أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم قلواز - الجذور الدينية والتاريخية للسياسة المائية الصهيونية















المزيد.....


الجذور الدينية والتاريخية للسياسة المائية الصهيونية


ابراهيم قلواز

الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح أن جذور معظم المؤسسات الإسرائيلية تعود الى حقبة تسبق قيام الكيان العبري وتتخذ من الفكر الصهيوني حاضنة لمبادئها وأفكارها, إذ تتماها أهدافها مع أهداف الحركة الصهيونية ,ما يوضح تكامل الفكر الصهيوني مع كافة معالم التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي لكافة أبعاد قيام الكيان العبري على ارض فلسطين, والأخذ بعين الاعتبار كل متطلبات بقاء واستمرار هذا الكيان, وتأمينه من مخاطر أي تبعات خارجية, واهم الأبعاد التي ركزت عليها الحركة الصهيونية في تخطيطها لأمن الكيان وحدوده هو الأمن المائي .
المياه في النصوص التوراتية:
كان على الحركة الصهيونية أن تستند الى مبادئ أقوى من اجل إقناع اليهود بالاستيطان في ارض إسرائيل, ولم يكن هناك ما هو أقوى من المبادئ الدينية والعقائدية التي يمكنها أن تحرك قدسية العواطف الروحية لدى اليهود, ولان ارض فلسطين لم تكن لتلبي كل احتياجات الكيان العبري فان التخطيط الصهيوني تجاوز حدود فلسطين في نصوص التوراة والأسفار اليهودية حتى تلبي الحدود المنصوص عليها في التوراة اليهودية،كافة المنابع المائية الضرورية لحاجيات اليهودي فاتخذت شعار "من الماء إلى الماء تترامى حدود الدولة اليهودية "وهو الشعار الرسمي للكيان العبري, ومبدأ أساسي لسياسته وثقافته وأيديولوجيته المغروسة في نظام التنشئة الاجتماعية لكافة مناهج تكوين اليهودي, إضافة إلى رمزية هذه الحدود في علم الدولة بحدود زرقاء ترمز لما بين النهرين(1)وهكذا تضمنت الأسفار اليهودية نصوصا واضحة تشير إلى حدود الدولة المقدسة وتقدم هذا الوعد الرباني إلى شعب الله المختار فنجد من تلك النصوص"قطع الرب لإبراهيم ميثاقا على نفسه قائلا لنسلك أعطي هذه الأرض من النيل إلى الفرات"(2)ونجد نصا آخر بصيغة أمرية يدعو اليهود الى الحرب والقتال من اجل كل الحدود التي يقدمها الوعد الرباني لشعب إسرائيل مثلما يشير إليه هذا النص في سفر ارميا "اعدوا لمجن والترس وتقدموا للحرب اصقلوا الرماح ....البسوا الدروع في الشمال ....بجانب نهر الفرات عثروا وسقطوا ...تصعد مصر كالنيل وكأنهار تتلاطم المياه ...اهلك المدينة والساكنين فيها ...وأنت فلا تخف ياعبدي يعقوب ولا ترعب يا إسرائيل لأني آنا معك افني كل الأمم بددتك إليهم"(3)هذه المشاعر الدينية المرسمة بطابع قتالي من اجل مسالة مقدسة, وجدت لها نصا آخر يطمئن اليهود بتاريخ سابق حافل بانجازات الوحدة اليهودية ,وان مهمة اليهود الحالية هي إعادة هذه الأمجاد لإسرائيل التاريخية, فنجد في هذا السياق نص من سفر الأيام الأولى فيه"وجمع داوود كل إسرائيل من شيمور "نهر النيل"إلى مدخل حماة مشارف نهر العاصي"(4).
وهكذا عملت الحركة الصهيونية عبر نصوص الأسفار المتعددة منذ قرون, من اجل أن تتناسق النصوص الدينية مع مخططاتها الإستراتيجية في المنطقة ككل ,حيث يحصي الباحثين ما يناهز 200 نص توراتي يحمس الشعب اليهودي على اعمار ارض , واستخدام انهار المنطقة لزراعة هذه الأرض .
لقد زاوجت النصوص التوراتية والتلمود بين الوعد الرباني لأنبياء بني إسرائيل, بإعطائهم هذه الأرض وأنهارها ,مع حث الإسرائيليين على الالتزام بهذا الواجب الديني المقدس من جهة وبين المغريات التي يقدمها المشروع ,من استغلال لخيرات المنطقة, و لهذا نجد تناسقا بين ماتقدمه النصوص الدينية والمنافع المرجاة من وراء تطبيق هذه الوعود, وهو ما مكن الحركة الصهيونية من أن تجند كافة اليهود لدعم مسعاها, والاستبسال في الالتزام بهذه النصوص وجعلها عقيدة ومبدأ ديني عدم الوصول إلى مبتغاه الأخير يعد تقصير ديني قبل أن يكون فشل استراتيجي أو التقصير في واجب وطني.
الفكر الصهيوني ليس مجرد تخطيط وصناعة استراتيجيات مطروحة وتحريك للشعور اليهودي واللعب على العواطف الدينية وإثارة الحنين إلى ارض الميعاد,بقدر ما هو إستراتيجية مدروسة ضمن مخططات موضوعة للتنفيذ المرحلي, لتحويل تلك الأحلام والأساطير الصهيونية إلى واقع فعلي على ارض فلسطين والأراضي العربية المحيطة بها ,من خلال العمل المتواصل والسياسات المنتهجة والمخططات الموضوعة رهن التنفيذ,ومن خلال سيناريوهاتها المرحلية التي تخرج إلى العلن في كل مرة ,وهكذا جعلت الحركة الصهيونية مسالة المياه في الفكر الصهيوني والتوراة جوهر ولب السياسات والثقافات اليهودية ,ومحور برامجها نحو برامج الاستيطان وتهويد المنطقٌة(5).
المنطقة المقصودة بالتهويد والسيطرة على مواردها وان لم تكن محددة بالدقة الجغرافية في العهد القديم (6)إلا أن النصوص المتعلقة بهذا الشأن تشير الى نقاط محورية مهمة ,تطال المرتكزات الجيوبوليتيكية في المنطقة, خصوصا ما تعلق بأهم مادة حيوية وهي المياه ,فنجد نص في هذا الإطار في سفر يشوع"كل موضع تدوسها بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى من البرية ولبنان ...الى النهر الكبير...والى البحر الكبير ...نحو مغرب الشمس...يكون تخمكم"(7).
وهكذا نجد أن قضية المياه ربطت بين العقيدة اليهودية ومشاريع الاستيطان وجعلت من مسالة المياه قضية ثابتة لتحقيق ارض الميعاد,ووعد الرب لشعب الله المختار وبالتالي فان السيطرة على منابع المياه الرئيسية في المنطقة لا يتعلق بتحقيق الظروف والعوامل المساعدة على استيطان اليهود وتحقيق حاجياتهم فقط, وإنما ستمكنهم السيطرة على منابع المياه من تحقيق الخلاص اليهودي (8).
لقد أدرك زعماء الحركة الصهيونية مبكرا أن تخطيطهم لقيام كيان عبري في المنطقة سيصطدم مستقبلا بقضية حاسمة ومصيرية, لا تقبل الإرجاء والمفاضلة بين خيارات متاحة لطرف خارجي لا يملك اليهود أوراق ضغط مهمة بشأنه, لذلك حاولوا قدر المستطاع إيجاد بدائل مهمة تتجاوز حدود فلسطين وتستند الى أسس شرعية بمختلف الأبعاد الدينية والتاريخية والقانونية والسياسية, فكانت النصوص التوراتية احد هذه الأبعاد المستند إليها في تبرير السيطرة على الموارد المائية للمنطقة ,إضافة الى الأبعاد الأخرى التي سنتطرق إليها تباعا(9).
-الحركة الصهيونية والجذور التاريخية لمسالة الاهتمام بالمياه العربية:
لقد لعبت المياه دورا كبيرا في مخططات الحركة الصهيونية لتحديد معالم الدولة الاستيطانية في ارض فلسطين ,حيث كانت منابع المياه المحدد الرئيسي للحدود الآمنة ,وهكذا كانت منابع نهر الأردن ونهر اليرموك ونهر الليطاني ومنابع جبل الشيخ, أساسا لمفهوم امن الدولة المستقبلية والتي بدأت منذ عام 1867 بتنظيم مؤسسة استكشاف فلسطين ,المكونة من مهندسين يهود بإشراف المنظمة الصهيونية ,وذلك لتقييم الموارد المائية في المنطقة ,ووضعت هذه البعثة ضمن مخططات تقييمها كل من الأنهار السابقة الذكر(10)وفي هذا الإطار يقول فليس رعنان احد فلاسفة الحركة الصهيونية في كتابه (حدود امة)"لما كانت المنظمة الصهيونية تهدف الى جمع اكبر عدد من الناس في ارض محدودة المساحة ,أصبح من الواجب وضع مخططات للري واسعة النطاق ,ولما كانت تلك الموارد محدودة في فلسطين كان يجب أن نصل الى منابع الأردن و الليطاني وثلوج حرمون واليرموك وروافدها ,بالإضافة الى نهر الحابوك في شمال سوريا كما أن افتقار البلاد الى الفحم والبترول اوجب الاعتماد في المشاريع التصنيعية على إنتاج الطاقة الكهربائية التي يمكن تأمينها من نهري الليطاني واليرموك "(11).
الحركة الصهيونية ومرحلة التخطيط والاستكشاف من مؤتمر بال الى إعلان الدولة:
وبالموازاة مع انعقاد مؤتمر الحركة الصهيونية في بال السويسرية العام 1897م قام مهندس سويسري اعتنق اليهودية ,وتعاطف مع المشروع الصهيوني يدعى أبراهام بوكات بتقديم مشروع الى مؤسس الحركة الصهيونية ثيودر هرتزل, يتلخص هذا المشروع في أن ارض إسرائيل يمكنها أن تكون أرضا مثالية من الناحية الاقتصادية والزراعية, ومناسبة جدا لتحقيق الحلم الصهيوني للأرض الموعودة ,اعتمادا على مشروع طاقوي ونظام ري ضخم باستقدام مياه نهري الليطاني والأردن الى الجليل, وتزويد كافة المدن المقامة بمياه الشرب من هذه المصادر(12).
وهكذا يتضح أن المياه كانت الأساس في قيام الكيان العبري, وان المياه العربية هي الحدود لأرض الميعاد ,وهو ما دعا بهر تزل الى القول أن المؤسسين الحقيقيين للأرض الجديدة القديمة هم مهندسوا المياه(13)بناءا على الدراسات التي قدموها وأفادت المخططين الصهاينة وإنارة مشروعهم الاستيطاني في الأراضي العربية .
إدراك الصهاينة لأهمية المياه في بناء الوطن القومي اليهودي, حرك الفاعلين الى البدء في تنفيذ مخططات تلك الدراسات المقدمة, حيث تفاوض هرتزل مع اللورد البريطاني كرومر العام 1903م لتحويل مياه نهر النيل الى صحراء سيناء, لتوطين المهاجرين اليهود فيها,وبدوره اقترح ديلبوس تحويل مياه نهر الليطاني آو نهر الحاصباني إلى الأراضي الفلسطينية, لان مياه نهر الأردن لاتكفي حاجات إسرائيل المائية على المدى البعيد,وأصر ممثلو الحركة الصهيونية أن تتضمن اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م نهر الأردن ونهر الليطاني ضمن حدود فلسطين أثناء تقسيم الأراضي العربية (14).
وهكذا استطاعت الحركة الصهيونية أن تقنع الحكومة البريطانية واللجنة الاستشارية التي شكلت لتعيين حدود فلسطين ,وتمكنت من إقناعهما بإدخال المناطق الغنية بالموارد المائية ضمن أراضي فلسطين وصدر قرار عن اللجنة بتاريخ 6اكتوبر 1918م لترسيم تلك الحدود وفق التالي :من الشمال لبنان ,ومن الجنوب سيناء,ومن الشرق بادية الشام ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط (15)كما بعث حاييم وايزمان (16)رئيس الحركة الصهيونية الى رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج بتاريخ 29فيفري1919م طالب فيها إقرارا بريطانيا بان تبدأ حدود فلسطين من نهر الأردن ونهر الليطاني ثم تتجه الى جنوب شرق دمشق ومنها الى نهر اليرموك فالبحر الميت في وادي الأردن ومنه الى خليج العقبة فمنطقة العريش على البحر الأبيض المتوسط,لقد كان القادة الصهاينة يعرفون أن المستقبل الاقتصادي لوطنهم سيعتمد بشكل كبير على الري والطاقة الكهربائية, لذلك أصروا على انتزاع تلك الأنهار ضمن حدود الانتداب البريطاني على فلسطين, لأنها ستكون مصدر تلك المياه والطاقة الكهربائية للوطن الذي يخططون لإنشائه على ارض فلسطين(17).
ضغط الحركة الصهيونية استمر على الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى, من اجل انتزاع مكاسب كانت الدول الغربية نفسها قد وعدتهم بها من قبل على غرار وعد نابليون بونا بارت الذي وعدهم بوطن قومي في فلسطين مقابل دعمهم له في حربه لاحتلال مصر وبلاد الشام ,بالإضافة الى وعد بلفور الشهير من قبل الحكومة البريطانية وهكذا تنبهت الإمبراطوريات الغربية الاستعمارية الى أهمية موقع فلسطين الاستراتيجي بين مصر وبلاد الشام وضرورة إخضاع هذه المنطقة الإستراتيجية لسيطرة الغرب, منعا لقيام اتحاد عربي وتشتيتا للأمن القومي للدويلات العربية ,وهكذا استغل اليهود الأطماع الغربية الاستعمارية لتحقيق أطماعهم الاستيطانية (18)لتشمل خارطة الوطن القومي كل المساحات التي تناولتها أفكارهم من قبل بالدراسة والتخطيط .
لقد استندت تلك الأفكار الى أول دراسة صهيونية تفصيلية عن الأرض والمياه في المنطقة ضمن حدود مشروع إسرائيل الكبرى , قام بها الحاخام ايزاكس منذ بدايات القرن العشرين ولم تخرج الى العلن إلا العام 1917م واهم ما ميز تلك الدراسة هو الخارطة المرفقة بها والتي باتت مشهورة باسمه(خارطة ايزاكس)ودقتها في رسم حدود معلومة تشمل فلسطين كاملة والأردن بما في ذلك عمان والجزء الجنوبي من لبنان وسوريا, وباستثناء مصر الخاضعة للحدود الدولية ,وهي الخارطة التي قدمت الى مؤتمر السلام في باريس(19)وهكذا رسمت حدود الانتداب على المنطقة بين فرنسا وبريطانيا تماشيا مع مطالب الحركة الصهيونية فنشأت بذلك الشبكة الهيدرولوجية في شمال حوض الأردن المتضمن نهر الدان وبحيرة الحولة في مجملها وبحيرة طبريا ونهري الحاصباني وبانياس(20).
المشاريع المائية للحركة الصهيونية:
لقد أضفى الانتداب شرعية قانونية على تحركات الحركة الصهيونية من اجل التأسيس للوطن القومي اليهودي, وتنفيذ المشاريع المائية على ارض الواقع بتغطية من قوى الانتداب, وبرزت بذلك على الأراضي العربية المشاريع المائية الصهيونية الواحد تلوى الآخر, ومن ابرز تلك المشاريع نجد:
-خطة مافروماتس1922:وضعت هذه الخطة بشكل يستجيب لاحتياجات المستوطنين اليهود الذين بدؤوا بالهجرة الى فلسطين في ظل الانتداب البريطاني, من خلال استغلال نهر اليرموك وتحويل مياهه الى بحيرة طبرية ,وبناء سدين على جانبي النهر للسقي وتوليد الطاقة الكهربائية(21).
-مشروع روتنبيرغ1926:
تكريسا لوعد بلفور عملت إدارة الانتداب البريطاني على مساعدة اليهود على تنفيذ مشاريعهم في فلسطين, وتنقية الأجواء لقبول الانتداب الفرنسي بسوريا بمشروع روتنبيرغ(22)ويتمثل المشروع في بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بين النهاية الجنوبية لبحيرة طبرية وبيسان وحفر قناة من نهاية البحيرة الى المحطة ,وتؤكد كل الرسائل التي كانت بين المندوب السامي في فلسطين ووزير المستعمرات البريطاني تشرشل أن بريطانيا كانت تعمل جاهدة على تنفيذ وعودها لليهود, وأفضت جهودها الى توافق بريطاني فرنسي لتنفيذ هذا المشروع الذي عد نقطة تنطلق منها فكرة تحويل تلك المشاريع الى واقع ملموس, يجسد فكرة الوطن القومي لليهود(23).
-مشروع آيونيدس 1937:
يعتبر هذا المشروع أول دراسة هيدرولوجية تجرى على حوض الأردن, أجراها مدير التنمية البريطاني المهندس آيدونيس لتحليل إمكانيات حوض الأردن وقدرته على استيعاب مشكلة المياه بين الفلسطينيين واليهود, خصوصا بعد اندلاع ثورة 1936 وتقدم هذه الدراسة حلول رقمية انسب للتخزين ونظام الري, وحصة كل منطقة من مياه الأردن وبحيرة طبرية ,كما تعتمد هذه الخطة أيضا على ما قدمه مشروع روتنبيرغ بتكامل مع ذلك المشروع وبإشراف شركة روتنبيرغ اليهودية وتوقيع اتفاق استثمار معها (24)
-مشروع هايس لوذرميلك الامريكي1938:
تقوم فكرة هذا المشروع على إمكانية ربط البحرين الأبيض المتوسط والميت بشق قناة تربط خليج حيفا مع وادي الأردن لتامين طريق خاص بالانكليز للوصول الى الهند زيادة على تحويل مياه المنطقة الى مجرى وادي الأردن للسقي وتوليد الكهرباء باستغلال منخفض الوادي عن البحر وبناءا على طلب الوكالة اليهودية تم استقدام المهندس الأمريكي لاوذر ميلك لإجراء الدراسات اللازمة لاستغلال مياه المنطقة, ووضعها جميعا تحت السيطرة اليهودية بتحويل مياه الأنهار الجانبية الى نهر الأردن وتجفيف البحيرات المجاورة كبحيرة الحولة, ودراسة مدى فاعلية وتكامل المشاريع السابقة على غرار مشروع روتنبيرغ وشق قناة بين البحرين, وأفضت دراسة الخبير الأمريكي الى التأسيس لسلطة مياه لتنظيم عملية استغلال المياه وتنفيذ تلك المشاريع المطروحة(25).
مع تأسيس سلطة المياه من قبل الحركة الصهيونية ونجاح المشاريع التي قدمتها وقبولها من قبل القوى الاستعمارية التي وجدت فيها فرصة أيضا لاستغلال واستخدام إمكانيات المنطقة العربية ,وإفشال أي تقارب بين الشعوب العربية ,توالت المشاريع والخطط التي بدأت تظهر الى الوجود وتنفذ على جناح السرعة خصوصا بعد دخول هيأة الأمم المتحدة الى قلب هذا الصراع المائي من خلال إرسال لجنة خاصة لحل هذا النزاع, ولا يمثل تدخل الهيأة الأممية في هذا الإطار سوى مباركة لما قامت به الحركة الصهيونية ودعم القوى الاستعمارية في المنطقة فرنسا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ما يمكن استنتاجه في الأخير أن الحركة الصهيونية كان لها فكر استراتيجي بعيد المدى وضع جمة من الخطط والمشاريع والدراسات, أفضت في الأخير الى إقامة تفضيلات وطنية نقلها اليهود بحزم وإسرار الى ارض الواقع لتجسيدها واستغلوا في ذلك الضعف العربي وحاجة القوى الاستعمارية الى قاعدة أمامية للدفاع عن مصالحهم, فقد اليهود أنفسهم كخير حام لتلك المصالح والوسيلة الأساسية للقيام بدورهم في حماية المصالح هو إقامة الوطن القومي لليهود في ارض فلسطين, وان هذه الأخيرة لن تكون ارض الميعاد إلا تضمنت منابع المياه الكافية لتلبية كافة احتياجات اليهود الذين سيهاجرون الى وطنهم أخيرا.
1)-عادل محمد العضايلة,الصراع على المياه في الشرق الأوسط ,الأردن :دار الشروق للنشر والتوزيع,2005,ص71.
2)-سفر التكوين ,إصحاح 15.فقرة-18.
3)-عادل محمد العضايلة,مرجع سابق,ص71..
4)-المرجع نفسه ,ص 73.
5)- عدنان السيد حسين ,التوسع في الإستراتيجية الإسرائيلية ,لبنان :دار النفائس للنشر والتوزيع ,1989,ص11.
6)-يضم العهد القديم الأسفار الخمسة الأولى وهي:سفر التكوين ,سفر الخروج,سفر اللاوي,سفر التثنية,وسفر العدد.
7)سفر يشوع.
8)-عدنان السيد حسين,مرجع سابق,ص ص 18-19.
9)-للتوسع أكثر فيما يخص التبريرات الدينية والعقدية لمسالة المياه واستخدام الصهيونية لهذه النقطة في توسعاتها يمكن الرجوع الى مرجع:فليس رعنان,في كتابه حدود امة,إضافة الى مرجع:الأرقم الزعبي,حقائق عن اليهودية "التلمود, تاريخه وأقسامه,أهميته وخلاصته".
ص53. 10)-عبد المالك خلف التميمي,المياه العربية التحدي والاستجابة ,لبنان:مركز دراسات الوحدة العربية,ط 2008,2
11)- عادل محمد العضايلة,مرجع سابق ,ص71.
12)- عبد المالك خلف التميمي,مرجع سابق,ص53.
13)-المرجع نفسه,ص54.
14)-المرجع نفسه,ص 54.
15)- عادل محمد العضايلة,مرجع سابق ,ص73.
16)-حاييم وايزمان,من ابرز قادة الكيان الصهيوني,ومن مؤسسي الوكالة اليهودية للطاقة الذرية والبرنامج النووي الاسرائيلي,
17)- عادل محمد العضايلة,مرجع سابق ,ص74.
18)- عدنان السيد حسين,مرجع سابق,ص29.
19)-مؤتمر السلام,الذي عقد بفرنسا عقب نهاية الحرب العالمية الأولى, وشهد الدخول الفعلي للحركة الصهيونية إلى ساحة التفاعلات الدولية, باعتبار أن زعماء الحركة عملوا على نيل اعتراف القوى الكبرى بوطنهم القومي ضمن فعاليات هذا المؤتمر.
20)- عبد المالك خلف التميمي,مرجع سابق,ص ص54-55.
21)- عادل محمد العضايلة,مرجع سابق ,ص118.
22)-بنحاس روتنبيرغ مهندس روسي يهودي لديه خبرة واسعة في المشاريع الهندسية ,كان عضوا في الحكومة الروسية وعمل بالتنسيق مع الحركة الصهيونية من منطلق ودافع ديني وليس لأغراض مادية مادام ان الحركة بحسبه تحمل آمال المشروع التوراتي.
23)- عبد المالك خلف التميمي,مرجع سابق,ص ص 58-60.
24)- عادل محمد العضايلة,مرجع سابق ,ص119.
25)-المرجع نفسه ,ص120.



#ابراهيم_قلواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغطية الإخبارية ودورها في صناعة الأحداث
- استطلاعات الرأي ودورها في تحديد التوجهات العامة للمجتمع
- الاحزاب والنظام السياسي في اسرائيل
- المحددات التاريخية لعلاقات شرق غرب في حوض البحر الابيض المتو ...
- الدور المتنامي للمؤسسة العسكرية في الجزائر وعلاقتها بمسار ال ...
- الصحوة المدنية وبناء الدولة المدنية في تونس
- الدروس المستخلصة عربيا من مسار التحول الديمقراطي عالميا-مع ا ...
- ماذا تحقق من ديمقراطية الثورة في عيدها الستين
- الجزائر:نحو مقاربة امنية جديدة لتعزيز الاستقرار والامن الوطن ...


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم قلواز - الجذور الدينية والتاريخية للسياسة المائية الصهيونية