أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ابراهيم قلواز - ماذا تحقق من ديمقراطية الثورة في عيدها الستين















المزيد.....

ماذا تحقق من ديمقراطية الثورة في عيدها الستين


ابراهيم قلواز

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 02:43
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ناضلت الحركة الوطنية في الجزائر منذ دخول الاحتلال الفرنسي ؛واستمر نضالها بعد فشل المقاومة في البلاد،واستغلت أحزاب الحركة وشخصياتها الوطنية كل المفاهيم والمتغيرات الدولية، وكيفت بذلك نضالها السياسي وقولبته ضمن نطاق عالمي للتحرر والتمدن،فكانت أولى الأحزاب المناضلة تعبر عن التوجه الديمقراطي لهذا النضال ،والفهم الجيد لمساراته والاستيعاب الشعبي لآليات الديمقراطية في الحكم والتنظيم على غرار حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وحتى الحركات الإسلامية كيفت نضالها مع التوجه العالمي للديمقراطية كأيديولوجية عالمية .
استغلت الحركة الوطنية في الجزائر نزول الحلفاء بشمال إفريقيا في الحرب العالمية الثانية، لتقدم مطالب الاستقلال في إطار ما جاء في الميثاق الأطلسي بين روزفلت وتشرشل، ونادت بالحرية والديمقراطية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وانتصار الحلفاء كانتصار للديمقراطية عالميا ،ولجميع الشعوب التي ترغب في التأسيس للمدنية الحضارية.
حتى بعد مجازر 8ماي 1945؛ وبعد اندلاع ثورة نوفمبر 1954، لم تترنح الثورة الجزائرية عن النهج الديمقراطي للحكم، كقناعة نهائية ،كطريق للتحرر وكطريق للتمدن والتطور، وتحقيق وحدة المجتمع الجزائري، فكانت هذه القناعات بارزة المعالم في أول بيان لثورة التحرير ليلة أول نوفمبر، وفي ميثاق مؤتمر الصومام ،وقد ترجم التوجه الديمقراطي الاجتماعي للدولة الجزائرية منذ البداية؛ مثلما هو بارز في اسم الدولة:الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
لقد كانت ثورة التحرير المباركة ثورة ضد الاستعمار؛ ولكنها ثورة ديمقراطية أيضا من اجل المدنية والمساواة ،بعد ستين سنة من قيام هذه الثورة؛ وفي ظل الربيع العربي وثورات المنطقة ،لا زالت ثورة العرب وثورة الديمقراطية تحتاج إلى ثورة أخرى لتحقيق كامل أهدافها،فقد كانت هذه الثورة بحق مصممة من اجل الديمقراطية، من اجل الحرية ومن اجل الإنسانية ،والصفحات التالية مقتبسة من نضال العرب في ثورة نوفمبر العربية من اجل الحرية والديمقراطية.
قالها شباب جزائري ثوري متحمس ومتعطش للحرية، ألقوا الثورة الى الشعب ليحتضنها، انطلقت أول كلمة وأول رصاصة فاحتضنها الشعب واحتضنها العرب بالكلمة بالمال بالسلاح والرجال فكانت ثورة عربية خالصة، ثورة العرب حقا، سال فيها الدم التونسي و المغربي ،حضر السلاح المصري والليبي، وقاتل المال الخليجي ،غنى شعراء العرب لثورة الحرية، خفقت القلوب وانتصرت ثورة الجزائر للعرب.
في عيدها الستين، تسترجع ثورة الحرية مشاهد الانتصار للإنسانية، وأفكار الانتصار للإنسان، وحدها صور النضال التي جسدها ترانس فانون من خلال المعذبون في الأرض، وفلسفة الحرية والتحرر عند فيكتور هيغو وجون بول سارتر، لقد خفق صوت الحرية طويلا في ارض العدو ومن عمق ترابه، قبل أن يزأر ذلك في ارض الحرية .
يحفل التاريخ الجزائري بمسار طويل من الصراع مع المحتل، ويسجل هذا التاريخ صفحات طويلة مع دروس النصر ضد الغزاة منذ فجر التاريخ إلى العصر الحديث,ويبقى الاختلاف الوحيد في الكفاح الجزائري أن قهر المستعمر الأخير؛ كان كفاحا من اجل الحرية، ثورة للإنسانية ؛جسدت صوت المظلوم في وجه الطغاة ،وجسدت الوحدة العربية في الكفاح على الأقل وأعلنت وحدة المصير المشترك .
في حقبة تميزت بجفاء النصر العربي ،مع سقوط فلسطين في يد الصهاينة، شكل اندلاع ثورة التحرير في الجزائر معجزة عربية ،أعادت عبقرية الفرد العربي إلى الحياة من جديد، وأعطت روحا جديدة لمقومات شخصيته الثائرة والمكافحة ؛المتمرسة، وبذلك كانت نبراسا بديلا لأيقونات نضالية انطفأت في زمن التكالب الاستعماري على الأقطار العربية بخاصة ،حيث أممت فيها شمس الحياة وأنوارها باللهيب والنار، إلى أن جاءت غرة نوفمبر 1954 الميمونة، لتعبق الفجر العربي بنسمات مشرئبة لفسيحات الحرية.
كان صوت الثورة الجزائرية بمثابة نداء صلاة ،وآذان لتنبيه العالم إلى قوة عربية كامنة؛ في زاوية من زوايا هذا الوطن الكبير؛ الذي أن لدهر من تحت أكفان القهر والتنكيل والتدمير للذات والهوية والمسخ والتبشير، في طريق مفتوح إلى سجلات الموتى ؛لإعلان وفاة العالم العربي ،فكان صوت الثورة صاعقا مزلزلا ومنهيا حقبا من السكون والجمود لآليات شعوب تئن تحت وطأة التغريب وآلت على نفسها انتظار عصر التحرير.
لم تقدم الثورة الجزائرية أنبياء ولا كتب مقدسة ولا جنة ولا نار، فرسلها عربا كانوا أو أبناء وطن؛ آمنوا برسالة الحرية الغراء، ومجد الكفاح الباسل وقدسية التراب المعطر؛ والمفدى بإخلاص الجهاد ونبل القيم التي شكلت إكليل الشهادة ،وتاج الشهداء في فردوس الحرية ،وجرعت المحتل الغاشم أقساطا من العذاب والجزاءات الانكسارية لكل فكر استعماري قاتل، ولكل تبشير استيطاني مدمر للهويات ،ومنتهك للمعتقدات ومستعبد للقمة والكلمة، كان درسا للتلميذ الغبي الذي لا يفهم إلا بتكرار الدروس كما قال الراحل الفيتنامي جياب.
كانت الشعوب العربية ؛وهي تساعد ثورة الأحرار في الجزائر، تعي جيدا أن انتصار هذه الثورة هو انتصار لآمال الشعوب العربية في العودة إلى طليعة النهضة والانطلاقة الحضارية مجددا،ووضع العالم العربي على الخارطة العالمية للمساهمة في الإرث الإنساني التحرري ،لقد كانت ثورة نوفمبر أيقونة جديدة في متحف البطولات العربية ،وسطرا ذهبيا آخر في سجل المجد العربي العريق.
لقد أدهشت ثورة العرب شعوب العالم ؛بشراسة ثوارها وانتصاراتهم الباهرة ،وتصميمهم الفولاذي لقهر طغيان المستعمر، وأخيرا آن للضعفاء والمضطهدين أن يولوا وجوهم نحو قبلة الثوار الجديدة، نحو ارض المليون والنصف مليون شهيد،نحو قبلة النخوة العربية ولهيب الشرف العالي والدم العربي الطيب المتلاقح النشامة الممزوج بالشهامة، شيء مفقود تجلى نوره مع فجر هذه المعارك، شيء مفقود في مكامن العربي عاد إليه ليعيد إليه ذاته، ويعرف شخصيته، ويؤهل كفاحه من جديد، لقد عادت شخصية العربي بكل ملامحها الرزينة والواقعية على وقع شراسة الانتصار الثوري الجزائري.
زرعت ثورة الجزائر الخوف وسط الكيانات الامبريالية، وغرست الهلع في نفوس الطغيان، وأيقظت الشعوب الرازحة لعقود تحت نير الاستعمار، أيقظتهم أخيرا لتعرف شعوب العالم الثالث كيف يكون النصر؟ كيف تصنع العزيمة قهر عدو لا يقهر؟، لقد كانت ثورة الجزائر معجزة استثنائية للشعوب المستضعفة، معجزة جاءت لتمحي كبرياء أسطورة، وخرافة فرنسا العظمى والحلف الأطلسي ،وفرضت إعادة كتابة منطق القوة الذي لا يقهر.
لقد أهدى الفاتحين العرب في ثورة التحرير الجزائرية؛ رقصات النصر لكل حركات التحرر في العالم لتفسد أعراس القوى الامبريالية، وتقوض مضاجعها واحدة تلوى الأخرى، وسقط العدو.............
لقد كافحت ثورة الفاتحين الجدد، من اجل إنهاء الآلام والمعاناة ،وكل أشكال التمييز العنصري فانتصرت الثورة للإنسانية.........
ألهمت الثورة شعوب العالم ،وأوحت للطاقات البشرية الكامنة كيف تنفجر، والقوة الروحية كيف تتجلى وكتبت عندما يتحد الدم والماء، كيف يمكن أن يولد عالم جديد ،عالم من صناعة الشعوب الضعيفة .
لم تعد الآن ثورة نوفمبر ثورة تخص الجزائر وحدها، لقد أصبحت ثورة عربية إنسانية تنشد قيم التحرر والعيش الكريم والسيادة الكاملة، للتعبير عن الذات والهوية الحضارية، وهكذا تعددت وتمددت أبعادها لتصبح ثورة الثائرين .
الثائرين، بالسلاح ،بالمال، بالكلمة والقلم... لم يبخل الثائرين العرب على ثورة الأحرار، وصدحت الأشعار كالرشاشات، رفعت صوت الثورة وأسطورة جميلة بوحيرد وأبطال آخرين بأقلام عربية ثائرة.
سعى الثائر المغربي عبد الكريم الخطابي لدعم الثورة الجزائرية، وإعطائها الصبغة المغاربية والعربية فأرسل الهاشمي الطود و حمادي الريغي، من اجل تنسيق الكفاح وتكوين جبهة ثورية في المغرب العربي، ولم تتوقف جهود جمال عبد الناصر في احتضان الثوار وتكوينهم ودعمهم بالمال والسلاح ،والمساهمة في تقديم ممثلي جبهة التحرير الوطنية في المحافل الدولية لشرح عدالة القضية الجزائرية وإنسانيتها.
صوت الجزائر لم ينقطع من تونس ومن القاهرة، ولم تصمت أي عاصمة عربية تخفق بنبض الثورة،فكانت السيولة المالية القادمة من الخليج العربي ؛تغذي شريان الكفاح ليصدح رشاش الثوار، وشراسة قتالهم من اجل النصر.
وطيلة سنواتها السبعة ،بدمها ونارها، كانت الشعوب العربية تكتوي بلفحات نير المستعمر وكانت النهاية حكمة عربية خالدة خلود ثورة الحرية العربية، أن لكل قوة مآل ومآل الاستعمار كان الانكسار على يد ثورة نوفمبر المجيدة .
في عيدها الستين تعود الثورة وتلتئم بأصدقائها العرب من جديد، تستذكر ذكريات النصر، وتستحضر آمال الوحدة وصدق المصير المشترك؛ في ظل الانتفاضات والاضطرابات بكل آمالها وآلامها ...عيد الثورة نوفمبر، نوفمبر العرب في عيدك الستين بأي عيد عدت يا عيد؟



#ابراهيم_قلواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر:نحو مقاربة امنية جديدة لتعزيز الاستقرار والامن الوطن ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ابراهيم قلواز - ماذا تحقق من ديمقراطية الثورة في عيدها الستين