أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - لو في يدي لحبست الغيث عن عراق مستسلم *















المزيد.....

لو في يدي لحبست الغيث عن عراق مستسلم *


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايوجد وطن على الارض لم ينتفض لمقاومة محتليه، وقليلة هي الشعوب التي ترضى أن تهان وجيشها وقواها الشعبية من قبل دول أخرى، وقليلة هي الاحزاب التي ترضى بأن يهين أي كان "شعبها" وجيش "بلادها" وهي صامتة كصمت المقابر. ومن الشعوب القليلة التي ترى نفسها وجيشها يهانان وينعتان بالخوف والجبن من دون ان تحرك ساكنا وكأنها دكّة موتى هو شعبنا العراقي للأسف الشديد، ومن الاحزاب التي ترضى ان يهان "شعبها" و"جيشها" نتيجة صمتهم عن تلك الاهانة هي الاحزاب الشيعية الحاكمة والسنية والكوردية بأكملها، ومن الساسة الذين يحتقرون "شعوبهم" بصمتهم عن عدم رد الاهانة التي تعرض لها هم ساسة المحاصصة بكل اطيافهم دون إستثناء.

لو تحملنا أهانة حزب الدعوة الحاكم وزعيمه الفاشل بأمتياز الحاج نوري المالكي الطويرجاوي بحق مئات الالاف من منتسبي وزارة الداخلية ومنهم الوكيل الاقدم للوزارة الحاج ابوحسنين، عندما أعلن فشلهم جميعا ولأكثر من مرّة من أعتقال مقاول فاسد وأرهابي بحوزته العشرات من المسدسات كاتمة الصوت حسب زعمه ونهوض نجله "أحمد" بالمهمة من المرة الاولى وخلال لحظات، فأننا لانتحمل على أكثر الظن أهانة قاسية ومؤلمة وجهها لشعبنا وجيشه وپيشمرگته وحشده الشعبي المتسلح بفتوى المرجعية وميليشياته الطائفية كالأهانة التي وجهتها القيادة الايرانية لشعبنا وحكومتنا وحكومة الاقليم وباقي التشكيلات العسكرية شبه النظامية "الميليشيات"، عندما أكّدت أن لولا الحاج قاسم سليماني الذي يدير الملف العراقي ومعه 70 رجلا فقط قاتلوا معه لكانت اربيل بل وكوردستان بأكملها سقطت كما سقطت الموصل بيد عصابات داعش المجرمة.

لقد نقلت صحيفة الحدث الجديد "رويداد نو" نقلا عن شبكة "أي بي سي نيوز الامريكية والتي كانت قد تابعت لقاءا تلفزيونيا بقائد القوة الجوية في الحرس الثوري الايراني على قناة "المستضعفين التلفزيونية" والتي نُشِرَت على نطاق واسع في وسائل الاعلام الايرانية، أن الحاج قاسم سليماني زعيم فيلق القدس أستطاع برفقة 70 رجلا فقط من الحرس الثوري الايراني ان يوقف زحف داعش ويمنعهم من دخول اربيل!! وأضاف قائد سلاح جو الحرس الثوري الايراني في لقاءه التلفزيوني أن مستشاري أيران العسكريين نظّموا عمل الميليشيات الشعبية "يعني الشيعية" والتي الى جانب "رجولة" حكّام العراق "حسب تعبيره" وموقف الحوزة الدينية ساهمت مجتمعة بأسقاط سيناريو أحتلال بغداد ومن ثم تحريرها من الامريكان ليعوضّوا فشلهم السابق، مضيفا الى ان الدول التي موّلت الارهاب ودرّبت الارهابيين والتي وصلت تعدادها الى ما يقارب الاربعين دولة أستندت الى القصف الجوي لتدمير مجموعة أرهابية كداعش، فيما الجيش العراقي والميليشيات "الشيعية" قادرتان على الحاق الهزيمة بداعش وأن أحتاجا الى مساعدة فأن هذه المساعدة يجب أن تأتي من دولة مثل أيران!!

أن أنقاذ 71 رجلا فقط لمدينة مثل أربيل من السقوط وبقية أجزاء كوردستان ومعها مدينة آمرلي وفشل الجيش والمليشيات الشيعية وقوات الپيشمرگة بذلك تضعنا أمام سؤالين الأجابة على أي منهما جريمة لاتغتفر. فبعد هذه المهزلة من حقّنا أن نسأل وبصوت عال جدا الحكومة المركزية ببغداد عن جدوى جيش صُرِف على تجهيزه عشرات مليارات الدولارات وليفشل في النهاية بالقيام بمهمة نفّذها 71 رجلا، والذي "الجيش" فرّ قبله تاركا ثلث مساحة البلاد ومن ضمنها ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد بيد عصابات داعش وحلفائها من البعثيين وبعض العشائر السنّية، وهل قادة الجيش الذين ينظرون ببلادة لشهداء "اسبايكر والصقلاوية " والالاف غيرهم علينا مكافئتهم بأحالتهم على التقاعد أو بمنحهم قطع أراض في أرقى مناطق بغداد أن كان هناك رقّي في عاصمة مهملة ، أم بمحاكمتهم في محاكم ميدانية أو على الاقل علنية ومعهم الساسة المدنيون المشرفون عليهم. ومن حقّنا أن نسأل المرجعية الدينية التي أفتت بالمساهمة في الحشد الشعبي " الطائفي" عن عجز من ساقتهم لهذه المعركة من انجاز مهمة نفّذها 71رجلا!؟ كما ومن حقنا أن نسأل القيادات الكوردستانية عن سبب أنهيار قوات الپيشمرگة وفشلها بالتصدي تاركة هذه المهمة لفيلق القدس الايراني برجاله الـ71 ! وأين هي عشرات مليارات الدولارات التي دخلت خزائن الاقليم منذ العام 1991 ليومنا هذا، أيعقل أيها القادة الاشاوس أن تفشلوا من حيث نجح 71 رجلا!؟ كما وأن مأساة الأيزيديين وسبي نسائهم وبناتهم ستظل وصمة عار في جبين من جبن تاركا ساحة المعركة للأفاقين والأرهابيين والبعثيين، وستظل اصابع سباياهم اللواتي تم بيعهن في سوق النخاسة الاسلامية تشير أن لاشرف لساسة المنطقة الخضراء من المتاجرين بدماء شعبنا بمختلف أطيافه.

دعونا نعود الان الى السؤال الثاني مستفسرين أن كان ما قالته الصحافة الايرانية حول البطولات "المزعومة " لقائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني ورجاله السبعين ليست صحيحة بل هي نوع من آلة الدعاية الايرانية فقط، فهل هناك سببا واحدا يدعو عدم قيام حكومة بغداد ومعها حكومة الاقليم والمرجعية الدينية بدفع صفة الجبن والهروب من أمام عصابات داعش، بأبعاد مثل هذه التهمة الشنيعة عن جيشنا وپيشمرگتنا و حشدنا الشعبي ومقاومي آمرلي الشجعان طيلة أشهر من الحصار، وذلك بأصدار بيانات رسمية تكذّب مثل هذه الاخبار وتعيد لشعبنا كرامته؟

كمواطن "عراقي" أشعر بالهزيمة والذل وانا أرى جيش بلدي وأقليمه وحشده المؤمن بفتوى مرجعيته يهابون عدوا هزمه 71 رجلا لاغير. ولكنّ هزيمتي وذلّي يتحولان الى مرارة وأسف شديد على شعب يرى أطفال بلده ونسائه وبناته يباعون في الشوارع وسوق النخاسة بأبخس الاثمان، وهزيمتي وذلّي يتحولان الى صرخة كبيرة بوجه شعب يعيش في مدن محرومة من كل شيء فهي محرومة من الخدمات والأمن والصحة والعمل والدراسة والكرامة، ويهان يوميا عند نقاط السيطرات التي يمر من خلالها المسؤولون والسيارات المفخخة التي تفجر أجساد أبناءه في سماوات الوطن، وتتحول هزيمتي وذلّي الى رثاء ونشيج على شعب يبحث عن فتاوى من معمميه ليتقاتل على أرث أرض ليست بأرضه مع آخرين يبحثون عن فتاوى مشابهة ليكفّروا أبناء وطنهم وليسلموا رقابهم الى عصابات تريد أن تعيدنا الى عصر صدر الاسلام، أيعقل أن يعيش شعبا كاملا على أحداث 1400 عاما مضت تاركا مستقبله وحاضره؟ أن كان الامام الحسين أستشهد في كربلاء مع 72 رجلا من أهل بيته وأصحابه فله اليوم مقاما رفيعا في قلوب كل المسلمين وعلى الاخص منهم شيعة أبيه علي بن أبي طالب وله ولأصحابه قبور معروفة مزينة بالذهب والفضة والديباج يزورها الملايين من عشاقه . أما شهداء سبايكر والصقلاوية وغيرهم فأن الصحراء قد أبتلعتهم والى الابد بعد ان تم سوقهم الى حيث نحرهم في منظر سيبقى عالقا بأذهان كل الخيرين والطيبين الحالمين ببناء عراق لاطائفي ولامكان فيه للصوص والقتلة الذين نهبوا خيرات البلد باسم المحاصصة اللعينة.

أعتذر للشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري كوني أستخدمت بيت شعر من قصيدة له كعنوان للمقالة بعد أن بدّلت "بلد " بـ "عراق" والتي بث فيها لواعج نفسه وروحه لحال شعبه ووطنه عندما قال في أبيات كلها غرر منها....




وكيف يُسمع صوت الحق في بلد ٍ.......... للإفك والزور فيه ألف مزمار

واخش الدخيل فلا تمدد إليه يداً.......... فإنه أي نفَّاع ٍ وضرّار ِ

صرف الدراهم باعوا واشتروا وطني .......... فكل عشرة أميال بدينار

وطغمة ٌ من دُعاة السوء ساقطة ٌ.......... ليست بشوك ٍ إذا عُدَّت ولا غار ِ

مأجورة لم تقُم يوماً ولا قعدت .......... إلا على هتك أعراض وأستار

عوت فجاوبها أمثالها همج ٌ.......... من كل مستصرخ للغي نعّار

الى ان يقول .....

لو في يدي لحبست الغيث عن وطن ٍ.......... مستسلم ٍ وقطعت السلسل الجاري

لقاء قائد القوة الجوية في فيلق القدس مع تلفزيون المستضعفين باللغة الفارسية.
http://mostazafin.tv/latest-video/video/3344_%D8%B3%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%B3%D9%84%DB%8C%D9%85%D8%A7%D9%86%DB%8C-%D8%A8%D8%A7-70-%D9%86%D9%81%D8%B1-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%A7%DB%8C%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%AF



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يا بغداد، وهل سقط الكورد الفيليون من المقالة سهوا؟
- أنطلاق سهام عصابة المالكي نحو حيدر العبادي
- هل سيتقدم ساسة المنطقة الغربية خطوة مقابل خطوة العبادي؟
- لنرفع قبعاتنا عاليا للسيد حيدر العبادي
- -لاله شجر- ودولة رئيس الوزراء وفخامة نائب الرئيس نوري المالك ...
- السيد العبادي في أول ضحكة له على ذقوننا
- مغالطات الميليشياوي هادي العامري حول كركوك و الپيشمرگة
- من يكذب وزير الدفاع أم قائد عمليات صلاح الدين
- قلنا أن حنان الفتلاوي قرچ فقامت علينا القيامة
- مهام ملّحة أمام السيد حيدر العبادي
- المالكي ربُّ الخضراء وللعراق ربُّ - يحميه -
- صدقت ڤ-;-يان ، فتحت راية لا أله الا الله ، يقتل المسلم ...
- أنحراف المثقف العراقي أخطر على وحدة البلاد ومستقبلها من الأر ...
- وا نوريها ومالكيها....!!!
- داعش من عشائر شمّر فمبروك للشمّريين دواعشهم
- صوت الميليشيات في العراق أعلى من صوت الدولة
- والآن هل شفيَ غليلكِ يا حنان الفتلاوي
- البقّال والفشل الأمني المستديم
- الامام علي -ع- وخوزيه موخيكا وشيعة الخضراء
- دولة -دولة القانون- تستورد الكهرباء بدل تصديره


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - لو في يدي لحبست الغيث عن عراق مستسلم *