أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شامل عبد العزيز - داعش بين 100 مليون أميّ و40 مليون عاطل !















المزيد.....

داعش بين 100 مليون أميّ و40 مليون عاطل !


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا لم تكن متعلماً فماذا تستطيع أن تفعل ؟
هل ثمّة رابط بين ظهور – داعش – وغيرها من الحركات الأصوليّة وبين الآفات الاجتماعيّة التي تنخر في المجتمعات الإسلاميّة عموماً والعربيّة خصوصاً ؟
هل هناك سبب واحد أم هناك عدة أسباب ؟
هل العامل الدينيّ لوحده كافِ لانتشار الحركات الأصوليّة عموماً أم لا بدّ من وجود عوامل مساعدة ومحفزة حتى تكتمل الحلقة ؟
ما هو دور الأميّة والبطالة على سبيل المثال لا الحصر ؟
أكّد تقرير صدر حديثاً عن منظمة العمل الدوليّة حول اتجاهات الاستخدام العالميّة للعام 2014، أن الارتفاع في معدلات البطالة حول العالم ، خصوصاً الشباب يعود إلى الزيادة الملحوظة في معدلات البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تعتبر ثاني أعلى نسبة بطالة في العالم مقدراً هذه النسبة ب11.5% في العام 2013 ( بحدود 40 مليون عاطل عن العمل في الدول العربيّة ) في حين أنها تبلغ 6% حول العالم في العام نفسه.
الأميّة والفقر والبطالة ، من الآفات التي تعرقل أي تنمية حقيقية أو تقدم ملموس في المنطقة العربيّة..
فقد وصل عدد سكان العالم العربي في عام 2009 إلى نحو 335 مليون نسمة ، لكن من بين هذه الملايين يوجد 100 مليون من الأميين والأميات. ( مائة مليون من الأميين والأميات ) !
هذه النسبة تدل على وجود عائق أمام نهوض الوطن العربي وتحرره من التخلف والفقر والمرض .
إحصائيات منظمة اليونسكو لسنة 2009 تشير إلى أن نسبة الأميّة في الوطن العربي هي نحو 30% ، ترتفع بين النساء لتصل إلى نحو 50%.
وتلفت هذه النسب إلى أن أعلى نسبة للأميّة موجودة في عدة بلدان على رأسها العراق بنسبة 61% ، وفي السودان بنسبة 50% وفي مصر بنسبة 42% ، وفي اليمن بنسبة 39% ، وفي المغرب بنسبة 38%.
ناهيكم عن الظروف الدوليّة والاقليميّة والمحليّة والصراعات السياسيّة من اجل المصالح في داخل البلدان العربيّة هذا بالإضافة إلى أنّ هناك من يقول بأن الحركات الأصوليّة وخصوصاً – القاعدة - داعش " التي هي جزء من القاعدة انسلخت عنها " صناعة ( أميركيّة) وهناك من يُضيف ( صهيونيّة ) من أجل القضاء على الإسلام وتفتيت المنطقة وأخذ النفط مجاناً وإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد بعد أن أصبحت اتفاقيّة سايكس – بيكو من الماضي التليد " علماً بأن اتفاقية سايكس بيكو كانت تخص بعض الدول العربيّة وليس جميع الدول العربيّة " المهم .
هل هذه الأسباب مجتمعة لها علاقة بنمو داعش وتمددها أم أنّ الدين الإسلامي فقط هو السبب ولا توجد أسباب أخرى ؟
أنا أرّ بأن هذه الأسباب مجتمعة لها علاقة ودخل وتأثير في بروز الحركات الأصوليّة وخصوصاً داعش ..
لا يوجد سبب واحد ولكن من الأكيد أن للدين دور كبير في أذهان المنتمين لهذه الحركات خصوصاً أننا شعوب طائفيّة والطائفيّة مغروسة في أعماقنا .
داعش في العراق وسورية وهي " الدولة الإسلاميّة في العراق والشام " ..
هل السياسات الطائفيّة التي اتبعها نوري المالكيّ " من عام 2006 – 2014 " كان لها دور كبير أم لا .
هل القمع الذي استخدمه بشار الأسد في تعاطيه مع جموع الثائرين كان له علاقة أم لا ؟
في العراق هناك شبه إجماع عالمي على أنّ سياسة المالكيّ كانت من اهم العوامل التي أدت إلى بروز وتمدد داعش .
يقول الدكتور إبراهيم عوض :
يوجد شبه اتفاق على أن تفتيت المجتمع السياسي العراقي إلى مكوناته العرقية والطائفية والمذهبية ، وتسريح الجيش العراقي ، والسياسة التمييزية المتبعة في العقد الأخير كانت كلها عوامل ساعدت على ظهور «داعش» ونموها.
نسينا أو تناسينا عن قصد دور " العامل الاقتصادي " وهو من العوامل الرئيسيّة في نمو وتمدد داعش والالتحاق بصفوفها .
لم نسأل أنفسنا السؤال الجوهري أو هل سألنا انفسنا :
ما الذى يدفع الشباب إلى الانضمام إلى داعش ؟
الشباب هنا ليس الذين أنشأوا التنظيم ، وإنما أولئك الذين خفّوا إلى مواقع « الجهاد » من العراق وسوريا نفسهما ، ومن بلدان عربية ، من بينها مصر ، ومن بلدان أوروبية عديدة .
لم تجر دراسات ولم توزع استبيانات للتعرف على الخصائص الديمغرافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة للشباب المنضم إلى « داعش » ، ولكن رشحت معلومات تمكننا من طرح فرضيات جادة بشأن هذا الانضمام .
يقول الدكتور عوض :
التنظيم استفاد في فترة نشأته من تبرعات من أشخاص ميسورين في بعض بلدان الخليج ، ولكنه صار تنظيما غنيا باستغلال « نجاحاته » في الترويج لنفسه وفى حشد مزيد من التبرعات ، ثم باستيلائه على حقول نفط وبفرض الرسوم على النشاط الاقتصادي في المناطق التي استولى عليها.
موارد « داعش » مكّنته من أن يدفع بسخاء لشباب في العراق وسوريا محروم من فرص العمل ، ومن مصادر الدخل بفعل الصراع والمواجهات الدامية والتمييز في هذين البلدين المكلومين .
وهنا يبرز سؤال أخر :
لماذا ينخرط الشباب من مصر أو من تونس أو من الجزائر في تنظيم بمثل دموية « داعش » وعدميته ؟
البطالة والفقر والتهميش الاجتماعي ، ولا شك في ذلك ، أسباب للنقمة على المجتمع وللتطرف في اعتناق الأفكار التبسيطية والأيديولوجيّة لتفسير هذه الأسباب وغيرها ، ولوصف أدوية العلاج منها . العاطل عن العمل ، أو ذاك الذى يمارس عملا هامشيا ، أو على مستوى وظيفي أقل من ذلك الذى أعده له تعليمه ، لا ينتقل مباشرة إلى صفوف العنف والعدمية وإنما هو يمر عبر الأفكار المتطرفة والمطلقة المعروضة وحدها في سوق الفكر والممولة بسخاء منذ عشرات السنين.
منذ سنوات عديدة وطويلة ، يتواتر الحديث عن أن البطالة « قنبلة موقوتة »، وخاصة بطالة المتعلمين ..
غير أن البطالة والفقر وحدهما ليسا كافيين لتفسير انضمام الشباب « لداعش ».
ثمة شباب من طبقات اجتماعية ميسورة ، يتمتع بكل ما يتيحه العصر من مزايا التقدم العلمي والتكنولوجي ، انضم أيضا إلى « داعش » وهو يحارب في صفوفها.
الإنسان لا يبحث في الحياة عن الخبز وحده ، وهو لا يكتفي به. الشباب ، وغير الشباب ، لابد أن يشارك في تحديد وجهة المجتمع الذى يعيش فيه وفى إدارة شئونه.
استبعاد الشباب من تحمل مسئولية مجتمعاتهم ومن المشاركة في توجيهها وفى إدارتها ، هو تشجيع ضمني لهم على الخروج على هذه المجتمعات ، بل وعلى محاربتها . بانضمامه لـ« داعش »، ولمثيلاتها ، يشعر الشباب بأنه يشترك في توجيه دفة المجتمعات إلى غير دففها الفاشلة الحالية.
لا ينتبه الشباب إلى أن هذه وجهة لا تؤدى إلى أي مرفأ إنما إلى أعماق الأرض والفناء.
ولكن كيف له أن ينتبه ؟
القيود مفروضة على الأفكار عن الوجهات الأخرى ، وعلى تطور هذه الأفكار ، وعلى التنظيم الضروري لنموها وانتشارها.
من كل ما تقدم ما هو السبيل إلى إصلاح كافة الآفات الاجتماعيّة والقضاء عليها وكيف ومن هي الجهة المسؤولة عن ذلك ؟
" مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً " هي المسؤولة عن الحلّ أم لا بدّ من اتاتورك جديد يُبعث فينا أو نخبة سياسيّة مخلصة تعمل بجد ونشاط وحيوية من أجل انقاذ مجتمعاتنا مما هي فيه ؟
100 مليون أمي - مع أربعين مليون عاطل !
من يستطيع التخلص من هذين الرقمين ؟
سبق للدكتور محمود سيد القمني أن كتب عن أتاتورك جديد في مجتمعاتنا .
أنا اتفق مع ذلك وأؤمن بأن الحلّ الوحيد لجميع ما نحن فيه هو " سلطة سياسيّة " نخبويّة عصريّة مستقلة لأنّ جميع الحكام العرب كانوا يعملون من أجل مصالح أحزابهم ومؤيديهم ولم تكن الشعوب سوى رعية والبلاد مزارع للحكام بحيث وصلنا اليوم إلى ما نحن فيه من بؤس وشقاء وقتل وتهجير وسوف تبقى الدماء تسيل إلى ما لا نهاية هنا وهناك بدون هذه السلطة الحقيقية ..
أتمنى أن لا أكون مخطئاً " فالعصمة لا تكون إلاّ لنبيّ " !
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الإسلام بين مطرقة - المقالات - وسندان - التعليقات - !
- القراءة التفكيكيّة للنصوص الدّينيّة !
- الماركسيّة بين العلوم الطبيعيّة والعلوم الإنسانيّة !
- الأصوليّة الشيوعيّة - الشيوعيّة في السلطة - ...
- إمّا قوميّة أو إسلاميّة , ألاّ يوجد خيار أخر ,, وكيف ؟
- الأصوليّة الشيوعيّة - الثورة والحزب - !
- الأصوليّة الشيوعيّة , خرافة الاشتراكيّة العلميّة !
- الأصوليّة الشيوعيّة , العامل الاقتصادي !
- الأصوليّة الشيوعيّة , الخلاصيّة البروليتاريّة !
- الشيوعيون العرب ,, هل هم شيعة بالمعنى الكربلائي ؟ قرأتُ لكم ...
- كيف تعالج الماركسيّة الوضع الطبقي ؟
- الليبراليّة والراديكاليّة .
- وداعاً يا رفيقي ؟
- شعار الحوار : اليسار فأي يسار نحتاج ؟
- لن يكون هناك حلّ للقضيّة الفلسطينيّة ..
- بدايات الإسلام مرّة ثانيّة ..
- مقتطفات إسلاميّة ؟
- إلى المحجبات ..
- هل تتمكن الرأسمالية من البقاء على قيد الحياة ؟
- هل هناك دين مسالم ؟


المزيد.....




- لماذا تعتمد شركات عملاقة على الصين بالتصنيع وكيف تؤثر الرسوم ...
- سانا: مقتل سبعة مدنيين في غارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية ...
- مأساة الفيضانات المناخية في إسبانيا بالصور
- تحقيقات في هتافات -معادية للسامية- في مظاهرة بهانوفر
- بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كراسنوليمانسكي وتواصل ...
- نجل ترامب ينشر مقطع فيديو عن اقتراب انتهاء المساعدات الأمريك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اصابة ضابطين بجروح خطيرة في جنوب غزة
- زلزالان يضربان سواحل كوبا خلال اقل من ساعتين (فيديو)
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصدق على توسيع العملية البرية في جنو ...
- بعد فوز ترامب.. سعي أوروبي لأمن مستقل


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شامل عبد العزيز - داعش بين 100 مليون أميّ و40 مليون عاطل !