نحتاج الى قليل من النضوج

ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 11:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لو ان متدينا .. خرج الى الشارع .. يصيح قائلا .. لا اله الا الله .. ايها الناس لا تعبدوا الا الله ..
ماذا سيكون رد فعل الناس ..
حتى المتدين قد يتعجب من فعل هذا الشخص .. وسبب التعجب هو .. مع وجود كل هذه الكتب .. و كل هؤلاء الدعاة في الفضائيات و الانترنيت .. فهل نحتاج الى شخص في الشارع ليذكرنا بالدين ..
تذهب الى الجامع يوم الجمعة .. و وعظ الامام يتكون من اجزاء ..
الجزء الاكبر هو شبيه بما يفعله المتدين الذي خرج للشارع سابق الذكر ..
وجزء كبير اخر يتكون من الصلاة والسلام على رسول الله .. قائلا .. ان الله و ملئكته يصلون على النبي ( وكأن المسلم لا يصلي على الرسول ) . و ينسى او يتناسى ان الله تعالى قال ايضا .. و هو الذي يصلي عليكم ليخرجكم من الظلمات الى النور ..
و جزء اخر يتكون من الادعية التي يبدو من المستحيل ان يتقبلها الله .. من مثل .. اللهم انقذ هذه الامة .. والله يقول .. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ..
و احيانا ..يحتوي الوعظ على قليل جدا من النصح المفيد .. و غالبا يدرك الامام الوقت .. فلا يقدم هذا القليل من النصح .. النصح الذي هو الغاية من فرض صلاة الجمعة على المسلمين ..
كذلك حال الملحد .. فلا يختلف عن حال المتدين الداعية .. فهو يعرض نفس الادلة التي عرضها من سبقه من الملحدين .. و كأن المتدينين لا يعلمون هذه الامور .. و كأنهم سيسمعونها لاول مرة من فم الملحد الشريفة ..
و هناك اخرين .. يقيمون الدنيا و لا يقعدونها .. لا ندري هل هم مؤمنين .. ام هم ملحدين .. يعرضون اشياء و اشياء .. و كأنهم اول من اكتشف هذه الامور ..

الامر يحتاج الى تجديد .. و قليل من الجدية و التفاهم و النضوج .. والا سيكون حالنا هو حال من سبقنا .. و هو حال لن يرضي و لن يسعد احدا منا ..

#ايدن_حسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل