أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - تونس والطريق الوعر إلى الانتخابات















المزيد.....

تونس والطريق الوعر إلى الانتخابات


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انطلقت الحملة الانتخابية في تونس للانتخابات البرلمانية يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول ،2014 ومن المقرّر أن تتم الانتخابات يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول، أما الانتخابات الرئاسية فستجري يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 .
الانتخابات البرلمانية الحالية هي الثانية منذ أن أضرم النار في جسده بائع الخضار محمد بوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد في ديسمبر /كانون الأول العام ،2010 حيث انطلقت شرارة الانتفاضة من هناك لتعمّ عدداً من المدن التونسية وصولاً إلى العاصمة تونس، التي اضطر الرئيس السابق زين العابدين بن علي مغادرتها، بترجيح من الجيش .
وإذا كانت الانتفاضة التونسية قد ألهمت العديد من الحركات الشعبية، فقد كان لاتحاد العوامل الموضوعية مع العوامل الذاتية دور أساسي في نضوج اللحظة الثورية، كما حصل في بلدان مثل مصر وليبيا واليمن وغيرها، وفي الوقت نفسه اشتعلت المنطقة كلّها بحروب وثورات وثورات مضادة ونزاعات مسلحة وانفلاتات أمنية وأعمال إرهاب وعنف زادت حدّة بعد احتلال "داعش" محافظة الموصل في العراق ووضع يده على محافظة صلاح الدين وجزء كبير من الأنبار بعد السيطرة على مدينة هيت، وأجزاء من محافظتي كركوك وديالى، وكذلك محافظات الرقة ودير الزور ومطار الطبقة في سوريا، ومحاولة الهيمنة على مدينة عين العرب "كوباني" التي لا تزال محاصرة منذ أكثر من أربعة أسابيع!
وإذا كان "حزب النهضة" قد تحلّى بالعقلانية أو اضطّر إلى ركوب مركبها بعد الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، إلاّ أن ما يسجّل له أنه اعتمد ذلك في إطار سياسة براغماتية وتكتيكات حيوية من شأنها تعطيل حدوث الانفجار أو استيعابه، خصوصاً عندما استطاع قراءة المتغيّرات السياسية الداخلية والإقليمية على نحو صحيح جنّب نفسه والبلاد الفوضى والاحتراب . وعلى الرغم من أنه وصل إلى السلطة عن طريق صندوق الاقتراع، لكن ذلك وحده ليس كافياً للتمسك بها بسبب أخطاء كبيرة ارتكبت خلال فترة حكمه الأولى، إضافة إلى تصاعد حالات رفض شعبي كان لا بدّ من مراعاتها .
السؤال الآن: هل ستأتي الانتخابات الحالية بالنتائج ذاتها أم أن هناك تغييرات كبيرة في الخريطة السياسية ستحدث؟ والأمر له علاقة بالوضع الداخلي، ولاسيّما الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة، وكذلك بالوضع الإقليمي، وخصوصاً بعد الحرب الأهلية الليبية، وبعد إزاحة حكم الإخوان في مصر، وبعد الوجود الكثيف لمنظمات الإرهاب وخطرها على سوريا والعراق، وذهب العالم اليوم جميعه تقريباً باستثناء روسيا وإيران، للقاء والتعاون في إطار تحالف دولي للقضاء على الإرهاب وعلى منظمة "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيتين، وذلك أيضاً في إطار قرار أصدره مجلس الأمن الدولي برقم 2170 في 15 أغسطس/آب 2014 .
مازال طريق الانتخابات العربية وعراً، وحتى التجارب التي تمت بعد موجة "الربيع العربي"، فلم تكن مشجعة في الكثير من الأحيان، بل تركت مشاكل ومتعلقات واحترابات كما حصل في ليبيا، ناهيكم عن لغة السلاح التي تأخذ الصدارة في اليمن، حيث يسيطر الحوثيون على العاصمة، أما في العراق فقد كانت مفاجأة تنظيم "داعش" والاستيلاء على نحو ثلث مساحة العراق هي الشغل الشاغل بعد تشكيل الوزارة الجديدة برئاسة حيدر العبادي .
إذا كان لنا من توصيف للوضع التونسي الذي تابعناه من بداية الانتفاضة وقمنا بزيارات ميدانية عديدة له، فيمكننا القول إنه مرّ بأربعة تحوّلات: الأولى بدأت مباشرة بعد تغيير النظام وإطاحة ابن علي، حيث جاءت حكومات انتقالية وأجريت انتخابات تشريعية (أكتوبر/تشرين الأول 2011) . أما الفترة الثانية فكانت قد بدأت عند تشريع البرلمان المنتخب دستوراً حيث تألفت حكومة ائتلافية على رأسها حزب النهضة الإسلامي، مع حزبين يساريين . وقد ارتفعت موجة العنف التي ضربت البلاد على يد جماعات سلفية، خصوصاً اغتيال شكري بلعيد ومحمد براهمي العام 2013/ إضافة إلى مهاجمة مقار ومبان حكومية وخصوصاً في الأطراف .
أما المرحلة الثالثة فهي التي ابتدأت منذ أواسط العام 2013 وحتى مطلع العام ،2014 عندما انفجرت الأزمة في البلاد، وساهم في إدارة الحوار الوطني، لجميع القوى السياسية، ثلاث جهات ذات صدقية هي: اتحاد الشغل التونسي والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونقابة المحامين التونسيين، وتمخّض الحوار عن اعتماد دستور طال انتظاره وموافقة حكومة حزب النهضة على التنحي وقيام حكومة ائتلافية تضم كفاءات تكنوقراطية . وهكذا تخلى علي العريّض وحلّ محلّه مهدي جمعة .
ويمكن تأشير المرحلة الرابعة المستمرة حتى الآن بقيام حكومة د . مهدي جمعة وتنتهي بالانتخابات النيابية 26 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، والانتخابات الرئاسية 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل . وقد قامت حكومة جمعة بعدد من الإجراءات التي تحسب لها مثل اعتماد قانون انتخابات، كما ساهمت في التصدي للإرهاب وانخفضت وتيرة العنف في البلاد . وتبقى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس فضلاً عن اختيار طريق التنمية لتشكل جوهر المرحلة القادمة ومحتواها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وقانونياً، فالتنمية المستدامة هي المدماك الأساسي الذي لو تحقق لاستطعنا اعتبار النموذج التونسي للربيع العربي قد سار في طريق تحقيق أهدافه، حتى وإن واجهته صعوبات داخلية غير قليلة، وأخرى تتعلق بدول الجوار مثلاً، لاسيّما انفلات الوضع الأمني في ليبيا، والتوترات مع الجزائر وصعود حركات إسلامية وإرهابية جديدة في المنطقة مثلما هو الأمر في الجزائر وليبيا وموريتانيا وحتى المغرب .
والحفاظ على الأمن والقضاء على الإرهاب يتطلبان عملاً طويلاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتربوياً ودينياً توعوياً وكذلك إجراءات قانونية وعسكرية وأمنية واستخبارية لتجفيف منابع الإرهاب وتفكيك البنية الأيديولوجية والاقتصادية التي يقوم عليها . ولعلّ ذلك مرتبط إلى درجة كبيرة بتلبية الحقوق والحريات وتأكيد مبادئ المساواة والعدالة وكل ذلك من خلال عملية تنمية اجتماعية مستدامة ومتعددة الأهداف .
المقاعد التي يتنافس عليها اللاعبون السياسيون يبلغ عددها 217 مقعداً في البرلمان، وهناك 27 مرشحاً يطمحون بأن يحتلوا موقع رئيس الجمهورية، وأهم اللاعبين هم حزب النهضة، وحزب نداء تونس الذي تشكل من مجموعات من التكنوقراط بعضها كانت مشاركة في الحكومات السابقة وبعضها الآخر من معارضين ليبراليين ويساريين، وهو حزب قوي ومنافس مهم لحزب النهضة، وهناك الجبهة الشعبية وهي تيار اشتراكي يضم عشرة أحزاب علمانية تقول إنها ضد الإسلاميين وضد حكم الترويكا، كما أن هناك حزب المؤتمر برئاسة منصف المرزوقي (الرئيس الحالي) وحزب التكتل برئاسة مصطفى بن جعفر (رئيس البرلمان الحالي) وأحزاب علمانية وليبرالية أخرى .
المعركة ستكون حامية الوطيس ويواجهها سؤال كبير هل ستستطيع تونس تقديم تجربة جديدة باتجاه الديمقراطية؟ وإذا نجحت في ذلك فإن الأمر سينعكس على مجمل دول ما يسمى "الربيع العربي" وعموم دول المنطقة، أما إذا فشلت فإن تأثيراته السلبية هي الأخرى ستنعكس على دول المنطقة .



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «إسرائيل» النووية!
- محنة الرهائن والرسائل
- اسكتلندا.. ثقافة الاستقالة مرّة أخرى!
- كاتالونيا ما بعد اسكتلندا
- أوروبا والصراع الناعم: هوّيات واقتصاد!
- صناعة صورة “داعش”
- “داعش” والفصل السابع
- استحقاقات وتحديات أمام حكومة العبادي
- عن الدولة والتيار الديمقراطي في العراق
- حوارات ذاكرة عبد الحسين شعبان
- هل أصبحت المفاوضات عقيمة؟
- المجتمع المدني في رؤيته للدستور اليمني
- أمريكا ورحلة العنصرية المتأصلة
- السخرية والأسئلة الملغومة
- برسم حكومة العبادي
- الإيزيديون وفتاوى التكفير
- بوتين وصورة ستالين
- فساد «الديمقراطية»!!
- قصة الحوار العربي – الكردي! استعادة تاريخية
- ماذا يريد العرب من المفوض السامي لحقوق الإنسان؟


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - تونس والطريق الوعر إلى الانتخابات