أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقبة بن سعد - تساؤلات حول آراء الأستاذ محمد ارزقي فراد














المزيد.....

تساؤلات حول آراء الأستاذ محمد ارزقي فراد


عقبة بن سعد

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 16:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم أن الأستاذ محمد ارزقي فراد له كتابات و بحوث في التاريخ و الفكر الامازيغي، و هو احد دعاة المصالحة مع تاريخ الجزائر و إعادة صياغته بما يخدم الأمة في حاضرها و مستقبلها، فما فتئ ينوه بهذا الجانب من الهوية الجزائرية و يعطى له صبغة إسلامية بدل أشكاله الكفرية و بعدا وطنيا بدل فروعه المحلية، فرغم انه بهذا التوجه حاول أن يصحح المفاهيم كي يتمكن المجتمع الجزائري من استرجاع جزءا مهما من تجانسه و تآلفه، و الذي فقده منذ زمن الوصاية العثمانية و حقبة الاستدمار الفرنسي، إلا أن أفكاره تعوزها الدقة و المفاهيم التي أراد أن يصححها تركها غير منسجمة و غير وفية.

الظاهر فيها تأكيد على ضرورة بقاء الامازيغية في دائرة الإسلام و جعلها رافد من رواد الثقافة الإسلامية و هذا مبدأ أصيل و غاية نبيلة، لكن محتواها مشحون بتشخيص خاطئ و غير موفق لأسباب انحراف القضية الامازيغية، حيث ألقى هذا الأستاذ باللائمة على ما سماهم بالمثقفين المعربين،لأنهم تخلوا حسب رأيه على القضية الامازيغية فتلقفها الغرب و جعلها مادتا ينفذ بها مشاريعه التي شتت الأمة، فأضحت الامازيغية لصيقتا بالتغريب و خادمتا له.
إن مصدر كل نجاح ظفرت به أية ثقافة عبر التاريخ، يكمن في أبناءها و إن اعتنى بها أقوام آخرون فان محركها الأول هم أبناءها و الذين ورثوها كما ورثوا دمائهم عن أجدادهم الأوائل، لكن مصيبة الامازيغية ليست وليدة اليوم، فإنني أتعجب لتحليل هذا الأستاذ و المبتور عن سياقه التاريخي و كما تقول النظرية ( الحاضر هو دالة للماضي) فالامازيغ هم الذين ظموا لغتهم و ثقافتهم منذ غابر الزمان، فكيف و قد كانت اللغة اللاتينية هي لغة الإدارة بلا منازع في زمن المماليك الامازيغية القديمة، و لعل ماسينيسا أراد تقليد الرومان في إدارتهم لشؤون البلاد، كما أن هذا الملك لم ترقه الوثنية الامازيغية فاجبر شعبه على عبادة آلهة تشابه آلهة الرومان مثل اله الجمال و اله العلم و اله الطبيعة و غيرهم، بحجة تهذيب الأذواق و لسنا ندري ما العيب إذا حافظ الامازيغ على آلهتهم و التي تعبر بدون شك عن خصوصيتهم القومية!!

إن أردت الإبحار في مجاهل التاريخ الامازيغي لوجدت زواياه تعج بأعلام الثقافة و الفن و العلم، لكنهم و للأسف لم يكونوا امازيغ إلا بدمائهم، و مؤلفاتهم و أعمالهم لم تكن امازيعية في يوم من الأيام، و حتى أسمائهم هي الأخرى لم تكن امازيغية، تجد منهم الفيلسوف أبولي ديمادور و المسرحي تيرانس والكاتب القديس سانت اغسطين و القديسة مونيكا و القديس دونات وغيرهم ممن يطول الحديث عنهم، أعمالهم و روائعهم كتبوها باللغة اللاتينية أما الامازيغية فرموها وراء ظهورهم و انغمسوا في الكتابة بلغة الآخرين، مأساة و محنة عاشتها هذه الهوية فأهملت اللغة الامازيغية لصالح اللغة اللاتينية في العصر القديم ثم أهملت لصالح اللغة العربية في العصر الوسيط و التي هي الأخرى اعتمدها المثقفون و العلماء الامازيغ كلغة للكتابة و تدوين البحوث و بقت الامازيغية ضحية أبناءها الذين أنجبتهم من رحمها من أمثال ابن بطوطة و ابن طفيل و ابن رشد و غيرهم، لقد أعطى العلماء الامازيغ للبشرية مثالا فريدا من نوعه في العقوق، ليس عقوق الوالدين بل عقوق اللغة و الهوية.

اعتقد بان تحميل الجيل المعرب من المثقفين هذه المسؤولية بثقلها و وزرها، يعتبر تبرئة للمقصرين الحقيقيين و تعليق لشماعة إهمالهم على أناس آخرين، كما أن هذا التشخيص يتسم بعدم الإنصاف لان الأجيال المعربة هي الأخرى كانت غارقة في مخلفات سياسة التجهيل، حيث كان الناس يتساءلون هل العلم هو العلم الشرعي فقط أم هو يشمل ايظا الطب و الفيزياء و الكيمياء...؟!! و كانت و لا زلت الأجيال المعربة تخوض حربا دروسا ضد أتباع الإدارة الجزائرية من اجل إقناعهم بضرورة استعمال اللغة العربية و إقناعهم بالحقيقة التاريخية القائلة بالانتماء العربي للجزائر، فان كانت هذه الأجيال غارقة و منهمكة في هذا الماراتون المتعب و المنهك، كيف يتاح لها الوقت و تعطى لها الفرصة في الدعوة للهوية الامازيغية؟!!!



#عقبة_بن_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية صادقة لبلدان الخليج العربي
- الخلافة الأموية ضحية النفاق الفكري.
- اللغة العربية، ألم نعيشه و أمل نتطلع إليه
- تخريب بني هلال و تخريب الكاهنة..... هل هناك تخريب سيئ و تخري ...
- الفتوح الاسلامية لشمال افريقيا بين دراسة الباحثين و تشويه ال ...


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقبة بن سعد - تساؤلات حول آراء الأستاذ محمد ارزقي فراد