقف البيت الزجاجي حيث يحبس الحرارة تحته وبهذا توصل العالم فورييه الى نصف الحقيقة. أما العالم البريطاني تيندال Tendal الذي أجرى ابحاثاً مختبرية عام 1865م على قدرة غازي ثنائي أوكسيد الكربون وبخار الماء على إمتصاص الحرارة وقام بقياسات توصل من خلالها إلى تحديد مسؤليتهما عن ظاهرة دفء الأرض (الإحتباس الحراري) (Wearth, 2003). وكان العالم السويدي ارهانيوس Arrhenius قد طرح في عام 1896 م نظريته في تفسير ظاهرة دفء الأرض عندما أشار الى إحتمال إرتفاع درجة حرارة الأرض وغلافها الجوي نتيجة لزيادة إنبعاث غاز ثنائي اوكسيد الكربون بسبب حرق الفحم الحجري. وقام بإعداد نماذج حسابية لتحديد مقادير الزيادة في درجات الحرارة وكمية غاز ثنائي أوكسيد الكربون والفترة الزمنية اللازمة لحدوث هذه الظاهرة. أما العالم الأمريكي تشيمبرلين Schemberlin فقد أيد نظرية العالم السويدي ارهانيوس حول مسؤولية غاز ثنائي أوكسيد الكربون عن ظاهرة دفء الأرض وأضاف بأن لهذا الغاز دوراً اساسياً في حدوث العصور الجليدية الحديثة جيولوجياً (الحناوي، 2004).
إن اشعة الشمس التي تصل للأرض هي المصدر الأساسي للطاقة ومنها تستمد الأرض الحرارة التي تحتاجها من اجل إستكمال الحياة . فالنبات يستفيد من الطاقة الواصلة عبر أشعة الشمس مستفيداً من الكربون الموجود في غاز ثنائي أوكسيد الكربون والماء ليقوم بعملية التركيب الضوئي اللازمة لإستمرار الحياة فوق الأرض كما في المعادلة التالية.

"6C" "O" _"2" " + 6" "H" _"2" "O →-;- " "C" _"6" "H" _"12" "+ 6" "O" _"2" [1]
" "
وبدون أشعة الشمس والطاقة الناتجة عنها لاصبحت الأرض كوكباً بارداً لايمكن العيش به ولا يحتوي على كائنات حية. والشمس هي عبارة عن مفاعل نووي هائل تحدث فيه تفاعلات نووية تصل درجة الحرارة حوالي 15 مليون درجة مطلقة. إذ تتحد إثنين من البروتونات (الهيدروجين) مع إثنين من النيوترونات لتكوين ذرة واحدة من الهليوم (He) مع فقدان قدر قليل من الكتلة التي تتحول الى طاقة حرارية هائلة تطلقها الشمس الى الكواكب المحيطة بها ومنها الأرض. تعرف الأشعة الشمسية بانها إشعاعات كهرومغناطيسية تنبعث في مسار مستقيم وبسرعة 300 الف كيلومتر في الثانية الواحدة على شكل تموجات تدعى الفوتونات (Photons) التي تحمل معها الطاقة الى الأرض. ويمكن التمييز بين مختلف الإشعاعات الشمسية من خلال أطوال موجاتها والتي تقاس بالنانومتر ويساوي واحد من المليون من المليمتر(صباريني، 2004). وتستطيع عين الإنسان رؤية الإشعاعات التي أطوالها بين 390-750 نانومتر وتسمى الإشعاعات المرئية.
يصل حوالي 50% من مجموع الأشعة الشمسية التي تخترق الغلاف الجوي بإتجاه الأرض لتزويدها بالطاقة اللازمة لتسخين اليابسة والمحيطات ويقوم النبات بالإستفادة منها في عملية التركيب الضوئي. تقوم الغيوم بإمتصاص وعكس 42% من الأشعة الواصلة الى الغلاف الجوي فيما ترتد 5% من الإشعاعات الى الفضاء الخارجي نتيجة لإصطدامها بالجسيمات الصلبة الموجودة في الغلاف الجوي بينما تنعكس 3 % من الأشعة الكونية الى الفضاء الخارجي بعد اصطدامها بالأرض(البيدو) دون تغير في اطوال موجاتها (سفاريني، 2002).

ما هي ظاهرة الإحتباس الحراري (الدفيئة) ؟
تمكن العالم الانكليزي جيمس واط James Watt عام 1765 م (Tanaka, 2006) من إكتشاف اهمية الطاقة البخارية فقام بتصنيع اول ماكنة الية تعمل بالطاقة البخارية وأدى هذا الإكتشاف العلمي المهم الى ولوج الإنسان مرحلة جديدة سميت الثورة العلمية الصناعية لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا. إجتاحت الثورة العلمية الصناعية بلدان او

ربا وإستبدلت نمط الإنتاج اليدوي الفردي باسلوب الإنتاج الالي الصناعي الواسع. إستطاع الإنسان وبفضل تطور الإكتشافات العلمية وزيادة إستخدام الالات من تطوير الإنتاج الصناعي والزراعي وزاد من إنتاجية العمل بعد ان زاد من إستخدام الالات بدل القوة العضلية للإنسان القابلة للتعب والإرهاق. وصاحب هذا التطور في عملية الإنتاج حاجة ملحة لبناء تجمعات عمالية سكانية تستوعب الهجرة الحاصلة من الريف الى المدن وازدادت عدد المناجم التي يستخرج منها الفحم الحجري والمعادن الضرورية للصناعة وتنامي الحاجة الى وسائط نقل ...... الخ.
ان الزيادة الحاصلة في الإنتاج الصناعي والزراعي صاحبتها زيادة مطردة في إستهلاك الطاقة الناتجة عن حرق الأخشاب والفحم الحجري وبقية انواع الوقود الإحفوري (سفاريني، 2002 ).
لاحظ العلماء البيئيون والمختصون بالأنواء الجوية ان هناك إرتفاعاً تدريجياً في معدلات درجات الحرارة على الصعيد العالمي ابتداءاً من عصر الثورة العلمية الصناعية التي شهدتها اوربا في منتصف القرن الثامن عشر وقد اكدت البيانات الإحصائية المناخية صحة هذه المعلومات (Tanaka, 2007).
معروف ان جميع انواع الوقود الإحفوري هي مركبات عضوية هيدروكاربونية تتكون من اتحاد عنصري الكربون والهيدروجين مع عناصر كيميائية اخرى منها الكبريت والرصاص والنيتروجين والأوكسجين . يدخل الكربون كمكون اساسي في التركيب الكيميائي للجزيئات الهيدروكاربونية لذلك فان اي تفاعل او حرق للوقود الإحفوري ينتج غاز ثنائي اوكسيد الكربون وطاقة (E) وفقاً للمعادلة الآتية:

[2] 2C6H6 + 15O2 →-;- 12CO2 + 6H2O + E

هذا وينتج عن حرق الوقود الإحفوري الحاوي على شوائب من عناصر كيميائية مختلفة مثل الكبريت والنيتروجين والرصاص وغيرها علاوةً على غاز ثنائي اوكسيد الكاربون إنبعاث غازات أخرى مثل ثاني اوكسيد الكبريت والتي تزيد من تلوث البيئة وتخل بالتوازن البيئي الطبيعي. ويتحمل الإنسان من خلال نشاطاته المختلفة في الصناعة والزراعة والنقل والتعدين والتدفئة المسؤلية الرئيسة عن إرتفاع تركيزات غازات الدفيئة (غاز ثنائي اوكسيد الكربون وغاز الميثان وغاز اوكسيد النتروز) في الغلاف الجوي لكوكب الأرض.
من المعروف ان الشمس هي المصدر الرئيسي للطاقة في الكون وهي التي تمد الأرض بالدفء والحرارة عن طريق الأشعة الكونية التي تمر بالغلاف الجوي وصولاً الى الارض. تكتسب الأرض كأي جسم صلب الحرارة وتسخن وتقوم بعد ذلك بإطلاق جزء من الحرارة الى المحيط الخارجي على شكل أشعة حرارية تسمى الأشعة تحت الحمراء. من خواص غازات ثنائي اوكسيد الكربون والميثان واوكسيد النتروز وبخار الماء انها تقوم بإمتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تطلقها الأرض ولا تسمح لها بالنفاذ الى الفضاء الخارجي فتحبسها في طبقات الهواء القريبة من سطح الارض (Stehr, 2007). كما وان غازات الإحتباس الحراري عندما تمتص الأشعة تحت الحمراء المنطلقه من الارض تزداد حرارتها وطاقتها الحركية مما يؤدي الى ازدياد تصادمات جزيئاتها مع بعضها البعض ومع جزيئات الغازات الأخرى المكونة للهواء مولدة طاقة اضافية تساهم في إرتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي المحيط بالأرض. تقوم غازات الإحتباس الحراري برفع درجة حرارة طبقات الهواء القريبة من سطح الأرض وتساهم نفس الغازات بخفض درجة حرارة الطبقات العليا من الهواء في طبقة التروبوسفير (Hegerl, 1997). إن ظاهرة الإحتباس الحراري لم تكن محسوسة ومعروفة في بداية الثورة الصناعية وذلك لأن تركيزات غاز ثنائي أوكسيد الكربون والغازات الأخرى المسببة لهذه الظاهرة لم تكن عالية كما هي عليه الان (Matthes, 2005). كلما ارتفعت تركيزات غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض قلت كمية الأشعة تحت الحمراء النافذة الى الفضاء الخارجي وهذا ما يفسر بروز ظاهرة الإحتباس الحراري في العقود الثلاثة الأخيرة.
وجد أن نسبة غاز ثنائي اوكسيد الكربون في الهواء والناتجة عن حرق الوقود الإحفوري قد ارتفعت من 280 جزء بالمليون قبل الثورة الصناعية الى 380 جزء بالمليون في بداية القرن الحالي (شكل 2). وإرتفعت نسبة غاز الميثان في الهواء من 848 جزء بالبليون قبل الثورة الصناعية الى 1800 جزء بالبليون في بداية القرن الحالي. اما غاز اوكسيد النتروز فقد إرتفعت نسبته من 280 جزء بالمليون قبل الثورة الصناعية الى 312 جزء بالمليون في بداية القرن الحالي (شكل 2) (سفاريني، 2002 ).
يسهم غاز ثنائي اوكسيد الكربون بحوالي 50 % من إسهامات غازات الإحتباس الحراري الاخرى بسبب كمياته العالية المنطلقة للغلاف الجوي على الرغم من إمتصاص النباتات لحوالي 25 % من هذا الغاز وذوبان حوالي 25 % من نفس الغاز في البحار والمحيطات والتي تعد مغاطس طبيعية تخلص المحيط الحيوي من غاز ثنائي أوكسيد الكربون. أما المحيط المتجمد الجنوبي فيمتص حوالي 25 % من تركيزات الغاز المنطلقة للغلاف الجوي. يقوم كل من الغطاء النباتي والمحيطات والمحيط المتجمد الشمالي والجنوبي بامتصاص الغاز وخزنه مما يبقيه حبيساً هناك مما يلغي اسهامه في ظاهرة الإحتباس الحراري وفي إرتفاع درجة حرارة الأرض (الشربيني، 2007).

شكل 2. تزايد تركيزات غازات الدفيئة إعتباراً من الثورة الصناعية وحتى عام 2005 (Optocleaner, 2009).


إن زيادة نسبة غازات الإحتباس الحراري في الهواء وعدم إمكانية الطبيعة التخلص من الفائض من هذه الغازات سبب خللاً في التوازن البيئي لم يكن موجوداً قبل الثورة العلمية والصناعية والإنفجار السكاني الذي أعقبها. تلعب زيادة تركيزات غاز ثنائي أوكسيد الكربون دوراً كبيراً في زيادة نمو النباتات لاعتمادها عليه في عملية التركيب الضوئي

الغلاف الجوي :
يتكون الغلاف الجوي من غلاف عظيم من الهواء يحيط الارض الغلاف الجوي او الغازي القريب من الارض يطلق عليه
Atmosphere
يتكون من النيتروجين بنسبة 78% والأوكسجين بنسبة 21% وغازات أخرى مثل الأركون وثاني أوكسيد الكربون وبخار الماء والميثان والأوزون وغيرها بنسبة 1%؛ ويكون ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 0.038% (Bauer, 2005 من المعروف ان غازي النيتروجين والاوكسجين لا يؤثران في ظاهرة الإحتباس الحراري لانهما لا يمتصان الاشعة الحرارية المنبعثة من الأرض والمنطلقة باتجاه الفضاء الخارجي. بينما تلعب بقية الغازات الموجودة في الهواء مثل بخار الماء وثاني أوكسيد الكربون و الميثان وغيرها دوراً كبيراً واساسياً في هذه الظاهرة (موسى، 1996).

الغلاف الغازي هو ذلك الخليط الشفاف من الغازات التي تحيط بالأرض بشكل كامل وتفصلها عن الفضاء الكوني ويمتد حتى عشرة ألاف كيلو متر ارتفاعاً. تكون كثافة الغلاف الجوي في طبقة التروبوسفير
Troposphere
القريبة من سطح الأرض الأعلى وتنخفض الكثافة كلما إرتفعنا نحو الطبقات العليا من الغلاف الجوي
تقدر كتلة الهواء بحدود 5.14 x 1021 غرام بينما يقدر وزن عمود الهواء على سطح مساحته واحد سنتيميتر مربع حوالي 1000 غرام (كيلو غرام واحد). يوجد 99.99% من كتلة الهواء تحت إرتفاع 50 كم فوق مستوى سطح البحر، يتكون الهواء النقي والخالي من الشوائب من مجموعة من الغازات موضحة في جدول 1 (موسى، 1996).

المناخ والتغير المناخي :
يمثل الغلاف الجوي الغازي نظاما حراريا حركيا ثيرموديناميكي تنتقل فيه الطاقة الحرارية عبر
Thermodynamic
حركة الهواء والرياح من مكان الى آخر داخل هذا النظام وتؤدي الى تغيرات مناخية بعضها قصير الامد وتسمى
بالطقس وبعضها طويلة الامد وتسمى بالمناخ. ويعرف الطقس بانه "حالة الغلاف الجوي ( درجة الحرارة والأمطار والضغط الجوي والرياح ... الخ ) في مكان ما خلال فترة وجيزة من الزمن تتراوح بين الساعة الواحدة الى عدة شهور"، وقد يتغير الطقس بين ساعة واخرى او من يوم الى آخر او من فصل الى فصل آخر في نفس المكان. ويعرف المناخ بانه "حالة نظام الغلاف الجوي في مكان ما خلال فترة طويلة من الزمن تقدر بعدة عقود من السنين". وتعد حالات المناخ محصلة وتراكم لحالات الطقس قصيرة الامد. ان حالة المناخ هي حالة شمولية للنظام الثيرموديناميكي للغلاف الجوي تجري خلال فترة طويلة من الزمن في مكان معين وقد تشمل منطقة معينة ودولة معينة واقليم مناخي وقارة او حتى الكرة الارضية باكملها. اما النظام المناخي فهو "الحالة الناتجة عن تفاعل مجموعة من الانظمة المترابطة والتي تمثل الغلاف الجوي والمحيطات والبحار والبحيرات والانهار والاجزاء اليابسة من الارض (القارات) بعضها مع البعض الاخر مما يؤثر على النظم البيئية والطبيعية الموجودة على سطح كوكب الارض
واذا كان الغلاف الجوي
Atmosphere
يمثل نظاما مناخيا تنتقل فيه الحرارة والرياح والامطار من مكان الى اخر وتؤثر في الانظمة الاخرى فان الغلاف المائي والذي يتكون من المحيطات والبحار والبحيرات والانهار وجليد القطبين يمثل نظاماً مؤثراً في المناخ. اذ يقوم هذا النظام بتزويد الغلاف الجوي بالرطوبة (بخار الماء) ويعتبر عامل اساسي في تلطيف (خفض) درجة حرارة الأرض من خلال قوة امتصاصه العالية للاشعة الشمسية الحرارية ونفاذيته العالية لها. كما ويمتص الغلاف المائي ما نسبته 25% من تركيزات غاز ثاني اوكسيد الكربون المنطلقة الى الغلاف الغازي. اما الاجزاء اليابسة من كوكب الارض فتتكون من الجبال والوديان والبشرية والصحارى والسهول والهضاب وتحتوي على مجموعة من الانظمة الطبيعية والحيوية والجليدية
، ....) Latif, 2006 ) ( Cryosphere ) Anthropologicalsphere ، (Biosphere(
ترتبط هذه الانظمة المعقدة ومكوناتها مع بعضها البعض بواسطة عملية جريان الطاقة الحرارية فيما بينها وتكون وحدة متفاعلة تحدد نوعية المناخ وتغيراته وتؤثر به.

العوامل المؤثرة في المناخ
هناك مجموعة من العوامل تؤثر وتتحكم بنوعية المناخ والطقس ولها يعود كل تغيير يحصل على المناخ سواءا كان محلياً او اقليمياً او قارياً.
1. الاشعاعات الشمسية الحرارية الواصلة الى الارض
تعد الشمس أهم العوامل المؤثرة في المناخ وذلك لانها مصدر الطاقة الرئيسي الذي يزود الارض بالحرارة والطاقة اللازمة لاستمرار الحياة ولولا الطاقة الشمسية لتحولت الارض الى كوكب بارد ذي درجة حرارة منخفضة وإنعدمت سبل الحياة فيه. تدور الأرض في فضاء منخفض الحرارة ذي درجة حرارة بحوالي 70 درجة مئوية تحت الصفر (صالح, 2007). ان الشكل الدائري للارض ودورانها حول الشمس يجعل اجزائها تتلقى مقادير متباينة من الاشعة الشمسية الحرارية. إذ تسقط اشعه الشمس بشكل عمودي او شبه عمودي على المناطق الاستوائية والمدارية للارض وبذلك تكون هذه المناطق اكثر تعرضاً لاشعة الشمس وحرارتها من المناطق الشمالية والجنوبية والقطبين الشمالي والجنوبي للارض حيث تسقط الاشعة الشمسية عليها بشكل مائل دائماً. وتنخفض نسبة الاشعة الشمسية الساقطة على مناطق خطوط العرض الشمالية والجنوبية ومنطقة القطبين بنسبة 80% مقارنة بالنسبة نفسها من الاشعة الساقطة على المناطق الاستوائية. تفسر هذه الاختلافات التباين الكبير بين مناخ المناطق القطبية من جهة والمناطق الاستوائية من جهة اخرى في معدلات درجة الحرارة. وبسبب التباين الشاسع في كمية وشدة الاشعة الواصلة الى بعض المناطق من الارض نلاحظ تبايناً واضحاً في كمية الامطار والثلوج الساقطة وسرعة الرياح والضغط الجوي والتشمس والاضاءة واختلاف اطوال الليل والنهار ودرجة حرارة الرياح والمياه. شهد القرن الماضي إرتفاعاً في النشاط الشمسي بلغ حوالي 0.35 واط للمتر المربع الواحد. هذا الإرتفاع في النشاط الشمسي لا يمكن له أن يفسر الإرتفاع الذي حصل في درجة حرارة كوكب الأرض ويبقى العامل البشري هو المسبب الأساسي في هذا الإرتفاع .

التغير المناخي
يمكن تعريف التغير المناخي بانه اي تغيير او إخلال طويل الأمد يحصل في حالة المناخ نتيجة للتغير الحاصل في توازن الطاقة وسريانها ويكون مؤثراً في النظم البيئية والطبيعية. ويشير التغير المناخي ايضا الى التغير المستمر في مناخ الكرة الأرضية ناتج عن اسباب كونية او طبيعية او بشرية يؤثر سلباً على المحيط الحيوي ويؤدي لوقوع كوارث طبيعية مدمرة.
تختلف التفسيرات حيال كيفية حصول التغيرات المناخية وهناك ثلاث تفسيرات لذلك :

).
1. تغيرات مناخية ناتجة عن ظواهر كونية:
يركز اصحاب هذه النظرية على ان شدة الأشعة الشمسية الواصلة إلى الأرض وغلافها الجوي تتاثر بالتغير الحاصل في مدار دوران الأرض حول الشمس فحينما تقترب الأرض من الشمس اثناء تغيير دورانها تشتد قوة الأشعة الشمسية فتزداد درجة حرارة الأرض بينما تنخفض درجة حرارة الأرض حينما تبتعد الأرض اثناء دورانها عن الشمس. كما أن اي زيادة في شدة وكمية الإشعاعات الواصلة الى كوكب الارض والناتجة عن تغير في الإنفجارات النووية للشمس يؤدي بالتاكيد الى إرتفاع درجة حرارة الأرض وغلافها الغازي.


2. تغيرات مناخية ناتجة عن انعكاسات الاشعة الشمسية (طبيعية)
يتكون الطيف الشمسي من انواع من الأشعة الشمسية تتباين في طولها الموجي وتنتقل هذه الأشعة دون الحاجة الى وسط مادي في شكل موجات كهرومغناطيسية بعضها قصير الموجة والأخر طويل الموجة. يقوم الإشعاع الشمسي الساقط على الأرض بنقل الطاقة الحرارية والضوء من الشمس باعتبارها مصدر الطاقة الأساسي في الكون الى الأرض. وتصنف الأشعة الشمسية المكونة للطيف الشمسي على الأشكال التالية:
الأشعة فوق البنفسجية Ultraviolet
الأشعة المرئية (الضوئية) Sunlight ray
Infrared ray ج. الأشعة تحت الحمراء


تغيرات مناخية يسببها الانسان ناتجة عن زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري

الأسباب البشرية
ان التزايد المستمر في استهلاك الطاقة والذي يؤدي الى ارتفاع في تركيزات غازات الاحتباس الحراري يعزيها العلماء والمهتمين الى النشاط الإنساني الذي بدأ عام 1850م.
ويعتقد العلماء ان الإنسان لعب دوراً اساسياً في تعاظم ظاهرة الإحتباس الحراري وفي التغيير الذي حصل على مناخ الكرة الأرضية خلال القرنين الماضيين.
تشير الاحصاءات الى ان عدد سكان الكرة الارضية بلغ 5300 مليون شخص عام 1990 وان عدد سكان الارض قابل للزيادة ويتوقع الخبراء ان يتعدى هذا العدد 6 مليار شخص مع بداية القرن الحادي والعشرين (جدول 3) (سفاريني، 2002).
أسباب طبيعية (البراكين وحرائق الغابات)
البركان هو عبارة عن تشقق في القشرة الارضية يقذف كميات كبيرة من الحمم البركانية (ألماغما) ومختلف أنواع الغازات الى الغلاف الجوي مما يؤدي الى حدوث تلوث في الهواء والماء والتربة. وتصل الإندفاعات البركانية الى طبقة التروبوسفير الهوائية وتؤثر بشكل مباشر على طبقة الأوزون (إسماعيل،2006 ). تنتشر المواد البركانية في الجو لمسافات ولإرتفاعات بعيدة وتنقلها الرياح والتيارات الهوائية من مكان الى اخر وهي تؤثر بشكل سلبي على المناخ. تطلق البراكين كميات من الرماد البركاني تقدر بالاف الأطنان بالاعتماد على شدة الإندفاعات البركانيه (0 – 8 درجة) وتصل الى طبقات الغلاف الجوي وتؤثر في شدة الأشعة الشمسية الواصلة الى الأرض وبالتالي على درجة حرارة ومناخ الأرض. تتكون الحمم البركانية من مواد صلبة منصهرة ذات درجات حرارة عالية جداُ وغازات مختلفة يشكل بخار الماء النسبة الاكبر منها


(Stafford, 2007).

التغير المناخي والعصور الجليدية.
التغير المناخي هو كل تغير في مناخ الكرة الارضية تنخفض او ترتفع عنده درجة حرارة الأرض وغلافها الجوي وتؤدي الى تباين واضح في المناخ والبيئة. وقد مرت الكرة الارضية بعدة تغيرات مناخية على مدى ملايين السنوات الماضية وكانت من نتائج هذه التغيرات المناخية إختفاء او إنقراض انواع من النباتات او الحيوانات منها على سبيل المثال الديناصورات والفيل القطبي ذو الشعرالطويل والانياب الطويلة التي تتجه للأعلى والذي يسمى بالماموث (Rahmstorf, 2007).
بين Latif (2006) إن التغيرات المناخية نوعان الأول: قصيرة الأمد وتستمر تاثيراتها لعدة مئات من السنوات ناتجة عن عوامل وتغيرات بيئية داخلية مثل حركة التيارات المائية في المحيطات كتيارات مياه شمال الاطلسي. والثاني: طويلة الامد والتي تدوم تاثيراتها الى عدة الاف من الأعوام والتي تؤثر بها عوامل وتغيرات مناخية خارجية كإختلاف شدة الأشعة الشمسية الواصلة الى كوكب الأرض الناتجة عن تغير مدار الارض حول الشمس.
مر كوكب الارض بعدة عصور جليدية وبمعدل عصر جليدي كل مئة الف عام تفصلها فترات دافئة تدوم لفترة عشرة الاف سنة تقريباً وكان آخرها العصرالجليدي الذي مرت به الأرض والذي استمر الى ما قبل عشرة الاف سنة. تعرض كوكب الأرض خلال العصر الجليدي الأخير لاكثر من عشرين تغير مناخي مفاجيء (Dansgaard, 1993). مرت مناطق كثيرة في الكرة الأرضية منها جزيرة جرينلاند بعدد من التغيرات المناخية المفاجئة الحادة خلال العصر الجليدي الأخير (Voelker, 2002). إن الكرة الارضية تمرالان في نهاية الفترة الدافئة التي تلت العصر الجليدي الاخير والتي تتميز ليس فقط بإعتدال معدلات درجة الحرارة وانما ايضاً بانتظام معدلات الدفء بها (Latif, 2006). بدات العصور الجليدية مباشرةً بعد انتهاء العصر الطباشيري حيث إنخفضت معدلات تركيزات غاز ثنائي اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي حتى وصلت الى 190 جزء بالمليون مما ادى الى إنخفاض درجة حرارة الأرض ومحيطها الغازي وهذا ما ساعد في ظهور أول عصر جليدي مر على كوكب الارض (Rahmstorf, 2007).
من أهم التفسيرات للعصور الجليدية (وهي تغيرات مناخية) ما توصل اليه عالم الرياضيات البلجيكي جوزيف ادهيمر Joseph Adhemer عام 1840 والتي نصت على إن التغير في محور دوران الأرض حول الشمس وما يرافقها من اختلاف في شدة الاشعة الكونية الواصلة للأرض تؤدي الى زيادة او نقصان في كميات الثلوج والجليد القاري (Rahmstorf, 2007).
طور العالم الفيزيائي والفلكي الصربي ميلوتان يانكوفيتش عام 1930 تفسير العالم
جوزيف ادهيمر واثبت من خلال نظريته المشهورة والتي اعترف بها العلماء فيما بعد بأن العصور الجليدية تحصل حين يتغير محور دوران كوكب الارض من الدائري الى البيضوي مرة كل مائة الف عام فتمر بذلك الأرض بعصر جليدي وقد تحدثنا عن هذا الموضوع) نظرية ميلانكوفيتش) في المبحث الأول. أشار باول كروتزن Paul Crutzen والحائز على جائزة نوبل للعلوم الى ان ظاهرة الإحتباس الحراري وزيادة تركيزات غاز ثنائي اوكسيد الكربون والتي نتجت عن النشاطات البشرية قد تؤدي الى تأخير مرور الكرة الارضية بالعصر الجليدي الطبيعي القادم مما يؤدي الى بروز عصر مناخي جديد سماه العصر البشري (Crutzen, 2003).
إن النظام البيئي هو نظام حساس جداً يتاثر بالتغييرات الطفيفة الحاصلة في توازن الطاقة ان اي تغيير ولوكان بسيطاً من الناحية الرقمية ممكن له ان يحدث تغيرات مناخية كبيرة وخطيرة في مناخ الارض. ان زيادة معدلات تركيزات غاز ثنائي اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي من 190 جزء بالمليون الى 270 جزء بالمليون ممكن له ان يؤدي الى انتقال من عصر جليدي الى عصر دافيء قد يدوم لالاف الأعوام. كما ان إرتفاع تركيزات هذا الغاز من 280 جزء بالمليون الى 380 جزء بالمليون أو أكثر يمكن له ان يؤدي الى تاخير او عدم مرور كوكب الارض بعصر جليدي جديد. إن أي تغيير في معدلات تركيزات غازات الإحتباس الحراري مهما كان بسيطاً من الناحية الرقمية يمكن له ان يؤدي إلى تغيرات مناخية مؤثرة في كوكب الأرض.

: أسباب ظاهرة الإحترار الكوني الحالي والعوامل التي تقود الى التغيير المناخي :
تعود أسباب ظاهرة الإحترار الكوني الى عدة أسباب كما يراها العلماء والمهتمون بالبيئة. إذا يرى فريق من العلماء أن غازات الإحتباس الحراري هي المسؤلة عن إرتفاع درجة حرارة الأرض والتغيرات المناخية (Rahmstorf, 2007-;- Latif, 2006-;- Tanaka-;- 2006). فيما يرى فريق آخر أن الأسباب تعود الى تاثير العوامل الطبيعية مثل حرائق الغابات والبراكين والتذبذب في شدة الأشعة الشمسية والإختلاف في مدارات الأرض والأقطاب الجغرافية والمغناطيسية (ميلوتين يانكوفيتش).
مرت الكرة الارضية خلال الـ مليون سنة المنصرمة بمجموعة من الاطوار بعضها جليدي زحفت خلالها الثلوج الى وسط وجنوب اوربا وانخفضت خلالها معدلات درجة حرارة كوكب الارض ومحيطها الغازي وبعضها وصلت عندها درجات الحرارة ضمن الحدود الطبيعية, وقد مركوكب الأرض باخر عهد جليدي قبل حوالي عشرين ألف سنة (موسى, 1996). وخلال تلك الحقبة الزمنية سادت الكرة الأرضية عصور جليدية كل حوالي مئة الف عام تقريباً تتبعها عصور يسودها المناخ الطبيعي. وفي تلك العصور لم تكن مستويات تركيزات غازات الإحتباس الحراري ترتفع عن المعدلات الطبيعية (270 جزء بالمليون) ولذلك لم يكن لها اي تاثير في ارتفاع درجة حرارة ألأرض وغلافها الغازي أو في التغير المناخي لكوكب الارض. يمكن القول ان العوامل الطبيعية مثل البراكين وحرائق الغابات والهزات الأرضية تؤثر في التغير المناخي لكن هذا التاثير يكون محدوداً ولا يدوم لفترة طويلة (Latif, 2006). إن ما يحصل الان من تغير مناخي ملحوظ وإرتفاع في درجات حرارة الأرض ومحيطها الغازي يترافق مع إرتفاع متواصل في تركيزات غازات الإحتباس الحراري وخصوصاً غاز ثنائي اوكسيد الكربون حيث إرتفعت نسبته من 270 جزء بالمليون قبل الثورة الصناعية الى حوالي 380 جزء بالمليون تقريباً عام2005 (بزيادة مقدارها 30%). إن تركيزات غاز ثنائي أوكسيد الكربون قد إرتفعت كذلك في مياه المحيطات والبحار مما أدى الى زيادة حمضية المياه الأمر الذي أثر على حياة الأحياء البحرية (Sabine, 2004). تشيرالابحاث والدراسات والتجارب المختبرية الى ان هذه التركيزات لغاز ثنائي اوكسيد الكربون هي الأعلى منذ 700 الف سنة مضت (IPCC, 2001). يعكس ذلك العلاقة المباشرة بين التغير المناخي الذي يسود الأرض حالياً وزيادة معدلات تركيزات الغازات المسببة للإحترار الأرضي. يتحمل الإنسان المسؤلية المباشرة عن هذه الظاهرة وما تسببه من كوارث طبيعية وتغيرات سلبية في البيئة الطبيعية (تلوث الهواء والماء والتربة) واختلال في التوازن البيئي الطبيعي الذي كان يسود كوكب الأرض (Latif, 2006).
إن تزايد نشاط الإنسان في المجال الصناعي والزراعي والمنزلي وغيرها من النشاطات البشرية الأخرى مثل عمليات التعدين وعمليات توليد الطاقة في المحطات التي تعمل على حرق الوقود الإحفوري والاستعمال المتزايد لوسائل النقل ( طائرات , قطارات , باصات , سيارات صغيرة ) وما تستهلكه من انواع الوقود ناهيك عن الإستخدام المتزايد والمفرط للأجهزة الكهربائية في البيوت ( طبخ , كوي , غسل , تدفئة .. الخ ) هو من العوامل الأساسية لزيادة إستهلاك الطاقة والتي تاتي نسبة عالية منها عن طريق إستهلاك مختلف انواع الوقود والذي يؤدي الى إنطلاق مختلف أنواع الغازات الى الغلاف الجوي وعلى راسها الغازات المسببة للإحتباس الحراري . من جهة ثانية تسبب الإنسان عن قصد بقطع الأشجار المعمرة وبتحويل ملايين الكيلومترات المربعة من الغابات الاستوائية في منطقة الامازون في أميركا الجنوبية وفي الغابات الاستوائية في جنوب شرق آسيا الى أراضي للزراعة الحقلية ولرعي الابقار وبذلك فانه قلل إمكانية التخلص من غاز ثنائي أوكسيد الكربون التي تستهلك في عملية التمثيل الضوئي (Bauer, 2007).
يؤثر العامل الطبيعي في ظاهرة الإحتباس الحراري، إذ تعمل البراكين مثلاًَ على إطلاق كميات كبيرة جداً من بخار الماء وغاز ثنائي أوكسيد الكربون علاوة على غازات ثنائي اوكسيد الكبريتSO2 وكبريتيد الهيدروجين H2S (موسى، 1966). ويعد الرماد البركاني المنطلق من فوهات البراكين بمثابة مواد عالقة في الجو تؤثر على الإشعاعات المنطلقة من الارض وتحبسها في الطبقات الهوائية القريبة من الارض، فضلاً عن الحرارة المنطلقة من فوهة البراكين التي ترفع درجة حرارة الهواء ودور الطمى البركاني في تسخين الأرض والهواء في آنٍ واحد (موسى، 1996).
فيما يتعلق بتاثير العوامل الكونية والطبيعية الأخرى في الإحترار الكوني، لم تسجل العوامل الكونية مثل إنحراف الارض عن مسارها عند دورانها حول الشمس وشدة الاشعة الشمسية الواصلة الى الارض ولا الضواهر الطبيعية كالبراكين تغيراً ملحوظاً كبيراً خلال القرن الماضي. يدل ذلك على أن تأثير ذلك لم يكن مؤثراً في ارتفاع درجة حرارة الأرض والتغير المناخي خصوصاً منذ الثورة الصناعية ولحد يومنا هذا (Latif, 2006).
من هنا يبرز دور العامل البشري على اعتباره أهم عامل مؤثر في الإختلال الحاصل في التركيبة الغازية للهواء والتي ينتج عنها تغيراًً ملموساً في مناخ كوكب الارض إن الإنسان وافراطه في حرق مصادر الطاقة (الوقود الإحفوري) وإستهلاكه المتزايد للطاقة وعدم إهتمامه بالإجراءات والمساعي التي تهدف الى التقليل من إستخدام الطاقة والتقليل من الإنبعاثات الغازية الملوثة للغلاف الجوي يعتبر هو المسؤل المباشر عن التغير المناخي الذي طرأ على مناخ الأرض اعتباراً من الثورة الصناعية والى يومنا هذا (Rahmstorf, 2007). ان انتباه الانسان لسؤ سلوكه اتجاه البيئة جاء متاخراً ومتاخراً جداً وان انتقاله للحصول على الطاقة التي يحتاجها لمصادر الطاقة المتجددة والبديلة والمتمثلة بالطاقة المنتجة عن طريق الرياح وتيارات المياه واستخدام المياه الجوفية الحارة كان متاخراً جداً ايضاً. على الإنسان ان يعي الخطر الذي يواجه البشرية والحياة البرية ويتحمل المسؤلية كاملة عن دوره في تلويث البيئة وتغيير معالمه

المخاطر الناتجة عن التغير المناخي
أشار التقرير الصادر في شباط 2007 عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC انه بات من المؤكد بالنسبة للعلماء بان الحرق الزائد للوقود الاحفوري في الانشطة البشرية المتعددة هو المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري. وكان التقرير الأخير لهذه الهيئة والصادر عام 2001 قد توقع ان ترتفع درجة حرارة المحيط الجوي لكوكب الارض بما يتراوح بين 1.8 الى 5.8 درجة مئوية بحلول العام 2100 وتؤكد التقارير المذكورة ان الانسان ومن خلال نشاطاته المتعددة اصبح يواجه مشاكل بيئية كبيرة كان هو السبب الرئيسي في حصولها. يشير الارتفاع في اسعار النفط في الاسواق العالمية في النصف الاخير من عام 2008 وجود زيادة كبيرة في معدلات الطلب على المنتجات البترولية مما يعكس ان استهلاك الوقود الاحفوري للحصول على الطاقة في تصاعد مستمر رغم تحذيرات العلماء والمتخصصين بالبيئة بضرورة الانتقال التدريجي لمصادر طاقة اخرى كالطاقة المتجددة تكون اكثر رفقاً بالبيئة من الوقود الاحفوري (

الأخطار التي تواجه البيئة بسبب الإحتباس الحراري
نتيجة للإرتفاع الذي حصل في معدلات درجة حرارة كوكب الأرض وارتفاع درجة حرارة مياه البحار والمحيطات إعتباراً من عام 1970 م والتي لم تحصل بسبب زيادة في شدة الإشعاعات الشمسية (Solanki, 2003).حصلت تغيرات مناخية وبيئية جوهرية في الكرة الأرضية خلال العقود الأربعة الماضية سببها ظاهرة الإحتباس الحراري نوجز أبرزها بما يلي :
إزدياد عدد وشدة الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات وموجات الجفاف التي حصلت في مناطق مختلفة من العالم وخصوصاً في المناطق التي يزداد بها إستهلاك الوقود الإحفوري وما يصاحبه من إنبعاثات غازية مثل اميركا الشمالية واوربا وجنوب شرق اسيا وذلك لان هذه المناطق من العالم هي مناطق صناعية عظمى وتستهلك نسبة عالية من حجم إستهلاك العالم للطاقة.
شدة الاعاصير والامطار الغزيرة وارتفاع مستوى سطح البحر يهدد المناطق الساحلية والمعروفة بارتفاعاتها المنخفضة مثل بنغلاديش وهولندا وجزر الكاريبي ومدن مثل هامبورغ وهونج كونج والبصرة بالغرق. سيؤدي هذا الامر مستقبلاً الى نزوح الملايين من البشر من مناطق سكنهم وسيسبب خسائر مادية تقدر بالاف المليارات من الدولارات.
زيادة في عدد وشدة حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق كثيرة من العالم كما حصل مؤخراً في كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليونان وتركيا وايطاليا والبرتغال ولبنان والتي ادت الى القضاء على الحياة في الغابات وزادت من معدلات التلوث الهوائي والمائي في هذه المناطق وادت الى تشريد الملايين من مدنهم وقراهم.
الذوبان السريع لجبال الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وجبال الهملايا مما أدى وسيؤدي إلى ضياع الإحتياطي العالمي من الماء العذب والصالح للإستهلاك البشري والزراعي وسيؤدي الى إرتفاع مستوى سطح البحر مما يهدد المناطق الساحلية بالفيضانات المدمرة. رصدت الأقمار الصناعية إنخفاظاً في كميات الجليد في القطبين بين 1979- 2005 مقداره 25% (Correll, 2004).
زيادة معدلات الامطار في الجزء الشمالي من العالم والمناطق المدارية مقابل تعرض المناطق الوسطى والمناطق الجافة والاستوائية الى موجات من الجفاف والتصحر وهذا بدوره سيؤدي الى موت الحيوانات والنباتات والى تشريد ملايين من البشر عن اوطانهم.
إجتياح موجات من الحر الشديد لمناطق كانت تعرف باعتدال مناخها او باجوائها الباردة مثل اوربا تلك الموجات من الحر سببت في صيف عام 2003 وفاة 35 الف شخص في اوربا غالبيتهم من كبار السن والاطفال (WMO, 2003).
الإنتقال التدريجي للحشرات والافات الزراعية من أفريقيا الى جنوب أوربا او من جنوب اوربا الى شمالها كما حصل مع حشرة صغيرة تشبه القراد اجتاحت غابات المانيا في الأعوام الثلاث الماضية وأدت لاصابة أكثر من 200 ألف شخص بأمراض متعددة منها التهاب الدماغ وأغشيته والحساسية المزمنة.
توسع مدى انتشار وانتقال بعض الامراض مثل الملاريا الى مناطق اخرى لم يكن المرض معروفاً بها مثل جنوب اوربا واصابة الألاف. معروف ان مرض الملاريا هو من الأمراض التي تستوطن المناطق الإستوائية الحارة وان هذا المرض يحصد ارواح الملايين من البشر سنويا وان انتشاره يعتبر كارثة بيئية وصحية.
إزدياد عدد المجاعات بسبب الجفاف الشديد الذي يصيب بعض مناطق أفريقيا وأسيا كالسودان وكينيا والصومال واثيوبيا والهند وباكستان ويؤدي الى موت الملايين من الماشية ناهيك عن الدمار الذي يصيب الحقول الزراعية اضافةً لموت وتشريد ملايين من البشر عن مناطقهم.
تفاقم ازمة المياه الصالحة للشرب بالعالم نتيجة التسارع في تبخر مياه البحيرات والأنهار والجليد القطبي مما يهدد بكوارث بيئية خطيرة بسبب معانات مناطق كثيرة في أفريقيا كاثيوبيا والصومال وفي آسيا مثل سوريا ولبنان والاردن وفلسطين وإسرائيل والهند وبنغلاديش من ندرة المياه الصالحة للشرب والري. كما ويهدد هذا الموضوع إستقرار هذه المناطق بسبب خطر نشوب حروب على المياه بين هذه البلدان.
إنتشار الأوبئة والامراض مثل الكوليرا والاسهال وموت الآلاف من البشر وخصوصاً الأطفال منهم بالمناطق المنكوبة بالأعاصير والفيضانات بسبب إختلاط مياه المجاري بمياه الشرب.
التهديد المباشر للحياة البرية والذي يصل نحو 30% بسبب التغيير السلبي والخطير الذي حصل في البيئة الحيوانية والنباتية كنتيجة لظاهرتي الاحتباس الحراري والتغيرالمناخي. سيؤدي التغيير حتماً الى إنقراض الكثير من الأنواع النباتية والحشرية والحيوانية البرية كما هو حاصل حالياً للدب القطبي. تؤكد بعض الدراسات أن التغير المناخي يؤدي الى إنقراض حوالي 40 – 100 كائن حي نباتي او حيواني يومياً (إبراهيم, 2006).

المسطحات المائية (المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار)
تلعب المسطحات المائية دوراً مهماً ومؤثراً في مناخ الأرض وهي تغطي حوالي 71% من مساحة سطح الكرة الأرضية وتتفاعل بشكل مباشر مع الغلاف الجوي (71% من الغلاف الجوي يقع فوق هذه المسطحات المائية). يؤدي إرتفاع درجة حرارة المسطحات المائية الى زيادة سرعة الكتل والتيارات الهوائية والرياح كما يزيد من سرعة تبخر الماء مما يرفع نسبة بخار الماء في الغلاف الجوي والذي يؤدي بدوره لزيادة تساقط الأمطار على سطح الكرة الأرضية وخصوصاً في المناطق القريبة من المحيطات والبحار. وبسبب المساحات الشاسعة للمسطحات المائية فانها تمثل خزانات عظيمة للطاقة الشمسية الحرارية وذلك لقدرتها الفائقة على إمتصاص الاشعة الشمسية بسبب نفاذيتها العالية للأشعة. تؤدي عملية الإمتصاص الزائد للطاقة الحرارية الشمسية الى رفع الطاقة الحركية لجزيئات الماء مما يؤدي الى تسريع عمليات التبخر وهذا بدوره يرفع نسبة تساقط الأمطار. كما تقوم هذه المسطحات المائية بتحرير واشعاع الطاقة الحرارية المخزونة لديها الى الغلاف الخارجي للأرض مما يساعد على رفع درجة حرارة الغلاف الجوي. تعد المحيطات والبحار مصدر للمنخفضات الجوية والعديد من الحالات الجوية المتطرفة مثل العواصف والأعاصير (مثل التسونامي وكاترينا والنينو). تقوم التيارات المائية بنقل الحرارة وتبادلها بين البقع الجغرافية للأرض وتؤثر بشكل كبير على المناطق الساحلية. وتلعب المسطحات المائية دوراً مهماً في تقليل تراكيز غاز ثناني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي. اذ تعد هذه المسطحات مغاطس طبيعية لهذا الغاز المسبب لظاهرة الإحتباس الحراري ولها القدرة على إمتصاص ما نسبته 25% من تركيزات هذا الغاز المنبعثة للغلاف الجوي. تساهم المسطحات المائية بدور مهم واساسي في تكوين مناخ الأرض كما وتلعب نفس الدور في التغيير المناخي لكوكب الأرض سواءاً كان هذا الدور سلبياً او ايجابياً


العالم العربي.. في انتظار كوارث بيئية مدمرة
تأثيرات التغير المناخي في المنطقة العربية
تصنف الدول العربية على إنها دول نامية وبعضها تصنف ضمن دول العالم الفقيرة. تقع هذه الدول في مناطق جغرافية يسودها مناخ المناطق الجافة وشبه الجافة. تساهم الدول العربية بنسبة 4.2 % من مجموع إنبعاثات غازات الدفيئة عالمياً, تساهم المملكة العربية السعودية بأعلى نسبة بين الدول العربية تليها كلاً من مصر والجزائر. رغم المساهمة القليلة للدول العربية في الأنبعاثات الغازية العالمية إلا ان المنطقة العربية هي من أكثر المناطق تأثراً بالتغير المناخي الذي يسود العالمً. إرتفعت درجة حرارة الهواء في هذه المنطقة من 0.2-2 درجة مئوية خلال الفترة مابين 1970-2004 م (المدني, 000).
يؤدي التغير المناخي إلى إرتفاع في درجة الحرارة مما يجعل فصول الشتاء أقصر وفصول الصيف أسخن وأجف وأطول, زيادة ملحوظة في نسب التبخر والنتح النباتي. تمر المنطقة العربية حالياً بموجات من الكوارث الطبيعية أهمها الجفاف, التصحر, الأعاصير, الفيضانات المفاجئة. تتوفر في المنطقة العربية مصادر مياه محدودة غالبيتها مياه سطحية تنبع من خارج هذه الدول ( النيل, دجلة, الفرات). تمتلك كلاً من العراق والسودان ومصر أكبر موارد مائية عربياً مقدارها على التوالي 58.65.75 بليون متر مكعب سنويا ً(جدول 19). بينما تعتبر الكويت من أفقر دول العالم مائياً حيث تبلغ مجموع مواردها المائية 0.02 بليون متر مكعب سنوياً. تتفاوت المعدلات السنوية للتساقطات بين بلدان المنطقة حيث تكون أعلاها في لبنان 600 مليمتراً سنوياً وأقلها في الكويت 121 مليمتراً سنويا (المدني, 000).
تقدر المساحة الإجمالية للوطن العربي بحوالي 1402 مليون هكتار (أي ما يعادل حوالي 14 مليون كيلومتر مربع)، وهي تمثل حوالي 10.2% من مساحة العالم. كما لا تتجاوز مساحة الأراضي القابلة للزراعة منها سوى 197 مليون هكتار وهو ما يعادل نسبة 14.1% من المساحة الكلية للوطن العربي. وتشير الإحصائيات إلى أن المساحة الزراعية الكلية في المنطقة العربية وصلت عام 2000 حوالي 70 مليون هكتار فقط, ويعني ذلك أن حوالي ثلثي الرقعة الأرضية القابلة للزراعة في الوطن العربي لا يزالان غير مستغلين، كما يعكس ذلك الطاقات الكامنة العربية للتوسع الأفقي في الأراضي المزروعة عندما تتوافر شروط ومقومات يفتقر إليها حالياً الواقع الزراعي العربي] (الكحل, 2004). رغم إرتفاع نسبة مساحة الوطن العربي ضمن المساحة الكلية للعالم الا ان موارده المائية لا تمثل سوى 0.5% من الموارد المائية العذبة المتجددة عالمياً. إن حصة الفرد من المياه العذبة في المنطقة العربية سنوياً تعادل حوالي 1000 مترمكعب مقابل حوالي 7000 متر مكعب للفرد كمتوسط عالمي (الكحل, 2004).
جدول 19. توزيع مصادر المياه السطحية في الوطن العربي (التقرير الإقتصادي العربي الموحد, 2001).
المنطقة النسبة المئوية للمياه السطحية
مصر والسودان و الصومال و جيبوتي 38.5
العراق وسوريا و الاردن و لبنان وفلسطين 37.0
دول المغرب العربي 19.7
اليمن ودول الخليج العربي 4.8
تعتبر شبه الجزيرة العربية من أفقر المناطق عالمياً بالمياه وهي تعتمد حالياً بشكل كبير على إستهلاك المياه الجوفية وعلى تحلية مياه البحر في الحصول على إحتياجاتها من المياه لمختلف الأغراض. تستنزف الكثير من دول منطقة الخليج العربي وبشكل خاص كل من المملكة العربية السعودية والكويت إحتياطياتها من المياه الجوفية مما يؤدي بالمستقبل القريب إلى حصول ازمة شديدة في المياه العذبة في هذه المنطقة. في ظل الأوضاع المائية الصعبة التي تعيشها المنطقة العربية بسبب زيادة كميات إستهلاك المياه نتيجة لتزايد عدد السكان, عدم الترشيد في الإستهلاك منزلياً وزراعياً, ورود نسبة كبيرة من المياه العذبة للدول العربية من خارج أراضيها, زيادة نسبة التبخر في المياه السطحية بسبب إرتفاع درجات الحرارة يتوقع أن تصل حصة الفرد العربي من المياه العذبة في حدود عام 2025م حوالي 460 متر مكعب من المياه سنويا ً(الكحل, 2004).
إن التغير المناخي و الإحترار العالمي والنمو السكاني والحضري وشحة المياه وتدهور الأراضي الزراعية والتصحر والقدرات غير الوافية في إدارة النفايات وتدهور البيئة الساحلية والبحرية وتلوث الهواء هي من أهم التحديات البيئية ألتي تواجه البلدان العربية (طلبة, 2008).
تواجه الكثير من بلدان المنطقة شحة واضحة في الموارد المائية بسبب محدودية مواردها المائية المتجددة والتوسع السكاني وإنعدام التخطيط السكاني المبرمج. يلعب التغير المناخي وأرتفاع درجة الحرارة في المنطقة دوراً اساسياً في إنخفاض إحتياطيات هذه الدول من المياه وزيادة ملوحتها. تتاثر نوعية المياه في المنطقة العربية بالتلوث البيئي والإستخدام المفرط للمياه العذبة في الزراعة وتردي نوعية المياه وزيادة نسبة الملوحة فيها. مرت الكثير من الدول العربية في العقود الأخيرة بموجات من الجفاف كانت نتيجتها زيادة التصحر وزحف الرمال إلى المناطق الزراعية والمدن. يرافق الجفاف والتصحر في بعض المناطق تزايد حالات التساقط المتطرف للأمطار في مناطق أخرى مما يؤدي إلى حدوث فيضانات شديدة كما حصل في سلطنة عمان أثناء إجتياح إعصار غونو لأراضيها في حزيران 2007. تعتمد شدة موجات الجفاف على طول فترة إنعدام تساقط الأمطار وإخفاظ معدلات تساقط الامطار في المواسم التي يفترض ان ينزل المطر فيها وتؤدي إلى خسائر إقتصادية كبيرة في المناطق الزراعية التي تروى بواسطة مياه الأمطار. تضررت الأراضي الزراعية في المنطقة العربية نتيجة إنخفاظ كمية الأمطار الناتج عن التغيرات المناخية التي تمر بها المنطقة (جدول 20).

الأخطار التي تواجه البلدان النامية والفقيرة بسبب التغير المناخي
تواجه البلدان النامية والفقيرة مجموعة من الأخطار والتحديات يقف على راسها مشكلة التغير المناخي التي تواجه العالم. حذر المنتدى العالمي للمياه والذي إنعقد في يونيو 2006 في المكسيك من تزايد معدلات الكوارث الطبيعية في مختلف أنحاء الكرة الأرضية وإعتبرها من أهم التهديدات التي تواجه إستمرار عمليات التنمية في العالم وخاصةً في الدول الأكثر فقراً. أكد المؤتمر على إن المناطق الواقعة في الحزام الذي يربط قارة أفريقيا وجنوب أسيا والتي تضم أكثر من مليار شخص يعيشون بدون مياه نظيفة ستكون من أكثر المناطق تضرراً من الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية والمتمثلة بالجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والتصحر وألمجاعات وتفشي الفقر وتدهور التنوع البيولوجي (CNN-علوم وتكنولوجيا, 2006).
وتتمثل أهم الأخطار التي تواجه البلدان النامية والفقيرة بسبب التغير المناخي الآتي:
زيادة الصعوبات ألإقتصادية والسياسية والإجتماعية التي تواجه هذه البلدان التي تسعى إلى تطوير خطط للتنمية المستدامة فيها.
تؤدي ألكوارث البيئية مثل الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والأعاصير إلى هجرة المواطنين والسكان من مناطقهم إلى مناطق ودول أخرى في ظاهرة جديدة تدعى اللاجئين البيئيين مما يضيف أعباء إضافية على المهاجرين والدول المستقبلة لهم. يتجلى ذلك بشكل كبير في مناطق شرق أفريقيا مثل السودان وأثيوبيا التي تتاثر بشكل واسع بالتغيرات المناخية التي تسود هذه المناطق. كما وتعاني كل من الصين والهند وبنغلاديش من الهجرة الداخلية والخارجية بسبب التغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة الإحتباس الحراري (Bauer, 2007).
تزيد الكوارث البيئية وبشكل خاص ظاهرتي الجفاف والتصحر من إحتمالات نشوب نزاعات وحروب مناطقية او دولية على مصادر المياه والأراضي الزراعية والرعوية.
تواجه الكثير من البلدان الأفريقية والاسيوية ومنها الدول العربية ومنطقة القرن الأفريقي والهند وبنغلاديش نقصاً حاداً في المياه العذبة السطحية والجوفية بسبب تزايد حالات الجفاف الناتجة عن تناقص وعدم إنتظام سقوط الأمطار. يؤثر تناقص كميات المياه على النشاط الإقتصادي لهذه البلدان مما يعيق نمو خطط التنمية المستدامة والتي تحتاجها هذه الدول ومجتمعاتها. يؤدي نقص المياه وإنعدام تساقط الأمطار الى حدوث كوارث بيئية وإجتماعية تتمثل بالمجاعات مما يزيد نسب الفقر في الكثير من البلدان النامية والفقيرة (Bauer, 2007).
تؤدي الكوارث البيئية وبشكل خاص الفيضانات والأعاصير إلى إنتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والملاريا والإسهال بين السكان وبشكل خاص الشيوخ والأطفال. تؤدي هذه الأمراض إلى حصد أرواح الملايين من الأشخاص بسبب تدني مستوى الرعاية الصحية في البلدان الفقيرة. تؤكد منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر عام 2002 إلى موت حوالي 150 ألف شخص سنوياً نتيجة تزايد تاثيرات التغيرات المناخية معضمهم من سكان الدول النامية والفقيرة نتيجة أمراض الملاريا والإسهال المعوي وأمراض الدورة الدموية أو بسبب فقر الدم الناتج عن قلة الغذاء (WHO, 2002).
تسبب الكوارث البيئية وبشكل خاص الجفاف والتصحر والفيضانات في بعض الأقاليم في نفوق مئات الألاف من الماشية وإلى موت المحاصيل الزراعية مما يفاقم من إشتداد مشكلة الفقر التي تعاني منها الكثير من الدول الأفريقية والاسيوية. إرتفع عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر عالميا إعتباراً من العام 1996 من 840 مليون نسمة إلى 854 مليون نسمة. يعيش حوالي 820 مليون نسمة تحت خط الفقر في البلدان النامية والفقيرة وحدها (Bals, 2007).
يهدد إرتفاع سطح مياه المحيطات والبحار نتيجة ذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي وفي جزيرة ايسلاند وفي المناطق الجبلية في أوربا واسيا سكان المناطق المنخفظة مثل دلتا النيل وخليج البنغال ومدينة البصرة بالغرق. تعتبر بنغلاديش والتي مرت بعدد كبير من الكوارث الطبيعية, من أكثر الدول تعرضاً للكوارث البيئية الخطيرة وذلك بسبب إنخفاض أراضيها وتاثرها الشديد بالعواصف والأعاصير المدارية والفيضانات.








ملف الاحتباس الحراري
المناخ : " فرصة اخيرة لاستجابة عالمية بمستوى الاخطار المرتقَبة وملف الاحتباس الحراري "

المناخ بين التوقع والاحتمال ألاسوأ
يبدو ان التحذيرات من الدمار المقبل نتيجة الاحتباس الحراري، لم تكن قوية بما فيه الكفاية، على ما اكد عالم مرموق في شؤون المناخ. فمنذ سنة ونيف، نشر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، تقريرا جوهريا يحذر من ارتفاع مياه المحيطات، وتوسع الصحارى، وتكاثر العواصف، وانقراض حوالى 30% من الانواع النباتية والحيوانية.
غير ان دراسات مناخية حديثة افادت ان، التقرير يقلل كثيرا من القساوة المحتملة لعواقب تغير المناخ في السنوات المئة المقبلة، بحسب احد اعضاء الفريق. وان هناك بيانات تفيد بأنبعاث غازات الدفيئة بين 2000 و2007 ارتفع بسرعة تفوق ما يتوقع". بحسب سي ان ان، والتقرير الذي شارك في وضعه كريس فيلد، والذي اضاف بيان قبل مداخلة امام الجمعية الاميركية لتطور العلم ان الامر "يعود بشكل اساسي الى الارتفاع الحاد في توليد الكهرباء في دول نامية على غرار الصين والهند، واغلبها من الفحم"، وارادفا بـ " ان درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي من دون تحرك حاسم لابطاء الاحتباس الحراري، الى اشعال الغابات الاستوائية واذابة السهول الجليدية القطبية، ما يطلق مليارات الاطنان من ثاني اوكسيد الكربون المحتجز منذ الاف السنين، مع التاكيد على ان كمية الكربون التي قد تطلق هائلة. وقال "ان الغابات الاستوائية غير قابلة للاشتعال. لكن ان ضربها الجفاف فستأتي النتيجة على صورة حرائق جامحة ومدمرة".

الاحتباس الحراري ملف دولي
يهدد وطن العالم العربي

ان، ملف المياه في العالم العربي ومستقبل هذه المنطقة، هو أهم ملف، خصوصا وان هناك تقارير كثيرة مدعمة بالارقام والاحصائيات، تنبئ بمستقبل مجهول وخطير على المنطقة العربية، فيما يخص اهم مورد على وجه الارض، الا وهو " الماء " ، وعليه، ستكون هناك سلسلة نقاش في موضوعة المياه والازمة المستقبلية حيث وجب الامر، من مهتمين معنين ومتابعين، وحيث لزم مذ مدة قبل الان وحتى حين والى اشعار يدوم .

تغير المناخ العالمي يتسبب بظواهر جوية غير معهودة
يؤكد خبراء التنبؤات الجوية ان تغير المناخ العالمي يسبب ظواهر جوية غير معهودة في كل مناطق العالم بما فيها المنطقة العربية التي تشمل دولة الكويت والعراق .
وان الدراسات تشير الى ان زيادة الغازات الدفيئة هي المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وهي اربعة غازات الاول ثاني اكسيد الكربون والثاني غاز الميثان والثالث اكسيد النتروز واخيرا غازات الهالوكربون. وان زيادة هذه الغازات ادت الى ارتفاع المتوسط العالمي لدرجة الحرارة السطحية منذ القرن ال 19 بحوالي 6ر0 درجة مئوية، وان اصابع الاتهام تتجه الى الانشطة البشرية كمسبب رئيسي لهذا الارتفاع. بحسب كونا ، ان مؤشرات التغير في المناخ العالمي يتمثل في ارتفاع درجات الحرارة خلال العقود الاربعة الماضية في ادنى ثمانية كيلومترات من الغلاف الجوي وتناقص الغطاء الثلجي وانحسار الرقعة الجليدية 10 بالمئة منذ اواخر ستينيات القرن الماضي، ومن المؤشرات الاخرى ارتفاع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بما يتراوح بين 10 و 20 سنتيمترا خلال القرن العشرين وزيادة درجة حرارة المحيطات وزيادة كمية الامطار بين 5ر0 بالمئة و 1 بالمئة في العقد الواحد فوق خطوط العرض الوسطى والقطبية وزيادة بنسبة 2 و 4 بالمئة في وتيرة الامطار الغزيرة وتصحر في مناطق خطوط عرض 10 شمالا و 10 جنوبا.
وحول المتغيرات المناخية المحتملة فأن الاحتباس الحراري يؤدي الى زيادة التقلبات في الامطار الموسية وقوتها وضعف في الدوران بين الغلاف الجوي والمحيطات بسبب التباين الحراري ما يؤدي الى انخفاض نقل الحرارة الى خطوط العرض القطبية في الشمال ويظل الاحترار فوق اوروبا، كما ان المتغيرات المحتملة تشمل ازدياد معدل انحسار الغطاء الثلجي ورقعة الجليد البحري في النصف الشمالي من الكرة الارضية في القرن ال21 وزيادة الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي نتيجة لتزايد هطول الثلوج، وانه من المتوقع ايضا ارتفاع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بما يتراوح بين 16 الى 59 سنتيمترا او اكثر الى نهاية سنة 2100.
وعن الحلول التي يطرحها المهتمون بالشأن البيئي ورصد المناخ فان الحلول المطروحة تتمثل في عدة نقاط منها، الحاجة الى عمل المزيد من البحوث والدراسات المناخية ورصد المعلومات المناخية وايجاد بدائل صديقة للبيئة تقلل من انبعاث الغازات الدفيئة والتوسع في زراعة الاشجار والغابات وسعي الدول بشكل مكثف الى التوجه نحو التنمية المستدامة وتقديم القدرات والدعم التكنولوجي الى البدان النامية، وكما تشمل كذلك امتثال الدول للمعاهدات الدولية الخاصة بالمحافظة على البيئة وتعزيز المعرفة والتثقيف والوعي في مجال البيئة وتعبئة الموارد المالية للتصدي للمشاكل البيئية وادماج الانشطة البيئية في الاطار الانمائي الاوسع نطاقا، والتأكيد على المحافظة على البيئة لانها مسؤولية كل فرد: لأن الارض بيئتنا فهي لنا وللاجيال القادمة وكل من يعيش على هذا الكوكب...
تأثير الجفاف

الجفاف من الكوارث الخطيرة المتعلق بالمياه والتي تهدد المنطقة العربية بالمقاييس الزمنية الحالية والمستقبلية (من الناحية المناخية)، ويمكن تعريف الجفاف بأنه "انخفاض مؤقت في توافر المياه أو الرطوبة أدنى كثيراً من الكمية المعتادة أو المتوقعة لفترة محددة.
أما من الناحية المائية، فالجفاف هو "فترة من الطقس الجاف على نحو غير معتاد تمتد وقتاً كافياً لكى يسبب انعدام التساقطات خللاً مائياً خطيراً، ما يحمل دلالة على حدوث نقص في الرطوبة فيما يتعلق باستعمال الانسان للمياه.
وتؤثر موجات الجفاف في الإنتاج الزراعي الذى يروى مطرياً وفى الامدادات المائية لأغراض منزلية وصناعية وزراعية. وقد عانت بعض المناطق شبه الجافة وشبه الرطبة في العالم من موجات جفاف أكثر شدة وتستمر سنوات عدة، ما سلط الضوء على إمكانية تعرض هذه المناطق لمزيد من حالات الجفاف المتوقعة في المستقبل نتيجة التغير المناخي.

وازداد تكرار الجفاف خلال السنوات الأربعين الأخيرة في المغرب وتونس والجزائر وسوريا، وتغير في المغرب من سنة جفاف في فترة 5 سنوات قبل العام 1990 إلى سنة جفاف كل سنتين، وفى لبنان، حدث تغير في أوضاع نقص المياه من حيث توافر الموارد المائية في العقد الأخير.
وفي بلدان المغرب العربي، حدثت عشر سنوات جفاف خلال العقدين الأخرين من أصل 22 سنة جفاف في القرن العشرين، وقد اشتملت على سنوات الجفاف المتتالية الثلاث وهى 1999 و2000 و2001. كما أن الجفاف حدث متكرر في الشرق الأوسط، حيث شهد نواقص مائية مزمنة وعانى من نواقص حادة منذ ستينات القرن العشرين. وكانت موجات الجفاف الأخيرة في سوريا أسوأ ما تم تسجيله خلال عقود.
إن مناخناً أدفأ، مع ما يرافقه من تقلب مناخي متزايد سوف يزيد خطر حدوث فيضانات وموجات جفاف ويحتمل أن تزداد المناطق المتأثرة بالجفاف، كما يحتمل أن تزداد حالات التساقط المطري، من حيث التكرار والشدة، وسوف يتفاقم خطر حدوث فيضانات وستكون هناك الفيضانات وموجات الجفاف ويشكل نقص المياه العائق الرئيسي في معظم بلدان المنطقة، وتشير الدراسة محاكاة أجرتها الهيئة الحكومية المشتركة لتغير المناخ إلى أن شح المياه قد يتفاقم إلى حد بعيد نتيجة تغيرات الأنماط المناخية في المستقبل.
كما تسببت مواسم الجفاف المتكررة منذ العام 1980 وحتى الوقت الحالي بتراجع كبير وخطير في مستوى المياه الجوفية في الأراضي الفلسطينية وفي الأردن وسوريا، مما أدى إلى جفاف عدد كبير جدا من الينابيع الهامة ومن الآبار الزراعية في مناطق الضفة الغربية وفي مناطق غور الأردن والشونة وسهول حوران، وهو مؤشر خطير ينذر بفقدان مصادر المياه الجوفية التي تتغذى منها تلك الينابيع والآبار، وهذه كارثة حقيقية خاصة بالنسبة للفلسطينيين حيث تعتبر المياه الجوفية المصدر الوحيد المتاح لهم في الضفة الغربية وقطاع غزة على السواء
وبالتالي فإن الوضع المائي صعب للغاية حيث لم تعد الموارد المائية المتاحة تكفي لتلبية ادنى متطلبات الحياة اليومية من المياه لدى معظم دول المنطقة العربية، ويتوقع تقرير صادر عن البنك الدولي أن يشهد مؤشر حصة الفرد مزيداً من الانخفاض إلى حوالى 65 مترا مكعبا عام 2025، وان المنطقة ستعانى من عجزا مائيا يصل الى 300 بليون متر مكعب بحلول عام 2030، مع العلم أن عددا من دول المنطقة دخل فعليًا في مرحلة الندرة الشديدة، كما هو الحال في اليمن والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة وغيرها.
وأشارت دراسات حديثة للأمم المتحدة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تحتل مراكز متقدمة من بين عشرين دولة في العالم -معظمها من الدول العربية- تعانى من نقص مزمن في المياه.
وتشير هذه الدراسات إلى أن كمية المياه المستخدمة سنويًا من مختلف المصادر في دول الخليج العربي في تزايد مستمر؛ حيث تبلغ نسبتها للأغراض البشرية 17 بالمائة و7 بالمائة للأغراض الصناعية.
ويزيد من حدة أزمة نقص المياه، التي يمكن أن تواجهها منطقة الخليج، أن تلك المنطقة تعانى من جفاف في أغلب فصول السنة، ومن قلة وعدم انتظام تساقط الأمطار، وانخفاض المناسيب.
إن قضية المياه لها شق سياسي يتعلق بدول الجوار وخاصة تركيا وإسرائيل وبعض الدول الافريقية. فإسرائيل تسيطر على الينابيع المتجددة في الأراضي المحتلة والجولان وجنوب لبنان وهناك مخطط إسرائيلي لا زال قائما لسحت مياه نهر الليطاني، وكذلك هناك أزمة مائية بين دول العراق وسوريا، وتركيا التي تسعى إلى استغلال مياه دجلة والفرات واستهلاك قدر أكبر من حصتها، من خلال تنفيذ مشروع "غاب" الذى يتضمن بناء 21 سداً سعة تخزينها حوالى 186 بليون متر مكعب وذلك على حساب حصة سوريا والعراق.
لقد أصبحت المياه قضية استراتيجية وأنها منذ القدم تشكل مصدرا من مصادر الصراع والنزاعات ومن بين هذه الصراعات إقامة حدود مائية تعتمد في المقام الأول على الحد المائي وليس على الأرض، واستخدمت في ذلك مختلف السبل ومنها احتلال الأرض وسحب المياه من أنهار اليرموك ونهر الأُردن وبحيرة طبريا كما أدخلت مياه نهر الليطاني في حساباتها، واحتلت جنوب لبنان واستولت على أكثر من 1290 مليون متر مكعب من مياه حوض الأُردن والليطاني.


التوقعات المتعلقة بتغير المناخ في العالم العربي

تؤكد الاتجاهات السريعة الحالية للزيادة السكانية أن الجزائر وتونس ومصر والمغرب وسوريا والأردن والأراضي الفلسطينية تشهد نقصاً حاداً في الموارد المائية، والعراق وحده قد يكون في وضع أفضل نسبياً وتقليدياً، وهناك اعتماد كبير على المياه السطحية والجوفية في جميع بلدان المنطقة، حيث يستهلك 60 الى 90% من مصادر المياه في الزراعة، ويزداد الطلب على المياه في كافة بلدان المنطقة، فيما تنخفض الإمدادات المائية بشكل مطرد.
ويتفاقم نقص الموارد المائية نتيجة عوامل تتعلق بإمكانية الوصول إلى المياه وتأتى نوعية وأوضاع مجمعات المياه والبنية التحتية والسياسة والنزاعات في رأس قائمة أولويات استراتيجيات تأمين الوصول إلى المياه في المنطقة.
وحالياً تتأثر نوعية الموارد المائية في المنطقة العربية بالتلوث والتوسع المديني والفيضانات والاستخدام المفرط للموارد المائية. ويتوقع أن يزيد تغير المناخ مستويات ملوحة البحيرات والمياه الجوفية نتيجة ازدياد درجة الحرارة.
وعلاوة على ذلك، أدى ارتفاع تركيزات الملوثات في الأنهار إلى ازدياد تلوث المياه الجوفية، ويتوقع أن يزداد ارتشاح الكيماويات الزراعية إلى المياه الجوفية نتيجة تغيرات في جريان مياه الأمطار التي تغذى المجمعات المائية.
وتواجه مجمعات المياه حالياً جفافاً متكرراً تصحبه حالات هطول مطرى غزير مفاجئ تتسبب بانجراف ترابي خطير وعمليات تصحر. وفي ظروف التغير المناخي سوف يشتد تدهور مجمعات المياه وعمليات التصحر.
ويتوقع حصول تأثيرات من المرتبة الأولى لتغير المناخ على النظم المائية المتوسطية، مثل فصول شتاء أكثر رطوبة وفصول صيف أكثر جفافاً، وفصول صيف أكثر حرارة وموجات حر، وأحداث مناخية أكثر تقلباً وتطرفا، هذه التأثيرات قد تحدث زيادة في التبخر من الاجسام المائية والأتربة الطبيعية والاصطناعية، مما يخفض الامدادات المائية المتوفرة.
ووقد أجريت عدة دراسات من قبل باحثين مصريين لتقصى تأثير التغيرات المناخية في النتح (التبخر)، على أساس تغيرات في درجات حرارة الهواء وفق سيناريوهات مختلفة. وأشارت الدراسة إلى أن التغيرات المناخية في المستقبل ستزيد الطلبات المحتملة على الري في مصر بنسبة 6 إلى 16 في المئة نتيجة الزيادة في النتح مع نهاية القرن الحادي والعشرين.




كمقدمة للموضوع، هناك عنوان يسلب الراحة، الا وهو :


العالم العربي .. في انتظار كوارث بيئية مدمرة ..!؟

حيث، الاحصائيات والدلالات في :
عدد سكان العالم العربي يرتفع إلى 600 مليون نسمة بحلول 2050
– ارتفاع منسوب البحر متراً واحداً يؤثر على 42 ألف كيلومتر مربع من أراضي الدول العربية
– 500 متر مكعب من المياه سنوياً نصيب الفرد العربي بحلول 2015
– الدول العربية تشهد انخفاضاً نسبته 25% في سقوط الأمطار نهاية هذا القرن
- في العالم العربي 5% من تعداد سكان العالم لكن به 1% فقط من المياه النقية
كما وقف على ان :

* عواصف ترابية تضرب العراق.. ،
* وسيول عاتية تحدث دماراً في المملكة العربية السعودية واليمن..،
* وان ارتفاع منسوب البحر يسبب تآكل الساحل في مصر.. ،
* وان الطقس الاكثر حرارة وجفافا يزيد من مشكلة ندرة المياه في الشرق الأوسط ، وهي أصلاً واحدة من أكثر مناطق العالم تعطشاً للمياه.
هنا ثبت بالتحديد والجزم، ان العالم العربي يعاني بالفعل من تداعيات، تتوافق مع توقعات التغير المُناخي، ورغم أن العلماء يحذرون من الربط بين أحداث معينة وارتفاع حرارة الأرض، فإنهم يحثون الحكومات العربية على اتخاذ خطوات " الآن وعاجلة " للوقاية من كوارث مدمرة.
وهناك فروق هائلة من حيث نصيب الفرد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في أنحاء المنطقة، مع وجود النسب الأعلى في عدد من الدول المنتجة للنفط والغاز، وفي حين أن المنطقة ككل لم تساهم بصورة كبيرة نسبيا في الانبعاثات التراكمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإنها واحدة من أكثر المناطق عرضة للتغير المناخي، كما أن الانبعاثات في تزايد .
ان عدم اتخاذ أي خطوات ليس خيارا مطروحا، حتى وان كان صندوق البيئة العالمية يعمل على تقديم المساعدة للدول النامية في قضايا المناخ وغيرها من قضايا البيئة. … لكن يبدو، ان البشر، يتحرك بطبيعة الانتظار الى حين حدوث ازمة!، ولن يكون من الملائم الانتظار حتى تحدث كارثة هائلة حقا، تعاني فيها أعداد كبيرة من الناس بلا داع،
وان إجراءات لمواجهة المشكلات البيئية في المنطقة تساعد على التعامل مع آثار مستقبلية لارتفاع حرارة الارض. والمفروض والمفترض ان، يكون التعامل مع قضايا المياه ذو فائدة مزدوجة تكمن في الاستجابة لقضايا التغير المناخي، كما وايضا، لمعالجة المشكلات الناجمة عن النمو السكاني، وسوء الادارة، وضعف المؤسسات المعنية بالمياه، وذاك كما تفضل به وقدمه، محمد العشري، الرئيس السابق لصندوق البيئة العالمية .

هل انتهى الامر على هذا؟ لا ...، فالمنطقة عرضة للكثير من الضغوط :

فقد جاء في بحث لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، أن عدد سكان العالم العربي زاد ثلاثة أمثال، إلى 360 مليون نسمة، منذ عام 1970، وسيرتفع إلى نحو 600 مليون بحلول عام 2050 ، ويقول البحث “ في منطقة ، هي عرضة أصلا للكثير من الضغوط غير المرتبطة بالمناخ، فإن التغير المناخي وآثاره المادية المحتملة الاجتماعية والاقتصادية سيزيد على الارجح من تفاقم ضعفها، هذا الضعف يؤدي إلى عدم استقرار على نطاق واسع” ، كما يضيف البحث، إن الفقراء والفئات الضعيفة هي الاكثر معاناة.
تمثل ندرة المياه أكبر التحديات. فبحلول عام 2015 سيكون نصيب الفرد في العالم العربي، أقل من 500 متر مكعب من المياه سنويا، وهو مستوى يوصف بأنه ندرة حادة مقابل متوسط عالمي يزيد على 6000 متر مكعب للفرد.
وجاء هذا التحذير في تقرير أصدره من مدة، " المنتدى العربي للبيئة والتنمية "، الذي قال :
إن امدادات المياه في المنطقة تراجعت إلى ربع مستويات عام 1960 . وسيزيد التغير المناخي من شدة الازمة في منطقة ربما ترتفع فيها الحرارة بواقع درجتين مئويتين خلال الفترة القادمة، التي تتراوح بين 15 و20 عاما، وأكثر من أربع درجات مئوية بحلول نهاية القرن، طبقا لبيانات اللجنة الحكومية للتغير المناخي. وتظهر أرقام هذه اللجنة التي وردت في بحث برنامج الأمم المتحدة الانمائي، أن العالم العربي شهد ارتفاعا غير متساوٍ في حرارة الهواء السطحي تراوح بين 0.2 درجة و2 درجة مئوية بين عامي 1974 و2004.

عليه، هل من أزمة؟ هل ندرة المياة فاقة يعاني العرب منها؟ اي ان ندرة المياه أزمة العرب القادمة ؟!
تمثل ندرة المياه وارتفاع مناسيب البحر حقيقة، لكن وعي الشعوب في العالم العربي محدود جدا “حيث يبدو ان ما زال الناس غير واعين بتلك الاثار…؟! عندما يكون الحديث عن التغير المناخي يعتقدون أن الاثر سيحدث على القمر أو في بلاد أخرى” . وللاستشاهد يأتى بصور الاقمار الصناعية من مركز الاستشعار عن بعد التابع لجامعة بوسطن، تظهر أن ارتفاعا في منسوب البحر مترا واحدا سيؤثر على 42 ألف كيلومتر مربع من أراضي الدول العربية وهي مساحة تزيد أربعة أمثال عن حجم لبنان كما ستؤثر على 3.2 % من سكان الدول العربية مقارنة مع 1.28 % على مستوى العالم.
وحيث “أظهرت دراسات أنه، خلال هذا القرن ستفقد منطقة الهلال الخصيب “الممتدة عبر العراق وسوريا ولبنان والاردن والاراضي الفلسطينية” كل مؤشرات الخصوبة إذا استمر الوضع على ما هو عليه حاليا” .
الزعماء العرب يأخذون قضية المياه على محمل الجد –حين يكون دافعهم وراء هذا هو القلق على مستقبلهم السياسي- لكنهم دائما ما يتركون شؤون التغير المناخي لوزرائهم، . وذاك ماقاله نجيب صعب " الامين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية ".
ويشار الى ان “ عادة ما يكون وزراء البيئة هم الاضعف في تلك الدول… السياسات موجودة لكن كثيرا ما يرى افتقارا إلى تطبيق أو تنفيذ للقانون”، وفي منطقة معرضة للصراعات وتديرها حكومات غير قابلة للمحاسبة بصورة كبيرة، ونخبة تخدم مصالحها، تؤدي المشكلات السياسية إلى جعل قضايا التغير المناخي وغيرها، من القضايا الاجتماعية تتذيل قائمة الاولويات ومع هذا هناك دول أكثر نشاطا من غيرها.
وفي حين أن الاحوال الجوية تختلف في أنحاء العالم العربي، فإن تراجع موارد المياه عادة ما يقابله زيادة غير متوازنة في أعداد السكان. ويقول تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية ان واردات المياه “ الافتراضية ” في صورة مواد غذائية وبضائع أخرى بلغت ما يعادل خمسة آلاف متر مكعب من المياه للفرد. وقد ودعت أغلب الدول العربية مبدأ الاكتفاء الذاتي في الغذاء منذ زمن طويل. وفي بعض الدول أجبرت أحوال الطقس وندرة المياه أعداداً كبيرة من السكان في دول عربية على ترك منازلهم. وتسببت موجة جفاف بدأت عام 2007 – والتي زادت حدة من خلال الزراعة المكثفة للمحاصيل التي تدر دخلاً كبيراً والمدعومة حكومياً- في نزوح مئات الالاف من السكان عن شرق سوريا. وفي اليمن تدفع ندرة المياه الكثير من المزارعين للتخلي عن أراضيهم والتوجه إلى المدن ما أدى إلى ارتفاع النمو السكاني السنوي في العاصمة صنعاء إلى 8 %.
وتظهر احصاءات الأمم المتحدة، أن الهجرة عبر الحدود ربما تزيد حدة نتيجة التوزيع غير المتكافئ للنفط وغيره من الموارد في منطقة تضم دويلات ثرية وكذلك دولا ذات عدد كبير من السكان مثل مصر، التي يقل دخل خمس أفراد سكانها البالغ عددهم 79 مليون نسمة عن دولار يوميا. وقال العشري “ويقال أن هناك توقعات سيئة متعلقة بالتغير المناخي والمياه والكثير من المسائل… يمكن الحد من كل هذا بالتخطيط” . وعليه لا بد من نصيحة توجه للزعماء العرب وحيث ” الوضع ليس بميؤوسا منه.. لكن لابد من البدء الان وإلا فإنه بعد 10 سنوات من الان سيكون الوضع أسوأ لان عدد السكان سيرتفع وستقل الموارد وستزيد الفجوة بين الاغنياء والفقراء”، على حد قول العشري .

هذا يقود كله وغيره الى، ان اي المناطق اكثر جفافاً على وجه الأرض؟
توقع تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية، ان يواجه العالم العربي، وهو من أكثر المناطق جفافا على وجه الارض وضع “ندرة المياه الحادة”، بحلول عام 2015. وذكر التقرير، ان العالم العربي يعيش بالفعل أزمة مياه، ستتفاقم إذا لم تتخذ اجراءات، مضيفا ان حصة الفرد تراجعت إلى ربع ما كانت عليه في عام 1960. وبحلول نهاية هذا القرن، فإن الدول العربية قد تشهد انخفاضا نسبته 25 % في سقوط الامطار وزيادة نسبتها 25٪-;- في معدلات التبخر، وفقا لنماذج التغير المناخي التي استشهد بها التقرير. وذكر التقرير انه، نتيجة لذلك فإن الزراعة التي تعتمد على الامطار في الري ستصبح مهددة، حيث سيتراجع متوسط المحصول بنسبة 20٪-;-. علما ان هناك 13 دولة عربية بين أكثر 19 دولة في العالم تعاني من ندرة المياه. وفي ثماني دول عربية يتعين على كل فرد من السكان استخدام 200 متر مكعب فقط من المياه سنويا. ويضيف تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية انه، بدون اجراء تغييرات اساسية في السياسات والممارسات، فإن الوضع سيتفاقم بتداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة. وتتباين الاوضاع في أنحاء المنطقة، لكن خلال خمس سنوات فإن العراق والسودان فقط سيجتازان اختبار شح المياه الذي جرى تعريفه على انه يزيد على 1000 متر مكعب سنويا للفرد، مع افتراض ان الامدادات من تركيا واثيوبيا ستتدفق بالمستويات الحالية.
قد يجهل الكثير، وحتى الدول العربية ذاتها، بعضها أو أكثرها، كمية وحجم المياه النقية في الوطن العربي!، وطبقا للمعلومات، ونسبة للاحصائيات والبيانات بدلالة كبيرة، فأن :
التأثيرات المناخية على الموارد المائية في الأراضي العربية :

يواجه العالم العربي كارثة جفاف شديدة تحدق بمستقبل بقاء الامة العربية واجيالها. وتشكل مشكلة نقص المياه اهمية كبرى وخطورة حقيقية تتصدر قائمة التحديات الكبرى وتتجاوز طبيعتها وابعادها القدرات التنموية المتاحة، ما لم تتوفر العلاجات السريعة والصحيحة القائمة على قواعد وأسس التخطيط السليم لتحقيق متطلبات الاستدامة والأمن ألمائي لكل دولة من دول المنطقة العربية.
ومعظم الدول العربية تعاني من ندرة المياه وتعتمد بنسبة 65% على الموارد المائية من خارج حدودها، كما بلغ عدد الدول العربية التي تقع تحت خط الفقر المائي 19 دولة منذ بداية العام الحالي نتيجة لازدياد عدد السكان وقلة نصيب الفرد من الموارد المائية عن ألف متر مكعب، وهو المعدل الذى حددته الأمم المتحدة لقياس مستوى الفقر المائي للدول.
كما بلغ عدد السكان العرب المحرومين من خدمات مياه الشرب النقية نحو 65 مليون نسمة يضاف إليهم 110 مليون نسمة أخرى محرومون من خدمات الصرف الصحي.
وتقع معظم الدول العربية تحت خط الفقر المائي، وتعتبر حصة الفرد من المياه اقل المعدلات في العالم، ففي عام 1960 كانت حصة الفرد في المنطقة العربية من المياه العذبة المتجددة والمتاحة للاستخدامات المختلفة تزيد على 4 آلاف متر مكعب سنوياً، أما اليوم فحصة الفرد لا تتجاوز 350 متراً مكعباً في السنة، وهي أدنى كمية متوافرة للفرد عالميا وينتظر أن تصل هذه النسبة إلى اقل من 200 مترا مكعبا في بداية العام 2015، بمعنى أن معظم الدول العربية (وربما جميعها) اصبحت تحت خط الفقر المائي وهذا يعني أن هناك أزمة مياه عميقة وشديدة الخطورة تتجه الى كارثة حتمية ستواجه غالبية الدول العربية.

وتصنف 90 بالمئة من المناطق العربية بأنها مناطق صحراوية قاحلة وتتميز بموارد مائية منخفضة ومحدودة وتبخر مرتفع تصل نسبته الى 88 %، وتعرف الموارد المائية الاجمالية العذبة والمتجددة بأنها حاصل مجموع المياه الجوفية المتجددة والموارد المائية السطحية الداخلية والموارد المائية السطحية الخارجية أي التي تأتي من خارج حدود الإقليم.
ويقدر حجم مصادر المياه العذبة والمتجددة أي المياه الطبيعية التقليدية في كامل المنطقة العربية بحوالي 338 بليون متر مكعب سنويا، 65% منها تأتي من خارج الحدود، وتتراوح معدلات الأمطار بين 18 مليمتر في السنة في مصر ودول الخليج العربي الى 800 مليمتر في لبنان أي بمعدل متوسط 156 مليمتر في السنة للمنطقة العربية، علما بأن 50% من الأمطار تسقط فوق السودان.
والطلب على المياه بالعالم العربي في تزايد كبير نتيجة النمو السكاني واتساع المناطق الحضرية والتطور الصناعي وما شابه، ويقدر حجم الاحتياجات المائية حاليا بحوالي 270 بليون متر مكعب أي ما يقارب 79% من إجمالي المياه المتاحة، علما أن حجم المياه غير التقليدية المستخدمة والمنتجة من محطات التحلية ومياه الصرف الصحي المعالجة والمعاد استعماها بالإضافة الى المياه الجوفية الضاربة الى الملوحة وصلت الى حوالي 42 بليون متر مكعب.
وإذا أخذ بعين الاعتبار مخاطر اتساع الملوحة العالية للمياه الجوفية بسبب عمليات الضخ الزائد وتقدم مياه البحر والتلوث الزراعي والصناعي، ندرك من خلال ذلك طبيعة وحجم التحديات التي اصبحت تواجه المنطقة العربية وشعوبها وتشكل خطرا حقيقيا في حدوث الكارثة الكبرى بتحول معظم المناطق العربية الى مناطق صحراوية قاحلة كافة مصادرها المائية مالحة او ملوثة، عندها ستكون الحياة فيها صعبة جدا إن لم تكن مستحيلة فلا حياة في أراض لا ماء فيها.
ولدى العراق والسودان ومصر أعلى موارد مائية سنوية بين البلدان العربية، مقدرة على التوالي 75و65 و58 بليون متر مكعب في السنة، إذ ان أكثر من 50 بالمئة من الموارد السطحية خارجية، مما يولد مزيداً من الضغوط على وضعها المائي.
وتبين أن الجزائر ولبنان وموريتانيا والمغرب والصومال وسوريا وتونس واليمن تأتى في المرتبة الثانية من مجموع الموارد المائية، وهى بين 8 بلايين و30 بليون متر مكعب في السنة ولدى بقية البلدان العربية موارد مائية تقل عن 5 بلايين متر مكعب في السنة.
ورغم أن مجموع الموارد المائية الجوفية السنوية في المنطقة العربية يبلغ حوالي 35 بليون متر مكعب، فإن أكثر من 50 بالمئة من المياه في شبه الجزيرة العربية هي مياه جوفية، ونتيجة لعدم وجود انهار في معظم الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي فإن احواض المياه تعتبر المصدر الرئيسي والوحيد للمياه العذبة والمتجددة، ونتيجة للضغط والسحب الزائد من الأحواض الجوفية فإن نسبة عالية جدا من مناطق تلك الأحواض قد وصلت الى حالة من الاستنزاف والملوحة العالية والتلوث العضوي وغير العضوي، وبالتالي فإن حدوث دمار كامل للطبقات الصخرية الحاملة للمياه الجوفية لم يعد مستبعدا.
لهذا لا مبالغة اذ قيل ان هناك مرحلة خطر حقيقي وان العالم العربي اصبح يعيش كارثة جفاف شديدة تحدق بمستقبل بقاء الامة العربية واجيالها وكل وجه من وجوه الحياة، وتشكل مشكلة نقص المياه اهمية كبرى وخطورة حقيقية تتجاوز طبيعتها وابعادها عن أي مشكلة أخرى، ما لم تتوفر العلاجات السريعة، ما يجعلها تأتى في سلم اولويات المشاغل.
وتواجه جميع البلدان العربية وضعاً مائيا هشاً، ماعدا العراق الذى لديه حصة مائية تزيد على 2900 متر مكعب للفرد في السنة. ولبنان وسوريا يواجهان حالياً إجهاداً مائيا يقل عن 900 متر مكعب للفرد في السنة، فيما تواجه بقية البلدان العربية شحاً مائياً (أقل من 120متر مكعب للفرد في السنة).
وتهدد الوضع المائي في المنطقة العربية ضغوط بيئية واجتماعية واقتصادية وتلاحظ تأثيرات سلبية كثيرة لتغير المناخ على نظم المياه العذبة وفق دراسات حديثة، هذه التأثيرات ناتجة أساساً عن زيادات ملحوظة ومتوقعة في تقلب درجات الحرارة والتبخر ومستوى البحر والتساقطات.
وسوف تواجه مناطق جافة وشبه جافة كثيرة انخفاضا في الموارد المائية نتيجة تغير المناخ. ومع نهاية القرن الحادي والعشرين يتوقع أن يزداد تدفق الأنهار الواقعة في مناطق مرتفعة، بينما يميل التدفق من الأنهار الكبرى في الشرق الأوسط وأروبا وأمريكا الوسطى إلى الانخفاض، لكن مقدار التغير غير محقق إلى حد بعيد.
وعلاوة على ذلك، سوف يوسع ارتفاع مستوى البحر مساحة المياه الجوفية المالحة، ما يؤدى إلى انخفاض في توفر المياه العذبة للبشر والنظم الأيكولوجية في المناطق الساحلية، إضافة إلى ذلك، سوف تنخفض إلى حد بعيد القدرة على سد النقص في المياه الجوفية في بعض المناطق التي تعانى أصلاً من إجهاد مائي.


اهم التأثيرات المباشرة للتغيرات المناخية على برامج وخطط التنمية المستدامة في الأراضي العربية، (وخاصة على البرامج والخطط الدولة القادمة) تتعلق بالجوانب التالية:
• ارتفاع كبير نسبيا في درجات الحرارة قد يتراوح بين 1.8 وحتى 2.2 درجة مئوية، وهو معدل عالٍ جدا قد يترتب عنه اضرار بيئية كبيرة.
• بالتوازي مع ارتفاع درجات الحرارة، ستنخفض معدلات الأمطار بنسبة تتراوح بين 6 % وحتى 12%، واحتمال كبير في ازدياد شدة الهطول المطري وتغير في فتراته الزمنية الى مستويات اقل بكثير من معدلاتها العامة، علما بأن معدل الأمطار في مناطق سجل خلال السنوات العشر الماضية تراجعا بنسبة تجاوزت 28% عن معدلها الوسطي، وفي مناطق سجل معدل التراجع للأمطار نسبة 32% وهذه مؤشرات تكفي لدق ناقوس الخطر.
• نتيجة للتغيرات المناخية وخاصة ما يرتبط بظاهرة ارتفاع درجات الحرارة وانحباس الأمطار، فإن أضرارا كبيرة ستلحق بالنظام الهيدرولوجي المتعلق بالجريان السطحي والتغذية الجوفية للأحواض المائية.
• كما ستتراجع مساحة الغطاء النباتي كما وستتسع مناطق التصحر وتزداد معدلات التبخر والنتح كما سيتضاعف الجريان السطحي عبر السيول والأودية المتجهة الى داخل الخط ألأخضر، وتتشكل تيارات قوية من الفيضانات العارمة التي ستلحق أضرارا كبيرة بالزراعة والمباني والمنشآت الموجودة في طريقها، وكذلك ستتراجع معدلات التغذية الجوفية بشكل كبير.
• مع الزيادة في درجات الحرارة، ستواجه الأراضي العربية كذلك تغيير وتذبذب في معدلات درجات الحرارة خلال السنة، وستكون معدلات التذبذب مختلفة عن النمط الحراري السابق، وقد تكون انعكاسات سلبية على مجمل النظام المناخي.
• التغيرات المناخية ستحدث زيادة نسبية كبيرة في تكرار دورات مواسم الجفاف، وطول أوقاتها.
• وبالتالي، ستشهد الأراضي العربية نقصا شديدا في موارد المياه والمزيد من الأتساع في الفجوة القائمة لحجم العجز الكبير في المياه، وستزداد معه حدة أزمات العطش والجفاف القائمة في كثير من المناطق .
• سيحدث دمار للأراضي الزراعية المروية والبعلية، وبالتالي دمار لأكبر وأهم القطاعات التنموية للاقتصاد العربي، وهو ما يعني فشل مسبق لأي خطط وبرامج للتمية المستدامة، في حالة عدم وجود الحلول والمعالجات المسبقة والمبكرة كحلول بدائل المياه غير التقليدية.
• كما سيتأثر قطاعات من الاراضي العربية، مباشرة بالتغيرات المناخية باتساع مناطق التلوث والملوحة وارتفاع وزيادة معدلات تركيزها في المياه الجوفية، كما ستشهد اضرار بيئية وصحية ، نتيجة لمجمل التغيرات في العوامل الهيدرولوجية والمناخية.
• ارتفاع منسوب البحر على امتداد شواطيء عربية، تدريجيا بمعدل 20سم الى100 سم، الأمر الذي قد يعرض بيئة الشاطئ والبنية التحتية القريبة منه الى اضرار مستقبلية جسيمة.
• احتمال زيادة معدل الغازات الدفيئة وخاصة منها غاز ثاني أوكسيد الكربون في مناطق الغلاف الجوي نتيجة للكثافة العالية للسكان في بعض المناطق، وما يرتبط بذلك من توسع إجباري في مختلف النشاطات الصناعية مستقبلا.
ويعاني قطاعكبير من الاراضي العربية بالأساس من أزمة مياه خانقة ومتفاقمة، وفي حالة اتساع وزيادة التغيرات المناخية على الموارد المائية في غياب وتعطيل الحلول السياسية لمسألة الحقوق المائية بينها وبين دول الجوار وغيرها، فإن الوضع المائي سيزداد سوءا مع اتساع التأثير المباشر للتغيرات المناخية.

وان حجم كميات المياه المتاحة في بعض المناطق العربية حاليا لأغراض الشرب والمنزل والصناعة معا بمناسيب وقياسات متفاوتة، منها ما يتم الحصول عليها من أبار مياه الشرب ، ومنها ما يتم شراءها من أصحاب بعض الآبار الزراعية في بعض البلدات والقرى، ومنها تأتي من تصريف بعض الينابيع والعيون المتبقية.

وكما ان قدم واهتراء أجزاء كبيرة من شبكات توزيع المياه، ولأسباب عديدة منها فنية تتعلق بحالات الأعطال والخراب التي تتعرض له أنظمة شبكات توزيع المياه وعدادات المياه، والتعديات والسرقات التي تحصل دائما على انظمة التزود بالمياه وغير ذلك، فإن معدل نسبة الفاقد من المياه المنتجة ليس بقليل، ومهما هي النسبة فهمي عالية جدا مقارنة بحجم الإنتاج والتزود المتاح، لذلك فأن معدل ما يصل فعليا للفرد الواحد من كميات المياه المتاحة من جميع المصادر أي بما في ذلك المياه المنتجة ذاتيا والمياه المشترات من الحد الأدنى لاحتياجات الإنسان اليومية للمياه وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
مع التذكير هنا الى ان العديد من التجمعات السكانية في مناطق عديدة من الاراضي العربية، إما محرومة من خدمات التزود بمياه الشرب ولا تتوفر لديها مصادر مياه ولا شبكات للتزود وتوزيع المياه وتعتمد على شراء المياه من باعة الصهاريج المنقولة وهي مياه غير مراقبة وغير آمنة وأثمانها عالية جدا مرهقة للمواطن، او ان تلك التجمعات تمتلك الخدمات ولكن كميات المياه تصلها شحيحة جدا لا تكفي لسد الرمق، او ان المياه لا تصل الى تلك التجمعات نهائيا ولأشهر عديدة خاصة خلال فصل الصيف ، وتشمل هذه المناطق بعض القرى وبعض البلدات والأحياء في بعض المدن الكبرى.
وقد يتراجع نصيب الفرد يوما بعد يوم وفي كثير من الاحوال الى اقل مما يحتاجه من الالتار اليومية، ومع مرور ايام السنة، اي ان الفرد سيواجه أزمة عطش حقيقية لا يمكن تحملها، علما بأن تصريف الينابيع والإنتاج الفعلي للعديد من الآبار الزراعية، يشهد تراجعا مستمرا سنة بعد سنة، نتيجة للتغيرات المناخية ولحالات الضغط القصوى التي تتعرض له أحواض المياه الجوفية بالتوازي مع النمو السكاني والتوسع الحضري وبالتالي زيادة الطلب على المياه.

بمعني ان فرضية جفاف الينابيع والعيون ومعظم الآبار الزراعية وهي في غالبيتها أبار سطحية، أصبحت تشكل هاجسا كبيرا ومخيفا لحياة ومستقبل كثير من الناس والافراد، وقد تجف خلال سنوات معدودة ، وقد تراجع معدل تصريف غالبية الينابيع خلال السنوات الخمس عشرة الماضية بنسبة تزيد على 65 % وهو مؤشر خطير، ومن ضمن تلك الينابيع مجموعة الفارعة والعوجة وفصايل وهي ينابيع رئيسية معروفة تاريخيا بغزارة مياهها ، كما ان المئات من الآبار الزرعية جفت تماما وأغلقت.
ويشار الى ان ابار مياه الشرب فهي الأخرى تواجه ظاهرة خطيرة تتمثل في تراجع مستوى سطح المياه ، بسبب السحب الزائد وتراجع كميات الأمطار وظاهرة التغيير المناخي ، وقد يؤثر هذا الأمر على سلامة تلك الآبار وانخفاض إنتاجيتها الى أكثر من النصف او توقفها كليا عن العمل، وهو امر حاصل لا محالة لأسباب هيدروليكية وهيدروجيولوجية، وقد سجل خلال السنوات الخمس عشرة الماضية هبوطا كبيرا في مستوى سطح المياه، تجاوز العشرين متر في عدة ابار، ويخشى ان تفقد السيطرة على وضعية العديد من الآبار مستقبلا في حالة استمرار هبوط مستوى سطح المياه على النحو الحاصل، واحتمال توقفها عن العمل بشكل كامل.


المياه النقية في العالم العربي هي، بنسبة، 1 % فقط
وتستهلك الزراعة 85 % من الاستخدام العربي للمياه، مقارنة مع المتوسط العالمي الذي يبلغ 70٪-;-. وتبلغ كفاءة الري 30٪-;- فقط مقارنة مع المتوسط العالمي الذي يبلغ 45 %، كما وذكر التقرير ان، هناك إفراطا في استغلال المياه الجوفية، ما يؤدي إلى تراجع كبير في خزانات المياه وتلوثها وتوغل مياه البحر في المناطق الساحلية. ويتم تصريف أكثر من 43٪-;- من فاقد المياه كما هي، بينما يعاد استخدام 20 % منها.
يوجد في العالم العربي ٥-;-٪-;- من تعداد سكان العالم، لكنْ به 1 % فقط من المياه النقية المتجددة، ولذلك يعتمد العديد من الدول العربية الخليجية بشدة على تحلية مياه البحر – فيما يمثل أكثر من نصف طاقة العالم على تحلية المياه. وذكر التقرير، ان بعض المياه التي يتم تحليتها بتكاليف باهظة تستخدم في ري محاصيل منخفضة القيمة أو في ملاعب الجولف. كما ان نفايات وحدات تحلية المياه،التي تستخدم تكنولوجيات مستوردة ملوثة للبيئة، ترفع درجة حرارة مياه البحر وتجعلها أكثر ملوحة.
ورغم شح المياه إلا انها تستخدم بإسراف في العالم العربي بسبب انخفاض اسعارها والدعم الذي يقلل التكلفة. ويقول التقرير ان المياه المجانية تعني اهدار المياه، مشيرا إلى أن متوسط الاسعار التي يتم تقاضيها في المنطقة تغطي 35 % من تكاليف انتاج المياه و10 %من تكاليف تحلية المياه. ويشير التقرير إلى أن، الحكومات التي غالبا ما تركز على السعي لتوفير موارد مياه جديدة، يجب ان تركز على تحسين ادارة المياه وترشيد الاستهلاك وتشجيع اعادة استخدام وحماية موارد المياه من التلوث ومن الافراط في الاستخدام.

العرب وأزمة المياه... حلول عاجلة أم كارثة مدمرة؟



من أهم القضايا المطروحة في المؤتمرات الدولية حول المناخ، التوصل الى تفاهمات وصيغ قانونية وأدبية ملزمة لجميع دول العالم بهدف التوصل الى اتفاقية جديدة تحل محل بروتوكول كيوتو حول المناخ والذي سينتهي العمل به في بداية العام القادم. وخاصة الدول الصناعية التي تعتبر المصدر الرئيسي للانبعاثات الغازية الدفيئة وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، بهدف الحد من حجم تلك الغازات ومراعاة مخاطرها على البيئة وطبقة الأوزون، وعلاقتها بالتغيرات المناخية المدمرة، بالإضافة الى توسيع سبل المساهمة العلمية والمالية في البحث في تطوير مصادر الطاقة البديلة المتجددة.

ويأمل الجميع تحقيق خطوات عملية وملموسة لتدارك اتساع مخاطر ظاهرة التغيير المناخي، وتوحيد العمل والجهود في التوصل الى اتفاقية جديدة ملزمة للجميع، تساعد في تحديد حجم الغازات المنبعثة الى المستوى المقبول الذي يمكن تجنيب العالم مخاطر الدمار البيئي المرتبط بهذه الظاهرة.
إلا ان هذا الأمل مشوب بالتشاؤم والحذر الكبير في ظل المواقف المتحفظة من بعض الدول الغنية والصناعية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والصين ودول اوروبية وأسيوية أخرى، بسبب مصالحها وسياساتها الاقتصادية والصناعية.
ولهذا ستبقى مخاطر التغيير المناخي تتهدد الدول النامية وخاصة الفقيرة منها ومن ضمنها بالطبع غالبية الدول العربية التي تواجه بالأساس مشاكل الجفاف ونقص المياه وتردي متزايد في النظام البيئي.
وقد شهدت المنطقة العربية خلال السنوات العشر الماضية تغيير كبير في انماط الهطول المطري وتراجع كبير في معدلاته مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة والمناخ الجاف، وهو ما يعني ان ظاهرة التأثيرات المناخية وصلت الى المنطقة العربية وهي في تزايد سنة بعد سنة.
ورغم ان المنطقة العربية لا تساهم بشكل مؤثر في ظاهرة انبعاث ما يعرف بغازات الدفيئة، إلا ان الدلائل العلمية تشير الى ان هذه المنطقة غير محمية من الأثار السلبية والضارة للمتغيرات المناخية الناتجة عن هذه الظاهرة البيئية المدمرة، خاصة ما يخص الموارد المائية العذبة المتجددة والمحدودة اساسا في كافة الدول العربية وفي مقدمتها الأراضي الفلسطينية.
وتعتبر ظاهرة التغيرات المناخية من اكبر وأخطر القضايا والتحديات البيئية والطبيعية التي اصبحت ابعادها ومخاطرها تشكل تهديدا حقيقيا لكافة دول العالم ومن ضمنها دول المنطقة العربية، حيث اصبحت آثار هذه الظاهرة تطال معظم قطاعات التنمية الرئيسية في كافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والصحية، وهي تحديات كبيرة وخطيرة تضاف الى التحديات والمشاكل البيئية والاقتصادية القائمة والمتفاقمة التي تواجهها معظم الدول العربية في سعيها الى تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة، والى تحقيق الأمن المائي والأمن الغذائي بالتوازي مع الحفاظ على الشروط الأيكولوجية والبيئية.
وتشمل التأثيرات المناخية اتساع مناطق التصحر والجفاف وتدهور في نوعية الأراضي، وتراجع كبير في الإنتاج الزراعي، قد يصل الى 60% بالتوازي مع تغيير كبير في انماط ومعدلات الهطول المطري قد يتجاوز النصف في بداية العام 2020، الأمر الذي يهدد الأمن المائي والغذائي.
ويزيد الى حد كبير في تفاقم حدة ازمات ومشاكل نقص المياه القائمة، التي تواجه العديد من دول المنطقة العربية، وقد تصل الأمور الى أزمات عطش ومجاعة في عدة دول عربية، خاصة الدول التي تعتمد بشكل كبير على الإنتاج الزراعي.
إن أهم المساعي لقادة العالم الذين شاركوا في قمة الأرض التي عقدت في البرازيل عام 2011 هو حث جميع دول العالم من اجل تحقيق التنمية المستدامة، من خلال التعاون والعمل المشترك في مواجهة التهديدات الناشئة عن ظاهرة التغيرات المناخية والتلوث الناتج عن النشاطات الصناعية المتزايدة، للوصول الى ما سمي بالاقتصاد الأخضر أي الاقتصاد غير المرتبط بالتلوث البيئي، والقضاء على الفقر وتعزيز الأطر المؤسسية المستدامة.
ظاهرة التغيرات المناخية هي ظاهرة إضافية ناتجة عن النشاطات البشرية وخاصة النشاطات الصناعية التي تقوم بها معظم دول العالم المتطورة والنامية، وهذه التأثيرات تضاف الى التأثيرات الطبيعية التي اصبحت بمجموعها تشكل تهديدا خطيرا للغلاف الجوي لكوكب ألأرض، وتعتبر الدول النامية والفقيرة الأكثر تضررا بظاهرة التأثيرات المناخية نظرا لما تسببه من أثار سلبية مباشرة على المناخ وارتفاع درجة الحرارة وعلى مواسم الأمطار ومصادر المياه الشحيحة أصلا في غالبية تلك البلدان، وبالتالي تلحق أضرارا بالغة في القطاع الزراعي والإنتاج الغذائي لشعوب تلك الدول الفقيرة التي يعتمد سكانها على الزراعة.
ومن المتوقع ان تزداد وتتسع ابعاد وتأثيرات هذه الظاهرة في المستقبل مع ازدياد التوسع الصناعي للدول المتقدمة والنامية على السواء في حالة لم تتخذ إجراءات رادعة وقوية للحد من المخاطر التي تتهدد كامل نظام الغلاف الجوي.
وهناك محاولات وجهود كبيرة تقوم بها الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية، بالتعاون مع كبرى الدول المتقدمة والصناعية في هذا الشأن الهام، ودفعت هذه الجهود العديد من الحكومات لإعطاء هذا الموضوع حقه من الاهتمام، وذلك من خلال عقد المؤتمرات والندوات وتشجيع البحوث العلمية ونشر التوعية واتخاذ الإجراءات القانونية للحد من التوسع في أبعاد هذه الظاهرة، رغم ان بعض الدول الكبرى لا زالت تتحفظ بشدة على بعض تلك الجوانب الإجرائية القانونية المتعلقة بانبعاثات الغازات الدفيئة، من تلك الدول الولايات المتحدة الأميركية والصين.
وفي هذا الاتجاه يعمل العلماء والباحثون على بناء مفاهيم علمية متطورة تساعد على ضبط المعايير الملزمة لظاهرة انبعاث الغازات الدفيئة بما يسمح للنظم الأيكولوجية ان تتكيف مع ظاهرة التغيير المناخي في أقل الخسائر الممكنة للبيئة وبالتالي لبرامج التنمية المستدامة وخاصة ما يتعلق بتجنيب الزراعة والإنتاج الغذائي اضرار جسيمة، وفي نفس الوقت عدم اتخاذ قرارات يكون من شأنها شل او وقف الأنشطة الصناعية الحيوية التي قد تؤثر عملية توقفها على تحقيق التنمية المستدامة.
وتشمل التأثيرات المباشرة للتغيرات المناخية العديد من قطاعات التنمية، ولكن طبيعة تلك التأثيرات تختلف من بلد الى أخر، فبعض المناطق والبلدان اصبحت تشهد فيضانات وعواصف وأعاصير كبيرة وتلوث للبيئة وتقدم وزحف لمياه البحار والمحيطات الى مناطق الساحل والشواطئ السياحية، كما هو الحال في دول اوروبا وكندا وامريكا وغيرها من مناطق شمال الكرة الأرضية.
والبعض الأخر يشهد ارتفاعا كبيرا في معدل درجات الحرارة قد يصل في بعضها الى 5.8 درجات، ومواسم جفاف وانحباس شديد ومتكرر لمياه الأمطار، ودمار للزراعة وتراجع خطير في مساحات الغابات والمراعي الخضراء والغطاء النباتي واتساع مناطق التصحر وانتشار الأمراض الوبائية مثل مرض الكوليرا وغيره، كما هو الحال في المناطق الاستوائية ومناطق اسيا وإفريقيا بما في ذلك مناطق الشرق الأوسط وخاصة المناطق العربية.



المياه والتنمية نقيضان يتهددان بالخطر .....

بناء على ما تقدم، فإن تحديات كبيرة وحقيقية تتهدد كافة برامج وخطط التنمية المستدامة، وخاصة تلك المرتبطة بموارد المياه ومنها السياحة والصناعة والزراعة والبيئة والصحة العامة وغير ذلك ، ولن يكون بمقدور بلدان تتعرض لنقص في المياه، تحقيق التنمية المستدامة في حالة استمرار اتساع فجوة العجز الكبير في مصادر المياه ، في ظل التهديدات المناخية القائمة والمتزايدة سنة بعد سنة.
الوضع المائي في كثير من الأراضي العربية، حرج للغاية ويتطلب اتخاذ قرارات شجاعة وحاسمة حيث لم يعد من الممكن التأجيل والانتظار، وأصبح الوضع المائي مهدد بالمزيد من التردي والدمار في مناطق شتى، وكما يشار ويؤكد في العديد من المناسبات بأنه لا حدود للمياه، وان هناك من يتشارك في كامل النظام الأيكولوجي والهيدرولوجي، وبأن بعض التعاون الفني في مجال المياه هو أمر إجباري وليس اختياري للطرف واخر، وبأن الحفاظ على البيئة المائية وحماية مصادر المياه العذبة وتوفير الاحتياجات المائية لكل فرد هي مسؤولية مشتركة وفائدة مشتركة.
وبعيدا عن السياسة والمفاهيم السياسية، وضمن كافة الاعتبارات والحقائق العلمية والفنية المرتبطة بالأوضاع المائية في الاراضي العربية، ولطبيعة الشراكة الطبيعية في أحواض ومجاري المياه الجوفية منها والسطحية وفي محيط البيئة المائية، ومنابع ومصبات الانهر والشطئان والخلجان، فإن كل المعطيات المرتبطة بتلك الحقائق تلزم الاطراف بالتعاون الفني المشترك المبني على اساس المسؤولية المشتركة والفائدة المشتركة، وعلى احترام كل الاطرف لحقوق الطرف الأخر، معززا بمبدأي حسن النوايا وحسن الجوار.
وعلى االعرب في اراضيهم، ان يتجاوزوا المعيقات السياسية وان يطالبوا الاطراف المتشاركة واياهم بالمياه ومصادرها، بالشروع في مناقشة قضايا المياه، للوصول بأسرع ما يمكن الى اتفاق نهائي يتم بموجبه تحديد الحقوق وحصة كل طرف في مصادر المياه والأحواض المائية المشتركة، وبالتوازي مع مناقشة قضايا الحقوق والحصص، تضع الاطراف خطة عمل للتعاون الفني في مجال تطوير مصادر مياه غير تقليدية إضافية للصالح المشترك، منها مشاريع تحلية المياه، على ان يكون الحرص الكامل لدى الاطراف بأن لا تعيق عملية المحادثات والتفاوض قضايا الحقوق ومسألة التعاون الفني والعمل المشترك لمواجهة مخاطر نقص المياه ومواجهة مخاطر التغييرات المناخية على المدى القريب والبعيد.




الصراع على المياه بين العرب وجيرانهم

إن قضية المياه مازالت محل صراع بين دول المصب العربية ودول المنابع، وتلك الصراعات تهدد الدول العربية بالوقوع تحت خط الفقر المائي وذلك نتيجة لخضوعها لمحاولات الاستحواذ التركية والإسرائيلية، وهو ما يتطلب مزيدا من التعاون العربي وتكوين استراتيجية عربية للمياه.
وتركيا ترفض الحديث عن حقوق مياه لجيرانها العرب سوريا والعراق وتعتبر ان كامل مياه النهرين الدوليين دجلة والفرات من حق تركيا وحدها باعتبارها صاحبة المنابع لمعظم التصريف السنوي للنهرين، وتعتقد إن ما تقوم بتخصيصه لجيرانها العرب ليس إلا مكرمة وحسن جوار، بمعنى ان احتمالات وقف تقديم تلك المكرمة وارد في كل وقت بحكم ان تركيا لا تعترف بأية حقوق مائية للسوريين والعراقيين في مياه دجلة والفرات.
كذلك الأمر بالنسبة للمصريين، حيث يجري في الخفاء تحريك دول أعالي حوض النيل وخاصة أثيوبيا وغيرها للمطالبة في إعادة التحصيص، بمعنى تهديد قائم وصراع مستمر ودائم لمصر وأمنها المائي خاصة وأن مياه نهر النيل هي بمثابة شريان الحياة بالنسبة للمصريين.
وعلى جبهة ساخنة ثالثة من جبهات الصراع على المياه ، تشكل عمليات السيطرة والنهب الإسرائيلي لمياه حوض نهر الأردن والأحواض الجوفية للضفة الغربية للأراضي الفلسطينية دوافع وأسباب قائمة لاندلاع حروب مياه جديدة في المنطقة، في ظل التهديدات الخطيرة التي تواجه الموارد المائية في المنطقة العربية وفي ظل رفض الدول والأطراف المجاورة للعرب الاعتراف بحقوق المياه لأصحابها من الدول العربية المجاورة.
ولعل ما يترافق من مشاكل تسهم في تعميق الازمة هو عدد السكان مدفوعا بالمعدلات وتزايدهم بنسب نمو عالية تزيد عن باقي الأمم على سطح الارض.
فعدد السكان في العالم العربي حوالى 388 مليون نسمة ونسبة النمو اكثر من 3% ومن غير المتوقع ان تحافظ هذه النسبة على مستواها بل ستزيد ومما سيترتب عليه زيادة عدد السكان الى حوالى الى 500 مليون نسمة عام 2020.
ولا يجب ان ينسى ان نسب الوفيات منخفضة وان معدل متوسط العمر ارتفع الى حوالى 66 سنة بعد ان كان 45 في عام 1960 مما سيسهم في زيادة مضاعفة بعدد السكان في العالم العربي الذى يعتبر من الأمم الناشئة لان نسبة جيل الشباب عالية جداً، وبالتالي فان زيادة السكان تعنى زيادة الطلب على الماء ومن المعروف ان الموارد المائية محدودة جداً وهي في طريقها الى النضوب.
ومن العوامل الاخرى التي ستسهم في تفاقم الكارثة، هو عدم الاكتراث الشامل، بكل مستوياته، فالحكومات قد تنفق الكثير من الأموال على شراء أسلحة او اقامة استثمارات غير موثوقة العائد الا انها تتجاهل الاستثمار في توفير المياه، او في البحث عن "مصادر بديلة" للمصادر التقليدية.
والمواطن العادي لا يدرك خطورة هذه الازمة طالما انه يرى ان بإمكانه ان يشرب ويغتسل وان الماء متوفر في بيته ومكتبه وعمله، وبالتالي فلن يبالي في هدره باستخدامه بشكل غير عقلاني.
والمشكلة هنا ثقافة يومية يجب ان تتحمل الحكومات ومؤسساتها مسؤولية اعادة توجيهها للتنبيه الى خطورة ما سنؤول اليه، وما هو الثمن الذى سيدفعه ابناؤنا لقاء هدرنا لهذه الثروة.

ما الحل؟

يقول خبراء انه لابد من خلق هذه الثقافة لتكون جزءا من يوميات الانسان العربي تسهم في تطويرها المدارس والجامعات والبلديات والمراكز الاجتماعية وغيرها ليصبح الاقتصاد في استخدام المياه عادة اجتماعية تدفع الى احترام الاشخاص الذين يوفرون في استخدام واستهلاك الماء من جهة، وعدم تقبل الذين يهدرون الماء والعمل على ايقافهم عند حدهم من جهة أخري.
كما أنه من الضروري أن تقوم الحكومات العربية بإعادة النظر في طرق استخدام المياه، خاصة في الزراعة التي تستهلك حوالى 87 في المائة من المياه العذبة المتاحة؛ وذلك بغية ترشيد الاستعمالات، والحد من الهدر والتصحر والملوحة، ومن التلوث الذى يصل في بعض الحالات إلى حوالى 50 في المئة.


ولابد ان تسعى الدول العربية الى تطوير وسائل الري الزراعية لاستخدام تقنيات توفر هدر الماء في اساليب الري التقليدية بتبني وسائل الري بالتنقيط والرذاذ، والامتناع عن الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من الماء اذا امكن توفيرها من خلال الاستيراد بعد النظر الى سلم ومصفوفة الاولويات، أي معرفة ما اذا كانت تكلفة استخدام الماء لإنتاج ذلك المحصول الزراعي اكبر من استيراده ام العكس؟ وهل الاهمية الاستراتيجية لهذا المحصول تستحق التضحية بالمياه المستهلكة لإنتاجه؟ بناء على الجواب ربما يكون مفيدا اتخاذ قرارات بعدم زراعة بعض المحاصيل. ولا سيما ان استيراد بعض المحاصيل خير من استيراد المياه
وادى النمو الاقتصادي وتحسين الحالة المعيشية الى زيادة استعمال المياه وحتى الافراط في استعمالها وانعكس تأثيرها أكثر في 70% من المناطق التي تعانى من مشاكل المياه.
وتستعمل في الدول المتحضرة حوالى 70% من المياه في مجال الزراعة وحوالى 20% للصناعة وحوالى 10% للحياة المنزلية، بينما تستعمل المياه في دول الشرق الاوسط مابين 85% والى اكثر من 95% للزراعة من مجموع المياه الموجودة والباقي منها ما بين 5% ـ 15% تستعمل لأغراض الصناعة والحياة المنزلية.
ويقول خبراء انه لا بد من الاسراع بإقامة محطات لتحلية مياه البحر والمياه غير العذبة لاستخدامها في قطاعات الزراعة والصناعة على الاقل، بدلا من هدر الموارد المائية العذبة. ولا بد أيضا من الاسراع بإقامة محطات تعتمد الطاقة النووية لتحلية المياه نظراً لرخص استخدامها على المدى الطويل ولاستقرار هذا المصدر للموارد المائية بشكل عام
وقدرت كلفة مشاريع التحلية من عام 2000 ولغاية 2010- بحوالي 11 مليار دولار على الأقل؛ حيث تبلغ في السعودية 2.4 مليار دولار، وفى الإمارات بنحو 2.3 مليار، فيما تتوزع المشاريع الباقية على كل من البحريين ومصر والكويت وعمان وقطر.
ويدفع التفاقم المتسارع لمشكلة نقص المياه الى الاسراع الى تبنى استراتيجية وطنية تراعى معطيات هذه الازمة وتبحث سبل حلها من خلال اقامة مراكز للأبحاث ومعاهد وكليات جامعية لدراستها والتنبؤ بمستقبل الاحتياطات المائية من خلال أبحاث ميدانية تتبنى حلولا ومقترحات تتناسب وحال كل دولة عربية على حدة، وتستشرف مستقبل الموارد المائية في حال تم استخدام الوسائل الحديثة التي تبنتها الدول المتقدمة.
والضرورة تتطلب ان ينظر بإمعان لبرامج استخدام وتقنين المياه في الدول الاوروبية التي تتعامل مع قضايا المياه بحذر بالرغم من كونها تعتبر من الدول الغنية بالموارد المائية الا انها مع ذلك تعقد المؤتمرات والندوات الدولية لمناقشة المخاطر الناجمة عن نقص المياه، وما هي المقترحات والبدائل المتاحة لمعالجتها؟ وكيف يمكن استخدام موارد مائية في دول اخري؟ وهل من الضروري عقد اتفاقات من الآن بخصوص توفير هذه الثروة المائية؟ ومتى؟ واين؟
ومن الواضح ان الدول ذات المياه الغزيرة تولى اهتماما كبيرا بالموارد المائية، وهى أقل حاجة لها، بينما لم يبدر الكثير من الاهتمام من الدول الفقرة بالموارد المائية بالرغم من انها تقف على اعتاب كارثة تصحر.
وربما تراهن بعض الحكومات العربية على ما لديها من ثروات، الا ان اتجاه هذه الثروات المحتوم نحو النضوب يضاعف أهمية المياه ويجعل أهميتها الاستراتيجية أكثر خطورة بما لا يقاس مع أي خطر استراتيجي آخر.
وقد تجعلنا الحاجة الى المياه من بين افقر الدول في العالم، لنكون "صومال" واسعة تنتظر المساعدات.
وكل المؤشرات تقول: اذا لم نتحرك الآن ونغير هذه المعطيات فإن كارثة الجفاف والعطش القاتل لا محال قادمة.
مما تقدم، نرى أن العرب امام تحديات حقيقية كبيرة تتطلب بل تفرض اعتماد توجهات وسياسات جديدة تحسبا لكافة الاحتمالات وخاصة الاحتمالات الأسوأ، على اعتبار ان الدول الصناعية لن تحترم ولن تلتزم بأية اتفاقيات تتعلق بتخفيض نشاطاتها الصناعية التي تشكل مصدرا للانبعاثات الغازية، لأن ذلك سيلحق بها ضررا اقتصاديا ليس باليسير، بمعنى ان مخاطر التغيير المناخر مستمرة ومتزايدة، وعلى الدول العربية ان تسرِع في إجراء الدراسات والبحوث العلمية الدقيقة حول الأثار المترتبة عن ظاهرة التغير المناخي في كافة الجوانب وخاصة ما يخص الموارد المائية والجفاف والتصحر والأعاصير وارتفاع درجات الحرارة وغير ذلك.
كما ان على الدول العربية ان تعيد النظر في سياساتها واستراتيجياتها المتعلقة بقطاع الموارد المائية، ضمن مفاهيم جديدة تقوم على اعتبارات المقاييس العلمية لطبيعة وأبعاد ظاهرة التغير المناخي، واعتماد التكامل في التخطيط الشامل البعيد المدى مع الإدارة المثلى والحكيمة وبناء القدرات المؤسسية المتطورة في مواجهة التحديات الخطيرة التي وصلت اثارها إلى المنطقة العربية واصبحت تدق ناقوس الخطر الكبير الجفاف والعطش والمجاعة.


وتظهر احصاءات الأمم المتحدة، أن الهجرة عبر الحدود ربما تزيد حدة نتيجة التوزيع غير المتكافئ للنفط وغيره من الموارد في منطقة تضم دويلات ثرية وكذلك دولا ذات عدد كبير من السكان مثل مصر، التي يقل دخل خمس أفراد سكانها البالغ عددهم 79 مليون نسمة عن دولار يوميا. وقال العشري “ويقال أن هناك توقعات سيئة متعلقة بالتغير المناخي والمياه والكثير من المسائل… يمكن الحد من كل هذا بالتخطيط” . وعليه لا بد من نصيحة توجه للزعماء العرب وحيث ” الوضع ليس بميؤوسا منه.. لكن لابد من البدء الان وإلا فإنه بعد 10 سنوات من الان سيكون الوضع أسوأ لان عدد السكان سيرتفع وستقل الموارد وستزيد الفجوة بين الاغنياء والفقراء”، على حد قول العشري .

هذا يقود كله وغيره الى، ان اي المناطق اكثر جفافاً على وجه الأرض؟
توقع تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية، ان يواجه العالم العربي، وهو من أكثر المناطق جفافا على وجه الارض وضع “ندرة المياه الحادة”، بحلول عام 2015. وذكر التقرير، ان العالم العربي يعيش بالفعل أزمة مياه، ستتفاقم إذا لم تتخذ اجراءات، مضيفا ان حصة الفرد تراجعت إلى ربع ما كانت عليه في عام 1960. وبحلول نهاية هذا القرن، فإن الدول العربية قد تشهد انخفاضا نسبته 25 % في سقوط الامطار وزيادة نسبتها 25٪-;- في معدلات التبخر، وفقا لنماذج التغير المناخي التي استشهد بها التقرير. وذكر التقرير انه، نتيجة لذلك فإن الزراعة التي تعتمد على الامطار في الري ستصبح مهددة، حيث سيتراجع متوسط المحصول بنسبة 20٪-;-. علما ان هناك 13 دولة عربية بين أكثر 19 دولة في العالم تعاني من ندرة المياه. وفي ثماني دول عربية يتعين على كل فرد من السكان استخدام 200 متر مكعب فقط من المياه سنويا. ويضيف تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية انه، بدون اجراء تغييرات اساسية في السياسات والممارسات، فإن الوضع سيتفاقم بتداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة. وتتباين الاوضاع في أنحاء المنطقة، لكن خلال خمس سنوات فإن العراق والسودان فقط سيجتازان اختبار شح المياه الذي جرى تعريفه على انه يزيد على 1000 متر مكعب سنويا للفرد، مع افتراض ان الامدادات من تركيا واثيوبيا ستتدفق بالمستويات الحالية.
قد يجهل الكثير، وحتى الدول العربية ذاتها، بعضها أو أكثرها، كمية وحجم المياه النقية في الوطن العربي!، وطبقا للمعلومات، ونسبة للاحصائيات والبيانات بدلالة كبيرة، فأن :
المياه النقية في العالم العربي هي، بنسبة، 1 % فقط
وتستهلك الزراعة 85 % من الاستخدام العربي للمياه، مقارنة مع المتوسط العالمي الذي يبلغ 70٪-;-. وتبلغ كفاءة الري 30٪-;- فقط مقارنة مع المتوسط العالمي الذي يبلغ 45 %، كما وذكر التقرير ان، هناك إفراطا في استغلال المياه الجوفية، ما يؤدي إلى تراجع كبير في خزانات المياه وتلوثها وتوغل مياه البحر في المناطق الساحلية. ويتم تصريف أكثر من 43٪-;- من فاقد المياه كما هي، بينما يعاد استخدام 20 % منها.
يوجد في العالم العربي ٥-;-٪-;- من تعداد سكان العالم، لكنْ به 1 % فقط من المياه النقية المتجددة، ولذلك يعتمد العديد من الدول العربية الخليجية بشدة على تحلية مياه البحر – فيما يمثل أكثر من نصف طاقة العالم على تحلية المياه. وذكر التقرير، ان بعض المياه التي يتم تحليتها بتكاليف باهظة تستخدم في ري محاصيل منخفضة القيمة أو في ملاعب الجولف. كما ان نفايات وحدات تحلية المياه،التي تستخدم تكنولوجيات مستوردة ملوثة للبيئة، ترفع درجة حرارة مياه البحر وتجعلها أكثر ملوحة.
ورغم شح المياه إلا انها تستخدم بإسراف في العالم العربي بسبب انخفاض اسعارها والدعم الذي يقلل التكلفة. ويقول التقرير ان المياه المجانية تعني اهدار المياه، مشيرا إلى أن متوسط الاسعار التي يتم تقاضيها في المنطقة تغطي 35 % من تكاليف انتاج المياه و10 %من تكاليف تحلية المياه. ويشير التقرير إلى أن، الحكومات التي غالبا ما تركز على السعي لتوفير موارد مياه جديدة، يجب ان تركز على تحسين ادارة المياه وترشيد الاستهلاك وتشجيع اعادة استخدام وحماية موارد المياه من التلوث ومن الافراط في الاستخدام.

التقلبات المناخية والضرر ألاشد

التكيف مع تغير المناخ واسلوب مجهول ؟!
بات من المتوقع أن تكون المنطقة العربية بمساحاتها الصحرواية الشاسعة من أشد المناطق تضررا بتغير المناخ. لكن الأمر الذي مازال مجهولا حتى الآن، هو الأثر الذي ستتركه هذه التقلبات والتغيرات المناخية على هذه المنطقة الواسعة، كما أن أسلوب التكيف مع هذا الأمر إضافة الى التوجيه العملي في عداد المجهول أيضا. وفي إطار التصدي لهذه الفجوة المعرفية الخطرة، دشن البنك الدولي وجامعة الدول العربية برنامجا مشتركا لإصدار أول مجموعة من المعارف تتناول التكيف مع ظاهرة تغير المناخ لجميع البلدان العربية الاثنتين والعشرين. وسيعمل على إعداد التقرير شركاء محليون، من بينهم باحثون وخبراء في تغير المناخ والقضايا ذات الصلة.

حصاد المعرفة لمواجهة غدٍ مختلف
كان من المتوقع أن يصدر في أوائل عام 2012 أول تقرير عربي شامل عن تغير المناخ وذلك بعد أن صادق عليه وزراء البيئة والباحثون العرب خلال جلسات نقاش استمرت طوال عام 2010. وتوضح الفصول الثمانية المبدئية للتقرير النطاق الفكري الذي يحتويه: "التقلبات والتغيرات المناخية وآثارها على الاقتصاد وأوضاع الفقر"، و"سبل تشجيع دراسة علم المناخ في المنطقة العربية"، و"الخيارات المتاحة للحد من الإجهاد المائي"، و"تحسين سبل المعيشة والأمن الغذائي في الريف"، و"تحسين سبل الرزق والأوضاع المعيشية في الحضر"، و"تحسين الرعاية الصحية مع تغير المناخ"، و"فرص تغيير مستوى المساواة بين الجنسين مع تغير المناخ"، و"نموذج قطري للتكيف مع التقلبات والتغيرات المناخية". و في هذا الصدد، يعمل المنسقون المعنيون بتغير المناخ، والعمل هذا الذي يقاد في البنك الدولي "على رفع الوعي على الصعيد الدولي والإقليمي بشأن الآثار المحتملة، والإجراءات التي يمكن أن تُتخذ الآن لمواجهتها، ما أصبح مسألة وجودية بالنسبة للكثيرين من سكان المنطقة... ويشكل هذا حاجة شديدة الإلحاح للفقراء والضعفاء ممن لا تتوفر لديهم في الغالب المقومات التي تساعدهم على التكيف."


حقائق هامة:
المنطقة والمياه ....!

ـ تواجه المنطقة العربية، أسوأ معدل لندرة المياه في العالم – فمن المتوقع أن يقع نحو 100 مليون نسمة تحت خط الإجهاد المائي بحلول عام 2050؛ فهناك مناطق ستكون المدن الأولى التي تنفد منها المياه، وعلى سبيل المثال، اليمن ـ صنعاء .
ـ من المتوقع أن تسجل البلدان العربية زيادة في درجات الحرارة بما لا يقل عن درجتين مئويتين خلال فترة تتراوح بين 15 و20 عاما، وأكثر من أربع درجات بحلول عام 2100، ومن المحتمل أن تزيد الحرارة عن ذلك.
ـ تواجه المنطقة مخاطر متمتثلة في زيادة السيول وموجات الجفاف والانهيارات الأرضية. علاوة على ذلك، ستؤدي الزيادة في درجات الحرارة إلى تفاقم المخاطر المرتبطة بالمناخ.
ـ مساعدة فنية ضخمة ، وتقديم موارد للحكومات في مجال وضع السياسات.
ـ نتيجة اعتمادها على الزراعة البعلية، قد ينخفض الإنتاج الزراعي في المنطقة الى ما بين 20 و40 في المائة بحلول عام 2080 مع تراجع معدلات هطول الأمطار.
ـ تشهد الأمراض المنقولة عن طريق المياه والحشرات زيادة مع ارتفاع درجات الحرارة.
ـ تشكل مسألتا النزوح والهجرة أهمية متزايدة الآن وذلك بسبب تغير المناخ.


التحدي في :
سياسة انمائية جيدة من أجل سياسة مناخية جيدة
يعد تغير المناخ التحدي الأكبر الذي يحدد معالم عصرنا الحالي؛ إذ تهدد التقلبات والتغيرات المناخية، التي تزيد عن كونها مجرد قضية بيئية، بوقف ما تم احرازه حديثا من تقدم في مجال الحد من الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي.
حول هذا الأمر، يقوم المنسقون المعنييون بتغير المناخ في مكتب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي، بوضع مؤشر لسياسة، سياسة حل جديدة لمناخ جيد، كي تصبح أي سياسة اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية سياسة دائمة وقابلة للاستمرار، بوجوب أن، تتعرض في البداية لتغير المناخ، سواء من حيث التكيف مع تغير المناخ أو تخفيف الانبعاثات الدفيئة."
فالتدهور البيئي في مختلف أنحاء العالم العربي، يؤثر على الموارد المائية والأراضي الزراعية والمراعي والمصايد السمكية والحياة البرية، في حين تمسّ الآثار الاجتماعية الأمن الغذائي وسبل كسب العيش والمستوى الصحي والموطن الطبيعي للحيوان والنبات. وقد ينتج عن هذا الضغط المتزايد على هذه العوامل آثار إضافية، مثل الصراعات والهجرة وزيادة مستويات الفقر والظلم. ولذلك، يمثل تغير المناخ تهديدا للتنمية الاقتصادية في بلدان العالم العربي، وإن لم يتم التصدي له فإن معاناة الفقراء ستزداد.


وبين التحدي والسياسة الجديدة لمناخ جيد، ومجالات البنك الدولي في المساعدة، يؤشر التالي :ـ
سيزيد ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار المتوقعة في المنطقة من تكرار موجات الجفاف
قد يؤثر ارتفاع منسوب مياه البحر على 43 مدينة ساحلية 24 منها في الشرق الأوسط و19 في شمال أفريقيا
هناك ثلاثة مجالات يستطيع البنك الدولي أن يساعد فيها بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على معالجة قضايا تغير المناخ وهي:
ـ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2008 -- منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر مناطق العالم عرضة لمخاطر تغير المناخ، وذلك بسبب ندرة المياه فيها (أعلى معدلات الندرة في العالم)، واعتمادها الكبير على الزراعة الشديدة التأثر بالمناخ وارتفاع نسبة السكان والأنشطة الاقتصادية التي تتمركز في المناطق الحضرية الساحلية المعرضة للفيضانات.

ـ ويذهب أحدث تقييم للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أنه من المتوقع أن يصبح المناخ أكثر حرارة وجفافا في معظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسيؤدي ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار إلى زيادة تكرار موجات الجفاف وحدتها، وهو أثر يتحقق بالفعل في منطقة المغرب العربي.

ـ وتثير ظاهرة تغير المناخ أيضا الكثير من التحديات أمام مدن المنطقة التي تشكل مراكز للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. وقد يؤثر ارتفاع منسوب مياه البحر على كثير من المدن الساحلية للمنطقة، وبخاصة في الأماكن المنخفضة في مصر وتونس.

ـ وتتنامى المخاوف في مصر بشكل خاص بشأن التأثير المحتمل لزيادة منسوب مياه البحر على دلتا النيل. وتذهب التقديرات إلى أن ارتفاع منسوب البحر 50 سنتيمترا أمام سواحل الدلتا قد يؤدي إلى تشريد أكثر من مليوني شخص، وإغراق 1800 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية، وإحداث أضرار تقدر قيمتها بنحو 35 مليار دولار في شكل ضياع الأراضي والممتلكات والبنية التحتية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مرافق البنية التحتية الاستراتيجية لتخزين المياه مثل بحيرة ناصر من المحتمل أن تتعرض لزيادة معدلات التبخر واشتداد خطر تكرار الفيضانات.


المعالجات والتوجهات الى :
استراتيجية معنية بتغير المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

يعكف الفريق الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي حاليا على إعداد استراتيجية إقليمية وخطة عمل بشأن تغير المناخ ستحدد للمنطقة معالم التوجهات العامة للنشاط على مستوى البنك كما ورد في إطار العمل الإستراتيجي للتنمية وتغير المناخ لمجموعة البنك الدولي. وتهدف هذه الاستراتيجية بوجه عام إلى مساندة بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جهودها لتعزيز مرونتها في التكيف مع آثار تغير المناخ (ولاسيما فيما يتصل بالزراعة وإدارة الموارد المائية)، واقتناص الفرص لتحقيق تنمية منخفضة الانبعاثات الكربونية في مجالات الطاقة والنقل والتنمية الحضرية.

ويساهم البنك الدولي بالفعل، من خلال برنامجه للإقراض العادي، في الحد من تعرض المنطقة لمخاطر تغير المناخ بوسائل، مثل تعزيز كفاءة قطاعات الري (التي تبلغ حصتها أكثر من 80 في المائة من إجمالي استخدامات المياه في المنطقة) ومساندة مشروعات الطاقة المنخفضة الانبعاثات الكربونية (بما في ذلك ترشيد استخدام الطاقة والطاقة المتجددة والتحول إلى أنواع بديلة من الوقود)، والتي حصلت في السنة المالية 2007-2008 على 30 في المائة من مجموع القروض المخصصة لمشروعات الطاقة.

المستقبل والافاق :
واستشرافا لآفاق المستقبل، سيقوم البنك بتكثيف هذه الجهود لتزويد البلدان المتعاملة معه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالقدرة على مستوى السياسات للتصدي لآثار تغير المناخ على التنمية في مختلف القطاعات؛ وفي الجانب الاستثماري، فإنه يبذل مسعى جديدا لدمج اعتبارات تغير المناخ في المشروعات الجاهزة للحصول على قروض.
تنسيق جهود البنك الدولي فيما يتصل بتغير المناخ مع غيره من وكالات التنمية
من خلال الاستفادة من التجارب السابقة للبرامج الإقليمية مثل برنامج المساعدة الفنية للبيئة في منطقة البحر المتوسط، يعمل البنك عن كثب مع عدد من الشركاء في مجتمع المانحين لإنشاء برنامج إقليمي للمساعدة الفنية من شأنه مساندة إنتاج المعارف وتبادلها وكذلك تحديد أفكار للمشروعات سواءً بشأن التكيف مع تغير المناخ أو الحد من آثاره. والهدف من ذلك هو بدء عمليات البرنامج في بداية عام 2009.

والاستثمار في مشروعات البنية التحتية وتبادل المعارف وإصلاح السياسات هي ثلاثة مجالات عامة يمكن للبنك الدولي ونظرائه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التعاون فيها لإحداث تأثير في أجندة التكيف مع تغير المناخ والتنمية المنخفضة الانبعاثات الكربونية خلال العقد القادم. وفي كل هذه المجالات، سيعمل البنك آخذا في الحسبان الاختلافات في الظروف من بلد لآخر والأنماط المعينة للتعرض للمخاطر واختلاف القدرات على مواجهتها.

إن التحدي الأكبر الذي يواجهه البلدان المتعاملان مع المؤسسة الدولية للتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اليمن وجيبوتي، هو تحقيق توازن على الأجل القصير بين أولويات التنمية والحد من الفقر مع اتخاذ تدابير للحد من التعرض لآثار تغير المناخ في الأجل الطويل. وبالنسبة للبلدان المتوسطة الدخل، فإن التحدي المزدوج الذي تواجهه الحكومات وشركاء التنمية هو المسارعة إلى تعبئة موارد كافية للتقليل من آثار تغير المناخ، ولا سيما على أكثر الفئات الاجتماعية عرضة للمخاطر، وكذلك جعل الجهود المتصلة بتغير المناخ جزءا لا يتجزأ من مختلف جهود الإصلاح التي تجرى من أجل تحسين خدمات البنية التحتية وتطويرها .


ملف الإحتباس الحراري: مخاطر متنوعة تُرافق تغيرات مناخ العالم

فيما يشبه اطروحات الخيال العلمي بفَرق ان ترشيحات تغيرات المناخ اقرب للحقيقة تتم حاليا صفقات لبيع الفائض من حصص الغاز المُسبب لتغيرات المناخ، حيث من المقرر ان يتم الالتزام بالحصص المخصصة لكل دولة صناعية كنظام جديد من المؤمل ان يخفض انبعاث الغازات الضارة للبيئة والمخلوقات.
خبراء يحذرون من ارتفاع "مفاجئ" في درجات الحرارة
أقرَّت لجنة تابعة للأمم المتَّحدة تقريرا مناخيَّا اعتُبر نقطة تحوُّل كبرى، وقالت اللَّجنة إنَّه يتعيَّن على العالم أن يتصرَّف بسرعة لمنع وقوع أسوأ النتائج المتوقَّعة في مجال تغيُّر المناخ.
ففي أعقاب محادثات شاقَّة أجروها في مدينة فالنسيا الإسبانيَّة، وافق العلماء المشاركون على وثيقة يأملون أن يرسموا من خلالها إطار الحوار بشأن المرحلة القادمة من مكافحة التغيُّر المناخي.
وقد أقرَّت الوثيقة بحقيقة أنَّ الاحتباس الكوني "بيِّن إلى درجة لا لبس فيها" وقالت إنَّ هذا قد يؤدِّي إلى عواقب "وخيمة ومفاجئة ويصعب وقفها" في المستقبل. وسيقوم الأمين العام للأمم المتَّحدة بان كي-مون بإصدار التقرير بشكل رسمي لاحقا. بحسب رويترز.
وكان المندوبون إلى اجتماع اللجنة الدَّوليَّة لتغيُّر المناخ قد أوجزوا آلاف الصفحات من التحليلات العلميَّة وأضافوا إليها العناصر التي وردت في التقارير الثلاثة السابقة لهذا العام حول علم تغيُّر المناخ والعواقب والتكيُّف والخيارات التي تخفِّف من حدَّة المشكلة.
يُذكر أنَّ بان كان قد دعا في وقت سابق هذا الشَّهر للتحرُّك بسرعة من أجل السَّيطرة على مشكلة التغير المناخي التي تجتاح العالم، وذلك خلال زيارته للقارة القطبية الجنوبيَّة لتفقد آثار الاحتباس الحراري. وتعهَّد بان خلال زيارته بجعل مسألة إيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة من أولويَّات عمله.
وقال بيل هاري، عالم المناخ الاسترالي وأحد معدي التقرير لوكالة رويترز للانباء، إن هذا التقرير هو الاقوى الذي تصدره اللجنة الدولية للتغير المناخي، لكنه يوضح أنه لا يزال هناك وقت لتدارك الوضع.
ومن بين الاستنتاجات الرئيسة التي توصل إليها التقرير أن التغير المناخي بات "مؤكدا ولا مجال للتشكيك فيه"، وأنه من المرجح بنسبة تزيد على 90 بالمئة ان تكون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بفعل البشر السبب الرئيس في تغير المناخ، وأن تداعيات ذلك يمكن تقليصها بتكلفة معقولة".
ويعزز هذا التقرير النبرة التي استخدمت في التقارير السابقة وخاصة في التحذير من أن تغير المناخ قد يجلب "تداعيات مفاجئة ولا يمكن منعها". وقد تشمل هذه التأثيرات الذوبان السريع للانهار الجليدية وانقراض أنواع من الحيوانات.
وقال هانز فيرولمي، مدير برنامج التغير المناخي في منظمة دبليو دبليو إف البيئية، "إن تغير المناخ قائم، فهو يؤثر على حياتنا واقتصاداتنا، ونحن بحاجة لفعل شيء تجاهه".
وأضاف "بعد هذا التقرير، ليس باستطاعة أي سياسي أن يقول إنه لا يعرف ما هو تغير المناخ أو ما الذي عمله بصدده".
وقدمت منظمة دبليو دبليو إف خلال مؤتمر صحفي شهادات "لشهود على تغير المناخ" من مختلف مناطق العالم.
وقال أحد الشهود، وهو راعي لقطعان أيائل الرنة في النرويج وهو من الشعوب الناطقة بلغة "سامي": "تأخر الشتاء شهرا ونصف الشهر عن المعتاد، لقد لاحظنا طيورا وحشرات ليس لها أسماء في لغتنا".
الامم المتحدة تعول على تقرير علمي للتحرك في مجال تغير المناخ
قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون إن على الحكومات أن تفعل المزيد من أجل محاربة ارتفاع درجة حرارة الارض في ضوء تقرير علمي صادر عن الامم المتحدة الذي يصف الضرر الواقع للطبيعة على أنه مخيف لدرجة خيالية.
وأضاف بان متحدثا لمندوبي أكثر من 130 دولة في بلنسية "هذا التقرير سيقدم رسميا الى مؤتمر (التغير المناخي) في بالي" مشيدا بالمندوبين الذين وافقوا على قواعد استرشادية معتمدة بشأن مخاطر التغير المناخي أمس. بحسب رويترز.
وقال "لقد مهد ذلك بالفعل الساحة لتحقيق انفراجة حقيقية.. اتفاق على بدء مفاوضات تهدف من أجل اتفاق شامل للتغير المناخي يمكن لجميع الدول أن تتبناه."
وخص بان بالذكر الولايات المتحدة والصين أكبر بلدين يبثان انبعاثات للغاز مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ولا يلتزم البلدان بأي قيود خاصة بخفض الانبعاثات كما تفعل الدول الكبرى. ورحب بمبادرة البلدين ودعاهما لبذل المزيد.
وقال بان في مؤتمر صحفي "اتطلع لان أرى الولايات المتحدة والصين تلعبان دورا بناء اعتبارا من مؤتمر بالي.. يمكن للبلدين أن يتوليا ادارة الامر بطريقتهما."
وأشار الى أنه شاهد الجروف الجليدية تتكسر في القارة المتجمدة الجنوبية ورأى الانهار الجليدية الذائبة في شيلي. وزار غابات الامازون التي قال انها "اختنقت" جراء ارتفاع درجة حرارة الارض.
آسيا خط المواجهة الاول مع مخاطر التغير المناخي
حذر خبراء البيئة من أن قارة آسيا هي الأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة التغير المناخي.
جاء ذلك في سياق تقرير أعده تحالف يضم 21 من وكالات للبيئة والمساعدات الانسانية منها أصدقاء الأرض والسلام الأخضر وأوكسفام بالتعاون مع الهيئة الدولية للبيئة والتنمية.
وحذر التقرير من ان الظواهر المرتبطة بالتغير المناخي تهدد التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي حقتته دول القارة الآسيوية على مدى العقود الماضية.
أما الخطر الرئيسي الذي يهدد القارة الآسيوية خاصة الدول المطلة على المحيطين الهادئ والهندي هو ارتفاع منسوب المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة. بحسب رويترز.
دراما إنسانية
وبحسب التقرير فستكون آسيا مسرحا للدراما الانسانية لظاهرة التغير المناخي فنصف سكانها تقريبا يقطنون مناطق ساحلية هي الاكثر عرضة لكوارث طبيعية مثل الفيضانات والأعاصير الناجمة عن التغير المناخي.
أي أن نحو ثلثي سكان العالم سيجدون انفسهم على خط المواجهة الأول مع مخاطر التغير المناخي. وتدعو وكالات البيئة الدول الصناعية الكبرى ومنها المملكة المتحدة لاتخاذ خطوات فعالة للحد من انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض بنسبة 80 % على الاقل بحلول 2050.
و يجب أيضا أن تكون الدول الكبرى مثالا تحتذيه الدول النامية والقوة الاقتصادية الصاعدة على استخدام مصادر الطاقة البديلة غير الملوثة للبيئة والتي تعرف أيضا بالطاقة النظيفة.
وكان التحالف أصدر تقريرا في أكتوبر/تشرين الاول 2004 دعا فيه الدول الصناعية لخفض انبعاثات الكربون بصفة خاصة مؤكدا ان ارتفاع درجة حرارة الارض يهدد أيضا جهود مكافحة الفقر.
ويقول كاتب التقرير أندرو سيمز عضو مؤسسة الاقتصاديات الجديدة أن شعوب آسيا تحملت الكثير لتحسين اوضاعها المعيشية لكن كل ذلك قد تنسفه أحوال الطقس السيئ التي تزايدت مؤخرا.
وأكد سيمز ضرورة تركيز الانتباه حاليا على الاحتياجات الأساسية لهذه الشعوب، وأعرب في تصريح لبي بي سي عن أمله في أن تطلق قمة بالي محادثات بشأن تحقيق أهداف خفض انبعاث الغازات بالطريقة التي أوصى بها العلماء بدلا من التركيز على ما يمكن أن تتفق عليه وفود المفاوضات.
وقال نظمول شودري عضو المنظمة البيئية "مشروع الأرض المهددة بالاختفاء" إن قمة بالي يجب ان تستمع لنداءات وكالات البيئة، وطالب زعماء العالم باتخاذ اجراءات عاجلة لمواجهة التغير المناخي.
الاستراليون أسوأ من يساهم في انبعاث الغازات
كشفت دراسة حول محطَّات الطاقة في العالم إلى أيِّ مدى بلغ معدَّل إنتاج الدول المتقدمة من غاز ثاني أكسيد الكربون بالنسبة للفرد للواحد مقارنة بما تنتجه الدول ذات الاقتصاد الناشىء.
فقد وجدت الدراسة أنَّ الاستراليين هم أسوأ ملوثي البيئة في العالم، إذ أن معدَّل إنتاج الفرد الواحد من غاز ثاني الكربون في قطاع توليد الطاقة أكبر بخمس مرَّات ممَّا هو عليه في الصين.
وأظهرت الدراسة أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية حلَّت في المرتبة الثانية، إذ بلغ معدَّل إنتاج الفرد من الكربون ثمانية أطنان، أي أكثر بـ 16 مرَّة من نظيره في الهند.
مراقبة انبعاث الكربون
وقالت الدراسة إنَّ موقع كرما (مراقبة الكربون من أجل القيام بإجراءات مناسبة) على شبكة الإنترنت هو الأوَّل من نوعه في العالم الذي يقوم بنشر جدول لانبعاثات الغاز، إذ أنَّه يراقب أداء 50 ألف محطَّة طاقة عبر العالم.
وقد أشار موقع كارما إلى أنَّه في الوقت الذي تطلق فيه محطَّات الطاقة الأمريكية معظم غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ أنها تنفث 2.5 مليار طن من الغاز في الجو كل عام، إلاَّ أنَّ محطَّات الطاقة الاسترالية أقل كفاءة عندما يتعلَّق الأمر بمعدَّل حصَّة الفرد من انبعاثات الغازات، إذ ينتج الفرد 10 أطنان مقارنة بـ 8.2 طنَّا في أمريكا.
أمَّا قطَّاع الطاقة في الصين فينتج ثاني أعلى نسبة من غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ تنفث المحطَّات الصينية 2.4 مليار طنَّ من الغاز في الجو في العام الواحد.
جرينبيس تغلق محطة توليد كهرباء في استراليا
أغلق ناشطون بيئيون محطة لتوليد الطاقة تعمل بالفحم في استراليا لفترة وجيزة احتجاجا على السياسات المناخية بعد أن قال تقرير ان نصيب الفرد من تلوث الكربون في استراليا هو الاكبر عالميا.
ودخل 15 ناشطا من منظمة جرينبيس (السلام الاخضر) محطة مونموراه لتوليد الطاقة شمالي سيدني في الصباح الباكر وعلقوا لافتات كتب عليها "التغير المناخي يبدأ هنا" و"الفحم قاتل".
وقالت لويز كليفتون المتحدثة باسم جرينبيس لرويترز، "ليست محطة كبيرة لتوليد الطاقة لكنها قديمة وواحدة من المحطات القذرة." وأضافت أنها تنتج قرابة 1.5 مليون طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري كل عام.
وقالت دلتا الكتريسيتي التي تدير المحطة المملوكة للدولة ان مجموعة صغيرة دخلت موقع المولد الا أن ذلك لم يوقف انتاج الكهرباء. وقالت شرطة نيوساوث ويلز انه تم القبض على 15 شخصا.
واستراليا أكبر مصدر للفحم ورفض رئيس وزرائها المحافظ جون هاوارد - الذي وضعته استطلاعات الرأي في موقع متأخر قبل الانتخابات البرلمانية يوم 24 نوفمبر - التوقيع على اتفاقية كيوتو الخاصة بالمناخ قائلا ان هذا سيضر الاقتصاد الاسترالي.
أما زعيم المعارضة كيفن رود فوعد بتوقيع الاتفاقية وضخ أموال في بحوث الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الفحم النظيفة الا أنه تعهد باستمرار الدعم لصناعة الفحم.
ويؤيد كل من هاوارد ورود استخدام مزيد من الطاقة المتجددة ونظام مقايضة الكربون في استراليا بحلول 2012 لمنح الشركات حوافز اقتصادية لتقليل انبعاثات الكربون. ويأتي احتجاج جرينبيس بعد أن خلص تقرير لمؤسسة أمريكية تراقب انبعاثات الكربون الى أن استراليا تنتج أكبر نسبة للكربون لكل فرد وهي السابعة عالميا في انتاجه اجمالا.
وتمتلك استراليا مصادر يورانيوم ضخمة وهي مصدر كبير له لكن ليس بها صناعة توليد كهرباء من الطاقة النووية وتعتمد بدلا من ذلك على الفحم لانتاج 80 بالمئة من الكهرباء.
الهند ثالثة عالميا بين الدول المسببة لانبعاث الغازات السامة
قال نائب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية ويليام رامسي هنا اليوم ان الهند سوف تحتل المركز الثالث عالميا في قائمة الدول المسببة لانبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون بحلول العام 2015 بعد الصين والولايات المتحدة.
واضاف رامسي في تصريح صحافي على هامش عرض تقرير للوكالة ان الهند التي تحتل حاليا المركز السادس عالميا في قائمة الدول المسببة لانبعاث الغازات السامة ستكون ثالثة في حال عدم اتخاذها اجراءات تحد من هذه الانبعاثات التي تسبب بظاهرة الاحتباس الحراري.
ولفت رامسي الى ان النمو الاقتصادي التي تشهده الهند والصين حاليا سيساهم في تزايد احتياجاتهما من الطاقة وعلى الرغم من ان هذا التطور سيؤدي الى تحسين مستوى معيشة نحو ملياري شخص في البلدين الا انه سيدفع بمعدلات انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون الى مستويات اعلى.
وشدد على اهمية البحث عن مصادر بديلة للطاقة واعتماد هذه المصادر للتخفيف من انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون والحد من الاثار الناجمة عن هذا الانبعاث.
أفريقيا "القارة المنسية" في الحرب ضد التغير المناخي
قال أكبر مسؤول عن المناخ بالامم المتحدة إن افريقيا هي "القارة المنسية" في الحرب ضد التغير المناخي وتحتاج للمساعدة في مواجهة نقص المياه المتوقع وتراجع انتاج المحاصيل.
وقال يفو دي بوير لرويترز، ان الاضرار التي تتوقع لجنة المناخ بالامم المتحدة ان تلحق بأفريقيا ستبرر اتخاذ تحركات عالمية اكثر صرامة لإبطاء ارتفاع درجة حرارة الارض حتى دون الاهتمام بآثارها المحتملة على مناطق اخرى من العالم.
وقال دي بوير رئيس أمانة الامم المتحدة للتغير المناخي التي تتخذ من بون مقرا لها عبر الهاتف من اجتماع بشأن التغير المناخي للدول الافريقية والمتوسطية في تونس "إن افريقيا قارة منسية."
ونوه الى ان كبرى الدول النامية مثل الصين والهند حصلت من الدول الغنية على اموال اكثر بكثير من افريقيا للمساعدة في تقليل الغازات المسببة للاحتباس الحراري والاستثمار على سبيل المثال في اقامة محطات لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح وأخرى لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه أو التخلص من الانبعاثات الصناعية.
وحازت افريقيا على مساعدات قليلة نسبيا لمساعدتها على التكيف مع الجفاف والتصحر والامراض وارتفاع منسوب مياه لبحار.
وقال المسؤول الدولي "ان أفريقيا لا تحصل في الوقت الراهن على الكثير من سياسة التغير المناخي. ولكن التغير المناخي سيضر القارة بشدة."
وجاء في تقرير ملخص مؤلف من 26 صفحة للتقرير النهائي الذي اعدته اللجنة حول التغير المناخي ونشر في اسبانيا ان افريقيا والقطب الشمالي ودلتا انهار رئيسية بآسيا ودول جزر صغيرة يحتمل ان تكون اشد المتضررين من التغير المناخي.
وبالنسبة لافريقيا توقع التقرير أن يواجه بين 75 و250 مليون شخص بأفقر قارات العالم مشكلات متزايدة تخص المياه بحلول 2020.وقال دي بوير "هذا في حد ذاته يكفي من اجل تحرك عالمي اكبر."
واضاف التقرير ان المحاصيل التي تعتمد على الامطار ببعض دول افريقيا قد تقل بما يصل الى 50 في المئة بحلول عام 2020.
الغابات الألمانية في خطر بسبب التغيرات المناخية
أصابت الآثار السلبية للتغيرات المناخية العالمية غابات ولاية بافاريا، حيث لاحظ خبراء أن الظروف المناخية الجديدة شكلت بيئة مناسبة لبعض الآفات الضارة على الأشجار. وفي بعض الأحيان تمت ملاحظة تحول بعض الحشرات الأليفة الموجودة بشكل طبيعي في الغابة إلى حشرات ضارة تلتهم بيئتها.
خبير الغابات هيلموت كلاين من اتحاد حماة الطبيعة في ألمانيا يضرب مثال حشرة خنفسة اللحاء، فهذه الحشرة تعيش في الأحوال العادية في لحاء الأشجار دون أن تسبب أي أضرار، لكن ارتفاع درجة حرارة الأرض أدى إلى تسرب المواد الضارة إلى الأشجار ومعاناتها مما يسمى "ارهاق الجفاف"، الأمر الذي جعلها فريسة سهلة لحشرة خنفسة اللحاء. وما يحدث الآن هو أن الحشرة تختبأ تحت لحاء شجرة الشربين وتقتات عليه حتى تسبب موت الشجرة. جدير بالذكر أن الغابات الألمانية والنمساوية والسويسرية تعاني منذ عام 1992 من موت عدد كبير من أشجار الشربين بسبب انتشار الإصابة بخنافس اللحاء.
ويعزو كلاين تحول خنافس اللحاء إلى حشرات ضارة إلى موجات الجفاف الشديدة واختفاء الصقيع الشتوي وارتفاع درجة الحرارة في الصيف، إضافة إلى وجود الموادة الكيميائية الضارة مثل النيتروجين والأوزون. ويقول كلاين إن إنثى أحد نوع من خنفسة اللحاء تستطيع وضع 20 صغيرا، يتحولون في العام التالي بعد الشتاء إلى إناث كاملة، لكن ما يحدث عند نقل أشجار الشربين إلى الأراضي المنخفضة هو أن الطقس في الربيع والخريف يصبح أكثر دفئا وبالتالي يمكن للخنفسة إنتاج جيلين خلال العام وليس جيل واحد، وبالتالي يتضاعف عدد الخنافس كل عام.
هجرة الآفات بسبب ارتفاع الحرارة
Bildunterschrift: التغيرات المناخية لم تؤدي فقط إلى زيادة عدد الحشرات الضارة وإنما أيضا إلى زيادة أنواعها، فبجانب خنفسة اللحاء تسبب سرطان القشر والعنكبوت الاسفنجي في إلحاق خسائر كبيرة بالغابات. الأخير هو أحد أنواع الفراشات وتقوم يرقاته بأكل أشجار البلوط، وقد كان العنكبوت الاسفنجي منتشرا في منطقة البحر المتوسط ومنطقة البلقان حتى أعوام السبعينيات من القرن الماضي، ثم بدأ في الزحف شمالا مع ارتفاع درجة الحرارة حتى وصل إلى الغابات الألمانية خاصة في ولاية بادن فوتمبريج. بحسب فرانس برس.
ويقول كلاين إن ليست غابات ألمانيا فقط هي المتضررة وإنما هناك مناطق غابات واسعة في شمال وشمال شرق اوروبا تعاني من المشكلة نفسها، على سبيل المثال تعاني منطقة سيبريا من تبعات التغيرات المناخية. غير أن الأبحاث لا تزال بطيئة وبالتالي لا توجد أرقام وحقائق ملموسة حول الوضع هناك. ويطالب كلاين بالمزيد من الإجراءات لحماية البيئة من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.
اوبك تتعهد تشجيع تقنيات مكافحة للتغير المناخي
اكدت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التزامها تشجيع التقنيات الجديدة التي من شانها مواجهة ظاهرة التغير المناخي لا سيما تكنولوجيا التقاط وتخزين الكربون وفق نص البيان الختامي لقمة اوبك الثالثة الذي حصلت عليه فرانس برس ويتوقع ان يعلن في وقت لاحق اليوم. بحسب (كونا).
وجاء في بيان اوبك التي تنتج 40% من النفط العالمي وغالبا ما تتعرض لانتقادات من قبل الناشطين البيئيين ان المنظمة تؤكد "على اهمية تقنية النفط النظيفة (..) لاجل حماية البيئة العالمية وكذلك اهمية تطوير تقنية تواجه التغير المناخي مثل التقاط ثاني اكسيد الكربون وتخزينه".
وياتي هذا الاعلان فيما تبدو المنظمة عازمة على اعتماد اجندة بيئية وغداة اعلان السعودية انشاء صندوق ميزانيته 300 مليون دولار من اجل الابحاث المتعلقة بالتغير المناخي.
رابطة الكومنولث تتفق على بيان مبهم بشأن سياسة المناخ
قالت رابطة الكومنولث ان تغيير المناخ يهدد بقاء بعض الدول الاعضاء من الجزر الصغيرة لكنها فشلت في الاتفاق على أي اجراءات ملزمة لمكافحته.
وتضمن "برنامج عمل المناخ" الذي صدر في اليوم الثاني من قمة الرابطة المنعقدة في العاصمة الاوغندية كمبالا عبارات مبهمة بشأن سبيل احراز تقدم في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.
ووصف الامين العام للرابطة دون ماكينون الاتفاق بأنه "قفزة كبيرة للامام" لكن الاتفاق لم يرق الى مستوى البيان الحازم الذي أرادت دول كثيرة تتقدمها بريطانيا التوصل اليه قبل قمة عالمية بشأن البيئة من المقرر أن تعقد في جزيرة بالي الاندونيسية الشهر المقبل. بحسب رويترز.
وقالت الوثيقة انه يتعين على الدول الصناعية المتقدمة أن تتخذ زمام المبادرة في خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وان الدول النامية التي تمثل غالبية اعضاء رابطة الكومنولث تواجه قيودا.
وأضافت "ينبغي ألا تحرم أي استراتيجية أو تحركات للتعامل مع تغير المناخ الدول النامية من .. التنمية الاقتصادية المستدامة."
ويعفي بروتوكول كيوتو الدول النامية ومنها دول مسؤولة عن نسبة كبيرة من الانبعاثات مثل الهند والصين من الالتزام بخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وأصرت كندا يوم الجمعة على أنها لن توقع أي اتفاق في كمبالا مالم تضم أي أهداف جميع الدول الملوثة الكبرى.وقد يفسر الخلاف بشأن هذه المسألة الطبيعة المبهمة للاعلان.
ودعا الاعلان الى ابرام اتفاق ما بعد مرحلة كيوتو للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لكنه لم يتحدث سوى عن "أهداف طموحة طويلة الاجل لخفض الانبعاثات ستساهم فيها جميع الدول."
وسبق أن هاجم خبراء البيئة هذه العبارات الغامضة في بيانات أخرى صدرت بعد قمتي مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ومجموعة اسيا والمحيط الهادي (ابيك) اللتين عقدتا في الاونة الاخيرة.
اليابان تجري محادثات مع المجر لشراء حصة من فائض انبعاثات غازات
قال مسؤول حكومي ياباني ان بلاده تجري محادثات مع المجر وبولندا والتشيك ودول شيوعية أخرى سابقة لشراء الفائض من حصتها المسموح لها بها من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بموجب بروتوكول كيوتو.
وأضاف أن اليابان تهدف لابرام أول اتفاق مع المجر باستخدام آلية جديدة للتبادل أقرتها الامم المتحدة أطلق عليها خطة الاستثمار الاخضر.
وتسمح الية خطة الاستثمار الاخضر التي ستطلق في يناير كانون الثاني من العام المقبل للدول ببيع حصة من فائض الانبعاثات المسموحة لدول أخرى واستثمار العائد من التبادل في مشروعات تهدف للحد من الانبعاثات.
والدول التي تتخطى الحد المسموح لها من الانبعاثات مثل اليابان يمكنها شراء حصص من فائض الانبعاثات من دول أخرى.
وانخفضت الانبعاثات في أغلب دول الاتحاد السوفيتي السابق والتي انهارت الصناعات الثقيلة بها مع سقوط الاتحاد السوفيتي عن نسبة انبعاثاتها في عام 1990 وهو العام الذي حددت فيه نسبة الانبعاثات المسموح بها في بروتوكول كيوتو.
وأصبحت تلك الدول موضع تنافس من قبل الدول الصناعية التي تصارع من أجل الوفاء بالتزاماتها ومن أجل السعي لخفض انبعاثاتها بتكلفة منخفضة نسبيا.
وقال المسؤول الياباني الذي طلب عدم ذكر اسمه "نحن نأمل أن تتاح لنا خيارات أكثر (في مشروعات خفض الانبعاثات) ولكن المنافسة شديدة مع عدد كبير من الدول الاوروبية."
وبموجب البروتوكول فان الدول الموقعة عليه يمكنها رفع نسبة الانبعاثات لديها من ثاني أكسيد الكربون بالاستثمار في مجال التوصل لسبل لخفض الانبعاثات في دول أخرى مثل مشروعات خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الدول النامية.
وتمكنت اليابان العام الماضي من خفض الانبعاثات بنسبة 1.3 في المئة بفضل فصل الشتاء الدافيء ولكن مستوى الانبعاثات ما زال متجاوزا بنسبة 13 في المئة لمتوسط الحد الذي يجب أن تلتزم به خلال السنوات الخمس المقبلة بداية من عام 2008 .
كوكب الزُهرة يفسر التغير المناخي على الأرض
خلص علماء إلى أن رصد كوكب الزهرة قد يساعد في مكافحة التغير المناخي على كوكب الأرض. وتظهر بيانات يسجلها المجس الأوروبي "فينوس إكسبريس" الذي يقوم بالدوران حول كوكب الزهرة صورة لكوكب ربما كان في مرحلة ما مماثلا للأرض، ثم تطور بطريقة اخرى بعد ذلك.
فقد تأثر كوكب الزهرة بالاحتباس الاحتراري مع احتجاز أشعة الشمس والتي نجم عنها رفع درجة حرارة الكوكب لتصبح بمعدل 467 درجة مئوية. بحسب بي بي سي.
نشرت هذه الدراسة عن بيانات المجس الأوروبي في المجلة العلمية "Nature" أو الطبيعة. ويتشابه كوكبا الزهرة والأرض في الحجم والكتلة والتركيب إلى حد كبير. إلا أن الزهرة أقرب إلى الشمس، وإن كان هذا وحده لا يفسر الاختلافات بينه وبين كوكب الأرض.
ولا يوجد حول كوكب الزهرة مجال مغناطيسي كالذي يحيط بالأرض، مما يعني أن مناخها يتأثر على مدى مليارات السنين بلفح الإشعاع الكوني والرياح الشمسية، وهي تيار من الذرات المشحونة صادرة عن الشمس.
مياه مفقودة
ويؤدي غياب المجال المغناطيسي إلى أن الرياح الشمسية تحمل غازات الهيدروجين والهيليوم والأكسجين إلى مسافات أبعد عن كوكب الزهرة منها عن كوكب الأرض.
ويعتقد العلماء أن كوكب الزهرة ربما كان فيه في وقت ما كميات وافرة جدا من المياه، إلا أن الرياح الشمسية قد قضت على معظم هذه المياه خلال مليارات السنين الأولى من عمر النظام الشمسي.
ويقول فريد تايلور الأستاذ في جامعة أكسفورد، وأحد العلماء المشرفين على مهمة "فينوس إكسبريس" : "لقد بدأ يتضح لماذا يختلف مناخ الزهرة اختلافا شديدا عن مناخ الأرض، فيما يتشابهان في كل أمر آخر تقريبا".
برق في كوكب الزُهرة!
وأكد مجس "فينوس إكبريس" أيضا حدوث برق في كوكب الزهرة، وكانت مثل هذه الفكرة تثير الجدل، إلا أن أداة القياس المغناطيسي على "فينوس إكسبريس" قد قضت على أي شكوك في هذا المجال.
وفي الحقيقة فإن بيانات المجس تشير إلى حدوث البرق على كوكب الزهرة بمعدلات أعلى من حدوثه على كوكب الأرض.
وكانت أبحاث سابقة قد دللت على وجود بؤرة ضخمة ودوارة من الغيوم في القطب الشمالي من الكوكب. وأظهرت الأبحاث الحديثة دليلا على وجود مثل هذه البؤرة في القطب الجنوبي للكوكب، لكنها تدور بسرعة أكبر.
وتم إطلاق مجس "فينوس إكبريس" من محطة في كازاخستان في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2005، واستقر في مداره حول كوكب الزهرة في نيسان/إبريل عام 2006.
شركات كبرى تدعو لقرارات ملزمة حول المناخ
وورد في البيان الذي صدر عن الاجتماع الذي شاركت فيه 150 شركة كبرى ان ابرام اتفاقية دولية ملزمة سيشجع الشركات على الاستثمار في تقنيات تقلل نسبة ثاني أكسيد الكربون المنبعثة.
وسيرسل البيان الذي يحظى بدعم الأمير تشارلز الى وزراء البيئة ورؤساء الدول عشية المحادثات التي سيجرونها في بالي حول التغير المناخي. وكانت نوكيا ونايكي ولويدز تي اس بي بين الشركات الموقعة على البيان. وشاركت في اللقاء شركات من أوروبا والولايات المتحدة والصين وأستراليا.
مخاطر كبيرة ترافق تغير مناخ العالم
بينما يجتمع مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير مناخ العالم في بالي، إندونيسيا، تظل المخاطر الماثلة على أشدها. فالتقرير التقويمي الرابع للجنة الحكومية حول تغير المناخ يوضح أن ارتفاع حرارة الكرة الأرضية هو واقع "لا لبس فيه" تأثيراته الآن باتت ملموسة حول العالم.
وكانت وكيلة وزارة الخارجية بولا دوبريانسكي قد أبلغت الكونغرس مؤخرا أن "تغير المناخ هو مشكلة خطيرة، وأن البشر يساهمون في ذلك، ونحن الآن في لحظة حرجة، "وقد التزمنا بالقيام بواجبنا."
وقالت، "إننا ننشد خريطة طريق في بالي، تدفع بالمفاوضات قدما" وفق مؤتمر الإطار التابع للأمم المتحدة حول تغير المناخ الذي سينعقد في العام 2009. وتتولى دوبريانسكي قيادة الوفد الأميركي، الذي يضم أيضا المفاوض الرئيسي حول المناخ هاريان واطسون. بحسب موقع يو أس انفو
ووفقا لتقرير اللجنة الحكومية حول تغير المناخ، فإن غازات الدفيئة، خصوصا ثاني أكسيد الكربون، التي تنتج عن نشاط بشري، تساهم بصورة رئيسية في ارتفاع حرارة الكرة الأرضية. ويعتبر تخفيض الابتعاثات حاسما للمحافظة على بيئة الكرة الأرضية. وقد رؤيت تأثيرات حرارة الكرة الأرضية التي يتعذر عكس اتجاهها، غير أن العلماء يقولون إن العمل الفوري يمكنه أن يوقف الكثير من التأثيرات السلبية الأخرى.
ويقول التقرير إن من بين التأثيرات الممكنة، انخفاض مستوى البيئة الحيوانية وفقدان ما يصل إلى 30 بالمئة من الأجناس النباتية والحيوانية وارتفاع مستوى مياه البحر 1.4 مترا بحلول العام 2100. وسيتأثر انتاج المحاصيل الزراعية؛ وستحدث هجرة بشرية كبيرة. والعالم النامي هو الأكثر عرضة للخطر.
وقال واطسون بعد نشر الملخص النهائي لتقرير اللجنة الحكومية حول تغير المناخ في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، "إن بالي هي نقطة انطلاق، وليست نهاية."
وتشترك في مؤتمر بالي الذي سيمتد من 3 الى 14 كانون الأول/ديسمبر، 191 دولة وسينظر في طرق لمواجهة الأزمة البيئية التي تلوح في الأفق.
وقالت آنجيلا آندرسون، نائبة الرئيس لبرامج المناخ في مؤسسة تروست للبيئة الوطنية، وهي هيئة غير حزبية تدافع عن المواطنين مركزها واشنطن، إن المشاركين يواجهون أسئلة صعبة.
وسألت، "هل سنستمر في الاحتفاظ بالشعور بالمسؤوليات المشتركة ولكن المختلفة؟ وقالت، الجميع موافقون على أنه ينبغي على العالم النامي أن يساهم تجاه تخفيض الابتعاثات ... وقد جعلت اللجنة الحكومية حول تغير المناخ من الواضح أنه إذا خفضت الدول المتقدمة وحدها الابتعاثات، فإننا لا نستطيع الوصول إلى حيث نريد أن نذهب" لإحداث استقرار في ابتعاث غازات الدفيئة.
وقالت" هناك حاجات هائلة تتجاوز مساعدات التنمية النموذجية للإعالة التي تقدمها الولايات المتحدة ودول أخرى."
وقالت آندرسون، إن التحدي "الأصعب" والأهم هو "وضع المادىء المرشدة لأهداف التخفيض خلال العامين القادمين." وأضافت، إنه أثناء المحادثات التي جرت في الأمم المتحدة في شهر آب/أغسطس، جرى تحديد الأهداف لاتفاق يضع تخفيض الابتعاثات إلى ما دون مستواها الحالي بنسبة 25 – 40 بالمئة.
ويقول مسؤولو الولايات المتحدة إن العناصر الرئيسية التي ينبغي التفاوض حولها في وجه التغير السريع في مناخ الكرة الأرضية كما جرى شرحا مفصلا في تقرير اللجنة الحكومية حول تغير المناخ هي التخفيف، التكيف وتطوير ونقل التكنولوجيا.
وقال جيمس كونوتون، رئيس مجلس البيت الأبيض حول نوعية البيئة، "إن القضايا تتطلب عملا سريعا، ونحن بحاجة لأن نقدم بصورة أسرع، التكنولوجيا التي تجعل من الممكن إيجاد حل دائم. وأضاف، إن الولايات المتحدة تريد اتفاقات مقبولة بصورة متبادلة مع دول أخرى للحد من ابتعاث غازات الدفيئة بصورة لا تعيق التقدم الاقتصادي.
ويقول مسؤولون أميركيون إن حكومة الولايات المتحدة تروّج وتمول سلسلة واسعة من البرامج، المحلية والدولية، لتلطيف هذه النتائج السيئة المحتملة. والتعاون مع الدول الاقتصادية الكبرى في أوروبا وآسيا لاستثمار تكنولوجيات الطاقة الحالية النظيفة والتي يمكن المحافظة عليها وتطوير وتكنولوجيات أخرى هو أولوية قصوى.
وشراكة آسيا- الباسفيكي حول التنمية النظيفة وشراكة المناخ وطاقة القرية العالمية هما مبادرتان من ذلك النوع تشترك فيهما الحكومات والقطاع الخاص في الصين، الهند، اليابان، وجمهورية كوريا وأميركا اللاتينية للعمل في اتجاه أهداف التنمية النظيفة إلى جانب أهداف وطنية.
وقال راجيندرا باتشوري، رئيس اللجنة الحكومية حول تغير المناخ لوكالة أسوشييتد برس، "إن ما يمكن أن يحدث في مالي هو اتفاق حول خريطة طريق للمستقبل." وقال إنه يتوقع أن تكون هناك "جداول زمنية ومواعيد نهائية" تمتد إلى ما بعد 2012. ويذكر أن الموعد النهائي لبروتوكول كيوتو، الذي يلزم الدول الموقعة بأن تخفض ابتعاثات غاز الدفيئة هو 2012.
وتبرز الإلحاحية أدلة علمية ظهرت أخيرا لم تنعكس في تقرير اللجنة الحكومية حول تغير المناخ. ويقول العلماء إن الأدلة الجديدة تثير الذعر.
وقالت آنجيلا آندرسون، "إن الجزء المروّع من الدراسة الأخيرة هو أنه يبدو على أن تأثيرات تغير المناخ تحدث بصورة أسرع مما توقعنا" لكنها شددت مع ذلك على الناحية الإيجابية قائلة "إن تقديرات التكنولوجيا، والحلول، وسيناريوات التخفيض المتوفرة، هي في متناولنا. إنها قابلة للتحقيق متى نظرنا إلى كلفتها الاقتصادية على المستوى العالمي. إننا نستطيع أن نخفض أسوأ تأثيرات حرارة العالم، إذا توفرت الإرادة السياسية عبر العالم لعمل ذلك."

الاحتباس الحراري ودفء الأرض يجلب الجوع ويذيب الجليد ويغرق اراضي الفقراء

شبكة النبأ: تفيد تقارير دولية وعلمية بأن ظاهرة الاحتباس الحراري ودفء الأرض قد يؤدي إلى زيادة الفقر في أفريقيا وذوبان الكثير من أنهار الجليد وزيادة الاعاصير وارتفاع مناسيب المياه. وحذرت أيضا من أن الدول الأشد فقرا ستكون على الأرجح هي الأكثر معاناة.
فقد تنبأت هيئة معنية بالمناخ تابعة للأمم المتحدة وهي تقدم أكثر الدراسات شمولا حول التأثيرات الاقليمية لتغير الطقس منذ عام 2001 بحدوث مزيد من موجات الحر في دول مثل الولايات المتحدة وأضرار بصخور المرجان بما في ذلك الحاجز المرجاني العظيم قبالة الشواطيء الأسترالية. بحسب رويترز.
وقال اتشيم شتينر رئيس برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة بشأن التأثير المحتمل لزيادة درجات الحرارة التي تلقى باللائمة فيها إلى حد بعيد على الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن حرق الوقود الحفري "نحن نتحدث عن مجموعة من التطورات التي يحتمل أن تكون كارثية".
وأضاف لرويترز "حتى (مجرد) زيادة (بمقدار) نصف متر في مستويات البحار ستكون لها عواقب وخيمة في بنجلادش وبعض الدول القائمة على جزر."
ويجتمع علماء ومسؤولون من أكثر من دولة في بلجيكا ابتداء من يوم الإثنين القادم لمراجعة ملخص يتألف من 21 صفحة لواضعي السياسات في التقرير واقراره وسط خلافات حول بعض ما تم التوصل إليه بما في ذلك إلى أي مدى قد تسهم زيادة درجات الحرارة في تفشي الأمراض.
وبين التكهنات المتشائمة يتوقع التقرير أن تذوب الأنهار الجليدية في الهيمالايا وهي أعلى سلسلة جبال في العالم مما سيكون له تأثيرات على مئات الملايين من البشر.
وقالت مسودة ملخص فني إنه "إذا استمر الدفء بمعدلاته الحالية فقد تذوب الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا بمعدلات سريعة جدا مما يؤدي إلى تقلص المساحة الحالية التي تبلغ 500 ألف كيلومتر مربع إلى 100 ألف كيلومتر بحلول الثلاثينات من القرن الحالي."
ومن المرجح أن تكون المشاكل أشد وطأة في الدول الفقيرة مثل دول أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا حيث يحتمل أن يتعرض ملايين آخرون من البشر للجوع بسبب الأضرار التي تلحق بالزراعة وموارد المياه.
لكن بعض الدول ستجني بعض الفوائد وفقا لما ورد في مسودة التقرير الذي أعدته الهيئة الحكومية بشأن التغير المناخي التي يسهم في أعمالها 2500 عالم.
وقالت إن مساحة الأراضي الزراعية العالمية قد تزداد عندما تزيد الحرارة ثلاث درجات مئوية قبل حدوث غرق على مستوى العالم. وقد تنمو المحاصيل بشكل أفضل في الدول البعيدة عن المدارات الإستوائية مثل كندا وروسيا ونيوزيلندا والدول الاسكندنافية.
لكن دفء الارض سيضرب الدول الغنية بطرق أخرى. فقد تتحول منطقة البحر المتوسط إلى منطقة قاحلة. وفي الولايات المتحدة قد تؤثر زيادة مياه البحار والعواصف "تأثيرا بالغا على وسائل النقل على امتداد شواطيء خليج (المكسيك) والمحيط الأطلسي والشواطيء الشمالية."
وتعتبر الأمم المتحدة أن التقرير اضافة إلى تقرير في فبراير شباط توصل إلى أن من المرجح بنسبة تزيد على 90 في المئة أن دفء الارض مؤخرا له أسباب أغلبها من صنع البشر. وسيزيد ذلك الضغوط على الحكومات لفعل المزيد لوقف الإضرار بالمناخ.
وقال شتاينر "عبرنا المرحلة التي لا رجعة بعدها" مضيفا أن العامة والحكومات والشركات تبدو مقتنعة بأن دفء الأرض تهديد رئيسي وليس نظرية مبهمة يختلف حولها العلماء.
وأضاف "أن (الأمر) لم يعد يتعلق بما إذا كان (التغير المناخي) يحدث أم لا ولكنه يتعلق بكيف نتصدى له."
وبالرغم ذلك توقفت المحادثات بشأن معاهدة عالمية تمدد أمد معاهدة كيوتو التي تحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بعد عام 2012. ولا تلتزم سوى روسيا بحدود قصوى بموجب معاهدة كيوتو من بين أكبر الدول التي تصدر منها الانبعاثات وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند.
وقال جيمس مكارثي أستاذ جغرافيا المحيطات البيولوجية في جامعة هارفارد الذي شارك في رئاسة الهيئة الحكومية بشأن التغير المناخي عندما أصدرت تقريرا مماثلا آخر مرة في عام 2001.
وتنبأ بالتغلب على الخلافات. وقال "أعتقد أنه سيكون من المستبعد جدا عدم التوصل إلى اتفاق نهائي في بروكسل." وأضاف "سيكون (شيئا) لم يسبق له مثيل".
كما أظهرت دراسة دولية نشرت مؤخرا أن عشر سكان العالم يعيشون في مناطق ساحلية معرضة لارتفاع مستوى البحر وعواصف أشد ربما يتسبب فيها ارتفاع درجة حرارة الارض.
وحث الباحثون حكومات على احداث تغييرات في سياساتها ربما تكلفها مليارات الدولارات لتشجيع مزيد من التوطن في الداخل بدلا من المناطق الساحلية الممتدة من الصين الى ولاية فلوريدا الامريكية التي ربما تعاني من المزيد من العواصف وتاكل شواطئها.
وطبقا للدراسة التي ستنشر في عدد شهر أبريل نيسان من مجلة "اينفايرومنت اند ايربانايزشن" فان المناطق التي يقل ارتفاعها عن سطح البحر عن عشرة أمتار "تشكل نسبة نحو 2 في المئة من أراضي العالم وتضم 10 في المئة من سكانه."
وقال الباحثون من الولايات المتحدة وبريطانيا في مقالهم "إن التوطن في الاراضي الساحلية المنخفضة معرض بصورة خاصة للمخاطر الناجمة عن تغير المناخ وعلى الرغم من ذلك فان تلك الاراضي المنخفضة بها كثافة سكانية عالية واخذة في النمو بصورة سريعة."
وتشير تقديرات الدراسة التي تستند الى حسابات أجريت عبر الكمبيوتر لتوزيع السكان ومعلومات حصلت عليها الاقمار الصناعية لادارة الطيران الفضاء الامريكية (ناسا) الى أن 634 مليون نسمة كانوا يعيشون في المناطق الساحلية في عام 2000 بمن فيهم 360 مليون في البلدات والمدن.
وتبلغ نسبة من يعيشون في قارة اسيا من هؤلاء السكان 75 في المئة. وتروج العولمة لتغيير نحو استيطان السواحل في دول مثل الصين والهند من خلال تعزيزها لتجارة دولية تعول بصورة كبيرة على الشحن البحري.
وتوقع خبراء الامم المتحدة في مجال المناخ الشهر الماضي احتمال أن يطرأ ارتفاع على مستويات سطح البحر متراوحا بين 18 الى 59 سنتيمترا بحلول عام 2100 على أن يستمر في الارتفاع لعقود من الزمن. كما توقع الخبراء حدوث تغييرات بما فيها عواصف أشد وموجات جفاف وارتفاع في درجات الحرارة نظرا لانبعاثات الغازات الضارة التي تنتج أساسا من احتراق الوقود الحجري.
ويقول التقرير الذي ينشر يوم الاربعاء إنه حتى الذين يعيشون على ارتفاعات تصل الى 10 أمتار فوق سطح البحر ربما يتعرضون للاعاصير المدمرة وانخفاض سطح الارض وتاكل دلتا الانهار أو طغيان المياه المالحة على الاراضي المنزرعة.
وقال جوردون مجراناهان المؤلف الرئيسي للتقرير في المعهد الدولي للبيئة والتنمية ومقره لندن "اذا كنت في تلك المنطقة فعليك أن تأخذ على محمل الجد الموضوعات المتعلقة بارتفاع سطح البحر."
وتصنيفا لتلك الدول المعرضة للخطر تبعا لتعداد السكان فان الصين هي أكثرها عرضة للخطر حيث يبلغ عدد سكانها الذين يستوطنون المناطق الساحلية 143 مليون نسمة ثم تأتي بعدها في الترتيب الهند وبنجلادش وفيتنام واندونيسيا واليابان ومصر والولايات المتحدة.
وبمقياس اخر فان الدول الجزر سوف تكون الاكثر تضررا فأكثر من نسبة 90 في المئة من سكان جزر المالديف ومارشال وتوفالو وكيمان وجزر تيرك وكايكوسي يعيشون في منطقة يقل ارتفاعها عن 10 أمتار فوق سطح البحر.
من جهته قال نائب رئيس زامبيا روبياه باندا إن أكثر من 1.4 مليون شخص يحتاجون الى الطعام بعد أن دمرت الفيضانات محاصيل الذرة البيضاء وتركت الاف الاشخاص بلا مأوى.
وقال باندا للصحفيين من وسائل الاعلام الرسمية إن الحكومة انتهت من اجراء تقييم لحجم الكارثة والذي أظهر أن 1.4 مليون شخص سيحتاجون الى معونات غذائية في عام 2007.
وأضاف أن 41 من 73 اقليما في زامبيا تأثرت بالفيضانات التي دمرت محاصيل الذرة والمنيهوت والسرغوم والدخن.
ونقلت صحيفة ديلي ميل الزامبية المملوكة للدولة عن باندا قوله "تشير التقديرات الى أن الفيضانات أثرت على 1.443563 شخصا ويحتاج 295148 شخصا الى مساعدات اغاثة فورية."
ويقول المسؤولون إن الامطار الغزيرة التي اكتسحت افريقيا الجنوبية دمرت أيضا منازل ومدارس وعيادات في العديد من المناطق الريفية في زامبيا.
وفي عام 2003 اضطر 1.1 مليون زامبي للاعتماد على المساعدات التي يقدمها برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة بعد أن دمرت الفيضانات زراعات الذرة.
وتعافت زامبيا في عام 2005 عندما حققت فائضا تبعه تحقيق فائض اخر في عام 2006 والذي أدى الى صادرات زراعية وجهت أساسا لزيمبابوي وجمهورية الكونجو الديمقراطية.
وحظرت الحكومة منذ أسبوعين تصدير الذرة لحين اكتمال توقعاتها للمحصول الجديد لتفادي حدوث أزمة غذائية.


التغير المناخي يهدد الاستقرار في الشرق الاوسط
ذكر تقرير دولي ان التغير المناخي قد يشعل "حروبا بيئية" في الشرق الاوسط بشأن موارد المياه الشحيحة أصلا ويثني اسرائيل عن أي انسحاب من الاراضي العربية المحتلة.
وركزت محادثات السلام الفاشلة بين سوريا واسرائيل على مدى عشر سنوات تقريبا على المياه في مرتفعات الجولان المحتلة والمناطق المحيطة بها. كما ان موارد المياه من نقاط الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين الساعين لاقامة دولة لهم.
وفيما يتعلق بالنزاع السوري الاسرائيلي قال التقرير ان بواعث القلق الاسرائيلية بشأن "الامن الغذائي وانخفاض الانتاجية الزراعية قد يغير الحسابات الاستراتيجية بشأن امكان الانسحاب" من مرتفعات الجولان التي احتلتها في حرب عام 1967. بحسب رويترز.
وأضافت الدراسة التي مولتها الدنمرك واجراها المعهد الدولي للتنمية المستدامة وهو منظمة مستقلة مقرها كندا "توقع حروب بيئية مقبلة قد يعني ضمنيا ان طريقة التعامل مع تضاؤل الموارد هي زيادة السيطرة العسكرية عليها."وتمد الجولان بحرية طبرية خزان المياه الرئيسي لاسرائيل بثلاثين في المئة من مياهها.
وفيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني اوضح التقرير ان ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة التغير المناخي يهدد بتلويث الخزان الجوفي الوحيد في غزة والذي يمد 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع بالمياه.
والخزان الجوفي الساحلي الذي تشترك فيه اسرائيل هو المورد الوحيد لمياه الشرب العذبة لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال التقرير ان جودة مياهه رديئة للغاية.
وفي الضفة الغربية المحتلة التي يحكمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس تسحب اسرائيل المزيد من المياه من معظم الخزانات الجوفية التي تشترك فيها مع الضفة وتقيد استخدام الفلسطينيين للمياه.
وقال التقرير ان تغير المناخ سيقلص موارد المياه في انحاء الشرق الاوسط.واضاف "في منطقة تعتبر بالفعل الاكثر شحا في المياه في العالم تتوقع الانماط المناخية جوا اكثر سخونة وجفافا واقل نمطية في تغيراته."
وذكرت الدراسة التي ركزت على بلاد الشام وهي المنطقة القديمة التي تضم حاليا سوريا والاردن واسرائيل ولبنان والاراضي الفلسطينية "سيؤدي ارتفاع الحرارة ونقص الامطار الى انخفاض جريان الانهار والجداول وابطاء معدل اعادة امتلاء خزانات المياه الجوفية ورفع منسوب مياه البحر باطراد وجعل المنطقة كلها اكثر جدبا."
وصدر التقرير هذا الاسبوع في المعهد الدنمركي في دمشق القديمة في اطار الانشطة التي تسبق مؤتمرا كبيرا للامم المتحدة في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول سيناقش معاهدة جديدة للتصدي لمشكلة التغير المناخي.
وتوقعت الدراسة احتمال ان يؤثر نقص المياه والازمات الناجمة عن تغير المناخ على اقتصاديات بلاد الشام بحلول عام 2050. ويتوقع ان ينمو عدد سكان بلاد الشام خلال 40 عاما الى 71 مليون نسمة من 42 مليونا العام الماضي. ويتوقع ان تزيد الحرارة في المنطقة نفسها بما بين 2.5 و3.7 درجة مئوية في الصيف وما بين درجتين و1 ر3 درجة في الشتاء مما يغير المناطق المناخية ويعرقل الزراعة.
كم من المال نحتاج للتكيف مع التغيرات المناخية؟
في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى ستة أشهر على مؤتمر كوبنهاغن حيث من المتوقع أن تتوصل الدول إلى اتفاق حول تغير المناخ في شهر ديسمبر/كانون الأول، صدر تقرير جديد يدعم الدعوة لجمع المزيد من الأموال، التي يجب أن تضاف إلى مساعدات التنمية، من أجل دعم الدول الفقيرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
وقد صدر هذا التقرير الذي يحمل عنوان: "سد الثغرات: الحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع تغير المناخ في البلدان النامية" عن اللجنة الدولية لتغير المناخ والتنمية (CCCD)، التي تم تشكيلها عام 2008 من قبل الحكومة السويدية تحت رئاسة غونيلا كارلسن، وزيرة التعاون الإنمائي الدولي بالسويد.
ويحث التقرير، في المرحلة الأولى من نهجه المعتمد على مرحلتين، الدول الغنية على سرعة جمع ما بين مليار وملياري دولار لمساعدة الدول الأكثر تعرضاً لآثار ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تتمثل في الجزر التي تشكل دولاً ذات دخل منخفض بالإضافة إلى البلدان الأفريقية.
وذكر التقرير أن "هذا النهج التدرجي يهدف إلى تضييق فجوة الثقة بين البلدان الصناعية والبلدان النامية". وأضاف أن "الخطوة التالية تتمثل في توفير آلية فعالة لتمويل التكيف التي من شأنها أن تنبثق عن المفاوضات المتعلقة بالمناخ".
قد علقت اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ والتنمية أن المساعدات الإنمائية الرسمية التي تقدمها الدول الغنية وغيرها من الأموال العامة "قد لا توفر كل الموارد اللازمة لتمويل جهود التكيف لجميع البلدان النامية على المدى البعيد". كما أنه من المحتمل أن يتسبب الركود الاقتصادي العالمي في تقليص التمويل المتاح.
وقد شكلت قضية المال المخصص للتكيف مع المناخ وتحويل المساعدات الإنمائية الرسمية إليه القضية الرئيسية في المحادثات حول الاتفاق الجديد الذي من شأنه أن يحل محل بروتوكول كيوتو، وهو الاتفاق الدولي للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وذلك عندما ينقضي في عام 2012.
ففي إطار مبدأ "الملوث يدفع"، يجب أن تلتزم الدول الصناعية بمساعدة البلدان النامية على التكيف مع تغير المناخ غير أن البلدان النامية وجماعات الضغط المعنية بمناصرة البيئة بدأت تتذمر من عملية تحويل المساعدات الإنمائية الرسمية لتغطية تكاليف التكيف.
من جهته، أفاد أنتونيو هيل، كبير مستشاري السياسات في منظمة أوكسفام، وهي وكالة تنموية مقرها المملكة المتحدة، أن نتائج التقرير مهمة للغاية لكون السويد ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو/تموز 2009، ولذلك "يمكننا أن نفترض أن هذا سيوفر مرجعاً هاماً في الوقت الذي تتزعم فيه السويد مبادرة التمويل الأوروبي ... لتقديمها في كوبنهاجن (في شهر ديسمبر/كانون الأول)".
من جهته، أفاد يوهان سكار، مدير اللجنة الدولية لتغير المناخ والتنمية، أن السويد بصدد اتخاذ موقف مبني على التقرير، كما يجري تحضير مسودة ورقة مشتركة من المفوضية الأوروبية ورئاسة الاتحاد الأوروبي وستكون جاهزة في مطلع شهر يوليو/تموز.
وتتكون اللجنة الدولية لتغير المناخ والتنمية من 13 شخصية بارزة من بينها الكينية الفائزة بجائزة نوبل وانغاري ماثاي وخبيرة البيئة الهندية سونيتا ناراين ونائبة رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنجيلا كروبر ونائبة رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارغريتا والستروم وجاك إيغرين رئيس المؤسسة السويسرية لإعادة التأمين التي تعتبر واحدة من أكبر شركات إعادة التأمين.
وقد جاء في التقرير أن "التكيف يتطلب تحقيق التنمية المستدامة عبر الاستجابة لاحتياجات الحاضر بطرق لا تضر بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها". بحسب شبكة الأنباء الإنسانية.
كما أشار التقرير إلى أن مجموع المساعدات الإنمائية الرسمية بلغ 104 مليارات دولار في عام 2007. وقد قدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومقرها باريس، أنه يمكن اعتبار أكثر من 60 بالمائة من المساعدات الإنمائية الرسمية مرتبطاً بالتكيف. وأفاد التقرير أنه "لا بد من أن يتم توضيح الدور المناسب الذي تلعبه المساعدات الإنمائية الرسمية في دعم التكيف مع المناخ".

ازمة الاحتباس الحراري العالمي
أزمة الاحتباس الحراري العالمي
________________________________________
مع توسّع "اللائحة الإتهامية" لـ "المتورطين" بأزمة الإحتباس الحراري العالمية، وصلت الإتهامات أخيراً الى مجال المعلوماتية والاتصالات. الإتهام المباشر الموجّه الى "الثورة الرقمية" هو المساهمة في بتعميق أزمة الإحتباس الحراري عبر زيادة إنبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون CO2. وانطلاقا من المساهمة في إستهلاك الطاقة التي تسبب معاملها إنبعاث الغازات، مرورا بالحرارة التي تسببها مئات ملايين الشاشات وأجهزة الكومبيوتر و"الخوادم" Servers، وصولاً الى مساهمة نفايات مصانع أجهزة الكومبيوتر في إنبعاث المزيد من الغازات... قطاع المعلوماتية والاتصالات متهم الى أن يثبت العكس. لكن كيف بالتحديد يساهم التطور التكنولوجي في تعميق الكارثة الطبيعية الكبيرة التي تحصل في العالم ضمن ما يسمى الإحتباس الحراري؟ وهل يقتصر دوره على تأزيم الوضع أم أنه يساهم أيضا في الحلول؟


متهم "خطير"

تقول مصادر "الإتحاد الدولي للإتصالات" التابع للأمم المتحدة، أنه ورغم الإتهامات الموجهة الى المعلوماتية والاتصالات في قضية الاحتباس الحراري، فان لهذا القطاع دوره المحوري في رصد أسباب الاحتباس والتخفيف من آثاره وإيجاد الحلول سواء من خلال قطاع المعلوماتية والاتصالات أو من خلال قطاعات أخرى كالطاقة والنقل والإنشاءات.
وتشير تقارير الى أن أسباب الاحتباس الحراري تتضمن مصادر طبيعية كالبراكين، إلا أن النسبة الكبرى من الأسباب هي من صنع الإنسان وتؤدي بشكل جلي إلى رفع حرارة الأرض من خلال ما يسمى "غازات البيوت الزجاجية" (Green House Gases (GHG. و"غازات البيوت الزجاجية" GHG هي رمز وإختصار لمجمل مسببات إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون التي تتضمن بيوت الزجاج الخاصة بالمزروعات ومحطات الطاقة والسيارات والطائرات وكل ما ينفث غاز ثاني أوكسيد الكربون. وتورد دراسة صادرة عن "الاتحاد الدولي للإتصالات" أن قطاع المعلوماتية والاتصالات يساهم بحوالى 4 في المئة من هذه الغازات بشكل مباشر، وبحوالى 14 في المئة بشكل غير مباشر (في حال إحتساب إستهلاكه للطاقة وسواها من الجوانب السلبية المساهمة في إنبعاث الغازات).
الإسهامة المباشرة الواضحة للمعلوماتية والاتصالات في رفع درجات حرارة الأرض تمثّل في الإرتفاع الكبير لعدد الكومبيوترات وأجهزة الخلوي. وفي غضون عقد من الزمن، أي بين عامي 1996 و2006، إرتفع عدد أجهزة الخلوي من 145 مليوناً الى 2.7 مليار. وفي الفترة عينها إرتفع عدد مستخدمي الإنترنت من 50 مليوناً الى 1.1 مليار. يضاف أيضا أجهزة كالتلفزيون ومشغلات DVD وسواها. واليوم تشير إحصاءات إلى أن كل عائلة في البلدان المتقدمة تمتلك على الأقل جهازي تلفزيون ومجموعة الأجهزة الإلكترونية المتصلة الأخرى.


... ويد "بيضاء"

في المقابل يلعب قطاع المعلوماتية والاتصالات دورا إيجابيا في العلوم الخاصة بمراقبة المناخ العالمي. واليوم تستند عملية مراقبة التغير المناخي الناتج من الإحتباس الحراري، إلى الأجهزة المعلوماتية ومعدات الاتصالات والأقمار المدارية التي تراقب حركة الغطاء الثلجي في القطبين وتصورها وترصدها.
ومعروف مثلا أن رصد إنبعاث الرصاص من إحتراق الوقود حول العالم بات سهلا عبر مجموعة من الأساليب المستندة إلى فوائد الثورة الرقمية العالمية، ومن دونها كان من المستحيل مراقبة هذه الإنبعاثات فضلا عن رصد نسب ثاني أوكسيد الكربون حول العالم.
واليوم تعمل جهات مختلفة في قطاع المعلوماتية والاتصالات العالمي على الحد من إستهلاك الطاقة في أجهزة المعلوماتية والإتصالات.
وتتوقع بعض الجهات الرقابية في مجال رصد إستهلاك الطاقة عالميا أن تنخفض حصة إستهلاك الطاقة في قطاع المعلوماتية والاتصالات تدريجا خلال الفترة المقبلة نتيجة الإجراءات والسياسات التي وضعتها شركات صناعة الكومبيوتر والخلوي ومشغّلو شبكات الاتصالات حول العالم.


ليست "نكتة"

رغم الإهتمام الكبير والتغطية الواسعة بقضية الإحتباس الحراري في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أنها لا تزال موضوعا ثانوياً في البلدان النامية التي تملك ما يكفيها من المشكلات. لكن تداعيات هذه الأزمة ستصل في النهاية إلى هذه البلدان، وستضاف أزمة جديدة إلى لائحة الأزمات. فالإحتباس الحراري يسبّب ارتفاعاً في درجات الحرارة، وهذا يسبب بدوره مشكلة في القطاع الزراعي. والبلدان النامية تعتمد بشكل كبير على قطاع الزراعة في إقتصادها.
فضلا عن ذلك سيسبب الإحتباس الحراري في النهاية إرتفاعا في مستويات البحار حول العالم، وستصل نسبة الارتفاع مستقبلا الى عشرات الأمتار مما سيؤدي الى غمر كل المدن الساحلية حول العالم بمياه البحار. وللبلدان النامية حصة كبيرة في هذه الكارثة الآتية، إذا لم تتدارك البشرية المأزق الذي صنعته لنفسها.

الاحتباس الحراري والحلول المقترحة :
وذهب العلماء إلى أكثر من وسيله لتحقيق هذا الحل الذي شاع عليه مصطلح

(Geo. engineering)


نبدأ مع عالم المناخ (جون لايثام) والمهندس (ستيفن سالتر)





ستيفن سالتر يمين الصوره و جون لايثام يسار الصوره

يعتقدان أن بإمكاننا تخفيض حرارة الأرض وذلك بزيادة عاكسية الغيوم

لأشعة الشمس 10% أكثر من الطبيعي

فهما يصممان سفن قادره على نفث جسيمات مياه البحر إلى الغيوم التي يراد زيادة عاكسيتها لأشعة الشمس

ووضعا تصوراً لأسطول يتكون من 1500 (ألف وخمسمائه) من هذه السفن



يتنقل بين محيطات العالم لاستهداف الغيوم المطلوبه ورشها

ومازال أمامهم دراسه طبيعه لهذه الجسيمات ومدى فاعليتها

وتصميم تقنية السفن وبنائها

بعض العلماء يرى أن هذه الطريقه غير آمنة وأنها ستتسبب بفيضانات في مناطق وجفاف في مناطق أخرى كأفريقيا على سبيل المثال وبالتالي ستقضي على غابات ثمينه واعتبروها مخاطره كبيره

لأن أشعة الشمس لها فوائد كثيره وليس فقط تدفئة الأرض


ولكن جون لايثام والبعض الآخرين من العلماء يجدونها الطريقة الأسلم لتخفيض درجة الحراره

خاصةً أنها تنفذ على مراحل فإن كانوا مخطئين سيتم التوقف فوراً وستعود الحاله إلى طبيعتها في غضون أيام

ولدى العالم الفلكي المشهور (روجر آينجل) حل آخر ولكن هذه المره من الفضاء
روجر آينجل

فكره مذهله كما وصفها بعض العلماء وهي أن يعكس جزءاً من الطاقة الشمسية بعيداً عن الأرض

ويقول روجر( إن خفضنا الطاقة الشمسيه بمقدار 2% فهذا كافٍ لإعادة حرارة الأرض إلى ما كانت عليه قبل المرحله الصناعيه )

وتقتضي فكرة آينجل بناء حاجب شمسي فضائي يتألف من (16ترليون) عدسة

سيحفر على كل عدسة قالب يحرف 1.8% من طاقة الشمس





الفكره سهلة الاستيعاب ولكن تحديات التنفيذ هائله,

هذا المشروع أضخم من مشروع (أبولو)

فمشروع أبولو كان يزن مئات الأطنان بينما هذا المشروع يزن ملايين الأطنان

كلفة هذا المشروع قد تلغيه قبل بدأ التجارب ولتقليل هذه الكلفه سيحاول فريق آينجل تصنيع أخف العدسات في العالم ومع هذا قد تعجز أنظمة الإطلاق اليوم عن إرسال تريليونات منها إلى الفضاء لهذا سيتم تطوير أنظمة إطلاق جديده غير تقليديه وتجربتها





ومنها نظام يستخدم طاقه إلكترومغناطسيه قد يستطيع هذا النظام إيصال العدسات إلى نقطه تبعد 1.6 مليون كيلومتر في الفضاء ولكن لا يضمن سلامة العدسات الرقيقة

ومع هذا سيكلف هذا المشروع من ترليون إلى ثلاثة تريليونات دولار أمريكي وهو حل غير فعلي


اعترض بعض العلماء بحجج أنه قد يساعد إذا ما تم تبريد حرارة الكوكب بهذه الطريقه أن تتمادى الحضارة البشريه بتلويث الكوكب وزيادة المخاطر

وأن هذا المبلغ لو أنفق على مصادر الطاقه البديله لحلت المشكله من جذورها

الخيار الآخر هو أن نخفض الغازات الضاره من الجو بدل إعاقة أشعة الشمس

فهذه الغازات رغم أنها غير مرئية إلا أن آثارها ظاهره واضحة المعالم

فالجزر المرجانيه والجزر الصغيره في وسط المحيطات يوماً بعد يوم تغرق ببطء تحت الأمواج




وهنالك قطع من الجليد تتجاوز مساحتها الـ 400 كيلومتر مربع تنفصل عن الأرصفه الجليدية في القاره القطبيه الجنوبيه.





وأول ما نتحدث عن امتصاص ثاني أكسيد الكربون يتبادر إلى الأذهان النبات الأخضر

يقول المهندس البيئي مارك هودجز(أننا نفقد مساحات شاسعه كل يوم من الغابات الخضراء)

لأسباب عده منها الصناعات الخشبيه

مارك هودجز

يريد هودجز أن يعيد زرع المناطق التي أزيلت أشجارها

حل بسيط إن نجح قد يساعد في مكافحة التغيرات المناخية وأضرارها

ولكن المساحات شاسعه لذا اقترح إنتاج ملايين القوارير على شكل قنابل دينامية هوائيه صغيره تحمل نباتات صغيرة

ثم رميها من الطائرات بكميات كبيره ليتم إعادة زرع مناطق واسعة بتكلفه معقوله وخلال فترة قصيره.

نبات المنغروف نبات ساحلي وهو الأكثر فعاليه في امتصاص ثاني أكسيد الكربون




إن نجحت خطة هودجز يمكن زراعة هذا النبات على جزر وسواحل العالم على نطاق واسع

رغم أنه يعاب عليها بأنها ستكون غابات من شجره واحده غير منوعه و أن نمو هذه الأشجار يحتاج إلى عقود من الزمن بالرغم من أننا نحتاج إلى التحرك الفوري

العالم ديفد كيث يضع حل مثير

ديفد كيث

يريد أن يصنع آلات تستهلك القليل من الطاقة وتستطيع جمع كميه كبيره من غاز ثاني أكسيد الكربون

وذلك عندما تمتص هذه الآلات الهواء تمتزج المركبات الكميائيه بداخلها
مع غاز ثاني أكسيد الكربون لتزيل 50% منه من الهواء ويتم تخزين هذا الغاز الضار.






ولكن بعض العلماء يستفسرون أين سيتم تخزين مليارات الأطنان من هذا الغاز!!

وماذا سيحدث لو تسرب يوماً بخطأ غير مقصود فالمشاريع الكبيره دائماً تتعرض للأخطاء الغير مقصوده ؟؟

وقد ينتج عن تشغيل التجربه كميات من الكربون أكبر من تلك التي تم سحبها.


وبعد اقتراح الغابات وأجهزة التنقيه هناك حل آخر لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو

الدكتور براين فون هيرزون وزميليه دايف كارل و ريكاردو لوتالييه

من جامعتي هاواي و أوريغون يريدون تسخير قدرة المحيطات على امتصاص الكربون

من خلال العوالق النباتيه المجهريه التي تنمو قرب سطح المحيطات والبحار وتمتص الكربون عن طريق عملية التمثيل الضوئي ومن ثم يطرح الأكسجين
العوالق
يقدّر العلماء أنها تنتج مايقارب 90% من الأكسجين الذي ينتج على الكوكب.

يحاول الدكتور براين وفريقه جعل هذه العوالق تتكاثر بأعدد تكفي لامتصاص الفائض من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يرفع حرارة الكوكب

الوسيله لجعل العوالق تتكاثر بالشكل المطلوب

هو توفير الغذاء لها والذي يأتي بدوره من أعماق المحيط

لذا يسعى العلماء إلى بناء مضخات انبوبيه ضخمه تستخدم حركة الأمواج لرفع المياه الغنيه بالغذاء من عمق300 متر تقريباً إلى السطح

والتي - بفضل الله - ثم بفضلها ستتكاثر العوالق بأعداد كافيه

يعيب هذه الفكرة أن هذه العوالق بعد أن تمتص الكربون وبعد أن تموت ستهوي إلى قاع المحيط محمله بالكربون وبعد أن تتحلل سيتحرر الكربون ويزيد من نسبة الحمضيه في المحيطات وبالتالي العبث بنظام بيئي ضخم .

أضف إلى ذلك أن الغذاء الفائض قد يؤدي إلى تكاثر نوع من الطحالب التي تنتج سموم تفتك بالحيوانات والإنسان وهذه مخاطره كبيره.

جميع العلماء يتفقون على أن مشكلة الاحترار العالمي أو الاحتباس الحراري ستستمر إذا لم يتم تغيير مصادر الطاقه من الفحم والنفط إلى مصادر أخرى نظيفه

مثلاً الشمس تنتج يومياًّ طاقه تفوق الطاقه التي استخدمها الإنسان على مدى التاريخ

علينا تعلّم الطرق الأنسب لاستخراج الطاقه من أشعة الشمس عندما تصل أشعة الشمس إلى الألواح الشمسيه العاديه على الأرض فإن الغلاف الجوي يكون قد امتص 25% من طاقتها

لذا يسعى العالم جون مانكنز إلى جمع الطاقه الشمسيه قبل أن يعترضها الغلاف الجوي
جون مانكنز

تقتضي خطته بناء شبكة قطرها واحد كيلومتر ونصف من خلايا كهروضوئيه جديدة

تدور على ارتفاع 35 كيلومتر في مدار حول الأرض وتحول الطاقه الشمسيه إلى كهرباء

ثم يتم نقل الكهرباء عن طريق موجات إلى محطات استقبال ضخمه على سطح الأرض

ثم يتم توزيعها عن طريق شبكة كهربائية بهدف الاستهلاك.

هذه المره السياسة أبرز سلبيات هذه الفكرة من سيستخدم هذه التقنية ومن سيتحكم

في توزيعها ومن يسيء استخدامها فاليوم تخوض الحكومات الحروب من أجل الطاقة

مهندس الطيران فريد فيرغسون قضى 30 عاماً في صناعة المناطيد المتطورة لأغراض عسكريه وصناعيه
يريد فيرغسون تصميم تربينات خفيفة للاستفاده من طاقة الرياح
فريد فيرغسون

عند ارتفاعات تبلغ الـ 300 متر يريد نشر أسراب من هذه المناطيد حول العالم

لتحويل الطاقه الحركيه في الرياح إلى كهربائيه ومن ثم نقلها بواسطة كيبل خاص إلى شبكة الطاقه

ويقدّر أن التوربين الواحد سيزود 600 منزل بالطاقة اللازمه.

لكن المخاطر المترتبه على هذه التقنيه هو أن استهلاك الكثير من طاقة الرياح قد يؤثر بالمناخ وذلك بسحب الطاقة من الرياح وإبطائها.

رغم كل هذه الجهود لمكافحة الاحترار العالمي وتخفيض تركيز نسبة غاز ثاني

أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وذلك بابتكار مصادر للطاقة النظيفه أو معالجة الوضع الحالي تبقى التحديات حائله بين العلماء وبين تحقيق النجاح حيال هذه المشاريع العملاقه



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستعارات ....
- جنون وعظمة
- تمنياتي ومباركة
- العرب والعالم وادعاءات التحرير ومطامع الغزو في الشرق الاوسط
- مباركة وتهاني بحلول عيد الاضحى الكريم
- بغداد حاضرة الدنيا
- وقفة
- فتيل لا ينطفيء
- أساطير
- تركيبة العولمة الثقافية واستيراتيجية التعامل بين تآقلم الثقا ...
- كل شيء قدر لآجل
- براثن ضد البراءة
- أزمة العولمة واستيراتيجية التعامل في ضلها لآفاق مستقبلية
- جنة من خيال
- تقدير ومباركة لمؤسسة الحوار المتمدن
- النظام الاقتصادي سيادة مرحلة ومسار
- الحياة لغم ....... في أحلام وردية
- الاصلاح العربي ..... دور يلعبه الغرب
- عجبي كيف يقال للصمت أخرس
- سيرفس ....!!


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مكارم المختار - الاحتباس الحراري ملف دولي