الجهل نور

ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4584 - 2014 / 9 / 24 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هناك مثل تركي .. معناه بالعربي .. الذي اكل ندمان .. و الذي لم ياكل ندمان ..

اتذكر ستوات الدراسة .. اثنتا عشرة سنة في الابتدائية و الثانوية .. و اربع سنوات في البكلوريوس .. سنوات ضاعت .. بلا فائدة ..

لم نتعلم من الرياضيات الا الجمع و الطرح والضرب والقسمة .. لم نتعلم الانكليزية مع اننا درسنا هذه اللغة ثمان سنوات .. علمونا التكامل و التفاضل و المشتقات .. لا ادري لماذا .. مع انني مهندس لكنني لم احتج يوما ان استخدم هذه الخزعبلات .

و ما بالك باللوغاريتمات .. و الكيمياء العضوية و غير العضوية و الفيزياء .. وعلم الاحياء .. ولا اتذكر منها الا الكروموسومات والميتوكوندريا و ال د ن أ ..

جعلونا نقول .. الذي درس ندمان والذي لم يدرس ندمان ..

و لولا اعتمادي على نفسي في التثقف .. كان من الممكن ان اكون من اتباع اللي ما يتسماش .. او اتباع الاحزاب التي تدعو اما الى التفرقة القومية .. او الى النزعة الطائفية .. او على الاقل كنت سألهث وراء ميسي اللاعب .. ميسي الذي يحبونه اكثر من امهم وابيهم .. بل حتى اكثر من اولادهم ..

الله يستر مما هو آت .. كلنا لدينا اولاد .. كيف يا ترى سيكون حالهم .. هل هم ايضا عليهم الاعتماد على انفسهم في تعلم فلسفة الحياة .. حيث ان نظامنا التعليمي مبرمج لمنع توصيل هذه المعلومات الى الطالب ..

هل سوف نظل نقلد الغرب في نظام التعليم .. انه ليس نظام تعليمي .. بل نظام نجهيلي ..

متى يا ترى سيبدأون بفلترة الطلاب .. و النابغ بالرياضيات يكون له منهج دراسي يختلف عن النابغ باللغات .. الخ .. حتى بدئا من مرحلة الابتدائية .

حاليا في بلداننا .. الطالب النابغ يصبح طبيبا .. اما ان كان فاشلا في الدراسة .. فاما يكون امام جامع .. او شرطيا .. او معلما ..
يا للمصيبة .. امام جامع جاهل .. شرطي جاهل .. معلم جاهل ..

و لا داعي ان نحشر الجندي في الموضوع .. فحالته ليست احسن حالا من البقية ..

ماذا ننتظر .. وحالنا هو هذا .. هل من الممكن توقع مستقبل مشرق ..

الجهل سبب ما نحن فيه .. و النظام التجهيلي بصورة خاصة ..

#ايدن_حسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل