أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - مجانية تعليم عبد الناصر - بمناسبة ذكراه -















المزيد.....

مجانية تعليم عبد الناصر - بمناسبة ذكراه -


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 05:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدثني صديق عن ذكري عبد الناصر (15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970).
والتي توافق يوم 28 من هذا الشهر . فقال :
= يا أخي لقد أذلوا مصر وشعبها , ولا يزالوا يذلونه بأنه لولا مجانية التعليم لما تعلموا .. وأن الفضل يرجع لعبد الناصر .. ! كلما تكلم أحد عن دمار مصر . وسلاسل محن ومآسي شعبها طوال أكثر من ستين عاما . منذ حركة ضباط عبد الناصر . عام 1952 .. عيروه وأذلوه بمجانية التعليم ... ! و لا ينقصهم سوي القول بأن عباس العقاد (أسوان, 1889-القاهرة, 1964) وصديقه الأديب عبد القادر المازني 1889-1949 لولا مجانية عبد الناصر . لما نالا تعليما !! - هذان الأديبان الكبيران الفقيران , تعلما قبل أن يولد جمال عبد الناصر بحوالي 30 سنة ! - العقاد ولد باقصي جنوب مصر - المهمش - بأسوان . والمازني ولد في القاهرة . علي بعد 1000 كم بين القاهرة وأسوان .. .. وناقص أن يقولوا أن طه حسين , ورفاعه الطهطاوي . لولا عبد الناصر ومجانية التعليم عليهما ... (! ) لم يعد ينقص هؤلاء سوي هذا الادعاء...

ثم استطرد صديقي يقول : أعرف انك من أبناء أول جيل تلقي مجانية التعليم في عهد عبد الناصر . ألا تحدثا عن انطباعاتك ؟
قلت له سأتحدث عما عشته بالفعل :
أنا نشأت في قرية مصرية صغيرة فقيرة - تتبع مركز ميت غمر . حوالي 85 كم شمال الفاهرة -. كانت بها مدرسة ابتدائية واحدة تعلمت فيها مثلما تعلم ابي . من قبلي . كان من بين معلمي تلك المدرسة 6 ستة مدرسين هم من أبناء نفس القرية. منهم اثنان درسا لأبي من قبلي عندما كان صغيراً !. وبالطبع تعليمهما ربما كان قبل ميلاد عبد الناصر . . .

ومدرسان اعرفهما عن قرب . أحدهما كان بيته كبيتنا في حارة ضيقة . كل بيوتها من الطوب اللبن -. وبجوار بيت هذا المدرس . بيت مثله لعائلة كل رجالها يعملون في مهن بسيطة - وهم أبناء عمه . أما البيت المقابل لبيته , فهو لعائلة كاملة , منهم من يعملون - رجالا ونساءً - في بيع الخضار - , أو عمال زراعيين باليومية - وبيتهم ملاصق لبيتنا من الناحية الشمالية .
وذاك المدرس كان من عمر أبي - جاره وصديقه - , وكان قد تلقي تعليمه من قبل ظهور اسم عبد الناصر ..

أما المدرس الآخر - من أبناء نفس القرية - فقد كان زوجا لابنة عم أبي . وله منها ذرية في مثل عمري , ولهما بيت ريفي في حارة أخري ضيقة كحارتنا . والبيت مبني بالطوب اللبن - عاش ومات في نفس البيت -. وغالبية سكان تلك الحارة كانوا إما عمال زراعيين باليومية . أو من صغار صغار ملاك الأراضي الزراعية ( يعني كان من يمتلك فدانا واحدا أو حتي نصف فدان , يُعتبر ميسور الحال بالنسبة لأهل الحارة ولأهالي القرية كلها ) .
هذا المدرس أيضا تعلم قبل مجانية عبد الناصر , وقبل سنوات من ظهور اسم عبد الناصر

أما من تلقوا تعليما أكبر - من عرفتهم من أبناء تلك القرية - قبل مجانية عبد الناصر . فاتذكر مهندسا كان يعمل ويقيم بصفة دائمة في المانيا - ابن فلاحين - ومترجمة - شقيقة صديق وزميل لي - ابنة تاجر ميسور . وصحفي ومناضل سياسي في صفوف الحركة الوطنية والديمقراطية قبل ثورة 23 يوليو 1952 - سجن في عهد عبد الناصر - ظل يكتب بجريدة الجمهرية حتي وفاته عام 2007 وله عدد من المؤلفات . والده كان ناظر مدرسة .. هؤلاء من عرفتهم من أبناء القرية الفقيرة . وتعلموا قبل عبد الناصر والمجانية - أحوال أهاليهم كانت ميسورة نسبياً بالنسبة لباقي أهالي القرية ...

ورثنا بيتنا الريفي البسيط عن جدي لأبي . الذي كان مزارعا , مجموع ما كان يمتلكه من الأرض الزراعية .هو وجدتي معا : ثلث فدان - 8 قراريط لا غير - . وأبي تلقي تعليما ابتدائيا وحسب , بمدرسة القرية - يشتغل عاملا باحدي شركات القطاع العام - و لكن منذ نشأت , عهدته يحرص علي شراء الجريدة يوميا . ويهتم بقراءة مقالات كبار الكتاب مثل : محمد التابعي , والصاوي , محمد زكي عبد القادر , ونعمان عاشور , ومحمد حسنين هيكل , واحسان عبد القدوس وجليل البنداري ومحمود السعدني , وأنيس منصور , وغيرهم - ..
وقد تعلم أبي , القراءة والكتابة عندما بلغ عمره 10 سنوات , وقتها كان عبد الناصر عمره 18 سنة , طالبا بالمدرسة الثانوية

الدروس الخصوصية في عهد عبد الناصر :
في عام 1961 - وقبلها - , كانت توجد في قريتنا دروس خصوصية - في ذاك العام . كنا نستعد لامتحان نهاية المرحلة الابتدائية ودخول الاعدادية . فكان تلاميذ الصف السادس يتعاطون الدروس الخصوصية في العربي والحساب .

في المرحلة الاعدادية- من عام 1962 : 1964 . كانت المدرسة تقع بالقرية المجاورة ( من أبناء تلك القرية المجاورة , اسم مخيف لرجل مخابرات منحرف - من عهد عبد الناصر - حوكم بعد نكسة 1967 ) .
كانت توجد دروس خصوصية في كثير من المواد . غالبية تلك الدروس كانت المدرسة تنظمها . باسم " المجموعات " وكانت المجموعة في كل مادة ثمنها نصف جنيه . وهو مبلغ له قيمة هامة في نفقات معيشة كل أسرة من عامة الشعب . في ذاك الوقت ..

ولأنه كانت توجد درجات علي أعمال السنة في السنة الأولي والثانية من المرحلة الاعدادية - لذا فقد قام مدرس الرياضيات - وكان من أبناء نفس قرية رجل المخابرات ذاك - , بمساومة التلاميذ - كنت واحدا منهم - . للضغط عليهم ليشتركوا في المجموعة - الدرس الخصوصي - مقابل أن يضع لنا الدرجة النهائية مقدما ! عن كل شهر من شهور الدراسة . وفتح دفتره وراح يسأل كل واحد منا عن عدد الشهور التي سيشترك فيها في الدرس الخصوص .. ويضع الدرجات مقدما - في مواد الجبر والهندسة والحساب - ( علما بأن تلك الدرجات كانت توضع بناء علي امتحان شهري) .. وفي ذاك اليوم , أضاع علينا الحصة . دونما شرح شيء من مادته ...
لا زلت أتذكر اسم ذك المدرس " صديق النشار " كانت توجد أيضا مجموعات دروس خصوصية في اللغتين الانجليزية والعربية - ولكن ما هكذا فعل مدرسوها - .

أول عام 1965 في المدرسة الثانوية . بداية الدراسة بالسنة الأولي .- كنا قد عدنا للعيش بالقاهرة - مدرستي كانت بشبرا المظلات . كانت مصاريف المدرسة عند بدء الدراسة ( في ظل مجانية التعليم ) هي حوالي جنيهان ونصف الجنيه - بالضبط مثل قيمة الايجارالشهري للشقة السكنية التي تستأجرها الأسرة بحي شعبي ..
جاء أبي لمدرستي الثانوية تلك . قابله السكرتير . فقال له أبي : أرجو اعفائي من مصاريف دراسة ابني الأكبر الذي يدرس عندكم , لأن عندي 4 أولاد بالتعليم - أنا و3 أشقاء - .. واجمالي الرسوم الدراسية لكل منهم . يعادل نصف راتبي الشهري ( راتبه من احدي شركات القطاع العام . لم يكن يكفينا خبزا . عائلة من 8 أفراد )..
كان السكرتير قد استدعاني من الفصل . وقفت وسمعت الحوار . وجاء الرد علي أبي , برفض صفيق ... أتألم كلما تذكرته

أشهر وزير للتربية والتعليم , في ذاك الوقت . كان ضابط جيش سابق , بسلاح المدفعية , حسبما اعرف - من - ضباط 23 يوليو - " كمال الدين حسين " .

لعل الذين استفادوا بما فيه الكفاية من مجانية تعليم عبد الناصر - مجانية حقيقية - هم غير المصريين , الذين حصلوا علي منح تعليمية في مصر . فبينما كان المعيد بالجامعة المصرية عام 1962 راتبه الشهري 12 اثنا عشر جنيها مصريا . والمصري المتخرج من الجامعى كان راتبه الشهري لا يزيد عن 15 جنيها. كان الطالب الوافد من الدول الأخري ليتعلم مجانا علي حساب مصر , بالجامعات المصرية المدنية , يحصل علي منحة شهرية قدرها 40 أربعين جنيها مصريا .. هذا بخلاف الوافدين من دول اسلامية بعيدة وقريبة من آسيا وافريقيا . وجاءوا ليتعلموا بالأزهر ويسكنوا بمدينة البعوث الاسلامية , ليتخرجوا ارهابيين فيما بعد .. هؤلاء وأؤلئك - الأجانب - هم الذين استفادوا استفادة كاملة شاملة من مجانية التعليم الناصرية -

هذا عما عشته وعرفته . عن مجانية التعليم . بالنسبة لبسطاء الشعب .. أما عن مستوي الخريجين , قبل المجانية وبعدها . فهذا موضوع آخر ..
-- ملحوظة : المقال مرسل للحوار المتمدن فقط . الرجا ذكر المصدر , عند اعادة النشر - مع الشكر .
****************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمام قبر المناضل أبو العز الحريري
- ذكري عبد الناصر , من تونس لسوريا وبالعكس أيضاً !!
- الأفيون الشرعي المشروع
- مصحف آشور بانيبال
- داعش .. لاجديد سوي الاسم
- مخ بصل مع صحن فول
- برقيات الي دعش
- ماذا تفعل لو كنت نبياً ؟
- غزة حماس !؟ أم غزة الناس ؟
- زغرودة المرأة المصرية
- بالموسيقي يصنعون المستقبل
- الحكاية في عبارة
- البطالة بين الطربوش والبيادة
- بصيرة الكاتب
- نلعب من جديد
- صندوق النصب الاجماعي - شكاوي مواطنين
- هلوسة سياسية
- بدٍّل عقيدتك كما حذاءك
- لا تلعنوا الثورات 4 - 4
- انتخابات ولا في الأحلام


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - مجانية تعليم عبد الناصر - بمناسبة ذكراه -