أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الكحط - إلى صديقي الشاعر خلدون جاويد














المزيد.....

إلى صديقي الشاعر خلدون جاويد


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


كتب الصديق الغالي الشاعر خلدون جاويد مناجاة هذا نصها:

" أبا هيلين / ستوكهولم :
أنا خلف الزمان يا صديقي ! صحتي عدا الشلل، جيدة عموماً. لقد أحسست بكلماتك الرائعة أخوية ًدافئة، دخلتْ في أعماق القلب ولذا أجبتك بقصيدة مُهداة الى أبي هيلين الكبير، الشخصية الوطنية النبيلة. شكراً لك يا أصيل، شكراً لتشوّقك لي وسؤآلك عني. نهارك سعيد مع أعطر باقة ورد.

أنا المُضيّعُ، في قحْط ٍ وفي شظـَف ِ
بلا فنار ٍ بلا مرسى بلا هدف ِ
ضاع المزارُ إلى أهلي فوالهَفي
من دون زادٍ ولا بيتٍ ولا جار ِ

أنا المُضيّعُ في بحر ٍمن الظـُلـَم ِ
في الصمت في الموت في النسيان في العدَم ِ
صرحي تهدّمَ ياروحي كفى ! انهدمي !
إستسلمي إهجري بنيانك الهاري

أنا المُضيّع لا داري ولا بلدي
يعشعش الحزنُ والأوجاع في جسدي
لا أشتكي شللي، سُقـْمي، الى أحد ِ
بل أطوي ناراً على نار ٍ على نار ِ

ما أضيعَ العمرُ في صمت ٍ وظلماءِ
خلف الجدار غريبٌ مبعدٌ ناءِ
موتي حبيبي ومن أغلى أحبائي
لا أبتغي جنة ً أشتاقُ للنار ِ

ألنار تبقى وإنْ نخشى مهذبة ً
من حارقي كوكب الأنوار قاطبةً ً
لا أعشق الأرض مادامت مقسمة ً
مابين صنفين ! أشرار ٍ وأخيار ِ

ذا عالـَـمٌ قاتلٌ ما عدتُ أجرعهُ
لم يبقَ للحُبِّ دينٌ رحت أتبعهُ
دام ٍ مصبّهُ والتنكيل منبعهُ
طاف ٍ على دمنا، في دمعنا جاري !

لـَـكـَـمْ زرعنا أبا هيلين أورادا
والنار تحصد أجدادا وأحفادا
واليوم قد نصبوا للموت أعوادا
هذا عراقـُك َ في أحضان ِ جزّار ِ .

هذا عراقك مشنوقٌ من النهْدِ
من أصغريه ومن مهدٍ الى لحْدِ
أنجدْهُ رغم التهام النار للورْدِ
فربما وردة ٌ ظلـّـت على الصاري

أنجدْ عراقك إنّ السلمْ خيمتـُنا
والحبّ ُوالكوكبُ الوضّاءُ رايتـُنا
متى تـُقامُ مع الأيام دولتـُنا؟
والليلُ داج ٍ عَتِيٌ عاصفٌ ضار ِ

أنجدْ عراقـَك وارفعْ راية َ الشفق ِ
أمّا أنا فغرابُ الموت في أفـُقي
والحبرُ ماعادَ مشتاقا الى ورَقي
ضاعت مع الريح أحلآمي وأشعاري

******


إلى صديقي الشاعر خلدون جاويد

أيها الرقيق أيها الأخ الحبيب لن تضيع مع الريح أحلامك ولا أشعارك، فهل ضاعت أشعار الجواهري القائل ((أنا حتفهم ....))، فلقد ذهبوا إلى حتفهم حقاً وإلى مصيرهم المجهول أمّا هو فبقي خالداً مثلما بقي شعره أيضاً يا خلدون، وأنت أحلامك أحلام الملايين وأشعارك ملك للتاريخ وللإنسانية، فلن تضيع أبداً.أنكَ لست بمُضيّعُ، دارك أينما حللت وأهلك أحبابك الملايين أينما نويت، وسينجلي الأشرار عنا يوما، عليك أيها الكبير بصحتك والإهتمام بها، لتعود معافى لنا بكل عنفوانك الجميل.
أما عراقنا المبتلى بالكوارث، فكم مرّ طغاة عليه، لكنه عاد وتعافى وخرج من بين الرماد، وسوف يخرج حتماً، وتنقشع الغمامات.
ألست القائل:
((أمطِري بغداد خيرا ً أمطِري
وعلى الأشرار نارا أنثري
أمطِري خبزا على كلّ فقير ٍ
أمطِري سُمّا على كلّ ثـَري))

ستلبي بغداد ندائك....
لن تضيع أحلامك مع الريح ولن تضيع أشعارك أبداً، أنك يا خلدون صاحب مسلة العشق الجميل، أشعارك وألحانك وأفكارك التي سطرتها في مئات القصائد الغنية، وأناشيدك الثرية بمضامينها البهية، ستكون كالفنار للأجيال التالية.
إن الغابة المحترقة سوف تخضرُ يوماً، وتزهر أشجارها، وتعقد ثمارها، حينها تتأمل حبيبتك
وسط الغابة أَو فوق الصخور المعشوشبة، تتفتّحُ عيناها كالنرجس، وتفوح وجنتاها كالقرنفل.

نعم يا خلدون نحن نحمل همومّ الفقراء، لكن....ماذا لو أفاقت مدن العراق من سباتها اللعين، وتفجّرت براكين غضبها، فنحن والسياطُ الطبقية منذ الطفولة تعارفنا، ما من مرةٍ تخاصمنا، ما من مرة تفارقنا، ثمانون عاماً والسياط الطبقية تنهكنا، ما زالت كأشواكِ نجوم الليل تلسعنا، ماذا يحدث... ماذا لو نلعنُ هذا الليل الأحمق، ماذا لو نمحوا هذا الليل البهيم، ماذا لو نعيد نشوةَ الأطفال هنيهة، لن نغيظ إنطاكية، ولا سفن الإغريق ستغرق.
فهل نعيد نشوة الطفولة...؟، وهل يتركنا الجلادون يوماً؟
إلى ذلك الحين لك خالص مودتي...

محمد الكحط – أبو هيلين-
ستوكهولم آب 2014م



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم يعقد مؤتمره الرابع
- منحوتات من بلاد ما بين النهرين في باريس
- اللومانتيه مهرجان الفرح والأمل باريس تعيش أحلى أعيادها وتتضا ...
- انتخابات السويد واللحظات الأخيرة
- جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد تقيم معرضها ال ...
- الأنصار الشيوعيون يؤكدون تضامنهم مع أبناء شعبهم
- الطائفية السياسية خرق قانوني للوائح حقوق الإنسان
- جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد تقيم معرضها ال ...
- لجمعية المندائية في ستوكهولم تقيم معرض الفن التشكيلي الثاني ...
- نعم نحبك يا عراق الجالية العراقية في ستوكهولم وعموم السويد ت ...
- فرقة طيور دجلة تبعث برسالة سلام ومحبة
- الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولن الألمانية.. واحة عراقية ...
- الفنان عماد الطائي يطرز فضاء ستوكهولم بألوان قزح
- شهادات الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي شهادات ا ...
- شهادات الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي الفنان ا ...
- ستوكهولم: إحياء الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- فنانون في السويد ويوم المسرح العالمي الفنان فاروق داود: للمس ...
- في يوم المسرح العالمي من ذكريات المسرح الأنصاري يوم بكى الأن ...
- وداعاً محمد سعيد الصكار
- شهادات الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي صالح الح ...


المزيد.....




- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الكحط - إلى صديقي الشاعر خلدون جاويد