أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل القاسم - لماذا أصبحت العروبة شتيمة؟















المزيد.....

لماذا أصبحت العروبة شتيمة؟


فيصل القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 06:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك أدنى شك أن العروبة كهوية قومية أصبحت مرادفاً للتخلف والاستبداد والفساد والعجز والهوان إلى آخر قائمة الموبقات. بعبارة أخرى فإن العروبة لم تعد ذلك الانتماء الذي يمكن أن يُعتد به. لا بل وصل الأمر بمؤلفي قاموس "ويبستر" الأمريكي إلى تعريف العربي بأنه "المنبوذ أو المتسكع أو المتطرف أو المتسول أو الشحاذ أو أو المنحرف أو المتشرد أو الغبي أو الطفيلي" الذي يحاول العيش على حساب الآخرين. للأسف الشديد بفضل "قيادتنا الحكيمة والرشيدة" فقد أصبح يُضرب المثل بانحطاطنا. أنت عربي إذن أنت منحط. لكن بالرغم من الحضيض السياسي والاجتماعي والثقافي الذي وصلنا إليه فإن هويتنا العربية مازالت تشكل هاجساً خطيراً لسادة العالم الجدد كالأمريكيين وغيرهم.


قد نكون من أكثر أقوام العالم تخلفاً حسب تقارير التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة في السياسة والاقتصاد والاجتماع، لكننا رغم كل ذلك قوم يقض مضاجع المتحكمين بهذا الكوكب مما جعلهم يلجأون إلى كل الأساليب والحيل لضرب هوية هذه المنطقة وطمسها والحيلولة دون نشوء كتلة عربية واحدة فيها. وقد زرعوا إسرائيل في وسط العالم العربي كي تكون حاجزاً جغرافياً وبشرياً وثقافياً لفصل المشرق عن المغرب ناهيك عن اتفاقية "سايكس بيكو" البريطانية الفرنسية التي قطـّعت أوصال العرب إلى اثنين وعشرين بلداً. والحبل على الجرار.

لكن قوى الهيمنة لم تكتف بفصل المشارقة عن المغاربة جغرافياً أو شرذمة العرب إلى كيانات ضعيفة بل راحت تضرب كل من حاول بعث الروح في العروبة المحاصرة أو إحياء الأواصر العربية المقطـّعة بالحديد والنار. فكلنا يتذكر ما فعلوه بمحمد علي باشا حاكم مصر الذي جمع المنطقة العربية تحت لواء واحد في فترة من الفترات، فتآمر عليه البريطانيون والفرنسيون حتى الروس ليفرط العقد الذي كان يحلم بتشكيله. وعندما حاول جمال عبدالناصر أن يفعل شيئاً مشابهاً انقض عليه البريطانيون والفرنسيون والإسرائيليون ثم أعادت إسرائيل الكرّة مرة أخرى عام1967 نيابة عن الغرب لتقضي على المحاولة العربية الثانية للم الشمل العربي. حتى تركيا حذرت عبد الناصر وقتها من أن "لا يلعب بذيله" وأن يتوقف عن إذكاء نار العروبة.

وقد ظن البعض أن الأمر قد انتهى بانتهاء الناصرية وأن الغرب لم يعد يخشى من العرب والشعور القومي العربي وحسبه أن يعطف على "العُربان" لما وصلوا إليه من تقهقر وانحطاط. لكن هيهات، فالخوف الغربي من النزعة العروبية ظل ماثلاً في أذهان المؤسسات الحاكمة في الغرب حتى أيام الخمود والانهيار العربيين. ومن الملفت للنظر أن العرب يكادون أن يكونوا من القوميات القليلة في هذا العالم التي يجب أن لا تجتمع في كيان واحد. فالإنجليز أمة واحدة وكذلك الفرنسيون والروس والألمان والهنود والأتراك وهلم جرا. أما العرب فيجب أن يُقسموا ويـُنزعوا من هويتهم بكل الطرق الممكنة. وقد جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر كنعمة من السماء للذين يحاولون تجريد المنطقة العربية من هويتها، فراحوا يتحدثون عن مناطق نفوذ جديدة ك"الشرق الأوسط الكبير" الذي يسعى إلى دمج المنطقة العربية مع تركيا وباكستان وأفغانستان وبلدان آسيوية أخرى وجعلها تفقد هويتها. وقد ساهمت بعض الأنظمة العربية في لعبة محاربة العروبة عندما كانت تسمح مثلاً بإنشاء أحزاب عنصرية بسرعة البرق بينما تماطل لأكثر من عشرة أعوام في إعطاء رخصة لحزب ذات توجهات عروبية عامة.

ولعل الأخطر من كل ذلك الضغوط الأمريكية الفاضحة لتغيير المناهج الدراسية في الدول العربية بحجة مكافحة الإرهاب. ولو اكتفوا بحذف المناهج التي تحض على كره الآخر والتحريض على العنف والكراهية لقلنا إن ذلك أمر جيد، فبعض المناهج العربية مليئة فعلاً بتعاليم بربرية واستئصالية حتى ضد أبناء البلد الواحد من أعراق وطوائف وملل ونحل. لكن بحجة نشر التسامح وتطهير الكتب من الأدبيات الإرهابية راحوا يضغطون لطمس الحقائق التاريخية التي تربط أبناء المنطقة العربية بعضهم ببعض وتجعلهم جسداً واحداً من الناحية القومية والوجدانية. وقد رأينا كيف راحت بعض الدول العربية تلغي بعض كتب التاريخ العربية من مناهجها وتستبدلها بكتب تتناول التاريخ الأجنبي، ناهيك عن أن المدارس الأجنبية التي تنتشر في بلداننا كانتشار النار في الهشيم ويقبل عليها الميسورون العرب بكثرة لا تدرّس بدورها التاريخ العربي وتفرض على التلاميذ العرب بدلاً منه التاريخ الأوروبي أو الأمريكي، وكأن المقصود انتاج جيل من الشباب العرب مقطوع الصلة والعلاقة بالماضي المشرق للعرب والمسلمين. فلا يريدون لأبنائنا أن يتعرفوا على الفاتحين والفتوحات العربية ولا على الأبطال العرب والمسلمين كصلاح الدين الأيوبي وغيره ولا على الأمجاد الغابرة عندما كان العرب سادة العلم والأدب بينما كانت أوروبا تغط في سبات القرون الوسطى.

وبموازاة الهجمة الثقافية التي لا تخطئها عين على الهوية العربية من خلال المناهج "الحديثة" هناك الآن سايكس بيكو جديدة لتجزئة المُجزّأ وتقسيم المُقسّم. ولعل العراق هو المثال الأسطع هذه الأيام. فلم يعد الحديث عن جلب الديمقراطية لبلاد الرافدين وتخليصها من نظام استبدادي كما كانت تشيع الآلة الغوبلزية الإعلامية الأمريكية بل عن تجريد العراق من هويته العربية وتقسيم البلاد إلى ثلاث فيدراليات على أسس عرقية وطائفية مفضوحة. فكما الأكراد يريدون الانفصال من خلال كذبة الفيدرالية في الشمال فقد صرح الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم بأعلى صوته بأن الشيعة يريدون فيدرالية في الجنوب والوسط. بعبارة أخرى فإن هوية العراق غدت مهددة على الملأ، فليس مطلوباً أن يبقى عربي القلب واللسان بل يجب أن ينزع عن نفسه الثوب العربي ويتحول إلى كيانات ثقافية متباينة حتى ولو كانت أغلبيته تتحدث العربية وتنهل من نبع حضاري واحد.

إن أحد بنود هذه الاجندة الأمريكية هو سلخ العراق كقطر من واقعه ومسخه كدولة عربية. وقد ظهر ذلك جلياً منذ أن وضع "بول بريمر" الحاكم المدني الامريكي السابق للعراق قانون إدارة الدولة الذي ضمنه فقرة تشير الى "أن عرب العراق جزء من الامة العربية"، بحيث إن من يقرأ تلك الفقرة يبدو له وكأن عرب العراق أقلية تعيش في دولة غير عربية، في حين أن أغلب الدراسات عن المجتمع العراقي أثبتت أن عرب العراق يشكلون أكثر من 75% من التركيبة السكانية للبلد حسب إحصاء أورده الكاتب عبدالرحمن البيدر في مقال عن عروبة العراق.

"من الواضح أن تلك الفقرة التي وضُعت بعناية أريد لها أن تكون مدخلاً لتفتيت التركيبة السكانية للبلد وصولاً إلى إضعاف الأكثرية فيه وهم العرب. وإن من عمل على إضعاف عرب العراق قد أدرك على ما يبدو أن بقاء العراق عربياً موحداً بكل ما يمتلك من ثروات وامكانات سيبقى يشكل تهديداً لقاعدة أمريكا المتقدمة في المنطقة "إسرائيل"، ومن هنا تحديداً اتجه الدور الامريكي في تشكيل المشهد السياسي العراقي بعد الاحتلال باتجاه التقسيم الضمني للبلد وصولاً إلى إضعافه كدولة عربية موحدة."

وقد بدأ المخطط منذ أول مؤتمر عقدته المعارضة العراقية السابقة في لندن أي قبل الغزو حسبما يقول الكاتب العراقي هارون محمد حيث تضمن بيانها الختامي "مساساً فاضحاً بسيادة واستقلال العراق، والدعوة إلى تفكيكه وتقسيمه وإلغاء هويته الحضارية والتاريخية والثقافية والاجتماعية العربية، التي عُرف بها منذ قبل الاسلام، وتصفية تراثه القومي والإسلامي" مما يوحي بأن "الذين تصدروا الصفوف الأولى للمؤتمر كان لديهم عقد مرضية من بغداد العراق والعروبة ويحقدون عليها لأنها مركز النور والابداع العربيين والإسلاميين على امتداد التاريخ والجناح الشرقي للامة العربية. حتى أن أحدهم اقترح تغيير اسم شارع الرشيد لأنه يرمز الي الخليفة العباسي هارون الرشيد ضمن مشاريع ومقترحات لاستبدال أسماء محافظات ذي قار والقادسية والمثنى، لأنها أسماء عربية واسلامية مجيدة، بعد أن أصبح هم وشغل الذين جاء بهم الامريكان اقتلاع كل شيء عربي من العراق"، حسبما يضيف هارون محمد.

وقد ساهم الإعلام العربي الببغائي في هذه اللعبة من دون أن يدري عندما راح يتحدث عن "العرب السنة" وكأنهم العرب الوحيدون في العراق متناسياً أن شيعة العراق عرب أقحاح مما جعل بعض الشيعة يؤكدون على شيعيتهم وعلاقتهم بالفرس في مواجهة العروبة السنية التي بدت مُحتكرة.

وحتى السودان الذي يعاني الفقر والقلاقل ويقبع في أقاصي المنطقة العربية ولا يشكل خطراً على أحد مهدد أيضاً في عروبته. لهذا فهو مضطر لأن يتخلى عن الكثير من مكوناته الثقافية العربية كي يساير بعض الأقليات المتمردة في جنوبه وشرقه.

وكذلك الأمر بالنسبة لبلدان المغرب العربي التي يحاولون تذويب شخصيتها العربية بالإدعاء بأنها مزيج من العرب والأمازيغ. وهلم جرا.

لقد بات رأس العروبة كانتماء وهوية مطلوباً أكثر من أي وقت مضى بالرغم من انحدار العرب سياسياً واقتصادياً وثقافياً. والأمثلة أكثر من أن تـُعد أو تـُحصى. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قوة تلك الهوية وخطورتها حتى في أوقات ضعفها، فالمثل الياباني يقول: "لا أحد يركل قطاً ميتاً". وبالتأكيد فإن العروبة كانتماء ليست قطاً ميتاً وإلا لما حاولوا أن يركلوها من كل حدب وصوب، ولو لم تكن ذات أهمية وقيمة كبرى لما تكالبوا على ضربها وضرب كل من لهج بها. ولا أدري كيف يعلن البعض موت العروبة من جانب ثم يستقتل للنيل منها.

لا أدري لماذا أصبح التمسك بالهوية العربية تهمة هذه الأيام! فالكل يتشبث بهويته ويقويها، فأوروبا اتحدت على أساس قومي وديني والدليل أنها ترفض انضمام تركيا إليها. وحتى أمريكا التي يصفها البعض خطأً بأنها أقرب إلى الشركة المساهمة قد استطاعت صهر كل الأعراق والديانات داخلها في إطار القومية الأمريكية الحديثة. لهذا مثلاً ترى شخصاً أسود لا يجد قوت يومه في أحياء واشنطن المعدمة لكنه يعتز بكونه أمريكياً: I am American, Maaan ، فما بالك إذا كان العرب يعرفون آباءهم وأجدادهم الأوائل.

لكن أرجو ألا يحسبني البعض بعد قراءة هذا المقال على "القومجيين العرب"، فأنا بكل فخر بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف لأنهم أكثر من أساءوا للعروبة وتاجروا بها واستغلوها لأغراض دنيئة وخدموا أعداءها. وإذا كان للعروبة أن تقف على رجليها من جديد فعليها أن تتبرأ من الإرث القومجي القديم الذي ارتبط بالاستبداد والقمع والتنكيل بالشعوب العربية وغير العربية والشعارات الفارغة وأن تقوم على أسس ديمقراطية حديثة إذا كانت تريد فعلاً إحياء تلك الهوية العربية المترنحة تحت ضربات المتآمرين عليها في الداخل والخارج على حد سواء.



#فيصل_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ينقلب العُربان رأساً على عقب
- الغوبلزية الجديدة
- اللعبة الإعلامية من فيتنام إلى العراق
- لماذا أصبحت القاعدة اتهام -القاعدة-؟
- يا زمان الوصل!
- هل تحتاج المرأة العربية إلى تحرير؟
- فتش عن إسرائيل!
- اضغطوا بالمقلوب كي يتحقق المطلوب!
- نكاية بأمريكا سنبقى متخلفين!
- أنسنة الإعلام العربي
- السلام الدائم شعارٌ يصلح لأبواب المقابر
- السلاميون العرب الجدد:مغفلون أم يستغفلون؟
- باي باي مناشير
- إعلام تدجيني Counter-Revolutionary
- الروتين تنكيل منظم بالشعوب العربية
- عندما يصبح -الشعب- خطراً على الديموقراطية والعالم
- تنازل أكثر تحكم أطول!
- كم أنتِ ناكرة للجميل أيتها الصهيونية!
- الانطفاش الإعلاماواتي الحنكليشي
- الحرس القديم .... يادادا


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل القاسم - لماذا أصبحت العروبة شتيمة؟