أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - جاسم الحمّال














المزيد.....

جاسم الحمّال


علي غشام

الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 16:55
المحور: الادب والفن
    


لم يحلم يوماً بثروة كما يفعل الكثيرون ، همه الوحيد ان يحضا براحة بال واستقرار نفسي حينما يرى أولاده الصغار وقد كبروا دون ان تمسهم حاجة الى احد أو يجوعوا يوماً ما ..
يحمل (نوالته) و(جنگاله) كل يوم صباحاً قاطعاً منطقة ام الدجاج عابراً جسر الخندق شاقاً بداية القشلة متوجها الى قلب سوق العشار وهو يبتسم بوجوه طالما عرفها وحمل حاجاتها الى بيوتهم المتراصة متخللاً احياء وشوارع الأزقة القريبة من الخضّارة فيجودون عليه بأجره وزيادة تدخل السرور على قلبه ويمسح عرق وجهه الذي كثرت أخاديده ، ولا يزيد بهجته في ذلك السوق غير وجه صديقة قدوري بائع بطاقات اليانصيب وينتسم حينما يلحّ عليه قدوري بشراء بطاقة او يشاركه بنصفها ..
- جاسم ليش ما نشتري بطاقة انا وياك بلكي يگعد حظنا ..؟
- يمعود هو الي ما عنده حظ منين يجيبه ..؟!
- انت جرب وما عليك ..
- أنت تعرف البطاقة بنص دينار ..؟!
اقنع قدوري بعد إلحاح ان يساهم بثمن البطاقة بينه وبين جاسم ، ودسَّ جاسم نصف بطاقته في زوايا نوالته المتفتقة ونسيها متأكداً بعدم جدوى الأمر برمته ..
دارت الارض دوراتها وتعاقب الليل مع النهار وجاسم تنحت قدما اسفلت السوق ذهابا وإياباً يحمل اثقال الناس ويقبض ثمن تعبه وعرقه وفي آخر النهار يكن الى اهله حاملاً ما جمعه من اصدقاءه البائعين ما فضل عن بضاعتهم من فواكه وخضار وهو يمني نفسه بأن يوما ما سينتهي تعبه وكده لكنه على الاقل كان سعيد نوعا ما .. في ذلك الصباح الشتوي البارد كعادته باكرا تمنطق بحزامه قاصداً السوق .. حينما دلف الى بداية السوق صاح به بعضهم ..
- جاسم .. جاسم .. جاسم
استعلم منهم عن سبب مناداتهم له ، اخبروه ان صديقه قدوري يبحث عنه منذ ساعات الصباح الأولى وهو فرح ..وهنا احتضنه قدوري وهو يصيح ...
- جاسم .. ولك ربحت ..!
- شنو ..؟!
- البطاقه الي اشتريناها انا وياك ...؟!
- ها .. بشرفك ..
- مثل ما اگلك وانطيني النص الثاني مال البطاقة حتى نقبض الفلوس ... انت تعرف الفلوس شگد ..؟
- لا ..؟!
- ست آلاف دينار .. ولك جاسم .. ألعن ابو الفگر
لم يتأنى جاسم حينما رمى بكل قوته (بالنواله ) في شط الخندق لتستقر في أعماق الشط الذي كانت مياهه تموج وتجري في ذلك الوقت ...!
سكت جاسم ولم ينطق حرف واحد وجلس مذهولاً وقدوري يهزه بعمف ..
- جاسم .. جاسم هاي شبيك ..؟!
لم يعرف قدوري ان جاسم خسر تواً ثلاثة آلاف دينار قادرةً على جعله من أصحاب رؤوس الأموال في ذلك الوقت .. فقد النطق جاسم فجأة .. أدرك انه ألقى بـ(النواله) في عمق الشط مودعاً اياها ضناً منه انه اصبح غنياً و ودع الفقر معها الى غير رجعة .. ضحك وضحك وضحك وضحك وبقي يضحك طيلة ستة أشهر بسبب ومن دونه حتى وجدوه طافحاً في شط الخندق تنتشله الشرطة وهو جثة ممتلئة ماءاً وحسرة وحلماً لم يكتمل ...
التعريفات ...
النواله :- قش داخل جلد يضعه العتال ليمنع احتكاك ما يحمله بجسمه.
جنگال بالكاف الثقيلة :- خطاف حديد يمسك به ما يحمله
الخضّاره:- سوق الخضار .
شط الخندق :- فرع من شط العرب الكبير .



#علي_غشام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا البعث الفيسبوكي ..
- طرفه..
- أعلام الخوف..
- عبدالله الاسود
- لا عزاء لأهل الجوب ..
- أي تغيير..؟!
- إشكالية الفتوى والمفتي
- بقية قلب ..!
- حلبجه وقرية بشير الجلاد واحد ..!
- دولة العراق ..؟!
- معركة وجود لا حدود
- العراق بلدنا وبلد أجدادنا
- رعونة الحكام ...
- الجيش والشعب العراقي في مواجهة الإرهاب المزدوج ..!
- اعادة انتاج القمع
- أين ميثاق شرفهم المهزلة ..!
- وماذا بعد ..؟!
- الهروب من كابوس اليقظة..!
- حين يكون الدمع مقيماً ..؟
- المدارس الابتدائية وخطر تقنين الوعي المعرفي


المزيد.....




- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - جاسم الحمّال