أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - ديانة التوحيد القمري 1 ((مدخل))















المزيد.....

ديانة التوحيد القمري 1 ((مدخل))


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 16:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ديانة التوحيد القمري 1 ((مدخل))

أهمّ الأسئلة التي تعالجها هذه الأطروحة هي:

هل كان "الله" هو إله الديانات الإبراهيمية السابقة، أم أنّه كان إله القمر والحرب عند الشعوب العربية ما قبل الإسلامية؟

وإذا كان "الله" هو إله القمر والحرب لدى الشعوب العربية ما قبل الإسلام، فهل يمكننا القول أنّ الإسلام ما زال ديانة قمرية بالرغم من محاولة محمد إضافة العديد من القصص التوراتية المحرّفة إلى القرآن؟

بالنظر إلى هذه الأسئلة ما إذا كان "الله"/إله المسلمين هو إله القمر والحرب القديم، فإنّ هذه الأطروحة تعالج الكثير من الأدلّة المتوفّرة. وأغلب الأدلّة المتوفّرة والحالية حول إله القمر تتناسب مع هذه الفئات:

· الجغرافيا: كافة المناطق والأقاليم المحيطة بمكّة كانت شعوبها تعبد إله القمر وتعجّ فيها الديانات القمرية.

· الحجج اللاهوتية: نلاحظ أنّ حجج المسلمين ضدّ قول أنّ "إلههم/الله" هو إله القمرضعيفة وواهية وتميل لتصبح موضع شك، في حين أنّ الحجج التي تقول أنّ "الله" هو إله القمر تصبح أقوى وأقوى كما تعمّق الباحث في البحث.

· التراث: الأحاديث تثبت عبادة القمر، الطقوس التعبدية، التفكير، والتوجّه.

· القرآن: القرآن هو عبارةد عن كتاب مقدّس يتضمّن تعليمات لعبادة إله القمر والحرب، ويتمضمّن إلى جانب ذلك قصصاً توراتية مكرّرة ومحشورة كمادة لملء الفراغات. وأي قراءة دقيقة ومتمعّنة للقرآن تكشف التفسيرات الدينية التوراتية فيه، كما تميط اللثام عن أصول الديانة القمرية فيه والمعاكسة لهبادة الشمس التي تتخلّل الديانة المسيحية. القرآن يفرض فريضة "الحج" على المسلمين، والتي هي في أصلها طقس قمري تابع لعبادة إله القمر، وبعيد كل البعد ومعادٍ لعبادة الشمس، حيث أصبح هذا الطقس شائعاً ومنتشراً بكثيرة بين العرب بسبب شدّة حرارة الشمس الحارقة في شبه الجزيرة العربية. هنا أورد لكم عدّة أمثلة للتوضيح:

_ذو القرنين كان مسلماً صالحاً. ويشير اسم ذو القرنين إلى ملك يضع على رأسه تاجاً عليه هلال على شكل قرنين، وكان يعبد إله القمر. ذو القرنين يرى الشمس وهي تغرب في بركةٍ من الطين ((حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ)) [الكهف: 86]. يقول الباحثين غيب وكريمر عن ذو القرنين: ((القرنين يعودان في أصلهما إلى فكرة ميثولوجية قديمةٌ جداً. "نارام-سِنْ" على سبيل المثال كان يُمَثَّل بصورة الإله "أدَدْ أو حَدَدْ" لكن بقرنين)) [1]

_ الله الذي أرشد كلاً من محمد وإبراهيم من السماء {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144 والأنعام: 75-77] وفي مناسبةٍ أخرى استخدم الله الشمس لإرشاد أولئك الذين لجأوا إلى الكهف، أو أهل الكهف { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} [الكهف: 17]. أشار إبراهيم إلى النجم الشمالي الذي يدور حول القطب الشمالي ولا ينزل تحت خط الأفق {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي} [الأنعام: 76]. ثم أشار إبراهيم إلى القمر وقال هذا ربي { فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي } [الأنعام: 77]. في النهاية، رأى إبراهيم الشمس، ولما قارن بين الشمس والنجوم والقمر رأى أنّ الشمس كانت أعظمها وأكبرها { فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ } [الأنعام: 78]

_بعد أن دعا إبراهيم النجوم والقمر والشمس "ربي"، قال أنّه وجّه وجهه لله لذي خلق السموات والأرض دون أن يحدّد طبيعة أو صفات هذا الإله { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } [الأنعام: 79]. وهذه القصة والرؤية شبيهة بأساطير الخلق النجمية أو الكوكبية التي كانت سائدة في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، والتي تقول أنّ هناك إلهاً رئيسياً هو الذي خلق النجوم والكواكب { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54] ثمّ خصّص آلهة لكل شيء، واختار نجماً أو كوكباً أو جرماً سماوياً ليستوي فوقه ويجعل منه عرشاً ورمزاً له. في أساطير الخلق النجمية، لايوجد جسم نجمي أو جرم سماوي أبدي، كما أنّ الجسم النجمي أو الكوكب لايعتبر إلهاً، بل إنّ الكواكب والأجرام السماوية هي بمثابة عروش ورموز للإله.

· الطقوس والشعائر: الحج بشكلٍ خاص، وغيرها من طقوس إله القمر، تشير إلى عبادة إله القمر. فكلا القرآن وفريضة الحج شيئان مضادّان للعبادة الشمسية، ليس بسبب أي ميل أوّلي للتوحيد، إنّما لأنّ حرارة الشمس كانت شديدة وقاتلة في شبه الجزيرة العربية. كتب المفكّرة اللاهوتية كارين آرمسترونغ: ((كان طقس الحج نفسه في الأصل طقساً خريفياً يبدو أنّهم كانوا من خلاله يضطهدون الشمس الميّتة لتحرير أمطار الشتاء))[2]

· العمران وفنّ العمارة: جدار "الحطيم" _ هو القوس المبني حول الكعبة قبالة الحائط الشمالي_ في الكعبة، قبّة الصخرة، المساجد القديمة والحديثة والعديد من المباني العربية والتي تحمل الطابع الإسلامي تشير إلى عبادة إله القمر.

· أسس العبادة الداخلية: المِحراب، الذي يمثل محراب أو مصلى فينوس أو عشتار أو كوكب الزهرة، والعديد من الأشكال المعمارية الأخرى داخل المساجد والجوامع والتي تشير إلى الأصول القمرية-النجمية للإسلام.

· الدين والثقافة: انظروا إلى شكل الأبجدية العربية وطريقة رسم الأحرف فيها واستخدامها، شاهدوا الأعمال الفنية، والرموز على القطع المعدنية والعملات، جميعها تشير إلى أنّ الإسلام مازال نسخة معدّلة من ديانة قمرية قديمة.

· الشرور الناجمة عنه: هناك أنواع من الشرور التي تطبع بشكل خاص فئة أو مذهب معين، من مجرّد ملاحظتها والتمعّن فيها ستعرف المعتقدات الدينية والدوغما الدينية التي نتجت عنها. وأيّة فوارق دقيقة أو طفيفة في المذهب سيكون لها تأثير بالغ وكبير على المجتمع والتاريخ. فالشرور الناجمة عن الإسلام لا تتميّز بها سوى الأديان التي تتبع عبادة إله القمر والحرب.

فيما يخصّ السؤال ما إذا كان يجب أن نعتبر "الله" هو غله القمر، فإنّ الأدلّة دامغة ومثبتة وتشير بقوّة إلى أنّ "الإسلام" ديانة قمرية تنكّرت بطريقة ذكية ومنذ زمنٍ بعيد كديانة يهودية أو مسيحية، أو أنّها نسخة محدّثة عنهما كما تزعم.

المسلمون متفقون على العموم بأنّ "الله" _إلههم_ ليس هو نفسه إله الإنجيل الذي يقرؤوه المسيحيون واليهود الآن، فهم يعتقدون أنّه كتاب محرّف ولا يعترفون بصحّته. كما أنّهم متفقون أيضاً أنّ "الله" لا يشبه الثالثوث المسيحي الذي يعبده المسيحيون. في النهاية يمكننا القول أنّ الهلال الذي يراه الناس فوق المساجد، وانتظار المسلمين القمر ليبنبيّنوا من خلاله مواعيد الأعياد، هو أوضح دليل وإشارة إلى الطبيعة القمرية للدين الإسلامي، واللبيب من الإشارة يفهم.

****************************

[1] Gibb & Kramers. Encyclopedia, p. 76, Dhu’l-Karnain entry.

[2] Armstrong. Biography, p. 62.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل الاحتفالات الدينية ومصدرها: مسائل ضدّ الدين والتدين [3]
- لقد نشأت الأديان وتطوّرت في الأزمنة القديمة: مسائل ضدّ الدين ...
- الدين متوارث: مسائل ضدّ الدين والتدين [1]
- حالات صرع الفص الصدغي عبر التاريخ/ محمد: سيرة سيكولوجية[21]
- حالة فيل ديك/ محمد: سيرة سيكولوجية [20]
- الوحي الذي أوقع الجمل على ركبتيه/ محمد: سيرة سيكولوجية [19]
- أصل ومصدر تجارب محمد الدينية/ محمد: سيرة سيكولوجية [18]
- محمد وليلة الإسراء والمعراج/ محمد: سيرة سيكولوجية [17]
- صَرَع الفص الصدغي/ محمد: سيرة سيكولوجية [16]
- أفكار انتحارية/ محمد: سيرة سيكولوجية [15]
- محمد يشعر بالنشوة/ محمد: سيرة سيكولوجية [14]
- مقارنة بين الإسلام وطائفة النرجسي/ محمد: سيرة سيكولوجية [13]
- ۞-;- فضلات محمّد المقدّسة/ محمد: سيرة سيكولوجية [12]
- إيمان محمد بقضيّته/ محمد: سيرة سيكولوجية [11]
- أثر خديجة على محمد/ محمد: السيرة السيكولوجية [10]
- محمد: سيرة سيكولوجية [9]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [8]
- الأصول البدائية للدين والأخلاق
- محمد كان هو أول من خالف القرآن [تعقيب على قارئين]
- مصادر القرآن: بحث في مصادر الإسلام، وليم غولدساك، الجزء [4]


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - ديانة التوحيد القمري 1 ((مدخل))