أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقبة بن سعد - داعش صنعوها لأننا نريد الحرية














المزيد.....

داعش صنعوها لأننا نريد الحرية


عقبة بن سعد

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مخطئ من يعتقد أن حركات التحرر ستجد الطريق مفروش بالبساط الأحمر و أعدائها سينتقدونها نقدا موضوعيا ثم يواجهونها عبر صناديق الاقتراع, إما ينتصرون عليها أو ينهزمون أمامها, فتكون الشعوب هي القاضي العادل في ذلك و التاريخ شاهد على ذلك.
داعش هي حروف البداية لكلمات "الدولة الإسلامية في العراق و الشام", إن فهم هذا الكيان يتوقف على دراسته, و كما أن لكل دراسة عناصرها يجب أن نحسن تحديد عناصر دراسة هذا الكيان, فلا يجب اختيار العنصر ذو الدلالة الضعيفة أو الذي يتأثر بظواهر أخرى مستقلة عن هذا الكيان, اعتقد أن أكثر العناصر ملائمتا لهذه الدراسة هي : المتضرر من داعش, المستفيد من داعش, الفضاء الذي نشأت فيه داعش, مدى اتصافها بذاتية النشأة.

المتضرر منها :
لا شك أن آلة الحرب التي تتمتع بها داعش لن تطول من هو على بعد مائة كيلومتر فأكثر, بل ستسلط على الناس المساكين الذين وقعوا في قبضتها و هؤلاء لن يكونوا إلا أبناء المناطق السنية في العراق و المناطق السنية في سوريا عموما و خصوصا المناهضون لنظام الأسد, وهذا واضح للعميان فكيف للبصير,لا شك انه يرى نصب عينيه أن ضحايا داعش هي كلمة مرادفة تماما لأبناء السنة في العراق و الشام. هؤلاء السنة هم المتضررون في أنفسهم و أهليهم و أموالهم لكن في الحقيقة أن الأمة الإسلامية كلها متضررة بفعل التشويه الذي لحق بها بسبب هذا الكيان الهلامي, ذو الممارسات المنافية للإسلام, فأصبح أعداءنا من دعاة الامازيغية و الكردية عندما يعرفون الإسلام يعودون دائما لتصرفات هذا الكيان من قتل و سبي للنساء, يستعملون المحن التي يعيشها العرب لتشويه الإسلام لكن من جهة أخرى لا يتجرؤون على النبس ببنت شفة عما فعله أسيادهم الأوروبيون من اقتتال بين الأسبان و الانفصاليين ألباسك و ما حدث بين البريطانيين و أبناء ايرلندا الشمالية من تقاتل لا نهاية له, أما فيما يخص السبي وكأن داعش هي من ابتكرته! عندما تجد البلدان أوروبية مملوءة بالأماكن التي يباع فيها أجساد النساء لمن يدفع أكثر و ربما لقاء عشاء يسد الرمق, فهل هذا ليس سبي؟! وهل هناك إمراتا في العالم يرضيها ذلك ما لم تكن مجبرة؟! سواء مجبرة بقوة السلاح مثل سبايا داعش أو بقوة الفقر و الفاقة و الإفلاس مثل سبايا الحضارة الأوروبية؟!

المستفيد منها :
القول بأن (عدو العدو هو صديق) غير دقيق , العبارة الأدق هي (من يحاربني هو يخدم عدوي و ربما هو صانعه), هذا الكيان يحارب بدون هوادة الجيش الحر السوري و أبناء المناطق المناهضة لنظام الأسد لا سيما السنية منها, أما في العراق فهو يفسد على رجال المقاومة السنية مشروعهم التحرري و ذلك بتأليب القوى العالمية و الإقليمية و بالتالي يكون المستفيد هو النظامين الطائفيين السوري و العراقي و من ورائهما النظام الخميني.

الفضاء الذي نشأت فيه :
الملاحظ أن هذا الكيان ينشئ دائما داخل الفضاءات التي تتمرد على الاستبداد, حيث لم يكن له أي اثر عندما كان الشعب السوري متعايشا مع الزمرة الحاكمة في سوريا و كذلك لم يعرف العراق هذا الكيان أبدا عندما كان السنة في العراق يضيعون جهدهم و وقتهم في العملية السياسية مع نظام ملامحه طائفية و ولائه إيراني, نظام ادخل الناس السجون أكثر مما وظف الناس في الدواوين و المؤسسات, يقول بعضهم أن داعش ظاهرة إسلامية فيها محاكاة لسيرة الصحابة (رض) المشهود لهم بالجهاد, لكن العراق و سوريا ما فتئتا تمجدان الصحابة (رض) و منذ قرون بعيدة, فلماذا لم تظهر داعش إلا عندما انتفض الشعبين السوري و العراقي!؟ بل أن الصحابة (رض) دكوا بسيوفهم عروش الأكاسرة و القياصرة فهل فعلت داعش شيئا لفرنسا أو أمريكا أو إيران غير أنها اعتدت على البسطاء من الناس!؟

مدى اتصافها بذاتية النشأة :
كل الأيديولوجيات العالمية تستغل الفرص و الظروف الملائمة لتظهر و تفرض نفسها سياسيا أو عسكريا و أحيانا الاثنين, لكن جلها يصنع بنفسه هذه الظروف و يجبر العالم على الاستماع إليه و يصنع كيانه بنفسه مثل الثورة الجزائرية و الثورة البلشفية و غيرهما. لكن هل داعش يتمتع بهذا النوع من ذاتية النشأة ؟ هل سمعنا أن هذا الكيان خطط و اخذ المبادرة ثم أصبح بمقتضى ذلك مسيطرا على أي فضاء في العالم مهما كان هذا الفضاء؟! الحقيقة أن الذي لم يصنع نفسه معنى ذلك صنعه أناس آخرون.

عندما نركب النتائج المستقاة من العناصر الأربعة السالفة الذكر نجد أن كيان داعش صنعته جهة معينة أو عدة جهات تجمعهم المصلحة, هذه الجهة هي النظام الإيراني بشكله الحالي المعادي للسنة و المتحالف مع أنظمة استبدادية.



#عقبة_بن_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتهكون لحرمة شهر رمضان, المشكلة ليست في الفاعلين بل في ال ...
- ادعوا إدارة الحوار المتمدن إلى تثبيت وعدم التخلي عن مصطلح ال ...
- السنة الامازيغية أكذوبة العصر
- كسيلة بن لمزم بين الشخصية المذكورة والشخصية المصنوعة
- تساؤلات حول آراء الأستاذ محمد ارزقي فراد
- تحية صادقة لبلدان الخليج العربي
- الخلافة الأموية ضحية النفاق الفكري.
- اللغة العربية، ألم نعيشه و أمل نتطلع إليه
- تخريب بني هلال و تخريب الكاهنة..... هل هناك تخريب سيئ و تخري ...
- الفتوح الاسلامية لشمال افريقيا بين دراسة الباحثين و تشويه ال ...


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقبة بن سعد - داعش صنعوها لأننا نريد الحرية