طلبة جامعيون ومثقفون: الاوضاع السياسية والصراعات تلقي بضلالها على تدني مستوى القراءة

علي العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 18:53
المحور: الادب والفن
    

طلبة جامعيون ومثقفون
الاوضاع السياسية والصراعات تلقي بضلالها على تدني مستوى القراءة

علي العبادي

يقول المتنبي (وخير جليسٍ في الزمانِ كتابُ)، لا يخفى على احد لما للقراءة من دور مهما في التنمية الفكرية للفرد وانعكاساتها عليه من خلال اشتباكه المعرفي والجمالي مع حيثيات القراءة والبحث والتقصي عن المعلومة المعرفية التي تشكل بالأخير رصيداً ثقافياً له يميزه عن الاخيرين بمستواه الثقافي . شهدت مرحلة ما بعد التغيير في العراق انخفاضا ملحوظا في مستوى القراءة، حيث اقتصرت على النخب الثقافية وعلى طلبة الدراسات العليا والمهتمين بالشأن الثقافي، هناك عدة عوامل ساهمت في تدني مستوى القراءة لا سيما عند الشباب، البعض أوعزها الى صعوبة المرحلة التي يمر بها العراق و عدم التشجيع للقراءة والبعض من يعتبر القراءة ضمن النسق المثالي، من أجل الوقف عند هذه الظاهر ومعرفة أسباب عزوف الكثير عن القراءة أجرينا هذا الاستطلاع مع بعض الشباب.
تدني الوضع الامني جعل القراءة محصورة بين النخب فقط
عباس الخفاجي: طالب في كلية الحسين الهندسية يقول بهذا الصدد " اعتقد السبب الابرز في تدني مستوى القراءة هو ضعف وضمور المشهد الثقافي، وأصبحت القراءة محصورة بين النخبة فقط , فالشباب كمثال لا يلقون التحفيز للقراءة من قبل الاهل او الاصدقاء لذا لا يقدمون على القراءة " .
أم الشاعر أمير بولص: يؤكد على ان الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها المواطن العراقي هي أحد الاسباب التي تحيله الى عدم القراءة حيث يقول " بالنسبة لقراءة الكتب اعتقد ان الانسان وخاصة في العراق لا يجد مكانا في فكره للقراءة في الظروف التي يمر بها العراق فالقراءة تحتاج الى تركيز وصفاء الفكر ليترسخ ما يقرأه الواحد منا في فكره ومن ثم يحلله ويستفاد مما قرأه " .
النظام السابق كرس الثقافة لخدمة السلطة وبعض المواطنين يعتبر القراءة ضمن المثاليات
احمد الصافي: طالب في جامعة أهل البيت يرى أن المنعطفات التي مر بها العراق والثوابت لها دوراً مهما في تدني المستوى القراءاتي حيث يقول " الاوضاع السياسية والصراعات تلقي بضلالها على الثقافة بصورة عامة وقد تأتي بإيجابيات ايضا لأنها تحفز الافراد على المطالعة لكن بالعموم تؤثر سلبا على المجتمع . المسلمات عند الافراد تغنيهم عن المطالعة لأنهم يعتقدون ويؤمنون بفكرة الحق المطلق . النظام السابق كرس الثقافة لخدمة السلطة والشعارات القومية والتحول من خدمة القومية الى المذهبية جعل الافراد اسرى لكلام الاعلام والشيوخ . بكل تأكيد القراءة تخلص الفرد من حفرة اوقعه فيها المجتمع . وهنالك ايضا من يقرأ لمن يوافقه الافكار واذا قرأ لمن يخالفه فلا يقرأ بهدف الدراسة انما بهدف الانتقاد، على الفرد ان لا يقرا من اجل الانتقاد ولا يجعل نفسه اسير الكتاب انما يقرأ لهدف الدراسة" .

يستطرد بولص قائلاً " هناك مزاحم للكتاب في قراءته وهو القراءات الالكترونية عبر النت وهذه اذا بدأ الواحد من الناس بالقراءة في موضوع ما، نراه يتمدد في تصفحه لمواضيع اخرى فنراه يتبعثر بين موضوع وأخر وبذلك لن يستفاد من تلك القراءات.
يضيف بولص " الانسان اصبح مشغولا اكثر بالأمور الحياتية وهذا ما يشغله عن القراءة بالإضافة إلى اعتقاد اغلب الناس، إن الكتابات والكتب تحتوي على مثاليات وجماليات لا تتوافر في الحياة، وربما في المستقبل يكون اكثر ازدهارا في تقبل القراءة " .
أسباب عديدة أهمها عدم حب الاطلاع
حافظ البابلي: طالب في كلية الفنون الجميلة يرى هناك أسباب عديدة لتدني مستوى القراءة عند الفرد العراقي ولاسيما الشباب حيث يقول ان من أسباب العزوف عن القراءة "عدم وجود حب للإطلاع
من قبل البعض و لم يجربوا يوما القراءة ويتذوقوا متعتها، الظروف المادية لها التأثير الكامل على تدني مستوى القراءة " .
يضيف حافظ قائلاً "مواقع التواصل الاجتماعي اخذت عقول الشباب وأبعدتهم عن القراءة، الأجيال الحالية ليس لها نظر للمستقبل انها تعبد الاشاعات والماضي، لا زلنا نعاني من الأمية وأثرها الخطير السلبي على المجتمع ،اليوم وفي هذا العصر المرئي لا نجد ان وسائل الاعلام تدعو للقراءة او المطالعة لأن هذا يضارب مصالحها اضافة الى ذلك الأنظمة الدكتاتورية وإثرها على الوعي وفرض نوعية معينة من الكتب في السابق كان لها اثر مستقبلي في عدم حب القراءة من الجيل السابق وبذلك اثر سلبيا على هذا الجيل" .

12/7/2014

#علي_العبادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل