المسرح التجاري ما بين إشكالية التسمية والمضمون مختصون: مسرح يفتقر الى الانضباط، والجمهور يضحك على الممثلين

علي العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:54
المحور: الادب والفن
    

المسرح التجاري ما بين إشكالية التسمية والمضمون
مختصون: مسرح يفتقر الى الانضباط، والجمهور يضحك على الممثلين

علي العبادي
أثيرت خلال السنوات الأخيرة في الوسط الاكاديمي مشكلة حول مسمى (المسرح التجاري) على مستوى المسمى والمضمون ،على صعيد تسمية (تجاري) هناك من قال لا يوجد مسرح في العالم يدخله المتفرج بدون تذكرة، على صعيد مسمى (شعبي) منهم من قال كل خطابات المسرح هي لكل الشعب، وعلى صعيد (الجماهيري) منهم من قال ان كل المسرح رسالة انسانية موجه الى كل الجماهير دون شريحة معينة . أن المضامين هذا المسرح هي من أثار اشكالية المسمى لدى المهتمين بالشأن المسرحي هناك الكثير من المشاكل التي تفشت في جسد هذا المسرح على مستوى الخطاب الفكري والجمالي والذوقي، الذي أصبح كابوساً مزعجاً يهدد ذائقة المتلقي ويعيق التلقي الجمالي النموذجي ، من أجل الوقوف عند هذا تداعيات المسرح أجرينا هذا الاستطلاع مع بعض المختصين بالشأن المسرحي.
مسرح يفتقر الى الانضباط
المسرحي نور سعيد الخزاعي يقول بهذا الصدد: "المسرح التجاري وان اطلق عليه اسم مسرح ﻻ-;- يحتوي على البنيه المسرحية هو عبارة عن مجوعة مواقف هدفها اما الاغراء او الضحك والهدف واضح من المسمى ... ان وجد نص مسرحي فهو شكلي تماما حيث يغلب الارتجال وخاصة من الممثل النجم ربما يؤدي حتى الى تغيير مجرى الفعل او الموضوع ... اعتقد بان هذه المسرحيات تفتقر الى الانضباط بشكل كبير".
سوق هرج فيه التزام اكثر من المسرح التجاري
الفنان الشاب امير صبيح يستشف أن ما يسمى (بالمسرح التجاري) لا يحتوي على حبكة والتزام وقواعد مسرحية مجرداً العاملين فيه من الخلق، مشبهاً اياه (بسوق هرج) معرباً عن إعجابه بسوق هرج مقارنة بالمسرح التجاري كون الاول كما يرى صبيح فيه الالتزام وأعراف وهذا ما لا يجده في الثاني وختم حديثه بالقول لا أتوخى من هذا المسرح حبكة او التزام كونه قائم على البيع والشراء، لا على العرف الجمالي والفكري.
فايروس المسرح التجاري أنتقل الى التلفاز
في حين يرى الصحفي عبد الهادي البابي ان فايروس المسرح التجاري أنتقل الى الشاشة الصغيرة (التلفاز). وأكد قائلاً الصحفي عبد الهادي البابي كل ماعرض في شهر رمضان من مسلسلات (هابطة المستوى) هي نتاج المسرح التجاري.

جمهور المسرح التجاري أنما يضحك على الممثلين
الفنان جاسم ابو فياض يرى: " أن المسرح كرسالة وجدانيه يرتبط ارتباطا وثيقاً بحركة المجتمع وطبيعة حياته اليوميه المعاشه، إذا ما ذهبنا الى أننا مؤمنين بأن ما نقدمه هو لعموم الناس وليس لشريحة دون أخرى كما في مسرح النخبه,اننا بما نقدمه انما نسهم في رفد الحركة الثقافيه من اجل التنوير ورسم خطوط الثقافة للمجتمع النامي والساعي الى الارتقاء . مضيفاً "أما فيما يخص مصطلح المسرح التجاري الذي أعتمد العروض الكوميديه الضاحكة دون غيرها ،في مواسم الأعياد في مصر ( عيد شم النسيم ) وموسم السياحة والاصطياف في مدن الإسكندرية والسويس، في عشرينيات القرن الماضي عندما أنتبه المستثمرين من ذوي رؤوس الأموال الى أمكانية كسب ارباح لا بأس بها من خلال توظيفها في تلك العروض التي كان يعمل فيها عمالقة المسرح المصري، ومنهم من أنشأ مسرحه الخاص. وأكد ابو فياض كانت تقدم الأعمال الاستعراضية الرائعة والتي تخضع نصاً وعرضاً الى سياقات المسرح التقليديه الرصينة، لذلك تبلور في مرحلة الخمسينات والستينيات مسرح كوميدي ملتزم ورصين قدم أعمالاً كبيره أرتقت الى مصاف المسرح العالمي الذي تمتد جذوره الى كوميديا المسرح الإغريقي العريق .
يستطرد أبو فياض قائلاً لكن ما طرأ عندنا من موجة أبان ظروف الحرب في الثمانينيات أفرزت حالات مجتزأة ساعد في أنشاؤها عسكرة الثقافة والفنون الى تقديم عروض هزيلة خاوية تتخللها العبارات النابيه، ومحاولة أضحاك المتفرج بأية وسيله حتى لو كانت التهريج والإساءة فبات الجميع يعرف أن جمهور المسرح التجاري أنما يضحك على الممثلين الذين يعتقدون أنهم يضحكون على الذقون، لذلك بقيت تلك الأعمال والعروض واقفة عند محطة معينه ولم ترتقي خطوة واحده وهذا لم يمنع بروز بعض المواهب في مجال الكوميديا لكنها بقيت محبوسة ضمن الأطر التي وضعها تجار ذلك المسرح المسخ.

#علي_العبادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل