أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالصمد السويلم - الحسين وفلم الاختيار ليوسف شاهين















المزيد.....

الحسين وفلم الاختيار ليوسف شاهين


عبدالصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما رايت حقا ولا خيرا ولا جمالا الا ورايت الحسين فيه ،لان الله في الحسين عليه السلام كما قال سيد الاوصياء عليه السلام ما رايت شيئا الا ورايت الله فيه. ولان الحسين مرآة نرى فيها أنفسنا. علينا ن نرى فيها كل شيء ، املنا وبؤسنا ،حبنا، بغضنا، قبحنا وجمالنا، شجاعتنا وجبننا ، انتصارنا وهزيمتنا ان يعرف الانسان ماذا يريد ومن هو عدوه وكيف يصل الى مايريد والحسين هو ان نواجه انفسنا وان نختار المواجهة الى النهاية مهما كلف الامر . لذا لاغرابة ان نجد ان هناك قادة سلطة ارادوا الحسين للسلطة كما ان هناك قادة سلطة حاربوه لاجل السلطة وكما كانت زينب مصر فتحي غانم زينب مصر التمرد السلبي مع الخنوع والخضوع للذل ولسلطة الفساد والعرش كانت زينب الحق عليها السلام ضد العرش واين هذه من تلك ؟! واين حسين الموائد والطقوس عند بعض قادة العراق الذين يتحمسون لإصلاح الفساد بافواهم كذبا أنهم في نفس الوقت يعيشون بوجودهم واقعا اي الحسين من طلب العروش عند قادة الزيف والخداع والأنانية حين أطاحت الهزيمة بالجميع في الموصل في عراقنا ثمة فجوة بين القول والواقع بين الحقيقة والمثال وأنه ان لم يخرج العراق من الازمة بتغير ثوري فهو إلى الأسوأ ام أن من كان ممثل الثورة سابقا قد انسحب مهزوما مخذولا إلى السلبية بعد وصوله الى السلطة . اين بعض القادة الادعياء ممن كان عاشوراء عندهم قد اقتصر على الولائم والشعارات وقصائد الشعر من حسين الثورة الدائمة على الذات وعلى الظلم واين هم من حسين قرار الاختيار.والاختيار فلم من رواية نجيب محفوظ واخراج يوسف شاهين هو من سلسلة اعمال فنية تنبأت بهزيمة 67 كشفت فيها حجم فساد السلطة في مصر الذي تسبب في هزيمة حزيران1967 النكراء. في حسين الاختيار القرار الحق هو ان تواجه عدوك الحقيقي وهو نفسك. فيلم "الاختيار"الاختيار فيلم مصري ألف روايته الروائي نجيب محفوظ وكتب نصه السينمائي وأخرجه المخرج المصري يوسف شاهين. كما قام بإنتاجه لصالح شركة مصر للأفلام الدولية الاختيار قصة حول الشيزوفرانيا (مرض انفصام الشخصية) حيث يكتشف الشرطة في بداية الفيلم جثة مجهولة الهوية، والتي سرعان ما يحددون هويتها لشخص اسمه «محمود». وتحوم شكوك رجلي المباحث المكلفين بالقضية حول «سيد» شقيق «محمود» بأنه القاتل. والذي يظهر بأنه مع عشيقته «بهية» «كمحمود» ومع زوجته «شريفة» «كسيد». ما يجعل من فيلم " الإختيار" عملا استثنائياً وعظيماً،هو ان فيلم "الإختيار" يبدو عملاً حداثياً يثير الحيرة والقلق.فيلم "الإختيار" يعتمد على بناء معقد أقرب الى التداعى، ورغم وجود خيط رفيع، هو وجود جثة وجريمة قتل مطلوب البحث عن مرتكبها، إلا أن الفيلم فى الحقيقة لا يدور فى الخارج، وإنما داخل شخصيته الرئيسية المأزمومة، الكاتب والمثقف الذى ينتهى فى المشهد الأخير فى عربة مستشفى الأمراض العقلية، السبب والنتيجة غائمان عن قصد فى فيلم "الإختيار"، فى "الإختيار" بطل الفيلم الحقيقى (الكاتب وليس البحار) غير مستبصر أصلاً بطبيعة مرضه، وهو ينازل أشباحاً لا نراها، وحيرته تنتقل إلينا كاملة، شعوره بالذنب هائل وكأنه ارتكب خطيئة أخرجته من الجنة، وعلاقته بزوجته وشقيقه البحار معقدة للغاية، وعدوه الأول ليس شخصا خارجه، ولكن عدوه الحقيقى هو نفسه :" ما فيش أبشع من إن الواحد يواجه نفسه"، ولكنه لن يصل الى هذا العدو إلا فى المشاهد الأخيرة من الفيلم. "الإختيار"دراما نفسية ترتدى شكلا بوليسياً، فى "الأرض" هناك حبكة واحدة واضحة وبسيطة: الفلاحون فى مقابل النظام، أما فى سيناريو "الإختيار" الملتبس، فنحن فى الحقيقة أمام حبكتين متداخلتين الى درجة التعشيق الكامل على طريقة الأرابيسك: حبكة أساسية نفسية عن مثقف مأزوم توفر له كل شئ ، الزوجة والمال والمناصب والشهرة، ولكنه أفتقد أهم شئ وهو الحرية، وحبكة فرعية تخدمها وتصب فيها، وهى العثور على جثة لها علاقة ما بالكاتب، مما يقوم بتعريته الى درجة الإنهيار. "الإختيار" أحد أهم الأفلام الحداثية المصرية.هدف قصة الفيلم بأكملها ليس الوصول الى المجرم، الهدف هو إيجاد معادل درامى وبصرى ينقل إليك حالة التمزق والإنشطار والحيرة والإلتباس التى يعيشها البطل ( مرة أخرى البطل هو الكاتب وليس البحّار) لأنه تنازل يوماً عن مبادئه، ولأنه قنع بأن يكون جزءاً من السلطة وليس واقفا على يسارها، ولأنه هرب من نفسه لسنوات حتى حاصرته فى النهاية، ولذلك كله يتلاعب السيناريو بثلاثة إحتمالات طوال الوقت: فإما أننا أمام توأم أحدهما بحار حر ومنطلق يستمتع بحياته، والثانى مثقف مأزوم ومقيّد رغم أنه يبدو أفضل حالاً، ووفقاً لهذا الإحتمال، فإن المثقف حقد على البحار وقتله، خاصة أن يتمتع بالحرية، كما أنه يستحوذ على قلب زوجته الجميلة، وإمّا (الإحتمال الثانى) أننا أمام حالة تعدد فى الشخصية، مثقف مأزوم يمارس فى الصباح دوره المرسوم له من المجتمع، ويقوم ليلا بممارسة ما يرضيه هو من حيث الحرية وتحقيق الذات، أى اننا أمام شخص انقسم الى اثنين، ولسنا أمام توأم ، وإما (الإحتمال الثالث) أننا أمام مزج بين الإحتمالين، المثقف قتل توأمه البحار، فتزايد اضطراب المثقف وانشطاره، الموجود اصلا، فقرر أن يحل محل أخيه البحار التوأم الذى قتله، يعيش حياته فى الليل، ثم يعود الى حياته الأصلية الرتيبة فى الصباح. مرة أخرى، هذا التلاعب ليس مجانياً، ولكنه يحاول أن ينقل إليك مأساة هى فى الواقع داخلية، بينما الدراما فعل ومواقف، أى انك يستحيل أن تعرف أن هناك بركانا وفوضى داخل عقل إنسان، إلا إذا تحولت هذه الفوضى، وهذا الإلتباس الداخلى الى فعل حركى وبصرى ودرامى، وهذا ما فعله الفيلم بامتياز، ولذلك فإن التعامل مع "الإختيار" على أنه فيلم مريح ينتهى بايداع البطل فى مستشفى الأمراض العقلية، أو أنه فيلم عن جريمة وقاتل ومحقق هو أيضاً أمر خاطئ تماما، لأن الفيلم ببساطة عن الفوضى التى تحدث فى المجتمع وفى داخل المثقف نفسه، إذا سقط هذا المثقف، فى هذه الحالة يفقد الاثنان البوصلة: المثقف والمجتمع، يقول "الإختيار" إنه عندما يختار المثقف بشكل خاطئ، فإنه ومجتمعه يتحولان الى ما يقترب من المتاهة التى شاهدناها، هذا هو معنى مأساة البطل سواء كان مريضا أو قاتلا أو حتى حالما بالقتل فى عقله الباطن، وهذا هو مغزى لقطة النهاية (إشارة الإسعاف الحمراء التحذيرية). "الإختيار" ينقل ارتباك وحيرة الكاتب (عزت العلايلى) والمحقق (محمود المليجى) الاختيار كان نبؤة لهزيمة حزيزان ومقدمة لفلم العصفور الفيلم الذي يقول بوضوح غير مسبوق أن النظام هزم من داخله قبل هزيمته العسكرية، وأنه من المستحيل أن تنتصر فى الخارج دون أن تقضى على الفساد الداخلى ، الخارج ببساطة ليس فى الواقع إلا حصاد الداخل، وإن الحل لا يتأتى إلا بأن يمسك الشعب بزمام الأمور من جديد، أن يسترد الشارع والتأثير، أن يتحرر مثل العصفور الذى يطلقه محمود المليجى من قفصه فى لقطة شهيرة وبليغة، بل يكاد الفيلم يعتبر أن الهزيمة فرصة عظيمة للحرية ولتصحيح المسار، لا يمكن أن تسترد الأرض إلا إذا قمت باسترداد شعبك، لن تهزم إسرائيل إلا بالقضاء على المجرم أبو خطوة، وعلى كل فاسد يسرق وينهب، خطر هؤلاء أكبر من إسرائيل، إنه الطابور الخامس الذى يقتح الباب للهزيمة. وهناك أخيرا في العصفور ذلك الطفل الريفى الذى يهبط القاهرة لزيارة الحسين والسيدة دون أن يعرف أحداً، والغريب أنه سيصل فى النهاية، هل كانوا يريدون أملا أكثر من ذلك ؟! فلا غرابة في ان يكون الوصول الى الحسين والسيدة رمزا للامل وطريق نجاة.



#عبدالصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين واصحاب الفيل
- رواية -أرض العميان- شعب جاهل اعمى ومثقف ثائر منبوذ
- داعش بين الانكسار وغدر الانتصار
- عراق المنسي
- داعش جيش غوريلا المغول الجدد
- الوطن او الموت الى النصر
- في اغتيال جيفارا واغتيال عبد الكريم قاسم الرصاصة كانت واحدة
- عراق اسير عاصفة هزيمة الصمت الكاذب
- اسطورة 2014 الاله الوطن والعراق الزمن الى راسم المرواني
- مدد مدد يا سيدي ابو بكر البغدادي
- دع الشمس تشرق
- كل السلطة للشعب المقاوم(دعوة الى انعقاد مؤتمر وطني عام لقوى ...
- مصعب ابن عمير اكذوبة قميص عثمان الجديد
- وهم العملية السياسية
- من هم القادة هنا وماذا يفعلون
- هل شعرت يوما
- معهد بروكينجز: أمريكا ترصد 20 مليار دولار لاستعادة نفوذها فى ...
- بعدنا
- مذا يعني؟ وماذا لو
- اليات نجاح عمل الاعلام العراقي المضاد لداعش


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالصمد السويلم - الحسين وفلم الاختيار ليوسف شاهين