الوحي الذي أوقع الجمل على ركبتيه/ محمد: سيرة سيكولوجية [19]

إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 21:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الوحي الذي أوقع الجمل على ركبتيه/ محمد: سيرة سيكولوجية [19]
========================================

((وإن كان ليوحى إليه وهو على ناقته فيضرب حزامها من ثقل ما يوحى إليه))[1]

كثيراً ما يبالغ المسلمون ويغالون وينسبون معجزات زائفة وخلّبية لمحمد. وهذا أمر طبيعي بالنسبة لأتباع الطوائف والمذاهب الذين يميلون لإضفاء الكثير من المعجزات الخرافية على معلّميهم وزعمائهم ورؤساء طوائفهم. ورد في أحد الأحاديث أنّ في أحد الأيام وبينما كان على ظهر جمل نزل عليه الوحي، إلا أنّ ثقل ذلك الوحي ووقعه كان شديداً جداً لدرجة أنّ الجمل لم يتحمّله فخرّ على ركبه حتى استقرّ على الأرض.

إنّ ركوع الحيوان ونزوله على ركبه في الوقت الذي زعم فيه محمد أنّه تلقى وحياً من الله قد يكون له علاقة بما كان يختبره محمد ويمرّ به، وقد يكون دليلاً إضافياً إلى أنّه ما كان يمرّ به كان عبارة عن نوبة صرع.

تقول بوني بيفر، خبيرة سلوك الحيوان في كلية فيتيرناري ميديسن بجامعة تكساس A&M، أنّ ((الكلاب والقطط يعرف عنها أنّها تقوم بتحذير أصحابها قبل بداية النوبة. فمن الشائع عند الحيوانات أن تستشعر حلول النوبة عند أصحابها المرضى، حتى أنّه يمكن تدريب الكلاب على تحذير الإنسان قبل حدوث أي نوبة وشيكة))[2]

إنّ القدرة على التنبؤ بالنوبات الوشيكة والمحتملة ليست مقتصرة على الكلاب والقطط فحسب. فالظاهر أنّ الحيوانات تمتلك مستقبلات حسية لا نمتلكها نحن البشر أو قد نكون قد فقدناها منذ زمنٍ بعيد جداً. بإمكان الحيوانات استشعار الزلازل قبل وقوعها بساعات. أغلب الحيوانات _وخصوصاً المواشي والأحصنة_ بإمكانها استشعار العواصف والأعاصير الوشيكة قبل حدوثها.

في الرابع من يناير عام 2005 كتب مايان موت في مقال للناشيونال جيوغرافيك جاء فيه:
((قبل أن تضرب الأمواج العملاقة سواحل الهندي وسريلانكا بعشرة ايام، كان يبدو أنّ الحيوانات البرية والأليفة كانت على علم مسبق بما سيحدث لاحقاً وفرّت هاربةً غلى المناطق الآمنة. حسب روايات شهود عيان كانت الفيلة تصيح بصوتٍ عالٍ ثمّ انطلقت هاربةً نحو الأراضي المرتفعة، وكانت الكلاب ترفض الخروج من المنازل، أمّا طيور الفلامينكو فقد هجرت أعشاشها المنخفضة ومناطق تعشيشها كما أنّ الحيوانات في حديقة الحيوان هرعت إلى مآويها ورفضت الخروج منها. كما أنّ الاعتقاد بأنّ الحيوانات تمتلك حاسّة سادسة _وتعرف مسبقاً حدوث الزلازل الوشيكة_ كان موجوداً منذ قرون عديدة))[3]

الفكرة هنا هي أنّ الحيوانات تعرف مسبقاً وقوع الأحداث الوشيكة وتتنبأ بها، وخصوصاً نوبات الصرع الوشيكة عند أصحابها بطريقة يعجز عنها البشر. فليس من الغريب أن يتوتّر الحيوان ويتصرّف بطريقة عصبية عندما يكون مالكه على وشك الوقوع في نوبة. نحن نعرف تماماً أنّه لا زوجات محمد ولا أصحابه كان يستشعرون أي شيء عندما كان ينزل "الوحي" على محمد. وخلال إحدى هلاوسه أخبر محمد زوجته عائشة بأنّ ذلك كان جبريل، وهو يرسل إليها سلامه وتحياته. فردّت هي السلام وقالت له بأنّه يرى ما لا تراه هي ((قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏هذا ‏ ‏جبريل ‏ ‏يقرأ عليك السلام قالت قلت وعليه السلام ورحمة الله ترى ما لا نرى)) [4] لذلك إذا كان الجمل هو الوحيد الذي استشعر بما سيحدث لمحمد ولم يستشعر غيره من البشر ذلك، فهذا إن دلّ على شيء _وذلك باستبعادنا لكافة التفاسير والمزاعم الماورائية والشخصية_ فإنّه يدلّ على أنّ محمداً كان على وشك اختبار نوبة صرع، وهذا ما حدث فعلاً.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
[1] صحيح البخاري، الدلائل للبيهقي، وفتح الباري.
[2] http://www.tamu.edu/univrel/aggiedaily/news/stories/04/070104-3.html
[3] ناشيونال جيوغرافيك: ((هل استشعرت الحيوانات قدوم التسونامي؟))
National Geographic: “Did Animals Sense Tsunami Was Coming?”
http://news.nationalgeographic.com/news/2005/01/0104_050104_tsunami_animals.html
[4] صحيح البخاري، 5780

#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل