أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - عن الدولة والتيار الديمقراطي في العراق















المزيد.....

عن الدولة والتيار الديمقراطي في العراق


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 14:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



للتيار الديمقراطي جذور عميقة في العراق، إذ لا يمكن الحديث عن الدولة العراقية المعاصرة التي تأسست في العام 1921 من دون الحديث عن نشوء تيار ديمقراطي بإرهاصاته الأولى . وكان الدستور العراقي الأول (القانون الأساسي) الذي صدر في العام ،1925 وهو دستور دائم تم سنه بمساعدة خبراء بريطانيين، ولكنه قياساً لزمانه كان متقدماً، وتجلى ذلك بتقنين الحريات، وخصوصاً حرية التعبير وإعلاء سيادة القانون وإجراء انتخابات لبرلمان عراقي، بغض النظر عن درجة تمثيله للسكان، وتزوير الانتخابات فيه، لكنه كان خطوة أولية لممارسة لم تكن الدولة العراقية تألفها من قبل .
لقد ولد التيار الديمقراطي في رحم الدولة العراقية الأولى، على الرغم من ارتباط هذه الدولة بمعاهدات واتفاقيات غير متكافئة مع بريطانيا، وهي اتفاقيات اقتصادية، تتعلق بالنفط أساساً، واتفاقيات عسكرية وأمنية، كما هي اتفاقية العام ،1930 ومحاولة فرض معاهدة العام 1948 المعروفة باسم "معاهدة بورتسموث"، التي أسقطها الشعب وأطاح الحكومة، والاتفاقية العراقية - البريطانية لعام 1954 وكذلك الاتفاقية العراقية - الأمريكية في العام نفسه، إضافة إلى "حلف بغداد" المعروف لاحقاً باسم "حلف السنتو"، حلف "المعاهدة المركزية" العام ،1955 الذي انسحب منه العراق بعد ثورة 14 تموز (يوليو) العام 1958 .
وبخصوص النفحات الديمقراطية الأولى لبلورة تيار ديمقراطي، فقد كانت هناك صلة وثيقة وعميقة بين أطراف التوجهات الوطنية، ممثلة بروافد ثلاثة: الجماعة اليسارية وخصوصاً النواتات الأولى في العشرينات، ممثلة بجماعة حسين الرحال والروائي محمود أحمد السيد وآخرين، والجماعة العروبية (القومية العربية) ممثلة بنادي المثنى وحزب الاستقلال وقيادات مثل محمد مهدي كبه وفايق السامرائي وصديق شنشل، والجماعة الديمقراطية التي تمثلت بجماعة الأهالي في العام 1932 وفرعها جمعية الإصلاح الشعبي، وضمت عبد الفتاح ابراهيم، وحسين جميل ومحمد حديد وعبد القادر اسماعيل، ثم انضم إليها في العام 1933 محمد جعفر أبو التمن وكامل الجادرجي وحكمت سليمان .
وأسس الجادرجي لاحقاً الحزب الوطني الديمقراطي في العام ،1946 وأصبح هو وحزبه الأكثر استقطاباً للتيار الديمقراطي الناشئ، وذلك عندما أجازت وزارة توفيق السويدي ووزير داخليتها سعد صالح خمسة أحزاب سياسية في العام 1946 وهي إضافة إلى الحزب الوطني الديمقراطي، حزب الشعب بقيادة عزيز شريف، وحزب الاتحاد الوطني برئاسة عبد الفتاح ابراهيم، وحزب الاستقلال (القومي العربي) برئاسة محمد مهدي كبه، وحزب الأحرار الذي ترأسه توفيق السويدي بعد استقالة الوزارة وأعقبه بعد فترة قصيرة سعد صالح الذي كان أكثر راديكالية من سلفه، وهو حزب خرج من معطف الحكومة ليرتدي بدلة المعارضة السياسية الديمقراطية .
كان التيار الديمقراطي الأكثر إيماناً وممارسة لمسألة الحوار وتقبل الرأي الآخر، والحوار كمبدأ وأسلوب سواءً كان مع الحكومة أو مع القوى السياسية، وكان الأكثر شفافية في التعامل الوطني، ولاسيما بالمقارنة مع التيارات الشمولية القومية واليسارية، فضلاً عن التعامل الداخلي بينه وبين قيادته وأعضائه .
وقد انتعش التيار الديمقراطي في الأربعينات بشكل خاص، وبالتحديد بين أعوام الحرب العالمية الثانية 1941- 1945 وبعده بعام واحد عندما أجيز حق تأسيس الأحزاب، لكنه بعد بضعة أشهر عادت المسألة إلى ما قبل الحرب، ولاسيما شح الحريات وتكميم الأفواه ومحاولة فرض معاهدات مع بريطانيا، لا يرتضيها الشعب، الأمر الذي قاد إلى احتجاجات وتظاهرات عارمة، لكن الحكومة قابلت ذلك بإصدار قوانين غليظة تحت عنوان مكافحة الأفكار الهدامة، وذلك عشية التمهيد لحلف بغداد .
الدستور العراقي الدائم الذي تم تشريعه في العام 1925 أطيح به في العام 1958 عقب الثورة، ولكن المفارقة الحقيقية، أن " قيادة الثورة" ذاتها ضاق صدرها سريعاً، واستدارت بالبلاد بعد العام الأول من الثورة صوب الحكم الفردي- الدكتاتوري، بدلاً من التوجه لتوسيع دائرة الحريات وتأكيد احترام سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وتعزيز المواطنة والانتقال إلى حكم نيابي يحظى بدعم الشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهة .
وخلال الأعوام من 1958 ولغاية وقوع العراق تحت الاحتلال في العام 2003 حُكمت البلاد بنصف دزينة من الدساتير المؤقتة، ابتداء من دستور العام 1958 وقانون المجلس الوطني العام 1963 ودستور العام 1964 ودستور العام 1968 ودستور العام 1970 الذي استمر لنحو 33 عاماً .
وخلال فترة ما بعد الاحتلال حكم العراق بدستور مؤقت أطلق عليه "قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية لعام 2004"، الذي شرع في عهد بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي للعراق من 13 أيار/مايو 2003 - 28 حزيران (يونيو) 2004)، وكان هذا الدستور قد وضع مسودته الأولى اليهودي الأمريكي نوح فيلدمان، وعلى أساسه تم تشريع الدستور العراقي الدائم لعام 2005 والاستفتاء عليه في 15 تشرين الأول (اكتوبر) وإجراء انتخابات على أساسه بعد شهرين أي من 15 كانون الأول (ديسمبر) 2005 .
الدساتير المؤقتة جميعها قلصت الفرص أمام تعزيز وجود تيار ديمقراطي، وذلك بتوجهها الشمولي "التوتاليتاري"، وتحت عناوين مصلحة الثورة ولاحقاً "الحزب القائد"، ولعل دور الجيش والعسكريين، قد ارتفع رصيدهما بعد ثورة 14 تموز (يوليو) ،1958 الأمر الذي دفع التيار الديمقراطي المؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية العقلانية الحداثية إلى الخلف، حيث ساد الرأي الواحد والذوق الواحد والزعيم الواحد، وما عداه فإنه محرم تحت عناوين مختلفة .
إن السعي لإعادة بناء تيار ديمقراطي ليس رغبة ذاتية فحسب، لأنه سيأتي إسقاطاً إرادوياً من فوق، بل يحتاج إلى مستلزمات موضوعية ليصبح حاجة، خصوصاً أن الأمر يتطلب إعادة نشر وتعزيز القيم والأفكار الديمقراطية في مجتمع عانى الاستبداد عدة عقود من الزمان، ففي التراث الديمقراطي للرعيل الأول من قادة التيار الديمقراطي مثل الجادرجي وعبد الفتاح ابراهيم وحسين جميل ومحمد حديد وآخرين كانت المسألة الوطنية ملازمة للمسألة الديمقراطية، في حين أننا نرى اليوم ضعف المناعة الوطنية إزاء التعاون مع القوى الخارجية، بزعم أن الحركة السياسية بقضها وقضيضها لم تكن قادرة على مقارعة النظام الدكتاتوري، وحدها، فما بالك بتيار ضعيف وقليل الإمكانات ويسعى لإعادة لملمة بعض من يحسب عليه، مع تبرير أن المسألة تستهدف "تحرير العراق" من النظام السابق وعندها سيكون لكل حادث حديث .
لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا "التنظير"، بل استمر بالتعاون مع الاحتلال وقبول دستور قائم على أساس "المكونات" ويحتوي على العديد من الألغام ويتعارض مع الأسس الأساسية لدستور ديمقراطي، وجرت المسألة إلى تأييد اتفاقية عراقية - أمريكية مذلة مفروضة على العراق، وبين طرفين أحدهما ضعيف ومحتلة أراضيه والآخر قوي ومحتل، بل إن هناك من طالب ببقاء القوات الأمريكية ولا يزال يتشبث بوجودها، بل ويدعوها إلى حل المشكلات مع الأطراف الأخرى كلما حدثت مشكلة بينه وبين غرمائه العراقيين، وينسى هؤلاء جميعاً أن ما يسمى بالديمقراطية دون الوطنية، إنما هي تقود إلى قبول التبعية ومصلحة الغير على حساب المصلحة الوطنية، كما أن هذه الأخيرة دون الديمقراطية تؤدي إلى التفرد والتسلط والدكتاتورية .
مناسبة هذا الحديث كان حواراً دولياً جاداً ومسؤولاً في أنقرة شارك فيه نحو 400 أكاديمية وأكاديمي ومن جامعات وبلدان مختلفة شمل قضايا الشرق الأوسط، وكان الموضوع العراقي وخصوصاً الدولة ومآلاتها والتحديات التي تواجهها قد اندرج ضمن المؤتمر .



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات ذاكرة عبد الحسين شعبان
- هل أصبحت المفاوضات عقيمة؟
- المجتمع المدني في رؤيته للدستور اليمني
- أمريكا ورحلة العنصرية المتأصلة
- السخرية والأسئلة الملغومة
- برسم حكومة العبادي
- الإيزيديون وفتاوى التكفير
- بوتين وصورة ستالين
- فساد «الديمقراطية»!!
- قصة الحوار العربي – الكردي! استعادة تاريخية
- ماذا يريد العرب من المفوض السامي لحقوق الإنسان؟
- “داعش” وأنستاس الكرملي
- غزة: الغاز مقابل الدم!
- الجزائر وإشكاليات الدستور “التوافقي”
- الجامعة العربية والأزمة العراقية
- غزة.. ثقافة المقاومة وثقافة الاحتلال!
- “الجرف الصامد” وماذا بعد؟
- ماذا نقرأ في خطاب الخليفة الداعشي؟
- نصرٌ ل ”إسرائيل” أم هزيمةٌ للأمم المتحدة؟
- موريتانيا.. مسلسل الانقلابات والانتخابات!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - عن الدولة والتيار الديمقراطي في العراق