أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - لقاء مع المتنبي . والضحك الشبيه بالبكاء














المزيد.....

لقاء مع المتنبي . والضحك الشبيه بالبكاء


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايه يا عمنا الكبير وشاعرنا العظيم أبا الطيب المتنبي(915م - 965م) كيف تري مصر الآن وأنت القائل عنها منذ أكثر من الف عام :
(( نامت نواطير مصر عن ثعالبها
وكم ذا بمصر من مضحكات ... ولكنه ضحك كالبكاء ))
كيف تراها اليوم ؟

قهقه المتنبي . وفجأة توقف , وانخرط في البكاء !

هدأت من روعه , فكف عن البكاء ليعاود القهقهة مرة أخري ..

انتظرت حتي كف عن ضحكه وبكائه . وعدت لأساله نفس السؤال

فقال : سأكتفي بالتعليق علي شيء واحد , مضحكة واحدة فالمضحكات المبكيات صارت كثيرات. وعدد النواطيرالنائمين تضاعف أضعافا , وعدد ثعالبها وأحجامها وأوزانها , قد زادت بشكل خرافي .

ولم يعد بالامكان التمييز بين النواطير وبين الثعالب .. وهذا ما لم يخطر ببالي وقتما كتبت شعري عن مصر منذ أكثر من ألف عام مضي

قلت : تفضل يا شاعرنا الأعظم . قل لنا ملاحظاتك . يكفينا منك ولو ملاحظة واحدة

المتنبي : يا ولدي ان الرجل صاحب الصوت الحالم . والعيون الناعسة الغضة الطرف . لا يصلح الا ليكون مطربا عاطفيا . فان كانت علامة الصلاة فوق جبينه . فان أنسب شيء له هو " شيخ طريقة صوفية " . لكن يستحيل أن يصلح لأن يكون ضابطا عاديا بالجيش . هذا مستحيل يا ولدي . والا .. فتلك من المضحكات المبكيات ..! أما ان توظف ضابطا ثم ترقي بعدها , حتي رتبة قائد للجيش , ثم رئيسا للدولة بحالها ! فهذا شيء فوق صوتيات وسمعيات ومرئيات المضحكات المبكيات ( ثم انطلق يقهقه , ويضرب كفا بكف , ثم يتوقف ويعود للقهقهة مرة أخري . ويهدأ قليلا . ثم يأخذه نشيج بكاء , وما يلبث أن يهدأ حتي يقهقه ..!

قلت : يا سيدي ان الناس قد أحبوه وانتخبوه .

المتنبي : أحبوه كيف ؟! حبا عذريا ؟ أحبوه من أو نظره ؟!. أحبوه لله في لله ؟ أم أحبوه لأنه شارك في خطة تزوير الانتخابات لصالح الارهابيين وتسهيل الطريق أمامهم لينكلوا بالشعب والوطن ويحرقوا ويقتلوا ويدمروا ويفسدوا .. ثم تدخل هو فقط عندما خرج الشعب ثائرا . وازاح اخوان الشياطين ازاحة نسبية فقط , و أبقي علي أصدقائهم - احتياط - ان احتاجهم لتأديب الشعب . فوقع الكثيرون صرعي في عشقه , جزاء ما قام به من عمل ماكر لم يبتغ به وجه الشعب ولا الوطن . بل حماية لسلطة جماعته من الطواويس ذوي الكابات . عصابة الرتب المثبتة فوق الأكتاف .. وبسرعة نشط المؤلفون والملحنون , والفوا ولحنوا له أجمل الأغاني . وغني الناس ورقصوا عليها وطربوا .. وأحبوه .

قلت : أحبوه بتلك الطرق وللأسباب التي ذكرتها . والمثقفون والاعلاميون والمتعلمون كانوا أسبق من غيرهم في حبه . يا شاعرنا العظيم , هم الذين قادوا الشعب لذاك الحب , وكما تعرف يا سيدي : الحب أعمي ..

المتنبي : نعم الحب أعمي . ولكن السياسة وحياة الشعوب ومستقبل وحاضر الدول , ليس فيها حبا من تلك الانواع البلهاء ..

سألته : ماذا أيضا يا عمنا الشاعر الكبير ؟

قال : لقد سمعته يا ولدي . يقول كلاما لم أفهمه . هل فهمتموه ؟ لقد ذكرني بما كان لدي الممثل الكوميدي يونس شلبي . من البراءة الفطرية المغموسة في مستحلب السذاجة . مما ساعده علي التمثيل والغناء للأطفال أفضل من أي ممثل أو مغني آخر ..
واستطرد المتنبي قائلا : ولكن برءة وسذاجة يونس شلبي . لم تصل الي ذاك الحد أبداً ..

قلت : ماذا قال ؟

المتنبي : بينما ضباطه وحراسه يقتلون بأيادي الارهاب , ولم تجف بعد دموع أهالي آخر الضحايا . وبينما القتل مستمرا . والتفجير والارهاب يشمل الجيش والشرطة والشعب. والاعتداء علي أعراض وممتلكت وحياة الأقليات الضعيفة لا يتوقف . فاذا بذاك المطرب العاطفي أو قل شيخ الطريقة الصوفية . الجالس علي مقعد رئيس الدولة . يعظ الناس قائلا :" وأنا طفل صغير . كنت أقول لمن يضربني , عندما أكبر سوف أضربك " فماذا فهمتم من كلامه ؟؟!! انه كلام لا يقوله ضابط جيش سابق أو حالي . ولا مسؤل عن دولة بأكملها بجيشها وشعبها . ان ضابط الجيش يا ولدي . شغله الأساسي هو الضرب والحرب والقتال والقتل . ضرب من يضرب بلده أو جنوده أو شعبه . وقتل من يقتلون جنوده أو يقتلون من أبناء شعبه . تلك طبيعة عمل ضابط الجيش في كل العصور وبكل الدنيا .. ولكن هذا الرجل بداخله درويش , مجذوب من المجاذيب بتوع ربنا .. أتوقع أن يقوم ذاك الدرويش , بتأسيس جمعية باسم " يا بخت من سامح " تدعو لالغاء كافة أنواع العقوبات - لا اعدام ولا سجن ولا لعقوبة لفت النظر , ولا اللوم - ويجعل شعار الجمعيةا : السماح طبع الملاح ...

قلت : وضباط الجيش والشرطة والأمن , الذين يقتلهم أخوتنا الارهابيون الأحباء..؟! .
المتنبي : يقوم سيدنا الشيخ الرئيس المشير بتعويض أهاليهم بتذاكر حج وعمرة .. تذاكر الحج والعمرة جاهزة علي طول . وعفا الله عما سلف . والبقاء لله .. والحي أبقي من الميت . وخلاص .

قلت : هل ترشحه لوظيف أخري يا عمنا أبا الطيب . ان كنت تراه غير صالح لتلك الوظيفة ؟

المتنبي : نعم . أرشحه لوظيفة حارس صندوق النذور بمسجد سيدنا الحسين .. لأن النذور تٌدفع بالبركة , وتوزع بالبركة . وهو رجل كله بركة .
قلت : شي لله يا حسين , شي لله يا سيد يا بدوي .. وشي لله يا أم هاشم يا رئيسة الديوان ... ... ..

المتنبي : هذه يا ولدي حالة من حالات المضحكات المبكيات التي لم أتصور امكانية حدوثها يوما ما بأي من بلاد المعمورة . عندما كتبت قصيدتي منذ أكثر من ألف عام ! ( ثم راح يقهقه , ويقطع قهقهاته ليبكي , وهو يمضي مبتعدا عني . ويعود ليقهقه ثم يبكي .. وهكذا .. حتي اختفي ولم أعد أسمع سوي صدي ضحكاته وبكائه في أذني . وصدي شعره , المستمر في الدوران منذ أكثر من ألف سنة : وكم ذا بمصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء .

****



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاح مؤسسة الجيش أساس كل اصلاح
- المنتحرون
- من يُعلِّم وزير التعليم ؟؟
- مجانية تعليم عبد الناصر - بمناسبة ذكراه -
- أمام قبر المناضل أبو العز الحريري
- ذكري عبد الناصر , من تونس لسوريا وبالعكس أيضاً !!
- الأفيون الشرعي المشروع
- مصحف آشور بانيبال
- داعش .. لاجديد سوي الاسم
- مخ بصل مع صحن فول
- برقيات الي دعش
- ماذا تفعل لو كنت نبياً ؟
- غزة حماس !؟ أم غزة الناس ؟
- زغرودة المرأة المصرية
- بالموسيقي يصنعون المستقبل
- الحكاية في عبارة
- البطالة بين الطربوش والبيادة
- بصيرة الكاتب
- نلعب من جديد
- صندوق النصب الاجماعي - شكاوي مواطنين


المزيد.....




- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: وحدات كوماندوز برية عملت سرًا ف ...
- موافقة على سداد قرض محطة الضبعة النووية في مصر بالروبل.. ماذ ...
- رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق لـCNN: هدف إسرا ...
- إنفاق دفاعي غير مسبوق: الناتو يقر رسميًا رفع السقف إلى 5% رغ ...
- غزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غ ...
- مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيل ...
- إيران تؤكد مقتل قائد عسكري بارز وتنظم جنازة لقادة وعلماء
- الناتو - ترامب: الخوف مما لا يمكن توقعه.
- مجموعات -كوماندوس برية- إسرائيلية -تحركت سرا في قلب- الأراضي ...
- مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - لقاء مع المتنبي . والضحك الشبيه بالبكاء