أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - حجاج الحجر وملائكة كوباني














المزيد.....

حجاج الحجر وملائكة كوباني


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 03:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عب
عاد الحجيج من بيت الله، بعد ان بحت اصواتهم من الصريخ "لبيك اللهم لبيك"! ناضلوا، وجاهدوا، وحاربوا، ورجموا، الشيطان بحجارتهم، وشتائمهم. ارسلوا صورهم عبر الهاتف الذكي المصنوع في بلاد الكفار، وتبضعوا الهدايا الى عوائلهم، واقاربهم، واصدقائهم. بضائع كلها مصنوعة في "بلاد الشيطان". الشيطان يسكن السعودية منذ الاف السنين، ولم تطرده حجارة الحجاج، لاقبل الاسلام، ولا بعده. كل عام يتكرر الدعاء الى الله في بيته، ان ينصر المسلمين، ويعيد فلسطين. يبدو ان الله يصم اذانه عن هذا الدعاء، او هو مصاب بالصمم اصلا. يدعون الى الرحمة، والتعاطف، والالفه، والتسامح، ويرتفع علم داعش على رؤوس الحجاج. بعد كل هذه المراسيم الوثنية تعود الاغلبية من الحرامية، والقتلة، والنصابين، والفاسدين، والارهابيين، وغيرهم مع قلة بائسة من الصادقين، فرحين مبتشرين بغفران الله عن ذنوبهم. يعودون بسرعة لارتكاب خطايا، ومعصيات جديدة تحضيرا للحج في السنة القادمة طلبا للمغفرة.
عادوا ليحتفلوا بالعيد، فتقام الافراح، والمسرات، والتباهي بالملابس الجديدة المستوردة من بلاد الكفار. عادوا لبيوتهم، وخيبتهم، وفلسطين لم تعد. يقيمون، الامسيات الغنائية، والحفلات الراقصة، وتذبح الخراف اضحية/ قربانا لله. تنطلق الزغاريد من حناجر مبحوحة، والرصاص من بنادقهم، او رشاشاتهم المستوردة من "اعداء الاسلام"! يطلقون الالعاب النارية "الصينية الملحدة"، في حين يذبح ابنائهم، اخوتهم في الدين، والانسانية، والوطن، والقومية، والمذهب في تكريت، والموصل، والانبار، والفلوجة، وسهل نينوى، وسنجار، وشنگال، والضلوعية، والرقة، وكوباني البطلة. تسبى نساءهم، وتباع بناتهم، وتغتصب اخواتهم، وهم يلقون الدنانير على رؤوس الساقطات، ويصفقون للمطربات الهابطات.
عندما كان الحجاج يتسكعون في شوارع مكة القديمة، والحديثة، ويدورون حول الكعبة المغطاة بقماش حيك، ونسج بيد الكفار في الصين، او الهند، او اليابان، او كوريا، ويرتدون الاكفان البيضاء. في نفس الوقت امتشقت النسوة الكرديات السلاح. ودعن ابنائهن، واحبائهن، ورحن يطفن بين الجبال، والوديان، يحجن الى كرامة اهلهن، ويسعين حول قراهن المغتصبة، ويدرن على اطراف مرابعهن المحتلة. لم يصرخن "وامعتصماه"! فهن يعرفن ان كل الحاكمين بامر الله صم بكم مثل الحجر الاسود، لا يسمعون الصوت، ولا يجيبون النداء! كلهم مخصيون فلا ضرورة لنخوة رجولتهم. كلهم عملاء فلا داعي لاستنهاض هممهم، كلهم بلا كرامة، فلا معنى للانتخاء بهم. كلهم "ابناء عواهر"، كما وصفهم مظفر النواب.
في وقت قام الحجيج، وزعمائهم الى موائدهم العامرة، توجهت المرأة الكردية، والايزيدية، والمسيحية، المشردة، والمحاصرة، الى حج النضال، وشربت الكرديات من كا باني كأس الشهادة، والاستبسال. قاتلن بسلاحهن، وقتلن باجسادهن المفخخة اكثر بكثير مما قتلته الفضائيات العراقية بكذب دعايتها. شاهدنا جثث المغول المتعفنة، بعكس ما رأينا من هزيمة القادة، والجنرالات، والالوية المدججة بالسلاح، والمليارات المهدورة عبثا، والمدن والمواقع المتساقطة امام زحف رعاع داعش. لقد غسلن بدمائهن خزي الانظمة المتهرئة، والقادة الجبناء. لقد هبت نساء البيشمرگة لتوفير وسائل النصر. لم تطلبها من حجر اصم، ولا زعيم يحتمي بقصره، ويتوسل بالاجنبي لحمايته. لقد عرفت كيف تدافع عن ارضها، واهلها، وكرامتها، وشرفها مثلما دافعت زنوبيا عن تدمر. الفتيات المناضلات، البطلات، الجسورات مع اخوتهن من كوباني، وشنگال صنعن ستالينغراد جديدة. لقد غنى الكثير، وانشد، ونظم القصائد عن معركة "الكرامة". لكن كرامة سوريا، كرامة العراق، كرامة المنطقة، كرامة العرب، كرامة الاكراد، كرامة المسيحيين، كرامة الايزيديين، كرامة المسلمين سطرتها، ورفعتها نساء من كوباني. نساء سافرات "مفرعات" بملابس حديثة، وهامات عالية، وروح حديدية، وارادة صلبة مثل جبالهن. لقد سحبن العنقاء من تحت الرماد. الاسطورة تتحول الى حقيقة. الخيال السينمائي يتجسد على الواقع. نجوم في سماء الوطن، وثرى الارض، وخنادق القتال،لا على الشاشات البيضاء، او وراء الميكروفونات، او خلف اسوار القصور، او شعارات الادعاء.
في العام القادم ستظهر كعبة جديدة يحج اليها الشرفاء، هي اضرحة البطلات من كوباني، سترتفع ارض مقدسة يسعى اليها كل القديسين هي مدينة الابطال والبطلات الصامدة بوجه الحصار الداعشي، والتواطئ التركي الامريكي البريطاني.
اذهبوا في السنة القادمة، الى اراضي سارق الحرمين، واصرخوا نصف عراة، كسكان الكهوف، كلصوص الليل، واطلبوا الغفران لذنوبكم! اذهبوا وحدكم! حجوا لصخرتكم! اما بقية العالم فستحج، وتصرخ، تطلب العفو، والسماح، والغفران عند اقدام الشهيدات، والشهداء. وتراب احذيتهن، واحذيتهم يتحول الى "تربة" لصلاة الصادقين.
تبا على مسعاكم المنافق، وقدسا احذية جيلان اوزآلب( بيرفان ساسن)!
رزاق عبود
8/10/2014
مع الاعتذار لكل بسطاء المسلمين المؤمنين الصادقين المغلوبين على امرهم!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهمجية الاسلامية، داعش نموذجا!
- مرثية البصرة
- حيدر العبادي ومصير بلادي!
- كلكم داعشيون ارهابيون ايها الاسلاميون!
- حكام بغداد وحكام اربيل اوكلوا لداعش مهمة تصفية -الاقليات- ال ...
- وفد الجالية العراقية في السويد، ام حرامية الجالية في العراق؟ ...
- مصر والسعودية ومحمود عباس طلبوا من نتنياهو نزع سلاح حماس!
- هل تبقى الموصل عراقية اذا غادرها المسيحيون؟!
- عبد الفتاح السيسي فرعون مصر المختار!
- مهزلة انتخابات الخارج. السويد نموذجا!
- قتلة، لصوص، وخونة يريدون تمثيل الشعب العراقي!
- آلهة سومرية في شوارع المدن العراقية!
- مختار العصر ام جزار العصر؟!
- فتوى المرجعية العليا للشعب العراقي: انتخاب الاسلاميين حرام!
- جاموسة اسلامية تقتحم قاعة فنية!
- المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث. نظرة عامة!
- الشمر اللعين ومختار العصر يتحالفان ضد المرأة العراقية!
- دولة العراق والشام الصهيونية!
- بوش الابن استقدم القاعدة، ونوري المالكي يستقدم داعش!
- فؤاد سالم فنان اصيل في زمن عليل!


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - حجاج الحجر وملائكة كوباني